تحقيق يرصد الدعارة في السعودية.. لماذا اتهم ناشطون ابن سلمان برعايتها؟

لليوم الثالث على التوالي يواصل ناشطون على موقع إكس "تويتر سابقا" تفاعلهم مع فيلم وثائقي يرصد "الدعارة في السعودية" ويفضح إمعان السلطة في التستر على هذا النوع من الاتجار بالبشر.

الفيلم بثه حساب "تحقيقات البلدة" المنبثق عن حساب خط البلدة المعني بنقل ما يتعمد الإعلام التابع للسلطة إخفاءه.

وكشف الفيلم عن علاقة هذا النشاط المشبوه بأجهزة الدولة، إذ بدأت القصة منذ سنوات حين ظهر وسم #معصيتي_راحتي، والذي يتكرر ظهوره كل يوم جمعة إلى جانب وسوم أخرى منها #سالب_الرياض، #موجب_جدة، مؤكدا أنه من خلال متابعة ورصد استمر سنة كاملة تبين وجود تعمد منهجي لنشر الرذيلة.

وأضاف التحقيق أن الحكومة السعودية هي المسيطر الوحيد على التريندات وتتحكم بها بشكل كامل، متسائلا: "من يريد نشر هذا الانحلال؟ ومن يقف وراء هذه الوسوم والحسابات؟ ولماذا أفسح لها المجال بهذا الشكل؟".

وبين أن أولى خيوط شبكة الدعارة كشفت عن وجود حسابات تروج لها هي وما يعرف بـ"المساج"، عدا الحسابات التي تنشط في الوسوم الأخرى كافة وتغرقها بالتغريدات الجنسية وتروج لما يعرف ببيع الأعضاء التناسلية الاصطناعية.

وأشار التحقيق إلى أن عدد هذه الحسابات بالآلاف، وترتبط بشبكات دعارة وتتاجر بالجنس بشكل شبه علني في المملكة، عارضا عينة بسيطة منها.

وأكد أن الحسابات المذكورة تروج جميعها للدعارة في السعودية، تحت مسميات مختلفة منها "مساج في البيت"، "بيع أعضاء تناسلية اصطناعية"، "بنات من أجل ممارسة الرذيلة"، "علاجات منع حمل وإجهاض ومقويات جنسية نسائية".

وأوضح التحقيق أنه فرز الحسابات وقسمها إلى مجموعات حسب التخصصات واختار عينات عشوائية من كل تخصص للتأكد فعليا من الخدمات التي يقدمونها والصدمة كانت في أن أحدهم كانت منسقة بيت دعارة بالرياض وتوفر بنات ليل بأسعار تتراوح بين 500 إلى 5000 آلاف ريال.

وأثار التحقيق ردود فعل غاضبة واستياء واسعا بين الناشطين على تويتر، إذ شاهده أكثر من 18 مليون شخص، وأعاد نشره قرابة 12 ألف مغرد، فيما غرد على وسم #وثائقي_الدعارة_في_السعودية، الذي نشر التحقيق عليه، أكثر من ـ18 ألف مغرد -بحسب ما أفاد خط البلدة-.

وصب ناشطون جام غضبهم على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، واتهموه بتعمد نشر الرذيلة والبغاء داخل المملكة، مسلطين الضوء على ما حمله التحقيق من معلومات وما كشفه من شبكة دعارة واسعة تمارس مهامها تحت أعين السلطات.

واتهموا السلطات السعودية بتعمد إفساد الأجيال، وغض الطرف عن كل من يسهم في نشر الفساد وإفساد المجتمع، وفي مقابل ذلك تعتقل وتلاحق كل من ينتقدها أو يريد إصلاح المجتمع، ويبدي اعتراضا على الانفتاح وتغريب المجتمع.

الحكومة شريكة

وتفاعلا مع الأحداث، أوضح حساب نحو الحرية، أن قيمة هذا الوثائقي تكمن في تعرية أكاذيب الحكومة حول الحكم وفق القرآن والسنة.

وقال في تغريدة أخرى: "الآن بات معلوما للجميع، أن الحكومة متعاونة وشريكة في رعاية تجارة الدعارة، ففي هذا الوثائقي الحساس، تم الوصول لبيانات وحسابات بنكية وأرقام هواتف وعناوين سكن واضحة للجميع، والحكومة لديها كل هذه المعلومات وتتستر عليها!".

ورأى عبدالله محمد العزي، أن ما ورد في التحقيق المدعم بالوثائق والحقائق فاق كل التوقعات، لافتا إلى أن نظام ابن سلمان يؤسس لشبكات دعارة قذرة في مدن المملكة كافة من أجل غمس الشباب والبنات في مستنقع الانحلال والضياع.

وأكد فيصل الغامدي أن شبكة الدعارة في المملكة مرتبطة برأس الشر والفساد الأكبر: المسمّى وليّ العهد.. وهو في حقيقته ولي العهر، وفق وصفه.

وعلق أحد المغردين على مقطع فيديو لشاب وفتاة يقبلان بعضهما في أحد مواسم الترفيه المقامة تحت رعاية ولي العهد، قائلا إنها الدعارة برعاية محمد بن سلمان.

تفاعل إعلامي

وبرز التفاعل الإعلامي الواسع مع التحقيق الاستقصائي وما كشفه من معلومات، إذ نشرت حسابات ملخصا لما جاء به من بيانات، مشيرين إلى أنه كشف الدور القذر الذي يلعبه النظام السعودي في نشر الرذيلة بين أبناء المجتمع.

ولخص صاحب حساب انفوجراف الدرعية، المعلومات التي جاءت في #وثائقي_الدعارة_في_السعودية.

وسأل الصحفي اليمني أنيس منصور، نظيره المحسوب على السلطات السعودية حسين الغاوي: "الحسابات الإباحية التي كشفتها تحقيق #وثائقي_الدعارة_في_السعودية هل يمكن عمل تحقيق وصحافة استقصائية عنها؟".

وشارك مركز جزيرة العرب للدراسات والبحوث، تقريرا يوضح أن #وثائقي_الدعارة_في_السعودية يفضح سياسات محمد بن سلمان.

وكتب أحد المغردين: "تقرير استقصائي مثير ويبين حجم المؤامرة على أهل الحرمين، وكيف ابن سلمان يشجعها.. لا شك أن دعارة التطبيع مع الصهاينة منسجمة تماما مع سياسة النظام الحاكم في بلاد الحرمين الذي يمهد لأنواع الانحلال الأخلاقي كافة وتدمير المجتمع".

إفساد المجتمع

وصب ناشطون جام غضبهم على ولي العهد السعودي واتهموه بتعمد إفساد المجتمع عبر ما يسمى بحفلات الترفيه والسلوكيات الدخلية على المجتمع.

ورأى الصحفي تركي الشلهوب، أن هذا الوثائقي الخطير فضح مساعي ابن سلمان وشياطينه لإفساد المجتمع، وأن هذا الفاسق لا يتورع عن ارتكاب الموبقات وتلويث الشباب والفتيات بها؛ لكي يحقق رؤياه الشيطانية.

وأوضح محمد بن عبدالله آل علي، أن هذا الشيء ملاحظ بشكل كبير في السناب ومنصة x، ومعروف من يقف خلف هذه الأفعال الخسيسة الوقحة.

ولفت إلى أنه لاحظ تزايد تريندات الإباحية، وانتشار حسابات حقيقية تعرض دعارة، وحسابات سناب تعرض سهرات، وجميعها حقيقي بأرض الواقع في المملكة، ويستهدفون أبناء المملكة والأسرة السعودية.

وأكد محمد مخريد، أنه "إذا كان رب البيت بالدف ضاربا فشيمة أهل البيت الرقص".