تبعات كارثية.. غضب شعبي ومطالب بمحاكمة السيسي بعد إعلان إثيوبيا الملء الرابع للسد

12

طباعة

مشاركة

موجة غضب واسعة أثارها إعلان إثيوبيا في 10 سبتمبر/أيلول 2023، إتمام الملء الرابع والأخير لخزان سد النهضة على نهر النيل الأزرق، لتوليد الطاقة الكهرومائية، والذي ترى فيه مصر والسودان "تهديدا خطيرا" لإمداداتهما الحيوية من المياه.

رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، هنأ في تغريدة على حسابه بموقع "إكس" مواطنيه بمناسبة اكتمال تعبئة السد بنجاح، قائلا "لقد أثمرت مثابرتنا الوطنية في مواجهة كل الصعاب".

وأضاف: "أعلن بسرور بالغ أن التعبئة الرابعة والأخيرة لسد النهضة تمت بنجاح".

ونددت وزارة خارجية النظام المصري بإعلان إتمام الملء، وعدت ذلك انتهاكا جديدا من أديس أبابا وعبئا على المفاوضات التي استؤنفت بينهما أخيرا، ويعد استمرارا من جانب إثيوبيا في انتهاك لاتفاق إعلان المبادئ الموقع بين مصر وإثيوبيا والسودان عام 2015.

وينص إعلان المبادئ على ضرورة اتفاق الدول الثلاث على قواعد ملء وتشغيل السد الإثيوبي قبل الشروع في عملية الملء.

وقالت الوزارة في بيان إن "اتخاذ إثيوبيا مثل تلك الإجراءات الأحادية يُعد تجاهلا لمصالح وحقوق دولتي المصب وأمنهما المائي الذي تكفله قواعد القانون الدولي"، في إشارة إلى مصر والسودان.

واستنكر ناشطون ضعف بيان الخارجية المصرية وعدوه "سبة في جبينها وإهانة لها"، ويحمل بكاء وضعفا وقلة حيلة من أمام أفعال إثيوبيا وانتهاكاتها لحقوق مصر المائية، مشيرين إلى أن "النظام المصري لم يحفظ حقوق المصريين".

وعبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسم #سد_النهضة، هاجموا رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي، واتهموه بالتفريط في ثروات مصر المائية، وخيانة الشعب، تستوجب المساءلة والمحاكمة العادلة، مذكرين بتصريحات سابقة له.

يوم أسود

وتفاعلا مع الأحداث، وصف الحقوقي والإعلامي، هيثم أبو خليل، يوم الملء الرابع لسد النهضة بأنه: "يوم أسود في تاريخ مصر"، متسائلا في تغريدة أخرى: "أين ذهب الخط الأحمر".

وقال مدير منظمة "حقهم للدفاع عن سجناء الرأي"، مسعد بربري: "يوم أسود في تاريخ مصر الحديث؛ بل ربما الأشد سوادا على الإطلاق..".

وتابع: "ففي اللحظة التي تعلن فيها إسرائيل البدء الفعلي لتشييد مشروع خط السكة الحديد بين الشرق والغرب مع عدد من الدول (يمر عبر مضيق تيران) والذي سيكون تأثيره ي  على قناة السويس، تعلن إثيوبيا اكتمال ملء سد النهضة!!".

وتهكم الإعلامي حمزة ذوبع، على تهنئة آبي أحمد لكل من شارك في هذا العمل، قائلا من "حقك يا أبو أحمد باشا.. ما أنت لو لقيت حد قصادك ما كنش ده يبقى حالك".

خيانة السيسي

وصب ناشطون جام غضبهم على رئيس النظام المصري واتهموه بالخيانة والعمالة لتفريطه في موارد البلد ومياهها، مؤكدين أنه "لا يؤتمن على أي قرار يخص البلد".

وسخر يحيى غنيم، من شكر آبي أحمد المساهمين فى سد النهضة، قائلا: "يا أبا أحمد ياولدي؛ أنت مدين فى نجاحك بتمرير مشروع سد النهضة للزعيم الشيصى (السيسي)! ومن لم يشكر الناس لا يشكر الله ولولا الزعيم الشيصى ما كان سد ولا يحزنون!".

وقالت المغردة فاطمة، إن "مياه مصر خط أحمر، جملة قالها السيسي لنا، ومن وراء الشعب فرط وتنازل وقبل المماطلة ولم يكن عنده غير الشجب من تعنت إثيوبيا وهو ساكت ومتابع فى صمت مريب حتى انتهاء الملء الرابع، وهو في يده يوقف المهزلة، لكنه لم يفعل لأنه خائن وعميل"، متسائلة: "إلى متى سنبقى صامتين؟"

وعقب الباحث والمحلل رامي عزيز، على وسمي #السيسي_خربها، #سد_النهضة، قائلا: "فعلا".

وأعاد نشر تغريدة سابقة له قال فيها إن "المصريين لم يتبق لهم غير الحرب أو الموت عطشا وجوعا على يد الإثيوبيين ومن يدعهم"، مضيفا: "سيذكر التاريخ أن هناك جاسوسا وعميلا حكم مصر ودمرها لصالح الصهاينة".

بيان الخارجية

وأعرب ناشطون عن استيائهم من بيان الخارجية ونظام مصر وما تضمنه من إشارة إلى انتهاك إثيوبيا إعلان المبادئ الموقع معها عام 2015، وحديثها عن تجاهلها مصالح وحقوق دولتي المصب وأمنهما المائي، وعدوه دليل ضعف، مستنكرين ترويج إعلاميين محسوبين على النظام أن "الملء فشل".

وسخر المستشار الرئاسي السابق، مراد علي، من إصدار وزارة خارجية النظام بيانا وصفه بأنه "ناري" ردا على ملء خزان سد النهضة في إثيوبيا وتهدد أنه "يضع عبئا على مسار المفاوضات".

وتهكم قائلا: "طبعا زمان آبي أحمد رئيس وزراء إثيوبيا مش عارف ينام من الخوف على مسار المفاوضات"، متسائلا: "هل هناك أضعف و أغبى ممن يديرون المشهد في مصر الآن؟"

وعلق مهندس صلاح الدين، على بيان الخارجية المصرية والزعم بأن الملء الرابع هو الأخير قائلا: "الكذابون المجرمون.. هذا الكلام غير صحيح..".

وأضاف: "مهما كان الخراب الحادث لمصر أنتم مكملين ليه؟ حقيقي غير قادر على الفهم.. بتشجعون على خراب مصر بدلا من المحاسبة".

واستهجن حسن سالم، شجب مصر وتنديدها بملء سد النهضة، وقول البيان إنه مخالف للقوانين، متسائلا: "منذ متى إثيوبيا التزمت بقوانين".

وأكد سالم أن "هذا الكلام لا ينفع مع دولة ترفض الحوار مع دول الجوار"، ووصف ما حدث بأنه "تعنت واستهانة بمصر"، قائلا: "ربنا يستر على أمننا المائي".

وعلق الصحفي والإعلامي بقناة الشرق، عماد البحيري، على موقف مصر، قائلا: "هذا بيان وزارة الخارجية حول سد النهضة وبتقول إن إثيوبيا لم تلتزم، وده واحد من الناس العبيطة اللى مشغلهم تلفون السامسونج بقول إن السد فشل رسميا، للمرة الألف هؤلاء لو يخاطبون بهائم كانوا احترموا عقلهم شوية".

تبعات الملء

وبرز حديث ناشطين عن التبعات الكارثية للملء الرابع لسد النهضة، وتوقعوا أن تشهد الأعوام القادمة جوعا وعطشا بسبب تخفيض حصة مصر السنوبة من المياه، داعين إلى محاكمة السيسي ونظامه.

وأعادت الكاتبة الصحفية آيات عرابي، نشر مقال سابق لها، حذرت فيه من أن "مصر مقبلة على مجاعة تكشر عن أنيابها ببطء، ربما فاقت في ضراوتها وبسبب عدد السكان الكبير في مصر، الشدة المستنصرية التي وقعت في مصر منذ حوالي سبعة قرون حين أكل الناس القطط والكلاب".

وأضافت أن "مصر بصدد فقدان ملايين الفدادين من رقعتها الزراعية مع بدء تشغيل سد النهضة (فقدت جانبا من الرقعة الزراعية غير محدد حتى الآن) والاستغناء عن زراعة محاصيل بعينها تحتاج إلى الماء ثم موجة غلاء ضارية تأكل الأخضر واليابس في ظل انهيار قيمة العملة ومع عدد سكان كهذا".

وكتب إبرهيم الجندي: "الملء الرابع لسد النهضة انتهى والسيسي ما زال يتفاوض!!، إثيوبيا قطعت المياه عن مصر والسودان.. الجفاف سيظهر بعد ستة أشهر من الآن.. الصيف المقبل سيكون حارا جدا". ودعت مها حسين، إلى "محاكمة عاجلة للسيسي ونظامه باسم الشعب بتهمة الخيانة العظمى بعد ضياع ماء النيل، متوقعة نهاية المصريين وتعرضهم للموت من العطش وهلاك الحرث والنسل والمجاعة". وكتب أحد المغردين: "غير قادر على التصديق ولم أجد تفسيرا، إثيوبيا منعت عنا بالفعل حصة الميه والفيضان على وشك الانتهاء دون وصول متر مكعب، ليس هناك أي تحرك لمواجهة إثيوبيا وخلصت الملء الرابع، وإحنا قاعدين لا حس ولا خبر.. يا جماعة فاهمين إحنا داخلين على موت المياه دي حياة".