"أعنف زلزال منذ قرن" يضرب المغرب.. وناشطون يتساءلون: أين حكومة أخنوش؟

12

طباعة

مشاركة

في كارثة طبيعية هي الأعنف منذ قرن، تعرض المغرب لزلزال قوي نادر في ساعة متأخرة من مساء 8 سبتمبر/أيلول 2023، أسفر عن وقوع أكثر من 800 قتيل وما يفوق 600 مصاب.

وضرب الزلزال البالغة قوته سبع درجات بمقياس ريختر، عدة مدن مثل العاصمة الرباط والدار البيضاء، ومكناس وفاس ومراكش، وأغادير وتارودانت، وفق المعهد الوطني للجيوفيزياء (حكومي) الذي وصف الزلزال بأنه "الأعنف منذ قرن".

وناشدت السلطات الصحية المغربية المواطنين التبرع بالدم لإنقاذ مصابي الزلزال، فيما شرعت السلطات في عمليات بحث عن العالقين تحت الأنقاض. وبحسب منظمة الصحة العالمية تضرر أكثر من 300 ألف شخص في مراكش وضواحيها.

وتقدمت دول عدة بالتعازي والمواساة للمغرب، كما أعرب ناشطون من البلدان العربية كافة عن تضامنهم الواسع مع المملكة وقدموا واجب العزاء، ورثوا الضحايا وتمنوا الشفاء للجرحى، وطالبوا الحكومات العربية والإسلامية كافة بتقديم سبل الدعم والمساندة المطلوبة. 

وعبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية على موقع إكس (تويتر سابقا) ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #زلزال_مراكش، #زلزال_المغرب، #زلزل، وغيرها، أعرب ناشطون مغاربة عن استيائهم وغضبهم من ضعف دور حكومة عزيز أخنوش وغياب الدور الإعلامي عن الأزمة.

وصبوا جام غضبهم على الملك محمد السادس، مستنكرين غياب جميع مسؤولي الدولة عن الوقوف مع الشعب في هذا اليوم العصيب، وعدم زيارتهم للمناطق المنكوبة والإشراف على عمليات إنقاذ الضحايا وإجلاء الموتى وتقديم الدعم والمساندة للمتضررين والتعازي لذويهم، سوى بعض المواقف الضعيفة.

وتداول ناشطون صورا ومقاطع فيديو توثق اللحظات الأولى للزلزال، وأخرى ترصد ما خلفه من دمار وانهيار للوحدات السكنية، مسلطين الضوء على تغريدات لخبراء غربيين تنبأوا بالزلزال قبل أيام من وقوعه، ما ضاعف الغضب المغربي من التقاعس الحكومي في تفادي الآثار وتحذير الشعب.

ودعا جزائريون لوضع الخلافات والتوترات بين المغرب والجزائر جانبا والتحرك تجاه الرباط وتقديم المساعدات للمناطق المنكوبة وإنقاذ المتضررين وإسعافهم بشتى السبل الممكنة، فيما برز التضامن الخليجي والعربي.

استياء وغضب

وتفاعلا مع الأحداث، تساءل المحلل السياسي سمير بينس: "أين الإعلام الرسمي، وأين الحكومة؟ ولماذا لم تقطع القنوات الرسمية كل البرامج من أجل إخبار الرأي العام الوطني بما جرى في جميع الأنحاء؟"

وقال: "من النادر أن يضرب زلزال بلادا بأكملها والحمد لله أن الله لطف بعباده، ولكن أضعف الإيمان هو أن تقوم الحكومة بوظيفتها وأن تتواصل مع المواطنين من أجل إخبارهم وطمأنتهم أو مدهم بالنصائح إذا دعت الضرورة".

كما تساءل أحد المغردين: "أين الملك؟"، مشيرا إلى أنه يقضي عطلته في باريس غير آبه بما يحدث، بينما ضرب زلزال مدمر مراكش وخلّف ما يقارب الألف ضحية.

ولفت إلى أن المسؤولين لم ينتقلوا إلى مكان الزلزال لمواساة عائلات الضحايا ومعاينة الأضرار.

دراسات وأبحاث

وحث ناشطون على إيلاء أهمية قصوى لمراكز الأبحاث والدراسات المعنية بالتنبؤ بالكوارث الطبيعية ورصدها قبل وقوعها كخطوة أولى لتجنب تبعاتها. 

وأهاب الباحث العلمي عصام حجي، باسمه ونيابة عن المئات الباحثين، بالقادة العرب شرقا وغربا لدعم مراكز دراسة المخاطر الطبيعية التي تعاني من تقليص مستمر في مواردها لحد الإغلاق.

وأشار إلى وقوع زلزال في المغرب، حرائق في تونس والجزائر، وأزمة مياه في مصر وليبيا والعراق والسودان، وتآكل سواحل وسيول في دول الخليج. 

وأعرب أستاذ الجيوفيزياء محمد فاروق، عن أسفه من أن أبحاث ودراسات الجيوفيزياء هي الأقل دعما وإنفاقا داخل المؤسسات العلمية.

وأشار إلى أن المغرب به نشاط تكتوني في جبال الأطلس على امتداد الفوالق لكن أغلبها ليس نشطا ولو كان بعضها نشطا فلن تكون بهذا العنف إلا لو حدث ضغط كبير عليها من اللوح الاوروبي.

وأعاد صاحب حساب مجتهد العراق، نشر تغريدة للعالم الهولندي فرانك هوغربيتس، الذي بنى أبحاثه التطبيقية على دراسة لباحث عراقي، حذر فيها قبل يومين من حدوث زلزال والآن قد حدث.

وقال: "بصفتي خبير في تصاميم الأبنية ضد الزلازل فإن نظرية تأثر الطبقات التكتونية والفوالق الزلزالية بالجاذبية الناتجة عن موقع القمر والكواكب صارت لها مصداقية عالية".

تضامن جزائري

ورأى ناشطون جزائريون أن الوقت حان لفتح الحدود، والمجال الجوي، وتقديم التعازي وإرسال المساعدات لأهل المغرب، داعين إلى التعامل بإنسانية أكثر وتجنيب الخلافات، لأن الوضع كارثي.

وبالفعل، أعلنت الجزائر عن فتح مجالها الجوي أمام الرحلات لنقل المساعدات الإنسانية والجرحى بعد زلزال المغرب. كما أعربت الجزائر، عن تعازيها للمملكة في ظل توتر وقطيعة دبلوماسية بين البلدين سببها الرئيس الصحراء الغربية.

وذكرت وزارة الخارجية الجزائرية في بيان: "تتابع الجزائر ببالغ الأسى والحزن تداعيات الزلزال العنيف الذي أصاب عدة مناطق بالمملكة المغربية".

وأضافت: "تتقدم الجزائر بخالص التعازي وصادق المواساة لأسر الضحايا وللشعب المغربي الشقيق، مع خالص التمنيات بالشفاء العاجل للمصابين"، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الجزائرية.

وأكد الكاتب والباحث الجزائري مصطفى بخوش، على وجوب ألا تترك الجزائر الشعب المغربي وحده في هذه المحنة، داعيا إلى إقامة جسر جوي يربط بين البلدين لتقديم المساعدات الإنسانية.

وحث على تنظيم حملات تضامن شعبية لجمع التبرعات وتنظيم قوافل إغاثية، وفتح الحدود البرية استثناء للسماح للقوافل الشعبية بالوصول إلى الأشقاء بالمغرب.

وكتب الكاتب والحقوقي والباحث في الشؤون الدولية أنور مالك: "ضحايا الزلزال في المغرب الشقيق وخالص مواساتنا لأحبتنا المغاربة، ونتضرع لله تعالى أن يتقبل موتاهم في عليين مع الشهداء والصالحين ويشفي جرحاهم ويعوضهم خيرا على ما فقدوه".

مؤازرة عربية

وأشار الكاتب الفلسطيني جهاد حلس، إلى وقوع مئات القتلى والجرحى في زلزال مدمر في المغرب، داعيا الله أن يلطف بأهله، ويتولى أمرهم، ويؤمّن خوفهم، ويسكن الأرض من تحتهم.

كما دعا الله قائلا: "اللهم ارحم ميتهم، واشف مصابهم، وآوِ مشردهم، واجبر كسرهم، وأنزل عليهم سحائب لطفك ورحمتك، اللهم أبعد عنهم الزلازل والفتن ما ظهر منها وما بطن".

وتقدم الكاتب المصري أحمد عبدالعزيز، بخالص العزاء والمواساة في ضحايا الزلزال الذي ضرب المغرب الشقيق، سائلا الله تعالى لهم الرحمة والمغفرة، ولذويهم الصبر والسلوان، وللجرحى الشفاء العاجل، وللمتضررين العون على تحمل تبعات هذا المصاب الجلل.

وقال المحامي الكويتي ناصر الدويلة: "نعزي إخواننا في المغرب بضحايا الزلزال المدمر الذي أصاب جنوب غرب مراكش ونسأل الله أن يرحم الموتى ويشفي الجرحى ويثيب المتضررين خيرا مما أصابهم من ضرر".

وأشار إلى أن الزلازل والكوارث من قضاء الله وقدره، سائلا الله سبحانه أن يدفع عن المسلمين كل مصيبه وأن لا يؤاخذنا بذنوبنا ويرحمنا برحمته.

وأكد المغرد العماني عبدالله ميسرة، أن مساعدة الشعب المغربي في هذه المحنة الكبيرة فرض على كل الشعوب العربية والإسلامية.