8 سنوات عجاف.. يمنيون يهاجمون السعودية والإمارات على ما جلباه لبلدهم

12

طباعة

مشاركة

أطلق ناشطون يمنيون حملة إلكترونية لتعريف العالم بمعاناة بلدهم جراء حصار التحالف السعودي الإماراتي المتواصل منذ مارس/ آذار 2015، ما أسفر عن تدهور الوضع المعيشي في جميع المحافظات.

الحملة جاءت في أعقاب مصادقة مجلس الوزراء اليمني برئاسة معين عبد الملك، على مشروع اتفاقية إنشاء شركة اتصالات مشتركة بين المؤسسة العامة اليمنية للاتصالات وشركة إماراتية لتقديم خدمات اتصالات الهاتف النقال والإنترنت في اليمن.

وتمت المصادقة في 21 أغسطس/ آب 2023، غداة تحذير أعضاء بمجلس النواب من المضي في إبرام الاتفاقية التي تنص على بيع بعض أصول شركة “عدن نت” الحكومية لصالح شركة NX الإماراتية، قبل صدور تقرير اللجنة البرلمانية والمصادقة عليه ومخاطبة الحكومة بنتائجه.

كما جاءت الحملة في أعقاب إعلام المؤسسة العامة للكهرباء بعدن في 20 أغسطس 2023، خروج نحو 80 بالمئة من محطات الكهرباء عن الخدمة، نتيجة عدم توفر الوقود الكافي، وارتفاع حجم الطلب على الطاقة.

وهو الأمر الذي فاقم معاناة المواطنين، ما دفع ناشطين على منصة إكس "تويتر سابقا" إلى مهاجمة التحالف السعودي الإماراتي واتهامه بنهب ثروات اليمن.

وأعربوا عبر تغريداتهم على وسم الحملة #حصار_اليمن_ظلم_وعدوان، عن استيائهم من الحال الذي أصبحت عليه العاصمة اليمنية، من افتقار للكهرباء والأمن والأمان وكل مقومات الحياة الكريمة، مشيرين إلى أن الصراع في اليمن تسبب بأكبر أزمة إنسانية في هذا القرن.

خيانات التحالف

وتفاعلا مع الأحداث، أكد الصحفي توفيق أحمد، أن هذا التحالف لو كان خيرا لليمن واليمنيين لكان الواقع ملموسا للناس في مناطق ما تسمى بالمحررة.

وأضاف: هي في الحقيقة مناطق احتلال ممنهج ومعاناة متصاعدة بصناعة سعودية وإماراتية وكارثة إنسانية بشهادة الأمم المتحدة، ولم يصنع هذا التحالف أي مشروع لإنقاذ المواطن.

وقال رئيس منتدى السلام ووقف الحرب في اليمن عادل الحسني، إن التحالف مكن مجاميع من اللصوص والقتلة حتى أصبحوا رؤساء وقيادات ومن ذوي الثراء والثروة.

وأضاف: هذا الشعب يقاتل لقوت يومه ويبحث عن مصادر النجاة وسط الحاجة والمجاعة في مدن مليئة بالخوف والفتن، متسائلا: "هل كان سيحدث كل ذلك لولا قذارة السياسة وخبث الخارج؟".

وكتبت فاطمة شرواح المهري: "اتفق آل سعود وآل نهيان على دمار اليمن ونهب ثرواته وعلى أبناء اليمن أن يعرفوا أنه خلال ثماني سنوات نهب التحالف السعودي الإماراتي مليارات الدولارات من النفط والغاز والثروة السمكية الهائلة ويتصدقون على اليمنيين بالفتات من ثروات بلادهم".

وأضافت في تغريدة أخرى: " تستطيع السعودية شراء لاعب كرة قدم واحد بمليار دولار من أجل استقطاب السياحة وتحسين صورة آل سعود بعد الجرائم الأخيرة وتستطيع عقد صفقات مع الكثير من الفنانين والفنانات والراقصات ولكنها تفشل في إيجاد كهرباء لمدينة عدن أو إعادة إعمار اليمن أو دعم العملة اليمنية".

وتساءلت إيمان التميمي: "لماذا يستحقروننا!؟"، موضحة أن "لا مظلومية أكبر من مظلومية حصار تعز في اليمن".

وقالت وداد سيف، إن التحالف لو كان يريد الخير لشعب اليمن لكان واقع معيشتنا في مناطقنا المحررة من الحوثي بفضل تضحية خيرة رجالنا في استقرار وأمان ودولة.

واستدركت: "لكن نعيش في معاناة وكارثة إنسانية بشهادة الأمم المتحدة، متسائلة: "ماذا صنع التحالف لنا وماذا فعل في الواقع من مشروع لإنقاذ المواطن؟".

المناطق المحررة

من جانبه، لفت صاحب حساب الرادع المهري، إلى أن الاحتلال السعودي الإماراتي جاء وأطلق الوعود بحل مشاكل الخدمات وعلى رأسها مشكلة الكهرباء في المناطق المحتلة، واليوم وبعد ثماني سنوات تحولت المناطق المحتلة إلى جحيم بسبب الاحتلال وأدواته في المهرة وعدن وكل أرض جنوب اليمن.

وأشار صلاح العزمي، إلى أن النساء يخرجن في مظاهرات للمطالبة بالكهرباء وبقية الخدمات، قائلا: "لو كان العليمي ومعين عبدالملك عندهم شرف ورجولة ما وصل الحال إلى أن تخرج النساء للشوارع للتظاهر ضدهم بسبب فسادهم وسرقهم حقوق الشعب".

وعرض الصحفي رضوان العمري، صورتين، قال إن الأولى لطابور لقيادات من يسمون أنفسهم بالشرعية ينتظرون الفتات في بلاط صاحب "السموم"، والثانية لطوابير وازدحام للمواطنين للحصول على قطعة ثلج في المناطق الواقعة تحت السيطرة الشرعية والتحالف.

وأكد عبدالله العيدروس، أن الوضع في اليمن لا يحتمل المزيد من المجاعة، مشيرا إلى أن في اليمن لا يعيشون إلا من كان له منصب مع التحالف أما بقية الشعب فحدث ولا حرج مجاعة حقيقية ولا يتحملها أي مواطن من الخليج.

وقال لكل من له علاقة بأزمة اليمن وتجويع شعبه: "قف عندك هذا يكفي، هناك أناس يموتون بسببكم بسبب الأمراض الفتاكة".

وأكد عبدالله الحميري، أن نتيجة الحرب معاناة ما بين 71 بالمئة و 78 بالمئة من اليمنيين الفقر، كما يحتاج أكثر 21.6 مليون شخص في اليمن الآن إلى المساعدة الإنسانية وخدمات الحماية.

معاناة اليمن

بدوره، كتب الإعلامي صالح منصر اليافعي: "الناس تعبت إلى متى يستمر هذا الحصار، نتحدث عن المناطق التي يسمونها محررة، بينما الحقيقة هي مناطق محتلة، إغلاق وتعطيل متعمد للموانئ والمطارات والطرقات من قبل التحالف، ثماني سنوات عجاف!!".

وأشار عبدالله محمد، إلى أن التحالف يمنع ويعرقل منذ تسع سنوات متواصلة تصدير الغاز والنفط اليمني، والعملة اليمنية انهارت، وتضاعفت الأسعار وتوسعت رقعة الفقر.

وتساءل: "هل تريدون دليلا أكبر من هذا على أنه مخطط تجويع متعمد ومقصود يهدف لتركيع الشعب اليمني فجعلوه يواجه أكبر مأساة إنسانية في هذا العالم؟".

ووصف حافظ اليمني أطراف التحالف اليمني بأنهم "عابثون جميعهم"، مشيرا إلى مرور 9 سنوات ومازالت مسرحيتهم الهزلية تعبث بالوطن، وتساءل: "متى يصحو الشعب".

واستنكرت الدكتورة إيمان الذبحاني، موت الشعب اليمني جوعا بينما حكومة الشرعية تموت تخمة في فنادق التحالف، عارضة صورة من شوارع تعز يرفع فيها محتجون لافتات مناهضة للحكومة والتحالف.

وعرض شهاب الحامد صورة تظهر مدينة عدن مظلمة نتيجة انقطاع الكهرباء، قائلا: "هكذا تبدو عدن وقد كساها الظلام في عهد ملك الإنسانية سلمان بن عبدالعزيز.

وأضاف: "صورة من صور الخذلان العربي، وموت الضمير الإنساني وتوسيد الأمر إلى غير أهله"، مستطردا: "سجل يا تاريخ واكتب يا قلم إننا في عدن نمتحن كالأنبياء ونبتلى كالأولياء أمام مرأى ومسمع قادة التحالف والمبعوث الأممي والأمريكي".

ورأى القائم على حساب يمانيون ضد الإمارات، أن التحالف يتحمل مسؤولية قانونية وأخلاقية أمام اليمنيين وأمام العالم على سياساته في تدمير الاقتصاد اليمني بشكل ممنهج منذ سنوات.

جريمة إماراتية

فيما عد عبدالرب الفتيحي، المصادقة على مشروع اتفاقية الاتصالات، هو الأخطر، محذرا من أنه سيكون أكثر كارثية.

وأوضح أن أخطر ما سيؤدي لنتائج تدميرية، على المستوى الاجتماعي والسياسي والاقتصادي، واصفا الإمارات بأنها "دولة لا عهد لها ولا ذمة، وكل مشروعها تخريب واختراق الدول، ولديها مشروع أكثر خطورة على الواقع اليمني".

وصنف عبدالله ناصر أحمد، موافقة مرتزقة الإمارات في اجتماع حكومة معين أمس في عدن على إنشاء شركة اتصالات مشتركة لتقديم خدمات اتصالات الهاتف النقال والإنترنت بين اليمن والإمارات جريمة تضاف إلى جرائمهم، مؤكدا أنها نفس السياسة التي تعتمدها الإمارات في مصر للسيطرة على أصول البلد الكبرى. وقال سالم ربيح: "لم يبق شيء إلا وشرعنوا سرقته لربيبتهم الإمارات.. مجلس الوزراء يصادق في اجتماعه في عدن على الاتفاقية الموقعة بين المؤسسة العامة للاتصالات والشركة الإماراتية NX بشأن إنشاء شركة اتصالات مشتركة لسرقة الهاتف النقال والإنترنت ومنح ترخيص تقديم خدمات النقال وتشغيل وترخيص الطيف الترددي!!". وأكد خليل البرطي، أن ما يقومون به من تعطيل لدور مجلس النوب هو لتمكين معين والفاسدين الذي في حكومته من العبث في اليمن، قائلا إن ما قاموا به من اتفاقيه مع الإمارات لإنشاء شركة اتصالات هو أكبر جريمة ينتهكها معين بحق اليمن ويجب محاسبتهم.

وحذر: "إذا تم السكوت فستجدونه غدا يعمل اتفاقيات تأجير للجزر اليمنية".

وناشد الشيخ حسن القليصي، العالم الغافل قائلا: "هل تعلم أن هناك دولة اسمها اليمن تعاني مرارة العدوان والحصار منذ تسع سنوات ولم نسمع لكم أي موقف أو مجرد إدانة فهل مات الضمير العالمي؟".

ولفتت إلى أن التحالف والمجتمع الدولي تحت نظر الشرعية رفعوا الحصار عن موانئ ومطارات المليشيات الحوثية ومهتمين بقضايا ومناطق حالها أفضل من تعز المظلومة حصار مدينة بأكملها له تسع سنوات.