تفاعل واسع مع فشل الاحتلال بصد مقاومة الضفة وارتباكه في البحث عن صائد مستوطنيه

12

طباعة

مشاركة

تزامنا مع تصعيد الاحتلال الإسرائيلي اقتحاماته للمسجد الأقصى ومناطق عدة بالضفة الغربية وتنكيله بالأسرى الفلسطينيين، نفذ مقاوم لم تُكشف هويته عملية إطلاق نار في بلدة حوارة قرب نابلس.

ونجح المقاوم في الانسحاب بعد تنفيذه العملية في 19 أغسطس/ آب 2023، والتي أسفرت عن مقتل مستوطنين إسرائيليين، ودفعت قوات الاحتلال على إثر ذلك بتعزيزات إلى قرى وبلدات جنوب نابلس بحثا عن منفذي العملية.

وعرض إعلام الاحتلال الإسرائيلي، مقاطع فيديو قال إنها تظهر منفذ العملية وهو يترجل ويطلق 5 رصاصات من المسافة صفر على المستوطنين داخل محل لغسيل السيارات على الشارع الرئيس في بلدة حوارة، ثم لاذ بالفرار.

وخلال عملية البحث، داهمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مسجدا ومحلا تجاريا، في بلدة بيتا، جنوب نابلس، كما اقتحمت مدنا وبلدات بالضفة، مخلفة عددا من الجرحى بينهم مستوطنون ظنا أنهم فلسطينيون.

وأوضحت مصادر إعلامية أن عملية حوارة رفعت عدد القتلى الإسرائيليين منذ مطلع عام 2023 إلى 33 قتيلا؛ كما رفعت العمليات التي نُفِّذت في حوارة إلى 10.

وابتهاجا بالعملية، وزع مواطنون في خان يونس جنوب قطاع غزة ومقاومون من كتيبة طولكرم شمال الضفة الحلوى على المارة، وتبادلوا التهاني والتبريكات.

وعبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية على موقع إكس "تويتر سابقا" ومشاركتهم في وسمي #عملية_حوارة، #حوارة، وغيرها، تمنوا السلامة لمنفذ العملية، وتداولوا تغريدات تشدد على ضرورة الحذر من تداول أي معلومات أو صور ومقاطع فيديو قد يستدل منها الاحتلال على المنفذ.

إشادة بالعملية

وبارك الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الدكتور عبداللطيف القانوع، عملية إطلاق النار البطولية في حوارة، مؤكدا أنها نتاج وعد المقاومة الثابت والمستمر للدفاع عن الشعب والرد على جرائم الاحتلال وحماية الأقصى من خطر التقسيم والتهويد.

وتوعد بأن تظل ضربات المقاومة متواصلة وممتدة لتطال جيش الاحتلال ومستوطنيه وإفشال مخطط حكومته ببناء الهيكل الموهوم على أنقاض الأقصى.

وقال إن "المقاومة الفلسطينية وأبطالها الثائرين حطموا هيبة جيش الاحتلال وقطعان مستوطنيه ولن تحد الاغتيالات والاعتقالات والملاحقات من ضرباتهم بل ستظل موجهة ومسددة دفاعا عن الأقصى."

وكتب الصحفي أحمد أبو النصر: "في حوارة من جديد لحن الصوار يعزف بالرصاص".

وقال في تغريدة أخرى: "ثأرا لقدسنا وانتقاما لأسرانا في حوارة الرد السريع".

وتحت عنوان حوارة أحسنت الحوار، قال الكاتب والمحلل السياسي عبدالله العقاد: "كلما ظننا في ثورتنا..، وأخذتنا الظنون بها بعيدا، لشدة ما نجد ضدها، من قمع وتنكيل وبطش، غير أنها تخرج في كل مرة من تحت الرماد كطائر العنقاء؛ فتبرهن على الاحتمال والبقاء، وأنها من واقع المستحيل تخرج بقوة بأس لا يأس فيه ولا ضعف".

وقال محمد النابلسي: "حوارَة تُحاوِرُ بالسِّلَاح وَمَازالت تكتب فصولاً فِي رِوَايَّةِ الثَّأر"، مترحما على من أطلق شرارة العمليات في حوارة، وموجها التحية لرجال الضيف. وذكر الصحفي مالك القاضي، بدعوة ما يسمى وزير مالية الاحتلال سموتريتش لمحو حوارة، قائلا: "ها هي اليوم تحاوره باللغة التي يفهمها، تحاوره من المسافة التي يخشاها، من المسافة التي ستبقى كابوسا يطارد جنوده ومستوطنيه، وهي المسافة صفر".

ثأر وانتقام

من جانبه، قال عضو قيادة حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في الخارج علي بركة، إن عملية حوارة البطولية تأتي ردا طبيعيا على الاحتلال والاستيطان وتهويد القدس وتقسيم المسجد الاقصى المبارك، وتأكيدا على حق شعبنا الفلسطيني بمقاومة الاحتلال الصهيوني.

وأكد الكاتب يحيى بشير، أن "تيرموميتر" العمل المقاوم في الضفة يتصاعد تلقائيا عند كل حادثة تتعلق بالأقصى وبالأسرى، وكل مُحاولة لتقويض المقاومة وتحييدها عبر وسائل التعاون الأمني مع السلطة أو الملاحقة والتصفيات، لن تُثني شباب فلسطين عن الدفاع عن الثوابت وأغلى ما نملك، مشيرا إلى أن عملية حوارة خير شاهد ودليل.

وأوضح الباحث راجي الهمص، أن عملية حوارة، هذا اليوم جاءت بعد سلسلة عمليات اغتيال نفذها الاحتلال في نابلس وجنين وطولكرم، كما تأتي في ظل مواصلة المستوطنين اقتحام المسجد الأقصى وممارسة طقوس توراتية، مشيرا إلى أن العملية أسفرت عن مقتل اثنين من المستوطنين، والاحتلال يواصل البحث عن المنفذين.

وحذر عمر الشاعر، من أن الأسرى خطوط حمراء وليس خط أحمر واحد، مشيرا إلى العملية تأكيد بأن الاعتداء على الأسرى سيقابله دم.

ورأى عباس محمد زين، أن عملية حوارة الفدائية تعيد نتنياهو وحكومته إلى المربع الأول، قائلا: "مستوطنون ومستوطنات أكثر في الضفة الغربية يعني أهدافا أكثر بالنسبة للمقاومة".

وعلق حازم حمدية، على عملية حوارة، قائلا: "إنه الردع الإستراتيجي، اليوم تضرب الضفة الغربية وهى تعلم أن غزة بعد الله هي السند والعون".

وأشار إلى أن العدو وهو يتلقى الضربات لا يعرف ماذا يفعل؟ هل يهاجم غزة؟ هل يوسع عملياته في الضفة الغربية؟ هل ينفذ اغتيالات؟ مضيفا: "كون العدو يحسب ألف حساب لأي خيار إذا نحن أمام ردع إستراتيجي".

صفعة للسلطتين

بدوره، رأى الكاتب ماجد الزبدة، أن العملية في حوارة كشفت بوضوح تهشم نظرية الردع التي لطالما تفاخر بها الاحتلال، وحالة الإرباك الشديدة التي باتت تعتري جيش الاحتلال وأجهزته الأمنية حيث استطاع الفدائي الفلسطيني تنفيذ عمليته البطولية عن قرب وبدقة كبيرة قبل أن ينسحب بهدوء من المكان.

وأضاف أن ما عزز من نجاح العملية الفدائية هو تصوير جثث المستوطنين القتلى، ونشر بطاقات هوياتهم عبر وسائل الإعلام قبل إدراك جيش الاحتلال بوقوع عملية فدائية، حيث اعتاد جيش الاحتلال إصدار تعليمات بحظر النشر الإعلامي حول العمليات الفدائية الفلسطينية.

ولفت الزبدة إلى أن العملية كشفت بوضوح حالة الانهيار التي يعيشها جيش الاحتلال في الضفة والتي من أبرز أسبابها تنامي قدرات المقاومة الفلسطينية، وانتشار خلاياها المسلحة في محافظات الضفة، إضافة إلى تصدع المجتمع الصهيوني نتيجة الخلافات العميقة التي باتت تسيطر على المشهد السياسي داخل كيان الاحتلال.

وعد الباحث في الشأن الإسرائيلي مصطفى إبراهيم، عملية حوارة فشل أمني ذريع وإضافة للعمليات السابقة، وأن هناك خلابة محلية أو للفصائل، مشيرا إلى أن المستوطنين تعرضا لإطلاق النار بجرأة ومن نقطة الصفر بالرغم من كل عمليات الإرهاب والاعتقال والجرائم، والادعاءات وامتلاك التكنولوجيا وأفراد الأمن المنتشرين في كل مكان. ووصف علي المملوك، عملية حوارة بأنها "صفعة قوية في وجه الاحتلال وأعوانه".

وقال الصحفي أحمد منصور: "لا أبالغ لو قلت إن حجم الألم الذي أصاب قلب عجوز المقاطعة، وزبانيته لهو أشد وطأة من الوجع الذي أصاب بن غفير".

وأضاف: "كلما اقتربت (الدولة العباسية) بتقديم قرابين الولاء على مذبح التنسيق الأمني، واعتقادهم (الواهم) بنجاحهم في وأد المقاومة تطبيقا لاتفاقيات العار التي لأجلها تدفع إسرائيل رواتب وبطاقات VIP، يخرج لهم مقاتل من نوع فريد؛ ليقول لطرفي التنسيق بأن هذا الشعب لا يقبل سلام الشجعان، أو التدجين على التعود والتعايش مع الإسرائيلي، وأن المقاومة مستمرة.. حتى تعود الأرض حرة".

ونقل الليدر عثمان، عن قناة كان العبرية قولها إن الجيش والشاباك يعملان بتنسيق كامل مع السلطة الفلسطينية للبحث عن منفذ عملية حوارة، والشاباك أبلغ السلطة عن اسم منفذ العملية فور التعرف عليه من مشاهد كاميرات المراقبة.

وأشار إلى أن ما أعلنته القناة العبرية خبر "عادي وطبيعي لدرجة أن الشباب أصبحوا لا ينتاقلونه بعد كل عملية"، مؤكدا أن هذا الخبر يجب أن تقوم عليه قيامة سلطة دايتون وأنذالها.

وقال المغرد يحيى، إن عملية حوارة صفعة للمجرم الفار من العدالة الثورية محمود عباس الذي يشن عبر أجهزته الأمنية المرتبطة بالعدو حملة اعتقالات واسعة ضد رجال المقاومة في الضفة.

توثيق العملية

وتداول ناشطون مقاطع فيديو وصورا توثق لحظة تنفيذ العملية وفشل إسعاف الاحتلال في إنقاذ القتلى، ولحظة انتشال القوات الإسرائيلية لجثثهم، وأخرى لهم قبل وفاتهم وصورا لبطاقاتهم الشخصية.