كازاخستان والإمارات تتفقان على مسار جديد لنقل البضائع.. ما مصالح الطرفين؟

12

طباعة

مشاركة

يشهد التعاون الاقتصادي بين كازاخستان والإمارات نموا كبيرا في الآونة الأخيرة، خاصة المشروع التعاوني الجديد، الذي يركز على تعزيز نقل الصادرات الزراعية الكازاخستانية عبر الموانئ الخليجية.

وفي هذا الإطار يقول موقع "يوراسيا ريفيو" الأميركي إن "كازاخستان تشتهر كمُصَدِّر عالمي بارز للقمح والشعير، وتأتي في المراتب العشر الأولى من حيث حجم هذه الصادرات".

ويبرز ذلك من خلال مساعي الدولة الآسيوية إلى اتباع إستراتيجيات لتعزيز قدرتها التجارية، مع التركيز بشكل خاص على توسيع نطاق وصولها إلى السوق الدولية.

وأوضح أن "كازاخستان -منتج الحبوب البارز في آسيا الوسطى- تجري حاليا مفاوضات مع مجموعة موانئ أبوظبي، لتطوير مشروع تعاوني يركز على تعزيز نقل الصادرات الزراعية الكازاخستانية، عبر الموانئ الإيرانية والخليجية".

تصدير الإنتاج الزراعي

بالإضافة إلى ذلك، تتعاون كازاخستان مع الإمارات العربية المتحدة، لإنشاء طريق شحن لتصدير الحبوب عبر بحر قزوين، وفق "يوراسيا ريفيو".

وتهدف هذه المبادرة إلى تقليل تكاليف النقل والوقت، مع توسيع نطاق الشركاء التجاريين في الوقت ذاته.

وحسب الموقع، فإن "كازاخستان تتمتع بمكانة مرموقة لكونها المنتِج الرئيس للحبوب في آسيا الوسطى، مع القدرة على تصدير حوالي نصف إنتاجها السنوي من الحبوب".

ففي عام 2021، بلغ الإنتاج الزراعي لكازاخستان حوالي 8.4 مليار دولار، كما نجحت في تصدير حوالي 7.5 مليون طن من الحبوب، بما في ذلك 6.5 ملايين طن من القمح، و800 ألف طن من الشعير.

وأفاد الموقع بأن "القمح هو المحصول الأساسي في البلاد، حيث يحوز أكبر مساحة من الأرض ويمثل 80 بالمئة من إجمالي إنتاج الحبوب".

وبالإضافة إلى القمح، يشارك القطاع الزراعي الكازاخستاني أيضا في زراعة العديد من المحاصيل الأخرى، مثل الشعير والقطن وبذور عباد الشمس والأرز.

وتمتلك كازاخستان مساحة كبيرة من الأراضي الزراعية، بما في ذلك حوالي 274 مليون هكتار، أي ما يقرب من 74 بالمئة من المساحة الجغرافية الإجمالية للبلاد.

ولفت إلى أن اجتماعا عُقد أخيرا بين سيريك تشومانغارين وزير التجارة والتكامل في كازاخستان، وديفيد تافتي الرئيس التنفيذي لشركة "Simatech Shipping"، التي تتخذ من دبي مقرا لها.

وكان الهدف من اللقاء تقييم جدوى تطوير مسار تجاري مباشر للصادرات الكازاخستانية، وتحديدا استهداف الأسواق الواقعة على طول ساحل شرق إفريقيا، والهند، والشرق الأوسط، وباكستان، والخليج العربي.

وقال الموقع إن "كازاخستان والإمارات تتعاونان لإنشاء مؤسسة تهدف إلى تسهيل وجود بنية تحتية للنقل يمكن الاعتماد عليها، بحيث تكون فعالة فيما يخص تصدير الحبوب الكازاخستانية عبر بحر قزوين".

أسطول النقل

"بالإضافة إلى ذلك، وكجزء من جهود التوسع الإستراتيجي، استحوذت الشركة الإماراتية العاملة في شحن الحبوب، على أسطول يضم 45 مركبة بحرية وسفينتين".

والجدير بالذكر أن كل سفينة يمكن أن تستوعب ما يصل إلى 350 شاحنة لأغراض النقل، حسب الموقع.

ووفق البيان الرسمي الإماراتي، فإن "هناك مقترحا لتوسيع أسطول الشاحنات الحالي ليبلغ إجمالي 200 شاحنة خلال الأشهر الأربعة المقبلة" أي قبل نهاية العام الحالي 2023.

علاوة على ذلك، هناك هدف مستقبلي لزيادة عدد المركبات بشكل كبير، بحيث يصل إلى ألف مركبة.

ويعتزم الطرفان، في مشروعهما المشترك، استخدام أسطول من أربعة قوارب بسعة حمل فردية تبلغ 7500 طن لنقل أنواع مختلفة من البضائع، وفق الموقع.

وأضاف: سيحدث هذا النقل بين مينائي "كوريك" و"أكتاو" في كازاخستان، وموانئ "أمير أباد" و"بندر عباس"، و"الإمام الخميني" و"تشابهار" في إيران.

وتابع: "بعد ذلك، ستُنقل الشحنات إلى مينائي خليفة والفجيرة في الإمارات، إلى جانب العديد من الموانئ في الهند، وباكستان، والشرق الأقصى، والساحل الشرقي لإفريقيا".

وأردف أن "تنفيذ هذا المسار من شأنه أن يقلل فترات تسليم البضائع إلى حد كبير، وتسهيل دخول المصدرين الكازاخستانيين إلى الموانئ الإيرانية التي ذكرناها".

"كما سيوفر تواصلا أفضل بين مينائي خليفة والفجيرة في دولة الإمارات، بالإضافة إلى العديد من الموانئ في الهند، وباكستان، والساحل الشرقي لإفريقيا"، وفق يوراسيا ريفيو.

"ونتيجة لذلك، سيؤدي هذا الأمر إلى زيادة فرص تصدير سلعهم الزراعية إلى السوق الدولية"، حسب الموقع الأميركي.

دور الموانئ الإيرانية 

وخلال المحادثات، أجرى الطرفان، الإماراتي والكازاخستاني، تحليلا للعديد من البدائل لنقل البضائع، عبر بحر قزوين إلى إيران، ومن ثم إلى البلدان الواقعة في الخليج العربي.

علاوة على ذلك، يهدف المشروع المشترك إلى توفير البنية التحتية اللازمة لتسهيل عمليات النقل بكفاءة، وذلك باستخدام ميناء "كوريك" في كازاخستان وميناء "جبل علي" في الإمارات، كمراكز لوجستية أساسية.

وأوضح الموقع أنه "مع وجود ميناءين متخصصين لتوحيد وإعادة تعبئة المنتجات، ستتاح للمصدرين الكازاخستانيين فرصة فريدة لنقل بضائعهم بكفاءة عبر إيران، في غضون يومين إلى ثلاثة أيام فقط".

وأضاف: "تشارك كازاخستان والإمارات الآن في جهود لإنشاء طريق شحن جديد لتصدير الحبوب، ويمثل هدفهم المشترك -في زيادة حجم التجارة وتوسيع نطاق الوصول إلى الأسواق في الشرق الأوسط وإفريقيا والهند وباكستان- القوة الدافعة وراء هذه المبادرة".

وتابع أن "كازاخستان -كمساهم بارز في الإنتاج الزراعي العالمي- تلعب دورا مهما في زراعة القمح والشعير والعديد من الحبوب الأخرى، ومع ذلك، فإن لديها عوائق جغرافية لتصدير سلعها الزراعية بشكل فعال على نطاق عالمي".

وأردف: "تشكل روسيا والصين والعديد من دول آسيا الوسطى غالبية المنطقة غير الساحلية، وتمتلك هذه الدول مرافق موانئ وتفرض تكاليف عبور كبيرة".

ومن ثم، تحتاج كازاخستان إلى استكشاف طرق بديلة، قد تخفف كثيرا نفقات النقل والقيود الزمنية، حسب الموقع الأميركي.

أحد طرق النقل المقترحة هي استخدام بحر قزوين، كقناة لتسهيل الاتصال بين كازاخستان، وأذربيجان، وإيران، وتركمانستان، وروسيا.

ومع ذلك، فإن بعض التعقيدات السياسية والقانونية تأتي مع استخدام بحر قزوين، حيث تؤثر العديد من العوامل البيئية والأمنية على سلامة النظم البحرية وصلاحيتها على المدى الطويل.

"وفي حين تستعد كازاخستان لتعزيز صادراتها من الحبوب، والدخول إلى أسواق جديدة تتميز بالحاجة الكبيرة للأمن الغذائي، فإنه من المتوقع أن تكتسب الإمارات مزايا كبيرة من موقعها الجغرافي، مما يجعلها مركزا إقليميا محوريا للتجارة والخدمات اللوجستية"، وفق الموقع.

ويرى "يوراسيا ريفيو" أنه "ستتاح لكلا الدولتين أيضا فرصة لتعزيز علاقاتهما مع الدول الأخرى على طول الطريق المقترحة، بما في ذلك إيران، والهند، وباكستان، وعدة دول إفريقية".