بدر المشاري.. داعية إصلاحي لم يسلم من بطش ابن سلمان رغم تجنبه السياسة

12

طباعة

مشاركة

لليوم الثالث على التوالي يتصدر وسم #اعتقال_بدر_المشاري_جريمة، قائمة الوسوم الأعلى تداولا في المملكة العربية السعودية ودول الخليج، رفضا لسياسة النظام السعوي التعسفية في تغييب الدعاة والمشايخ وأهل العلم في السجون في مقابل نشر الإفساد والانحلال.

منظمات حقوقية وحسابات معارضة على تويتر معنية برصد أوضاع المعتقلين في المملكة ومتابعة أخبارهم، من بينها حساب معتقلي الرأي ومنظمة سند الحقوقية وصحيفة صوت الناس التابعة لحزب التجمع الوطني السعودي المعارض، أعلنت اعتقال الداعية بدر نادر المشاري.

وقالت في 17 يوليو/تموز 2023، إن السلطات السعودية لم تكشف عن أسباب اعتقال الشيخ المشاري، مؤكدة أن ذلك يعكس استمراريتها في سياسة القمع والاستبداد وانتهاك حقوق الإنسان.

ويأتي اعتقال المشاري استمرارا لحملة الاعتقالات التي شنها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، عقب شهرين من وصوله إلى ولاية العهد في يونيو/حزيران 2017، وشملت مئات الدعاة أبرزهم سلمان العودة وعوض القرني وناصر العمري.

واستنكر ناشطون على تويتر، اعتقال النظام السعودي المشاري رغم ابتعاده عن الحديث في الشأن السياسي وتركيزه على الدعوة والوعظ، مطالبين بالإفراج الفوري عنه وعن الدعاة والعلماء المعتقلين كافة في سجون ابن سلمان منذ 6 سنوات.

وعبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسمي  #اعتقال_بدر_المشاري_جريمة، #بدر_المشاري، أعلنوا تضامنهم الواسع مع المشاري، متداولين مقاطع فيديو لدروسه ومحاضراته التي دأب فيها على التذكير بالسيرة النبوية.

وأعرب ناشطون عن استيائهم ورفضهم اتباع النظام السعودي سياسة تكميم الأفواه وفرض القمع والاستبداد وإحكام السيطرة على الدعاة والعلماء، وطالبوا بكشف أسباب اعتقال المشاري، مؤكدين أن ذلك يهدف إلى تعميم الترفيه والابتذال والانفتاح.

وأبدوا اعتراضهم على مظاهر الانفتاح التي ينفذها ابن سلمان، مؤكدين أنه عاث في أرض الحرمين فسادا واعتقل العلماء الربانيين وجلب المغنيين والراقصات، ويستمر في طغيانه باعتقال الرافضين لسياساته. 

تنديد واستنكار

وتفاعلا مع الأحداث، حث الإمام والخطيب السابق في جامع الملك عبدالعزيز بالدمام عماد المبيض، الدعاة على الهجرة من المملكة، قائلا: "نصيحتنا لإخواننا الدعاة إن لم تستطيعوا بيان الحق أو الثبات عليه وخشيتم أن تفتنوا في دينكم فليس أمامكم إلا الهجرة، حتى السكوت لن يُسلمكم".

واستشهد بقول الله تعالى في الآية 97 من سورة النساء: "أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا".

وقال عبدالحكيم بن عبدالعزيز الدخيل، إن اعتقال المشاري وكل معتقلي الرأي من الدعاة والمشايخ جريمة متكاملة الأركان وانتهاك فاضح لحقوق الإنسان فضلا عن كونها محاولة صريحة للانقلاب على هوية مجتمع بلاد الحرمين وسلخه عن دينه وقيمه.

ورأت الدكتورة حنان العتيبي، أن اعتقال المشاري أظهر أن علماء الدين لا أمن لهم داخل البلاد حتى لو اختاروا السكوت ولم يتدخلوا في القضايا السياسية والاجتماعية.

وأعرب الباحث في شؤون الخليج فهد الغفيلي، عن غضبه من شن ابن سلمان حربًا مسعورة على علماء المملكة، متسائلا: "من أين جاء بكل هذا الحقد على الإسلام وأهله؟!"

وأكد في تغريدة أخرى، أن الجريمة أن يبقى الطاغية ابن سلمان طليقا ويُعتقل العلماء والدعاة.

وقال إن اعتقال المشاري ليس الأول لعلماء المملكة ولن يكون الأخير، ما دام هنالك طاغية يحكم المملكة اسمه ابن سلمان رؤيته تقوم على هدم الإسلام ومحاربة علمائه.

ورأى عضو حزب التجمع الوطني السعودي المعارض أبو الجوائز المطاميري، أن ابن سلمان شابه اليهود في أن كل ما لا يوافق هواه من الدين يستكبر عليه، مشيرا إلى أنه شابهم أيضا في القتل ومعاداة ورثة الأنبياء.

تعريف بالمشاري

وبرز تعريف الناشطين ببدر المشاري ونشر علمه والتأكيد على أنه ركز في دروسه ومحاضراته على نشر الوعي الإسلامي ونصح الشباب والدفاع عن السنة، متداولين مقاطع فيديو ونماذج من عمله الدعوي والوعظي.

وعرض حساب انفوجرافيك الدرعية، انفوجرافا تعرّيفيا ببدر المشاري.

ونشرت نورة الحربي، مقطع فيديو للمشاري ينقل قصة أن النبي ﷺ غيّر طريق آلاف المسلمين حتى لا تروع كلبة تلد، مستنكرة أن في بلاد النبي ﷺ يروعون آلاف المواطنين ويعتقلون العلماء بلا سبب.

وعرض عمر المناصرة، أحد المقاطع المؤثرة للمشاري يروي فيها تفاصيل غزوة أحد.

وقال أحد المغردين، إن اعتقال الدعاة على أيدي زبانية مبس (ابن سلمان) أصبح بأثر رجعي على أقوالهم وخطبهم القديمة، متسائلا: "إلى أي حد سوف يصل بحربه على الإسلام وأهله؟"

ولفت صاحب حساب نحو الحرية، إلى أن المشاري لا ينشر إلا مقاطع توعوية وعظية، ولا ينشر إلا ما يتعلق بسيرة النبي ﷺ، ولا ينشر إلا ما يدعو للفضيلة والتقوى، متسائلا: "لماذا الاعتقال يا ترى؟".

دفاع وتضامن

وأعرب ناشطون عن تضامنهم مع المشاري، وطالبوا بإطلاق سراحه خاصة لعدم تدخله في الشؤون السياسية التي تغضب النظام. 

ودافع الكاتب الصحفي المعارض تركي الشلهوب، عن المشاري، مؤكدا أنه لا دخل له في السياسة ولا المعارضة، متسائلا: "لماذا يعتقله ابن سلمان؟، فقط لأنه يسعى إلى إصلاح المجتمع ونشر الدعوة؟!!.

وأوضح ياسين بن محمد، أن المشاري من  الدعاة الذين لا يتكلمون في السياسة، مستنكرا أن آل سعود أصبحوا لا يطيقون سماع حتى الكلام الطيب.

ولفت مغرد آخر، إلى أن المشاري لم يعرف عنه سوى أنه داعية وليس أكثر، بل إن خطبه جميعها متزنة وبعيدة كل البعد عن السياسة.

ونشر أحد المغردين صورة المشاري، وعلق عليها قائلا: "كلنا معك ويكفي الله سبحانه وتعالى سينصرك على عدوه وعدو الإسلام والمسلمين محمد بن سلمان، مهما طغى وتجبر سيأتي يوم هلاكه".

ودعا الأمين العام المساعد لرابطة علماء المغرب العربي أحمد الحسني الشنقيطي، الله أن يفرج عن الشيخ المشاري، وسائر العلماء.

ولفت إبراهيم آل علي، إلى أن ابن سلمان ماض في سياسته الهمجية، سياسة الإخفاء القسري، داعيا الله أن يفك أسر الشيخ بدر المشاري.

مملكة الترفيه

واتهم ناشطون ولي العهد ورئيس هيئة الترفيه تركي آل الشيخ بالعمل على جعل المملكة بلد المراقص والدعارة والمهرجانات، معربين عن استيائهم من تمجيد الفنانين والراقصات وإطلاق المهرجانات والحفلات بينما يعتقل الدعاة والعلماء.

وتعجب سعيد العنزي، من زمان يكرم فيه الفنانين والفنانات ويعتقل ويعدم فيه العلماء والدعاة، مطالبا بالحرية للشيخ المشاري الذي اعتقله محمد بن سلمان المجرم.

وأشار عبدالقادر، إلى أن العالم يترقى في مجالات مختلفة والسعودية تترقى في الحفلات السخيفة وسجن علماء الدين والمشايخ المحترمين.

وكتبت المغردة فريال: "أنا مش فاهمة كيف الدنيا ماشية بالمقلوب.. لايفات الفتن.. الرقص.. العاهات اللي موجودة في مجتمعاتنا نمجدوهم ونرحبوا بيهم والشيوخ ينسجنوا!؟ فهمونا وعرفونا لماذا سجن الشيخ؟".

وكتب أحد المغردين: "عندما تصفي أي بلد علماءها ودعاة الإسلام وتكرم أهل الفساد تيقن أن عذاب الله قريب لذاك البلد"، وفق تعبيره.

وتعجب حسين الشريكة أبو أميرة، من أمر أمة تزج واعظيها بسجن، ويترك الكاسيات العاريات، والرويبضة ينعم بالحرية، متسائلا: "أين الدكتور سلمان العودة، والشيخ خالد الراشد، وأين وأين وأين الكثير من المشايخ؟".

وتساءلت مريم ربيع: "لماذا يتم اعتقال علماء الأمة الإسلامية ونجدهم في غياهب السجون بينما أصحاب الفساد والملحدون والشواذ خارج السجون؟".