أصم وأبكم.. وفاة مواطن يمني إثر تعذيبه بسجون الانتقالي تثير موجة غضب واسعة

12

طباعة

مشاركة

أدان ناشطون وصحفيون وإعلاميون يمنيون تعرض مواطن خمسيني يعاني من أمراض نفسية وإعاقات في السمع والنطق للتعذيب في أحد السجون التابعة لقوات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات في محافظة أبين، حتى فارق الحياة متأثرا بالتعذيب.

مصادر محلية قالت إن المواطن محمد حسن مهدي المشهور بـ"حنش" توفي بعد يوم من الإفراج عنه من سجون الحزام الأمني التابع للانتقالي في مديرية جعار، مشيرة إلى أن الضحية اختطف نهاية يونيو/حزيران 2023، أثناء عودته إلى محافظة إب، قادما من شبوة لقضاء إجازة العيد.

وأوضحت في 16 يوليو/تموز 2023، أن المواطن كان مصابا بحالة نفسية، ويعاني من الصمم، مؤكدة تعرضه لتعذيب وحشي وعمليات حرق واسعة في جسده أدت إلى وفاته في أحد مستشفيات أبين بعد يوم واحد من خروجه من سجون الانتقالي.

الناشطون طالبوا عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسمي #الانتقالي_منبع_الارهاب، و #محمد_حسن_عبده_قائد، بالتحقيق العاجل والعادل في ملابسات وفاة المواطن اليمني، داعين إلى كشف المسؤول عن تعذيبه ووفاته.

وأعربوا عن استيائهم من التعدي السافر والجبان من قبل مليشيات المجلس الانتقالي الجنوبي على المواطنين واعتقالهم دون جريرة ارتكبوها، وتعذيبهم حتى الوفاة، لافتين إلى أن هذه الجريمة هي واحدة من الجرائم التي يرتكبها الانتقالي، بحق المسافرين وعابري السبيل.

وتداول ناشطون صورا تظهر آثار التعذيب الوحشي الذي تعرض له المواطن اليمني على يد مليشيا الانتقالي قبل وفاته، داعين المنظمات والهيئات الأممية والحقوقية والإنسانية إلى أداء دورها وإدانة ما تعرض له وتحميل الانتقالي كامل المسؤولية عن تفشي الجريمة والعنف.

إدانة واستنكار

وتفاعلا مع الأحداث، أدان رئيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية بمحافظة إب، كامل الخوداني، بأشد العبارات تعرض أحد أبناء محافظة إب لشتى أنواع التعذيب بطريقة بشعة يهتز لها كل ضمير إنساني حي أدت إلى وفاته في أحد مستشفيات أبين مباشرة بعد خروجه من السجن بيوم واحد.

ودعا وزارة الداخلية والقيادات الأمنية لمحافظة أبين وقيادات السلطة المحلية القيام بمسؤوليتهم والتحقيق في هذه الجريمة الشنعاء وتوضيح ملابساتها وإحالة المجرمين المتسببين للعدالة وإيقاف هذه التصرفات غير الأخلاقية واللامسؤولة التي يقوم بها بعض المحسوبين على الأجهزة الأمنية ممن نزعت منهم الإنسانية والشرف.

ووصف مستشار وزير الإعلام اليمني، مختار الرحبي، ما حدث بأنه "جريمة وحشية تقوم بها مليشيات الحزام الأمني في محافظة أبين بحق مواطن يمني من أبناء محافظة إب".

وأوضح أن "المواطن كان في طريقه إلى أهله وتم اختطافه وتعذيبه بطريقة وحشية لا يقبل بها أي شخص يمتلك ذرة إنسانية، وتم تعذيب الرجل حتى فارق الحياة"، مؤكدا أن الجناة معروفون، ولكن لم يتم اتخاذ أي إجراء بحقهم.

ووجه الرحبي دعوة إلى كل يمني صاحب ضمير حي أن يقف مع الشهيد، قائلا: "لنرفع الصوت جميعا للمطالبة بأخذ حق الشهيد من المجرمين القتلة الذين نزعت منهم الإنسانية وتجردوا من كل الأخلاق والقيم والمبادئ، إنهم إرهابيون وقتلة ومجرمون ويجب تقديمهم للمحاكمة العادلة المستعجلة ولا نامت أعين الجبناء القتلة".

وأضاف في تغريدة أخرى، أن "محاولة تمييع وتبرير قضية الشهيد محمد حسن عبده هي جريمة أخرى والدفاع عن المجرمين والتستر عليهم جريمة والصمت جريمة".

وأشار الحر الكثيري، إلى أن "اعتقال وتعذيب محمد حسن عبده مهدي من أبشع جرائم الإنسانية المسؤول عنها الانتقالي"، مؤكدا أنها "جريمة وحشية لا يقبل بها أي شخص يمتلك ذرة إنسانية".

وحمل رئيس منتدى السلام ووقف الحرب في اليمن، عادل الحسني، مسؤولية كل عمليات الخطف والتعذيب والقتل في أبين يتحملها القيادي في الانتقالي المدعو مختار النوبي، والذي يعمل ضمن خلية الإمارات في جنوب اليمن.

وعرض أحد المغردين، صورة لحنش قبل وبعد التعذيب، واصفا ما حدث له بأنه "جريمة بشعة جديدة تضاف إلى سجل المليشيات المدعومة من الإمارات في جنوب اليمن".

مطالبات بالتحقيق

وطالب ناشطون ومنظمات حقوقية بالتحقيق في ملابسات وفاة مهدي متأثرا بمضاعفات تعذيب بشع تعرض له في معتقل أمني بمحافظة أبين بعد يوم من إطلاق سراحه، داعين الجهات القضائية للتحرك.

ودعت منظمة "رايتس رادار" السلطات المحلية بمحافظة أبين للتحقيق في أسباب وفاة المواطن محمد حسن عبده مهدي، قائلة إن "ما تعرض له الضحية انتهاكا صارخا يضع السلطات الإدارية المعنية في أبين أمام اختبار أخلاقي وقانوني لتحقيق العدالة وضمان أن يقدم الجناة للعدالة".

وأكد الصحفي رشاد علي الشرعبي، أن "ما حدث لمهدي يعد جريمة مركبة"، محذرا من أن "السكوت عنها هي الأخرى جريمة، ولا بد من تحرك السلطات القضائية لمحاسبة مرتكبيها وتقديمهم للعدالة"، متسائلا: "هل وصل الحقد المناطقي لهذه الدرجة؟" وحذر الإعلامي عبدالله السالمي، من أن "من أمن العقوبة أساء الأدب"، قائلا إن "هذا العمل الإجرامي الذي تقوم به مليشيات الانتقالي يتطلب ردة فعل من جميع اليمنيين".

وأشار إلى أن "مليشيات الانتقالي قطعوا الطرقات ومارسوا القتل بالهوية ولن يتوقفوا عن ذلك ما دام الشعب ساكت عنهم".

وحمل الصحفي والناشط الحقوقي، وليد الشعوي، محافظ أبين ومدير الأمن وقائد مليشيا الحزام الأمني في المحافظة المسؤولية القانونية والأخلاقية تجاه هذه "الجريمة البشعة". وقال الصحفي والمذيع، فؤاد التميمي، إن "ما حدث للمواطن في أبين جريمة تتحملها الدولة والانتقالي"، داعيا الانتقالي لإعادة تأهيل كل أفراد الأمن الذين يتعاملون مع المواطنين في مناطق سيطرته وترشيد خطابه المناطقى.

وحث الشرعية على جبر ضرر وتعويض كل الحالات التي تم تصفيتها في منافذ الطرقات، مشيرا إلى أن عابري السبيل هؤلاء أمانة الله.

وعد الصحفي محمد الضيباني، "السكوت عن الجريمة المروعة،  عار كبير على كل يمني"، مؤكدا على "وجوب إلحاق أقسى العقوبات بحق هؤلاء الهمج الأوباش".

توثيق الحدث

وتداول ناشطون صورا تكشف حجم التعذيب الوحشي الذي تعرض له مهدي، ناشرين تفاصيل قضيته، مشيرين إلى تبعية المجلس الانتقالي للإمارات.

ولفت التربوي والناشط الحقوقي والإنساني، عبدالقوي الشميري، إلى أن مهدي الملقب بـ"حنش" الأصم والأبكم، اقتيد دون أي ذنب اقترفه إلى سجون الانتقالي في أبين، وعذبته عصابة الإجرام الإماراتية المتخصصة في قتل الأبرياء وتدمير ما هو جميل في المحافظات الجنوبية وعدن نموذج، حتى فارق الحياة.

وأوضح الصحفي محمد الأحمدي، أن محمد حسن عبده مهدي قائد، آخر ضحايا جرائم التعذيب حتى الموت في اليمن، على يد قوات المجلس الانتقالي المدعوم من الإمارات برئاسة نائب رئيس مجلس القيادة عيدروس الزبيدي.

وأشار إلى أن "هذا المواطن من أبناء محافظة إب يعاني من الصمم ومشاكل نفسية يعمل منذ سنوات في بيع الماء والمناديل، والأشياء الخفيفة، بالشارع الرئيس بمدينة عتق مركز محافظة شبوة، جنوب شرقي البلاد، ويحصل على مساعدات المحسنين".

ولفت الأحمدي، إلى أن الضحية قبيل عيد الأضحى في 28 يونيو 2023، قرر العودة إلى أسرته لقضاء إجازة العيد معها، وأثناء مروره من إحدى النقاط العسكرية بمحافظة أبين، اختطفته قوات الانتقالي، واقتادته إلى أحد سجونها، لتمارس بحقه كل هذه الوحشية قبل أن تطلق سراحه ويتوفى بعدها بساعات متأثرا بالتعذيب الرهيب.

وتساءل: "ما كل هذا الإجرام والوحشية؟! أين الإنسانية؟"، مناشدا عدد من المنظمات والهيئات الإنسانية والحقوقية من بينها الأمم المتحدة، بالإضافة إلى السفارة الأميركية باليمن.

https://twitter.com/MhammedAlahmadi/status/1680710253002776582?s=20

وسخر الصحفي سمير الصلاحي، قائلا: "المجلس الانتقالي انتصر للجنوب العربي باختطاف مواطن غلبان أصم وأبكم عابر طريق في محافظة أبين..".

وروى أن عسكر الانتقالي اختطفوا المواطن اليمني في ٩ يوليو/تموز 2023، بتهمة أنه شمالي من محافظة إب، وتناوبوا عليه ركلا وضربا بالعصي والبيادات وأعقاب البنادق وحرقا بأعقاب السجائر وأسلاك الكهرباء حتى فارق الحياة بين أيديهم بعد خمسة أيام من التعذيب الذي يندى له جبين البشرية.

وقال المحلل والخبير العسكري والإستراتيجي، محمد عبدالله الكميم، إن ما حدث جريمة مدانة بكل دساتير الأرض و جميع الأديان السماوية، متسائلا عن الفرق بين مليشيا الانتقالي والحوثي العنصرية. وقال أحد المغردين الجنوبيين: "لا يمكن تبرير أي جريمة ولا يمكن التغافل عنها وإذا كان ما يدعيه الإعلاميون الشماليون بخصوص محمد حسن عبده مهدي صحيح وأنه تعرض للقتل تحت التعذيب فيجب محاسبة من قام بهذا الفعل وأن لا تمنعنا الاعتبارات السياسية أو المناطقية من إدانة هذا الفعل وتجريمه وأن لا يتجاوز الإطار المتسبب بالجريمة".

وأضاف أن هذه الإدانة وعقاب المتسببين هي حماية للمجتمع وتقوي مؤسسات الدولة التي نطمح بها.