طفح الكيل.. تضامن واسع مع انتفاضة اليمنيين ضد الإمارات والسعودية وأعوانهما

12

طباعة

مشاركة

‎نتيجة انهيار العملة المحلية وارتفاع أسعار السلع وتردي الخدمات، خاصة الكهرباء، انتفض آلاف اليمنيين في عدة مدن، في مقدمتها عدن، ضد المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا والحكومة الشرعية المدعومة سعوديا.

وتعيش مدن عدن والمكلا وتعز والحوطة (مركز محافظة لحج) على وقع أزمات معيشية وخدمية متكررة، وصلت الأمور إلى حد شكوى أولياء الأمور من عجزهم عن شراء المستلزمات المدرسية لأبنائهم الطلاب.

وشهدت هذه المدن احتجاجات شعبية في 12 يوليو/ تموز 2023، تنديداً باستمرار تدهور العملة المحلية حيث وصل سعر صرف الدولار الواحد 1500 ريال يمني.

وتخلل الاحتجاجات إضرام النيران في إطارات السيارات، وإغلاق طرق رئيسية، وردد المحتجون هتافات تطالب بوقف التدهور المريع في سعر صرف العملة المحلية أمام العملات الأجنبية.

وأيد ناشطون على تويتر الاحتجاجات، وأشادوا بالهبة الشعبية في وجه المجلس الانتقالي لأنه أمعن في تجويع جنوب اليمن، وعمل على نشر الفوضى الأمنية ونهب الممتلكات العامة والخاصة.

وعبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #عدن_ترفض_الانتقالي، ‎#الانتقالي_سبب_انهيار_العملة، ‎#رفض_بيع_الاتصالات_للامارات، دعا ناشطون الجنوبيين إلى مواصلة احتجاجاتهم وتصعيد ثورتهم وانتزاع حقوقهم كاملة من المجلس الانتقالي والإمارات.

انهيار العملة

وتفاعلا مع الأحداث، رأى الكاتب عباس الضالعي، أن تدهور سعر صرف الريال اليمني أمام العملات الأجنبية في مناطق الاحتلال "طبيعي" لأنه يتم نهب الإيرادات وشراء العملة الصعبة من السوق وتحويلها للخارج لتسديد إقامة آلاف المفندقين في عدد من الدول.

وقال المحامي طه العوضي: "اتضح للشعب اليمني أن التحالف العربي صديق حقيقي للمليشيات وعدو للشعب اليمني"، مؤكدا أن انهيار العملة يعود إلى سياسة التحالف المشوهة والحصار الذي يفرضه علي الموانئ والمطارات، ومنعه الحكومة اليمنية العميلة له من استغلال الثروات لتوفير العملة الصعبة.

واتهم الباحث السياسي علي العريشي، المجلس الانتقالي بالاستمرار في تصدير الفوضى والإرهاب للمحافظات الشرقية الآمنة المستقرة، داعيا الشرعية اليمنية وقيادة التحالف العربي للتصدي لمشروع الفوضى والإرهاب الذي يموله المجلس الانتقالي ومموليه.

وبشر محمد الحضرمي، بفشل جميع المؤامرات ضد شعب الجنوب وقيادته.

وعرض عبدالله علي صور عدة توثق تصاعد الأحداث في عدن، قائلا إن "عدن تقول لميليشيات الضاحية طفح الكيل".

وأشار الكاتب عبدالله العساني، إلى أن الانتفاضة الشعبية في عدن متوقع حدوثها من فترة ماضية، متسائلا: "كيف لا، والظلم والتهميش لأبناء عدن بلغ مبلغه، من خدمات معدومة وبنية مدمرة".

ولفت إلى أن الجميع في عدن يصرخ ويتوجع من الوضع السيئ.

تضامن وتأييد

من جانبه، دعا أبو علا القاضي، أبناء عدن للاستمرار في احتجاجاتهم، لأن المجلس الانتقالي أثبت بدليل القاطع أنهم لا يمكن أن يكونوا حتى شبه دولة.

 وأشار الكاتب عبدالله السالمي، إلى أن المليشيات المدعومة من قوى الاحتلال قامت بتجويع الناس وامتهان كرامتهم منذ أكثر من ثمانية أعوام. وأكد رائد العلاء أن الانتقالي يسوق البلد إلى الهاوية، وكل همهم شراء البنايات والفلل في عواصم العالم، قائلا إن المرتزقة مجرد أشباه رجال بلا وطن ولا وطنية.

وأضاف في تغريدة أخرى، أن الانتقالي يتعمد العدو انهاك الاقتصاد اليمني بغرض تركيع هذا الشعب الصابر.

وأشاد رئيس تحرير موقع المشهد الجنوبي صالح منصر اليافعي، بانتفاضة عدن في وجه الانتقالي والتحالف والشرعية، بعد تدهور العملة وارتفاع الأسعار، قائلا: "نعم زلزلوا الأرض تحت أقدامهم هؤلاء لصوص وسفلة.. يا حياة بعز يا موت بشرف".

وأشارت ميار العولقي، إلى أن أغلب الرجال الذين حرروا عدن من الحوثي، يقبعون في السجون الإماراتية، محذرة بالقول: "إذا صمتنا على عصابة القرود وقد وصل ضررهم إلى كل بيت فنحن مشاركون في جرائمهم وعبثهم باقتصادنا ومقدراتنا وانهيار العملة وتمويل حروبهم من قوتنا ولقمة عيشنا ودمائنا".

وأشارت الناشطة مريم العمودي، إلى وقوع مظاهرات بعدن ضد الانتقالي والحكومة الفاسدة، وقمع مليشيات الانتقالي المتظاهرين في الشارع الرئيسي في المعلا، واعتقالها بعض الشباب الثائرين، مؤكدة أن الغليان لم يهدأ، بل إن كل مديريات محافظة عدن قامت تنتفض.

تصريحات استفزازية

وانتقد ناشطون تفرع وزير الكهرباء والطاقة اليمني لإجراء اللقاءات الصحفية وتلميع صورة وزارته بتصريحات عن إصدار تقارير سنوية، في الوقت الذي يشهد اليمن تردي بالغ في خدمة الكهرباء.

مستشار وزير الإعلام مختار الرحبي، قال: "الناس تنتظر خدمات الكهرباء  في ظل حر الصيف القاتل في عدن والمناطق المحررة ومعالي وزير الكهرباء يبشر بوضع اللمسات الأخيرة للتقرير السنوي للوزارة باللغتين العربية والإنجليزية"، ساخرا بالقول "إنجاز كبير معالي الوزير".

ورأى الصحفي مصعب عفيف، أن الحكومة اليمنية تعيش في كوكب زمردة، مستنكرا تحدث وزير الكهرباء عن إنجاز التقرير السنوي باللغتين العربية والإنجليزية، بينما على الأرض تقع احتجاجات متزامنة في عدن والمكلا نتيجة تردي الخدمات وعلى رأسها خدمة الكهرباء.

وسخر الصحفي محمد الضبياني، من تصريح وزير الكهرباء والطاقة، قائلا: "أتعبت الوزراء من بعدك يا بن يامين ".

وعلقت الصحفية جوهرة عبدالله، على تصريح الوزير قائلة: "إنجاز عظيم لهذا القزم".

واستهزأ الصحفي نجم الدين الكحلاني، بتصريح الوزير قائلا: "خلاص تم حل مشكلة الكهرباء في عدن، الناس تنتظر خدمات الكهرباء في ظل حر الصيف القاتل في عدن والمناطق المحتلة، ومعالي وزير كهرباء المرتزقة يبشر بوضع اللمسات الأخيرة للتقرير السنوي للوزارة باللغتين العربية والإنجليزية".

وتهكم يوسف الفقيه، على تصريح الوزير، قائلا: "لا يا شيخ، اللمسات الأخيرة مرة واحدة؟ أصحاب المعالي دائما يفاجئونا بالمنجزات التي لم يسبقهم بها أحد من العالمين، ومن مين؟ 

من وزير الكهرباء، لا، ومتجمل من نفسه".

الإمارات تتجسس

واستنكر ناشطون مساع الإمارات للاستحواذ على شركة اتصالات عدن، واتهموها بالعمل على التجسس على الشعب اليمني.

وأكد رئيس منتدى السلام ووقف الحرب في اليمن عادل الحسني، أن الإمارات لا تكتفي بمليشياتها المسلحة، ولكن تطمح لأن تضع اليمن كلها تحت يدها بهذا المشروع الاستخباراتي الخبيث.

وأضاف أنها تريد أن تحصل به على بيانات مؤثرة، وتخترق من خلاله خصوصيات ملايين العملاء بما فيهم قيادات وشخصيات مؤثرة، وتكتشف به ما تريد الوصول إليه.

وتابع أن الفضل يعود إلى معين وشركائه في الصفقة من وزارة الاتصالات والشئون القانونية مقابل ملايين بهزة رأس وشخطة قلم.

ورصد الكاتب أنيس منصور، ملاحظات مهمه حول منح شركة أجنبية السيطرة على قطاع الاتصالات في المناطق المحررة، منها الاستحواذ على بوابة عدن للاتصالات الدولية والتي تمنح دولة أخرى السيطرة على جميع اتصالات اليمنين الدولية.

وحذر من أن هذا يعتبر استنقاص للسيادة الوطنية ويضر بالأمن القومي اليمني، مشيرا إلى أن الاستحواذ على بوابة النفاذ الدولي للانترنت من قبل شركة أجنبية تمنح هذه الدولة التحكم ومراقبة جميع أنشطة مستخدمي الاتصالات في اليمن مما يضر بالأمن القومي واستقلالية القطاع وحماية بيانات المستخدمين.

ولفت السياسي عبدالشافي النبهاني، إلى أن أول عمل قامت به الإمارات عندما سيطرت على أرخبيل سقطرى اليمني هو التحكم بقطاع الاتصالات وجعل كل الشركات المشغلة للاتصالات إماراتية، الأمر الذي جعل الأوساط السياسية المقربة من الإمارات القول إن جزيرة سقطرى أصبحت إماراتية.