بعد انتقاده النظام واختفائه عامين .. صورة نقيب الموسيقيين المصري السابق تثير ضجة كبيرة

12

طباعة

مشاركة

نتيجة معارضته رئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي، في مقاطع فيديو بثها على حساباته بمواقع التواصل الاجتماعي، واستنكاره التفريط في مياه النيل وانتقاده الأداء الحكومي، كان قد تعرض نقيب الموسيقيين السابق إيمان البحر درويش للإخفاء القسري.

وبعد سنتين من اختفاء درويش نشرت ابنته أمنية على حسابها بفيسبوك صورة لوالدها مستلقيا على فراش المرض ويظهر في حالة إعياء شديد ويبدو أنه في مراحل متأخرة من المرض، وعلقت عليها قائلة: "سيشهد التاريخ أن ده بقى إيمان البحر درويش".

إيمان البحر درويش (69 عاما) هو حفيد الموسيقار المصري الكبير سيد درويش، الذي اشتهر بلقب "فنان الشعب" وعرف بتراثه الغنائي الوطني، الذي ناهض الاحتلال الإنجليزي، وحث على الثورة ومقاومة المحتل.

وكان درويش الذي شغل منصب نقيب الموسيقيين المصريين، من مؤيدي الانقلاب العسكري في 3 يوليو/ تموز 2013، وداعما لوصول السيسي إلى الحكم، لكنه تراجع عن موقفه في 2021، وأبدى انزعاجا بسبب سياسات النظام خاصة فشل إدارة أزمة سد النهضة.

وشن درويش في تدوينات عدة هجوما واسعا على السيسي، وكان جريئا في تعبيره عن امتعاضه من التفريط في مياه النيل لصالح إثيوبيا، وقوبل بحملة من إعلام النظام اتهمته بإثارة البلبلة والتحريض والفوضى.

الناشطون على تويتر، أبدوا تعاطفا واسعا مع درويش وتداولوا صورته الأخيرة التي نشرتها ابنته بشكل واسع، وتمنوا له الشفاء العاجل، متهمين النظام المصري بالتسبب في إيصاله إلى هذه الحالة ومشككين في تعرضه للتعذيب خلال فترة إخفائه قسرا.

وأعربوا عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسم #إيمان_البحر_درويش، عن صدمتهم من الهيئة التي ظهر عليها درويش، وأرجعوا تدهور حالته الصحية والنفسية إلى تعرضه لقمع شديد.  

وعرض ناشطون صورا سابقة لدرويش، قبل اتجاهه لانتقاد النظام، ويظهر بصحة نفسية وجسدية جيدة ويلتقط صورا مع ابنته، وقارنوها بالصورة الحديثة، مؤكدين أن الفرق بين الصورتين "كلمة حق قالها ضد النظام".

ثمن الكلمة

وتفاعلا مع الأحداث، كتب الإعلامي هيثم أبو خليل، أن درويش يدفع ثمن مواقفه من سد النهضة، ولذلك كان الاعتقال سابقا ثم الإهمال الطبي حاليا، وابنته أمنية أرادت أن تكشف للجميع ما حدث لوالدها.

وعلق الإعلامي أسامة جاويش، على صورة درويش، قائلا: "لا حول ولا قوة الا بالله، إيمان البحر درويش بعد انتقاد السيسي".

وقالت الناشطة غادة نجيب: "سيشهد التاريخ أنه رجل حر قال كلمة حق فأخفاه النظام قسرا ودمره، وسيشهد التاريخ أن شعب مصر لا ينتفض لرموزه ويجعل تضحياتهم بلا ثمن".

وكتب السياسي عمرو عبدالهادي: "ننام ساعتين نصحى نلاقي إيمان البحر درويش لا يملك من اسمه وصورته إلا مومياء في سريره، إيه النظام الإجرامي ده، لمجرد أنه طلع عمل فيديو 30 ثانية.. اختفى ورجع هيكل عظمي..".

وعرض أحد المغردين، المقطع الذي انتقد فيه درويش النظام الحاكم وكان سببا في إخفائه قسرا حتى ظهوره مستلقيا على فراش المرض.

وذكر أصحاب ذاكرة السمك، بأن الاستاذ عبد الناصر سلامة خرج انتقد السيسي من أجل سكوته الرهيب على سد النهضة فاعتقلوه، وخرج الفنان إيمان البحر درويش عن صمته وتكلم أيضاً عن سد النهضة فهددوه بالاعتقال ثم اعتقلوه ودمروه.

صدمة وذهول

من جانبه، تساءل الصحفي صلاح بديوي: "هل هذا إيمان البحر درويش فعلا؟ ولماذا تنشر صورته الآن؟ أين كانت ابنته منذ شهور طويلة ونحن نناشد طوب الأرض أن يدلنا على مصيره، ماذا يريد أن يقول من أوحى بنشرها الآن؟"

وأكد أن إيمان كانت صحته زي الفل، متسائلا: "ماذا حدث للرجل الفنان الذي غنى لمصر أروع الأغاني واستلهم روح جده سيد درويش؟"

كما تساءلت الإعلامية سمية الجنايني: "معقولة هو ده الفنان والمهندس إيمان البحر درويش الذي أحبه المصريين؟! ماذا فعلتم به؟! فقد كان بصحة جيدة ويتحدث بحماسة ووطنية منذ شهور".

وأضافت: "أنتم مرضى لستم بشر.. أنتم لا تستحقون أن تعيشوا وسطنا.. حتى الحيوانات لا تفعل ما تفعلونه"، مستطردة: "إن كان هذا يحدث مع فنان معروف داخل مصر وخارجها فماذا عن آلاف المعتقلين؟"

وطالبت بتحرير المصريين الأسرى، وأضافت: "والله لتسألون عن صمتكم، لابد من المقاومة، وعلى الوطنيين بكل مكان التعاون مع الشعب.. لن يفل الحديد إلا الحديد.. وأحمل ما وصلنا له لكل فرد وكل دولة دعمت المجرم وعصابته".

وأعرب الإعلامي مصطفى درويش، على دهشته من الهيئة التي ظهر عليها نقيب الموسيقيين، قائلا: "الصورة أمامي منذ لحظة نشرها على الفيس لكنني غير مصدق وأنتظر تأكيدا أكثر".

وأضاف: "هل هذا النجم إيمان البحر درويش؟؟ لا أعتقد وبالرغم من أنها منسوبة لأحد أبناء إيمان، لكن مازال عقلي لا يصدق!!! وإن كان كل المؤشرات السابقة تؤكد أننا أمام سلطة فاشية استبدادية مجرمة لا خطوط حمراء لديها".

وكتب أحد المغردين: "نهار أسود عليك يا بلحة يا مجرم أنت وعصابتك، تتخيلوا أن ده درويش!!"، وأعاد نشر الصورة التي نشرته ابنته مع أبيها قبل سجنه وأخرى بعد ما حصل له في سجن العصابة.

وقال آخر: "سيشهد التاريخ علينا وعن مدى الصمت المدقع الذى أصابنا"، متسائلا: "متى نعود متى ننفض التراب عنا متى نقول لهذا الفاجر وعصابته كفى؟!".

مأساة محزنة

وتساءل الأكاديمي الدكتور سامي يوسف: "هل هذا ما يستحقه هذا الفنان، هل هذا ما يستحقه أي مصري يعبر عن رأيه"، واصفا ما حدث بالمأساة المحزنة.

ودعا الله أن يشفيه وأن يجازى كل ظالم تسبب فى معاناة هذا الفنان الجميل الذي كان يمتلئ بالصحة والقوة منذ فترة قليلة، لاعنا الظلم والظالمين.

ونشرت إيمان فريد، مقطع الفيديو الذي بثه درويش وكان سببا فيما وصل إليه، وعدته بمثابة مثال على مآل من يفكر في المعارضة من داخل مصر، وردا على من يطالب المعارضين بالخارج بالنزول لمصر والمعارضة منها.

وقال الصحفي أحمد سمير: "أطلق لنفسك العنان وتخيل ماذا فعلوا بدرويش، وهو الفنان المشهور نقيب المطربين السابق وحفيد فنان الشعب سيد درويش حتى وصل لهذه الحالة وهذا الشكل"، مضيفا: "لك أن تتخيل بيعلموا ايه في الغلابة اللي من غير ضهر".

وأشار الصحفي والإعلامي أحمد عطوان، إلى أن الفنان الكبير والمهندس النابغة إيمان البحر حفيد سيد درويش كان قبل اختفائه منذ عامين عاقلا متزنا وواعيا وشجاعا وبحالة صحية جيدة.

وتساءل: "لماذا اختفى درويش مباشرة بعد معارضته للسيسي بالصوت والصورة ثم تحول لرميم؟ وما حقيقة مرضه؟ ولماذا اختفى كل هذه المدة قسرا؟، هل مرضه عضوي أم نفسي؟، وما الذي أوصله لتلك الحالة؟، هل قهروه بعد إعلان رفضه خيانة النظام وبيع نهر النيل؟".

وواصل عطوان تساؤلاته عن درويش: "هل اعتدوا عليه نفسيا وبدنيا بعد إعلان معارضته ورفضه بيع الوطن والمواطن؟ هل تعرض للتعذيب والاعتداء عليه في مقارهم؟"، مطالبا ابنته وعائلته وأمن الدولة ونقابة الموسيقيين وكل فنان حر الإجابة على هذه التساؤلات.

وكتب الناشط علي حسين المهدي، عن النقيب السابق، قائلا: "ايمان البحر درويش راجل جدع دفع تمن موقف رجولي وصدع بالحق في نفس الوقت اللي أغلب الفنانين والممثلين عايشين حياتهم بين صمت وسفر ومصايف وتعريص طلع اتكلم وقال كلمة حق كل الناس هتفتكره بيها دايماً".

وتساءلت الكاتبة الدكتورة أميرة أبو الفتوح: "أين نقابة الموسيقيين من الفنان الجميل إيمان البحر درويش، الذي كان يوما نقيبا لها ولم يتأخر لحظة عن مساعدة زملائه وقت الحاجة؟!"

 وردت الصحفية إسراء الحكيم، على قول ابنة درويش إن التاريخ سيشهد أن ده بقى إيمان البحر درويش، قائلة: "التاريخ شاهد يا أمنية و الناس شاهدين على القسوة و الظلم و القهر إللي فى كلامك".

واستنكرت أن درويش لم يشفع له فنه ولا كونه حفيد سيد درويش  واحد من أعظم من أنجبتهم المحروسة، وحتى لم يشفع له عمره، مشيرة إلى أن درويش اختفى بعد آخر فيديو له، متوقعة أن تكون إعلان وفاة إيمان قريبة، لكن الحقيقة أنه مات يوم خطف قسرا في يوليو 2021.