بعد ساعات من مجزرة جنين.. مقاومان يردان على الاحتلال بعملية بطولية

12

طباعة

مشاركة

احتفى سياسيون وناشطون وكتاب بتنفيذ مقاومين ينتميان لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" عملية إطلاق نار في مستوطنة "عيلي" وسط الضفة الغربية المحتلة، أسفرت عن ارتقائهما شهداء، ومقتل 4 إسرائيليين وإصابة 4 آخرين بينهم حالة خطرة.

الحركة زفت في 20 يونيو/حزيران 2023، إلى أبناء الشعب الفلسطيني وإلى أحرار الأمة العربية والإسلامية، منفذي العملية الشهيد المجاهد القسامي مهند فالح شحادة (26 عامًا) الحافظ لكتاب الله والأسير المحرر"، والشهيد القسامي خالد صباح.

وقالت إن العملية جاءت “ردا طبيعيا على مجزرة جنين التي أدت إلى استشهاد 7 فلسطينيين بينهم طفلان (خلال اليومين السابقين للعملية)، وعلى مخططات الاحتلال الخبيثة لتقسيم المسجد الأقصى المبارك واستكمال حلقات تهويده.

كما حذرت الاحتلال من أن استمراره في إجرامه بحق الشعب والمقدسات سيجعل هذه العملية مجرد بداية لسلسلة من أعمال المقاومة.

وعقب العملية، أصيب أكثر من عشرات الفلسطينيين بجراح مختلفة جراء اعتداءات المستوطنين على قرى في وسط وشمال الضفة.

وعبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #عملية_عيلي، استنكر مغردون إطلاق الاحتلال الإسرائيلي العنان لقطعان المستوطنين المغتصبين لممارسة عدوانهم وإرهابهم على الشعب الفلسطيني، مدفوعين بخطابات العنصرية والإرهابية من قياداتهم.

وسخروا من عزم الاحتلال الإسرائيلي وتجهيزه لشن عملية السور الواقي 2، ودعوه لتأمل ما أسفرت عنه العملية الأولى في 2002 من نتائج أبرزها تصاعد الملاحم الأسطورية في الضفة، وصمود الأجيال التي حاول كي وعيها، وممارستهم حقهم في الرد رغم مرور السنين وانتقامهم بعدما اشتد عودهم وصلب ظهرهم.

وأعرب ناشطون عن استيائهم من صمت السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس، على تصاعد العدوان الإسرائيلي، مؤكدين أن زيادة نشاط الفصائل الفلسطينية في الضفة أربك الكيان حيث برز تطورها القتالي وقدراتها العسكرية والتكتيكية وتمكنها من إلحاق الضرر بالاحتلال.

حماس تحتفي

وتفاعلا مع الأحداث، أشاد القيادي في حركة حماس موسى أبو مرزوق، بتنفيذ المقاومة عملية في مستوطنة عيلي وملحمة بطولية في جنين، إذ كبدت عدونا خسائر فادحة في صفوف جنوده ومستوطنيه وحطمت أوهام قيادته المتطرفة، وهذا تجديد العهد من شعبنا أن خيار المقاومة هو خيارنا الإستراتيجي.

وقال المتحدث الرسمي باسم حركة حماس حازم قاسم، إن الرد على جرائم الاحتلال في مخيم جنين واقتحام المسجد الأقصى، لم يتأخر، فكانت العملية في مستوطنة "عيلي"، مضيفا: "ثوار الضفة الغربية يضربون في كل مكان وحيث لا يتوقع الاحتلال الصهيوني". 

وأكد أن هذه الثورة المتواصلة والانتفاضة العظيمة ستتواصل ولن تتوقف إلا بتحقيق أهداف شعبنا بالحرية والاستقلال.

وحيا رئيس الدائرة الإعلامية في حركة حماس بإقليم الخارج، هشام قاسم، الأيادي المباركة الضاغطة على الزناد.

وقال: "مقاومتنا الباسلة حامية الديار، العنوان الحقيقي الذي يستند إليه مشروع شعبنا بالتحرر وأمله بالنصر، صاحبة القرار بكسر هيبة الاحتلال كلما شعر بتفوقه.. ساعات قليلة بعد مجزرة الاحتلال الفاشي في جنين حتى جاء ثأر المقاومة وردها الحاسم".

وأكد أن هذه العملية البطولية هي رد طبيعي على عدوان وإرهاب الاحتلال ومجازره في الأراضي الفلسطينية؛ مستطردا: "شعبنا ماضٍ في طريق الدفاع عن أرضه ومقدساته بكل الوسائل حتى التحرير والعودة".

وقال ممثل الحركة في لبنان أحمد عبدالهادي، إن نماذج العمل المقاوم المتصاعد في الضفَّة الغربية وخصوصا ما حصل في جنين، وعملية اليوم البطولية في مستوطنة "عيلي" في شمال رام الله، بدأت ترسم معادلات ردع جديدة، وتؤكِّد بشكل قطعي مفهوم وحدة الساحات داخل فلسطين.

صفعة للاحتلال

وأكد ناشطون أن العمليات المتتالية في الضفة الغربية بأيدي المقاومين مثلت صفعة قاسية على وجه الاحتلال، وجعلت حكومته برئاسة بنيامين نتنياهو في مأزق لا تعرف الخروج منه، ساخرين من تلويحه بعملية اجتياح واسعة والتهديد بأن كل الخيارات مفتوحة.

وأشار الباحث في الشؤون الإسرائيلية عدنان أبو عامر، إلى أن الاحتلال كشف عقب تنفيذ عملية عيلي، عن تلقيه منذ صباح اليوم 180 إنذارا بعمليات فدائية، وهو رقم لم تشهده منذ الانتفاضة الثانية.

وعقب قائلا: "واضح أننا أمام تصاعد لافت في تحضيرات المقاومة لمرحلة قادمة، قد يكون لها تبعات ميدانية وسياسية على المشهد الفلسطيني، بعد جبايتها أثمانا باهظة من الاحتلال". 

وسخرت سلوى عمر، من مناقشة العدو خطة شن عملية السور الواقي2 لاستهداف شمال الضفة المحتلة، تحديداً جنين ونابلس.

وقالت: "قد غاب عن ذهن الجيش المهزوز والمهزوم، أن منفذي عملية عيلي كانت أعمارهم 3 سنوات فقط عندما شن عدوان السور الواقي١، وبالتالي؛ فإن كل حشودهم ستذهب هباء منثورا أمام شبل فلسطيني بقلب أسد". 

وقال الصحفي عزالدين أحمد: "نعم الاحتلال الصهيوني قادر على تنفيذ عملية عسكرية كبيرة في الضفة الغربية وخسائر المقاومة ستكون فيها كبيرة".

"لكن من المهم التذكير أن حكومة الاحتلال أطلقت قبل أكثر من 20 عاما عملية السور الواقي وبمشاركة نحو 30 ألف جندي واحتلت غالبية الضفة، والنتيجة بعد كل هذه السنوات شعب لم يسأم ونضال متواصل وجيل يسلم الراية لجيل"، وفق تعبيره.

دلالات العملية

وتحدث ناشطون عما تحمله عملية عيلى من دلالات وانعكاسات على الاحتلال الإسرائيلي ورسائل للداخل الفلسطيني ورمزية واسعة.

ورأى الكاتب إبراهيم المدهون، أن عملية عيلي نموذج مخفف مما سيراه العدو في المرحلة القادمة، وهي امتداد للعمليات البطولية التي تمثل الشعب الفلسطيني ويلتف خلفها بكل مكوناته وفصائله.

وقال الباحث المتخصص في الشؤون الإسرائيلية صالح النعامي، إن مستوطنة "عيلي" التي استهدفتها عملية إطلاق النار لا تكتسب أهمية عسكرية فقط بفعل ضمها المعهد الذي يخرج القادة العسكريين، بل تعد أيضا "رأس التاج" في المشروع الاستيطاني اليهودي بالضفة.

وعد المحلل السياسي فايز أبو شمالة، إعلان حركة حماس مسؤوليتها عن العملية البطولية في الضفة الغربية، يعني أن غزة تتحدى، وتعلن بكل جرأة وشجاعة وفخر أنها في قلب معركة القدس والضفة الغربية.

وكتب المحامي الكويتي ناصر الدويلة: "تعتبر عملية عيلي الفدائية في الضفة الغربية بعث روح الكفاح المسلح للفدائيين الفلسطينيين وهي ستغير قواعد اللعبة هناك بشكل جذري لقد سقطت السلطة الفلسطينية وتنسيقها الأمني مع الصهاينة وانبعثت روح الكفاح المسلح من أكناف بيت المقدس وقريبا سيتطور هذا الكفاح لأبعاد تشمل دول الجوار".

ورأى عمار جبريل، أن العملية البطولية تؤكد أن الكفاح المسلح هو طريقنا، ووحدة الجسد الفلسطيني في المقاومة وفقط.

وقال أنس الجمل: "في كل عملية بطولية نُرّدد دائماً قول الشهيد باسل الأعرج: المُقاومة جدوى مُستمرة.. عاشت المقاومة، المجد للمقاوم".

وأشارت الصحفية ريما البغدادي، إلى أن عمليات الفدائيين الفلسطينيين تتقدم بشكل يومي، وكل يوم يثبتون للعالم أنهم شعب حي لا يموت، قائلة: "تعيش فلسطين ويسقط الاحتلال الصهيوني". 

رثاء الشهداء

وتداول ناشطون صور منفذي عملية عيلي، مشيدين بإقبالهم وتقديمهم أرواحهم فداء لبلادهم، وثمنوا العمل البطولي الذي قاما به.

وأشار الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة، إلى أن القسّاميين بطلي عملية اليوم (مهند شحادة وخالد صباح) تشاركا ذات الزنزانة وصعدا معراج الشهادة معا.

وقال: "غزاة أشقياء لا يعرفون أن شعبنا سيواصل جهاده دون توقّف؛ لا يضيره أسر ولا قتل.. يرعبهم الموت ويتلطّون وراء الحديد، مقابل شعب ينجب من يطاردون الشهادة بعزم وشموخ.. النصر لنا مهما طال الزمن."

ونشر الناشط محمد عبدالعزيز الرنتسي، صورة الشهيدين، ورثاهما قائلا: "في هذه الساعات والأيام المباركة.. نسأل الله القبول لهذين البطلين الذين أثلجوا صدورنا وأثخنوا في بني صهيون".

كما عرض الكاتب رضوان الأخرس، صورة الشهيدين موضحا أن العملية التي نفذاها توصف بأنها من أقسى العمليات على الاحتلال منذ سنوات.

وأعرب الناشط محمد المدهون، عن سعادته بما أسفرت عنه عملية عيلي، قائلا: "4 قتلى.. الله أكبر ولله الحمد".

وأوضح الناشط أدهم أبو سلمية، أن منفذي العملية من بلدة حوارة الفلسطينية التي تتعرض كل يوم لانتهاكات واعتداءات المستوطنين الصهاينة.

وذكر بأن حوارة هي البلدة التي دعا الوزير الصهيوني المتطرف "سموريتش" لمحوها عن الوجود، لافتا إلى أن الشابين في مقتبل العمر لكن جمعتهم "زنزانة" صهيونية في سجن مجدو قبل نحو عامين.

وأضاف أبو سلمية: "هو الظلم الصهيوني بكل تفاصيله، هو الإرهاب الصهيوني الذي يخلق روح التحدي والإصرار على دفعه ومقاومته بكل الوسائل".

جرائم المستوطنين

وأعرب ناشطون عن غضبهم من إطلاق الاحتلال الإسرائيلي يد المستوطنين الصهاينة وإيعازهم بتكثيف هجماتهم تجاه القرى الفلسطينية، والاعتداء على أراض ومحاصيل زراعية و140 مركبة فلسطينية وإحراق سيارة إسعاف، وقطعهم الطرقات في الضفة.

وأشار الخبير المتخصص في الشؤون الإسرائيلية سعيد بشارات، إلى وقوع عمليات إجرامية إرهابية قام بها وحوش عصابات التلال من المستوطنين في منطقتي رام الله ونابلس، خاصة في حوارة التي هاجمها وحوش مستوطنة يتسهار وقاموا بتخريب ممتلكات الفلسطينيين وأحرقوا مركباتهم، وقرى اللبن الشرقية.

وعرض الصحفي حسن فرج، مقطع فيديو يوثق مشاهد لاقتحام قوات الاحتلال بلدة حوارة جنوب نابلس بالتزامن مع تعدي مستوطنين على ممتلكات الفلسطينيين، مؤكدا احتراق سيارة إسعاف إثر استهدافها بقنابل غاز.

وعد أحمد الهاشمي، ما يحصل في الأراضي الفلسطينية من حرق للممتلكات والمركبات، من طرف قطعان المتصهينيين الإرهابيين وتحت حماية جنود الصهاينة، جريمة نكراء، داعيا المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤوليته ويمنع هذا الإجرام الخطير في حق البلاد والعباد.

وأوضحت هدى صوالحة، أن مستوطنين يصبّون جام حقدهم وصهينتهم بإشعال النيران في ممتلكات الفلسطينيين في حوارة-نابلس.

وسخرت بالقول: "هؤلاء هم المدنيون العُزّل الذين يتعاطف معهم بعض المستعربين العرب في الداخل والخارج إذا تمّ اصطيادهم، ومنهم من يرسل تعازيه الحارّة إلى عوائلهم".