صراع مستمر وأزمة متفاقمة.. منظمات الإغاثة تطالب بمساعدات مستدامة في سوريا

قسم الترجمة | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

سلطت صحيفة ألمانية الضوء على الأزمة الحادة التي يعاني منها الشعب السوري بعد 13 عاما من بدء الثورة ضد رئيس النظام، بشار الأسد.

وبجانب أزمة اللاجئين الكبرى، أشارت صحيفة "تاز" إلى مشاكل أخرى مثل نقص الكهرباء والأزمة الاقتصادية.

وعلى هذه الخلفية، دعا الاتحاد الأوروبي إلى مؤتمر سوري عُقد في 14 و15 يونيو/ حزيران 2023، والذي تم فيه تحصيل ارتباطات بمبلغ يعادل 5.6 مليارات يورو لعامي 2023 و2024.

وفضلا عن ذلك، شددت المنظمات غير الدولية على "ضرورة أن يأخذ المجتمع الدولي في الحسبان حقيقة أن سوريا هي نزاع مستمر، مما يقتضي تعزيز الهياكل المحلية وتمكين الناس من التعامل مع الأزمات وتقديم مساعدات طويلة الأجل من الدول المانحة".

أزمات متعددة

وقالت الصحيفة: "كانت لحظة تقشعر لها الأبدان في المؤتمر السوري، الذي دعا إليه الاتحاد الأوروبي يومي 14 و15 يونيو 2023، حيث هيمنت عليه الحقائق والأرقام وأحاديث المنظمات غير الحكومية الدولية".

وحدثت أماني قدور، من منظمة سوريا للإغاثة والتنمية، عن موظفة الطوارئ السورية هبة، والتي تتساءل منذ الزلزال الذي وقع في فبراير/ شباط 2023: "لماذا لم تمت مع أي شخص آخر؟"، وفق الصحيفة الألمانية.

وعلقت قدور قائلة: "أولئك الذين ما زالوا يمتلكون القدرة والإمكانات، يجب أن يواصلوا جهودهم ويقدموا لنا المساعدة".

وفي السياق، ذكرت الصحيفة أن ألمانيا تعهدت بما مجموعه حوالي مليار يورو "للتغلب على أزمة اللاجئين في سوريا والمنطقة".

وبحسب الصحيفة، أكد منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، التزام الاتحاد الأوروبي بمبلغ 1.5 مليار يورو لعام 2023، كما تعهد بتقديم 560 مليون يورو أخرى لعام 2024.

وإجمالا، قالت الصحيفة إنه "تم تحصيل ارتباطات بقيمة إجمالية تعادل 5.6 مليارات يورو"، مضيفة وجود التزامات قروض تصل إلى 4 مليارات يورو أخرى.

والجدير بالذكر أنه "رغم عدم تفاقم الوضع من الناحية السياسية داخل سوريا لسنوات، إلا أن الأزمة لا تزال حادة".   

ففي سوريا نفسها وكذلك في البلدان المجاورة، لفتت الصحيفة إلى أن "حال المواطنين لا يختلف كثيرا عن اللاجئين، حيث يعتمد اثنان من كل ثلاثة أشخاص في سوريا على المعونات". 

وبشأن أزمة اللاجئين، أفاد فادي الديري من منظمة "يد بيد" من أجل التنمية والإغاثة، عن انتقال فريقه من الخيام إلى "ملاجئ كريمة"، وهو ما يعني في المصطلحات الفنية المباني المتينة التي توفر الحد الأدنى من الأمن والخصوصية. 

وقال الديري: "لقد لمس الأطفال الجدران لأول مرة، فهم ولدوا ونشأوا في الخيام، لذلك كانت تجربة جديدة تماما بالنسبة لهم".

غياب الاستدامة

وذكرت "تاز" الألمانية أنه ما يقارب 13 مليون شخص في سوريا نزحوا منذ عام 2011، لافتة إلى أن "نصفهم فر خارج البلاد". 

ووفق الصحيفة، فإن هذا يضع سوريا في المرتبة الأولى بين بلدان منشأ اللاجئين في جميع أنحاء العالم. 

وأشارت إلى وجود أزمات متعددة في أجزاء أخرى من البلاد بخلاف أزمة النازحين، مثل نقص الكهرباء والأزمة الاقتصادية. 

فنقلا عن منظمة الإغاثة "وورلد فيجن" التي كتبت في تقرير لها أن "الحاجة إلى المساعدة في ذروتها في سوريا والدول المضيفة المجاورة". 

وأضافت "في غضون ذلك، تتراجع الأموال المخصصة للأزمة السورية عاما بعد عام، بينما لا يزال الحل السياسي للحرب المستمرة غير مرجح".

وبحسب الصحيفة، شدد الديري، من منظمة "يد بيد" على "ضرورة أن يأخذ المجتمع الدولي بعين الاعتبار حقيقة أن سوريا هي نزاع مستمر". 

وفي رأيه، يقتضي هذا "ألا يكون التركيز على المساعدات الطارئة وحدها، وإنما على تعزيز الهياكل المحلية وتمكين الناس من التعامل مع الأزمات".

وقال الديري: "لقد خذلنا المجتمعات المحلية بتقديم المزيد والمزيد من المساعدات والمزيد من السلال الغذائية ومستلزمات النظافة".

وأكد أن ما كان يجب أن يُفعل هو "تعزيز المجتمع المحلي وخلق فرص عمل"، وفق الصحيفة.

ومن خلال القيام بذلك، قالت الصحيفة الألمانية إن الديري تناول قضية ظهرت مرارا وتكرارا في هذا المؤتمر، عندما "لم يكن السياسيون، وإنما المجتمع المدني السوري ومنظمات الإغاثة هم المسؤولون في بروكسل عن عدم استدامة المساعدات الإنسانية".

آثار السلبية

وفي تلخيص للمناقشات، نقلت "تاز" مطالبة قدور أيضا بأنه "في العام الثالث عشر من الصراع، بدلا من اتخاذ تدابير البقاء البحتة، يجب أخيرا اتخاذ خطوة لمساعدة الناس على استئناف نوع من الحياة الطبيعية". 

ففي المساعدات الإنسانية، على سبيل المثال، ترى قدور أن "ترميم البنية التحتية للمياه أو دعم الزراعة المحلية يُعد من بين هذه التدابير المستدامة، أي مساعدات إعادة الإعمار المبكرة".

من ناحية أخرى، لفتت الصحيفة إلى أن "هذا النقاش السياسي الواسع النطاق حول إعادة إعمار سوريا يقف خلفه الآثار السلبية للعقوبات الدولية ضد نظام بشار الأسد". 

وأوضحت الصحيفة أن "العقوبات الدولية تجعل من الصعب على المنظمات المحلية التي تتلقى مساعدات دولية العمل مع الوكالات الحكومية".

ولفتت إلى أن "خلفية العقوبات هي أن الدول لا تريد تقديم أي مساهمة لإعادة الإعمار من شأنها أن تعود بالنفع على نظام الأسد في نهاية المطاف".

وأكدت الصحيفة الألمانية على حقيقة أنه "لا يوجد حل سياسي للصراع في الأفق، رغم أن الأسد قد استعاد حوالي ثلثي سوريا".

ولذلك، كما تنقل الصحيفة، أكد عدد من ممثلي المنظمات الإغاثية أن "المطلوب قبل كل شيء هو التزامات بتقديم مساعدات طويلة الأجل من الدول المانحة".

وفي هذا السياق، قالت أديل خضر من منظمة "اليونيسف": "لا يمكننا تعليم طفل لمدة عام، ثم نقول إننا لا نملك المال للعام المقبل".

وبشأن المساعدات التي تم التعهد بها في 15 يونيو 2023، ذكرت الصحيفة أنها "ستصل إلى المنظمات في سوريا والدول المضيفة المجاورة". 

بالإضافة إلى ذلك، شدد العديد من المتحدثين على أهمية مساعدة المجتمعات في تركيا ولبنان والأردن، والذين أفادوا "بوجود منافسة بين السوريين والسكان المحليين ونفور متزايد من اللاجئين"، وفق الصحيفة الألمانية.