صحيفة ألمانية: إيران تطلب زيادة التنسيق وقيادات من حماس ترفض 

12

طباعة

مشاركة

تحدثت صحيفة "مينا واتش" الألمانية عن ما أسمته "ضغوطات ومحاولات مستميتة" تمارسها إيران لتنسيق الأنشطة المشتركة للفصائل -داخل وخارج فلسطين- ضد إسرائيل.

لكنها أشارت إلى أن هذه الضغوطات تسببت في توترات وانقسامات داخلية بين الحركات، حيث يفضل البعض التعاون مع إيران ضد إسرائيل، ويفضل الآخرون الحفاظ على مكانتهم كفصائل مستقلة.

وفي هذا الإطار، توضح الصحيفة كيف أثرت هذه الضغوط على الفصائل في فلسطين ولبنان.

ولفتت إلى الضغط القوي الذي تمارسه إيران على حركة المقاومة الإسلامية حماس وحزب الله والجهاد الإسلامي، لإنشاء "آلية عمليات مشتركة" لتنسيق الأنشطة ضد إسرائيل.

لكنها زعمت في ذات الوقت أن هذا الضغط "قد يتسبب في حدوث انقسامات داخلية بين الحركات التابعة لإيران أو المتعاونة معها". 

وذكرت "مينا واتش" أن تحالف الحركات المدعومة من إيران والمعروفة باسم "محور القدس" أو "المقاومة والممانعة" يمثل الثقل الإيراني الموازن لاتفاقات أبراهام التطبيعية (وقعتها منذ عام 2020 مع إسرائيل عدة دول عربية)، وله دعم في سوريا ولبنان والعراق واليمن.

وبحسب الصحيفة، أفادت مصادر عربية ولبنانية بأن إيران تعمل بنشاط من أجل "إنشاء مقر عمليات مشتركة لحزب الله وحركة حماس والجهاد الإسلامي" في جنوب لبنان. 

كما أن هناك مؤشرات على وجود خطط لإنشاء مركز مشترك لتنسيق الهجمات الصاروخية ضد إسرائيل، وفق قولها. 

وتضيف: "رغم أن هذا يهدف إلى تعزيز القدرات العسكرية لمحور القدس، فإن هذه الحركات نفسها غير متحمسة".

آراء منقسمة

تشير الصحيفة إلى أن زعيم حماس في قطاع غزة يحيى السنوار، فضل اتخاذ موقف أكثر حيادية. 

وفي مقابله، فضل صالح العاروري، نائب رئيس حركة حماس، توثيق العلاقات مع إيران، كما أنه يضغط على الحركة للموافقة على الخيار الإيراني، وفقا لمزاعم الصحيفة.

بدوره، يفضل زعيم حزب الله حسن نصر الله، الحفاظ على مكانته كفصيل مستقل بدلا من التحالف الكامل مع حماس، حسب ذات المصدر.

وأشار التقرير إلى أن حركة "الجهاد الإسلامي" في فلسطين ممولة بشكل مباشر من قبل إيران بحوالي 100 مليون دولار سنويا، زاعمة أنها تخضع لأوامر مباشرة من الجمهورية الإسلامية.

كما تقول إن طهران هي من "أذنت للجهاد الإسلامي بقبول وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه مصر، وأنهى الصراع الذي دام خمسة أيام مع إسرائيل" خلال مايو/أيار 2023.

وبالعودة إلى وقت سابق من هذا العام، تلفت الصحيفة الألمانية إلى "التجلى المتزايد للتنسيق بين إيران ووكلائها، وحدث ذلك من خلال سلسلة اجتماعات لكبار المسؤولين".

وتذكر هنا أنه في أحد هذه الاجتماعات، أجرى إسماعيل قآاني، قائد الوحدة الخارجية للحرس الثوري الإيراني المعروف باسم "فيلق القدس"، محادثات مع زعيم حماس إسماعيل هنية ونائبه صالح العاروري وكبار المسؤولين في السفارة الإيرانية في لبنان، بالإضافة إلى حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين وحزب الله.

وفي 6 أبريل/ نيسان 2023، بعد زيارة قآاني بوقت قصير، أُطلقت سلسلة من الصواريخ على إسرائيل منطلقة من لبنان، مما يشير إلى عمل منسق، وفق الصحيفة.

وبدورها، ردت إسرائيل بقصف منشآت تابعة لحماس في جنوب لبنان. ثم في اليوم التالي، التقى حسن نصر الله بإسماعيل هنية، ما عدته الصحيفة "دليلا إضافيا على موافقة حزب الله على إطلاق الصواريخ" من هذا البلد.

موقف حماس

في رأي الصحيفة، تؤكد هذه الأحداث على التنسيق الوثيق القائم بالفعل بين إيران ووكلائها، والذي تسعى طهران الآن إلى توسيعه ليشمل المجال العملياتي. 

كما توضح أن إنشاء آلية عملياتية مشتركة في جنوب لبنان يتماشى مع أهداف إيران الأوسع تجاه إسرائيل. ومن جهة أخرى، تعتقد أن ذلك قد يتماشى كذلك مع أهداف حزب الله.

وأوضحت: "فمن خلال تنشيط حماس من داخل الأراضي اللبنانية، يمكن لحزب الله حماية أصوله الإيرانية من الانتقام الإسرائيلي".

وفي مقابل ذلك، تذكر الصحيفة الألمانية أن حزب الله يواجه ضغوطا سياسية داخلية في لبنان، بما في ذلك بعض الضغوط من طائفته الشيعية، والتي تمنعه ​​من اتخاذ أي إجراء يمكن أن يؤدي إلى نشوب حرب مدمرة مثلما جرى عام 2006. 

لكن بالنسبة لحماس، تعتقد الصحيفة أن "الوضع أكثر تعقيدا بكثير، فمن شأن آلية التنسيق المقترحة من قبل طهران أن تحيل الحركة فعليا إلى وكيل تابع لحزب الله".

وهو ما يعده قادة حماس الرئيسيون، بمن فيهم يحيى السنوار وخالد مشعل أمرا غير مقبول، حسب الصحيفة.

وقد تسبب ذلك في خلافات داخلية مع بعض الشخصيات التي ليس لديها اعتراض على هذه الخطوة، مثل صالح العاروري، وفق زعم المصدر.

ولا ترجح الصحيفة أي التوجهين ستنفذهما حماس، حيث اختتمت: "يجب أن ننتظر لنرى أي (نهج) سيكون له اليد العليا في نهاية المطاف".