إعلامي تركي لـ"الاستقلال": أردوغان لقن الغرب صفعة عثمانية في صناديق الاقتراع
أكد الإعلامي التركي حمزة تكين أن كل المؤشرات تؤكد أن الرئيس رجب طيب أردوغان هو الذي سيكون متقدما في نتائج الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية المزمع عقدها في 28 مايو/ أيار 2023
وقال تكين في حوار مع "الاستقلال"، إنه بلا أدنى شك قدمت تركيا للعالم نموذجا من الديمقراطية المتقدمة الناصعة ولقنت الغرب صفعة عثمانية بهذه الانتخابات النزيهة التي شهدت نسبة إقبال من الأكبر بالعالم.
وعن مستقبل تحالف المعارضة المعروف باسم "الطاولة السداسية"، أوضح تكين أنه بكل تأكيد ستنتهي الحياة السياسية لرموز المعارضة، بعد خسارة مرشحها كمال كليتشدار أوغلو في 28 مايو.
وفي 14 مايو، شهدت تركيا انتخابات رئاسية وبرلمانية، وتنافسا في الرئاسية كل من مرشح "تحالف الجمهور" الرئيس أردوغان، ومرشح "تحالف الأمة" زعيم حزب الشعب الجمهوري كليتشدار أوغلو، ومرشح "تحالف أتا" (الأجداد) سنان أوغان.
وأعلنت الهيئة العليا للانتخابات في تركيا رسميا إجراء الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية بين أردوغان وكليتشدار أوغلو في 28 مايو، لعدم حصول أي مرشح على أكثر من 50 بالمئة من الأصوات.
وحصل أردوغان على 49.52 بالمئة من أصوات الناخبين، فيما نال كليتشدار أوغلو 44.88 بالمئة، وسنان أوغان 5.17 بالمئة، وفق النتائج النهائية التي أعلنتها الهيئة العليا للانتخابات.
الرئيس القادم
من رئيس تركيا القادم في ظل الأجواء الحالية؟
في البداية كل المؤشرات بالأرقام والمعطيات الميدانية والسياسية تؤكد أن الرئيس رجب طيب أردوغان هو الذي سيكون متقدما في نتائج الجولة الثانية المزمع عقدها في 28 مايو/ أيار 2023.
وسيحظى أردوغان بإذن الله بفترة رئاسية جديدة لمدة خمس سنوات قادمة وسيحمل لقب الرئيس رقم 13 للجمهورية التركية.
وعلى الجانب الآخر مرشح المعارضة التركية حظوظه ضعيفة نتيجة حالة التشتت والتخبط التي تعيشها بعد هزيمتها في انتخابات الجولة الأولى.
فثمة استقالات وإقالات في أحزاب الشعب الجمهوري، والجيد، والديمقراطية والتقدم، وهناك عدم انصياع للقيادة في حزب السعادة.
فرئيسة حزب الجيد ميرال أكشنار غائبة تماما عن المشهد منذ إعلان نتائج الجولة الأولى للانتخابات، ولم نر لها أي تصريحات أو لقاءات أو حتى بيان تدعم فيه مرشحها كليتشدار أوغلو في جولة الإعادة.
وبالتالي هذه الصورة السوداوية لدى المعارضة سوف تؤثر بالسلب على حظوظ مرشح المعارضة في الجولة الثانية.
أما الصورة الأخرى عند الرئيس أردوغان فهناك تماسك في تحالف الجمهور، وهناك انتصار حققه التحالف بالحصول على الأغلبية المطلقة في البرلمان باكتساح.
وهناك احتفالات بهذا الانتصار الذي حققوه، وهذا التماسك سينعكس إيجابا على أصوات الرئيس أردوغان في جولة الإعادة.
كما أن الاكتساح البرلماني بحصول تحالف أردوغان على الغالبية المطلقة للبرلمان بـ323 نائبا من بين 600 سوف يغير آراء واتجاهات تصويت الكثيرين من أبناء الشعب التركي لصالح أردوغان في تلك الجولة.
إلى من تذهب أصوات القوميين المعارضين من أنصار محرم إنجه وسنان أوغان بعد خروجهما من المنافسة؟
فيما يتعلق بأصوات القوميين، مهما كانت الصورة التي سنراها خلال الأيام المقبلة دون الدخول بالتفاصيل، فهذه الأصوات ستنقسم بطريقة من الطرق بين أردوغان وكليتشدار أوغلو ، وقسم ثالث منها لن يشارك بالانتخابات.
تحليل النتائج
ما أبرز ما تم رصده في اتجاهات التصويت خلال انتخابات الجولة الأولى؟
فيما يتعلق بكبار السن لاحظنا أنهم اختاروا في غالبيتهم حزب العدالة والتنمية نتيجة معرفتهم كيف كانت تركيا وكيف أصبحت.
وفيما يتعلق بالنساء بالتحديد، حزب العدالة والتنمية هو أكبر حزب لديه كتلة نيابية نسائية في البرلمان التركي الجديد تقدر بـ50 نائبة برلمانية من بينهن أصغر نائبتين في البرلمان وهما النائبة "زهراء نور أوزدمير" في أنقرة وعمرها 25 عاماً، وفي إسطنبول "روميساء كادق" 27 عاما.
كما أن أكذوبة أن حزب العدالة والتنمية لن يحظى بتأييد الشباب في هذه الانتخابات أثبتت أنها صورة غير صحيحة على الإطلاق.
فنسبة كبيرة بالملايين من الشباب يعرفون حقيقة واقع تركيا وحجم التطور الذي وصلت إليه بلدهم من دولة ضعيفة هامشية إلى قوة إقليمية ودولية اليوم لا يستهان بها.
ولا ننسى أن حزب العدالة والتنمية هو الذي خفض سن الاقتراع من 21 إلى 18 عاما، وهذه رسالة للشباب تدل على الاهتمام الكبير بهم.
وكذلك الآن أصغر عضوة في البرلمان الجديد هي من حزب العدالة والتنمية، وهي سيدة بعمر 25 عاما.
وبالتالي هناك اهتمام كبير بالشباب من قبل الرئيس أردوغان ما جعله يحظى بتصويت شريحة واسعة منهم، حيث ظلت المعارضة تروج هذه الصورة الخاطئة في الانتخابات الماضية أيضا والواقع كذبهم.
وما مستقبل الطاولة السداسية بعد فشلها في الحصول على أغلبية البرلمان؟
بعد خسارة مرشح المعارضة كليتشدار أوغلو في 28 مايو بكل تأكيد ستنتهي الحياة السياسية لرموز المعارضة، وسوف يطيرون للاستقالة وتكون حياتهم السياسية انتهت بشكل تام، لأنهم لم يستطيعوا أن يحققوا الوعود التي قدموها لجماهيرهم خلال الأشهر الماضية.
فهم وعدوا بأن يكون حزب الشعب الجمهوري أكثر تقدما في البرلمان، وأن يكون حزب الجيد هو الأول في البرلمان، وأن يغيروا النظام الرئاسي ويعيدوا تركيا إلى النظام البرلماني، وميرال اكشينار كانت تعد الناخبين بأن تصبح رئيسة وزراء في ذلك النظام بعد تغييره.
وهكذا كثير من الأمور الأخرى لن تستطيع المعارضة أن تحققها بكل تأكيد ما يعني أن زعماء كثر على الطاولة السداسية سيدفعون ثمن هذه الخسارة من حياتهم السياسية بشكل كبير.
البعض يقول إن الحزب الحاكم تراجع في هذه الانتخابات عن مثيلتها في 2018.. ما رأيك؟
بكل تأكيد لدى الحزب بعض الجوانب التي لم ينجح بها، وقد يكون لديه بعض الأخطاء الداخلية يدفع ثمنها بنهاية المطاف اليوم.
إلا أن الشيء المميز في تركيا، أنه حتى لو كان الحزب يحكم على مدى 20 عاما فهو لا يستطيع أن يفوز بأغلبية مطلقة ويزيد عدد نوابه كل مرة.
ولا يستطيع أن يُزور الانتخابات من أجل أن يضيف فقط 0.5 بالمئة ليفوز الرئيس بجولة جديدة، وهذه الصورة بالنسبة للسياسة في تركيا تؤكد أن الوضع صحي للغاية من وجهة نظري.
فحزب العدالة والتنمية رغم هذا التراجع الضئيل بسبب بعض الأخطاء التي تحصل ربما هنا أو هناك والتي تؤثر بشكل طبيعي جدا على حزب يحكم منذ 20 عاما.
ولكن المهم في المستقبل هو تصحيح هذه الأخطاء في بعض الأمور التي لا يرضى عنها الشعب التركي، وضخ دماء جديدة في الحزب.
ما تفسيرك خسارة حزب العدالة والتنمية في إسطنبول وأنقرة؟
حزب العدالة والتنمية لم يخسر في إسطنبول وأنقرة؛ بل هو فاز بغالبية المقاعد البرلمانية فيهما ولكن يمكن أن نقول إن هناك تراجعا طفيفا في إسطنبول وأنقرة.
وإذا رجعنا للأرقام التي حصل عليها الرئيس أردوغان لوجدنا هذا التراجع ضعيفا جدا، وبالتالي من المتوقع أن تتغير هذه الأرقام في الجولة الثانية ما يعني أنه يمكن أن يحصل أردوغان على اصوات جديدة لا تتوافق بغالبيتها فكريا مع خط أردوغان.
وأتوقع أن يتفوق الرئيس أردوغان في إسطنبول وأنقرة في جولة الإعادة.
جولة الإعادة
ما العنصر الحاسم برأيك في جولة الإعادة؟
هناك ثبات يظهره أردوغان وحلفاؤه منذ انتهاء الجولة الأولى، حيث لم نر أي مشكلة، ولم نر أي خبر سلبي في أي وسيلة إعلامية، ولم نتابع أي إشكالية حصلت في تحالف الجمهور الأمر الذي يشجع الناخب التركي الذي كان مترددا في الجولة الأولى أن يصوت لأردوغان وهو مطمئن.
بينما العامل السلبي لدى الطرف الآخر من المعارضة هو حالة التشتت والاستقالات من حزب الشعب الجمهوري وحزب الجيد فضلا عن غياب رئيسة الحزب لأسبوع تقريبا، بعد خسارة المعارضة للانتخابات البرلمانية.
ناهيك عن الفضائح التي ارتكبتها بلديات حزب الشعب الجمهوري ونشرت في وسائل التواصل الاجتماعي وفيها إهانة ضد منكوبي الزلزال وطردهم من فنادق ومنازل تابعة لبلدية حزب الشعب الجمهوري سوف تنعكس ضد كليتشدار أوغلو في صناديق الاقتراع.
ما انعكاسات هذا الطرد على صناديق الاقتراع؟
طرد منكوبي الزلزال من بلديات تابعة لحزب الشعب الجمهوري أمر بكل تأكيد غير أخلاقي، ويسيء لمرشح الحزب وسينعكس سلبا على صناديق الاقتراع ضده؛ فضلا عن أنها صورة عنصرية بغيضة تجاه المنكوبين فقط لأنهم لا يحملون نفس التوجهات السياسية.
وبالتالي إذا كانت هذه العقلية ستحكم تركيا فهذه مشكلة كبرى؛ لذلك سيرى مرشح حزب الشعب الجمهوري جوابا حاسما وقويا؛ بل سيكون أقوى من الانتخابات الماضية بالتصويت ضده، وسيرى جوابا قاسيا من منكوبي الزلزال في صناديق الاقتراع.
وما موقع المجنسين العرب والأجانب من جولة الإعادة ومدى تأثيرهم على نتائج الانتخابات؟
المجنسون العرب أصبحوا أتراك الجنسية وبالتالي هم جزء من الشعب التركي، مثلهم مثل أي مواطن تركي، يعني مطلوب منهم أن يذهبوا إلى صندوق الاقتراع ويمارسوا حقهم القانوني وينتخبوا من يريدون أن ينتخبوا فمن يرد أن ينتخب أردوغان فلينتخبه، ومن يريد ان ينتخب كليتشدار أوغلو فليفعل.
المهم أن كل من يحمل الجنسية التركية من الأفضل أن يؤدي حق هذه الجنسية ويشارك بهذا الحدث الديمقراطي لهذه التجربة الفريدة بالعمل السياسي والعمل الديمقراطي والعمل الحزبي.
التجربة الديمقراطية
ما تقييمك للتجربة الديمقراطية التركية ومدى شفافيتها؟
تركيا في هذه الانتخابات بلا أدنى شك قدمت للعالم نموذجا من الديمقراطية المتقدمة الناصعة، بنسبة مشاركة هي الأعلى في العالم، وبالتالي تركيا متقدمة بالعمل الديمقراطي، وخير دليل ما نعيشه حاليا.
حيث استطاع عشرات الملايين من الشعب التركي أن يذهبوا إلى الانتخابات دون أن تحدث أي مشاكل، ودون أن نرى أي خلاف، ودون أن نرى أي ضربة كف، ودون أن يحدث أي حدث أمن.
الجميع ذهبوا بسلاسة وخلال ساعات أنهوا عملية الاقتراع، وبعدها تم إعلان النتائج، وكل هذه الأمور تمت بأجواء من الاستقرار والسلام والطمأنينة.
وهذا الأمر إذا لم يدل على ديمقراطية ناجحة أمام العالم أجمع.. فما إذن المؤشرات للديمقراطية الناجحة؟!
وبالتالي لقنت تركيا الغرب صفعة عثمانية -إذا صح التعبير- في مجال الديمقراطية بمثل هذه الانتخابات النزيهة، وأسكتت تركيا وعلى رأسها أردوغان بديمقراطيتها الغرب بسياسييه وإعلامييه الذين يروجون كذبا أن تركيا دكتاتورية وتمارس الطغيان والاستبداد.
فاليوم بهذه الصورة الديمقراطية لن تجد عاقلا في الغرب يمتلك ورقة ليستهدف فيها تركيا فيما يتعلق بهذا السياق.
ولا يمنع ذلك من بقاء إعلاميين وسياسيين بالغرب لا يريدون أن يروا هذا التقدم في تركيا وسيستمرون في حملتهم البغيضة تجاه تركيا وشخص أردوغان.
وجزء آخر من الغرب الذين ينزعجون من هذه الديمقراطية المشرقة في تركيا بهذا المستوى المتقدم التي يمارس فيها الجميع عمله السياسي بحرية سواء أحزاب الموالاة أو المعارضة.
وبالتالي سنرى استهدافا لتركيا بسبب الانزعاج من هذا التطور السياسي الكبير وتطورها الاقتصادي والصناعي والعسكري وما شابه ذلك.
كيف ترى إعلان أردوغان عن نجاحه في إقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتمديد اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية شهرين؟
لا شك أن هذا نجاح جديد يضاف إلى سجل نجاحات الرئيس أردوغان، فتركيا اليوم استطاعت أن تحمي العالم لفترة أطول من الزمن من أي مجاعة.
وكلنا نعلم إذا توقفت صادرات الحبوب الأوكرانية ستصبح هناك مجاعة في كثير من الدول الفقيرة حول العالم وخاصة الإفريقية منها.
تركيا اليوم تثبت مجددا من خلال ضغطها الشديد على روسيا لاستمرار هذه الاتفاقية قوتها الدبلوماسية والسياسية والتفاوضية.
هذا من جانب ومن جانب آخر تثبت أنها حريصة على الإنسانية حريصة على عدم وقوع مجاعات في العالم.
كما أن تركيا بشكل مباشر ليست متضررة كدولة ولكن عملها الدؤوب باستمرار الاتفاقية ليس من أجلها إنسانيا بل من أجل الشعوب الفقيرة حول العالم، وهذا يعطي نقطه إيجابيه لتركيا.