"مجرم وإرهابي".. تمرد داخل الشرطة الإسرائيلية ضد إيتمار بن غفير

قسم الترجمة | 2 years ago

12

طباعة

مشاركة

أكد موقع عبري أن علاقات وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، مع كبار ضباط الشرطة تتسم بالاضطراب منذ توليه منصبه في الحكومة التي شكلت نهاية ديسمبر/كانون الأول 2023.

ففي غضون أربعة أشهر، دخل بن غفير في مواجهات مع المفوض العام للشرطة الإسرائيلية، كوبي شبتاي، والعديد من رؤساء الشرطة، حسب موقع "زمان" الإسرائيلي.

وقال الموقع إن "هناك صراعا جاريا بين بن غفير وبعض قادة الشرطة، دفعه لعزل اثنين من قادة الجهاز الأمني، حتى إن شبتاي أمر الضباط الكبار بعدم التحدث إلى الوزير".

انتشار الجريمة

في الوقت نفسه، هناك انتشار حاد للجريمة، حيث قفز عدد جرائم القتل مرتين ونصفا في كل من المجتمع العربي واليهودي. 

وتساءل الموقع: "هل هناك علاقة بين هذه الحقائق أم أنها مصادفة؟ وهل أدى الصراع في قمة المؤسسة الشرطية فعلا إلى تفاقم الوضع على الأرض بهذه السرعة؟".

وحسب التقرير، فإن ضباط الشرطة الذين تحدث إليهم متيقنون من أن الإجابة: نعم، لقد أثر الخلاف مع بن غفير على الوضع الأمني العام في "إسرائيل".

وقال أحد الضباط الذين تحدثوا للموقع إن "الأوضاع تفاقمت بشدة خلال الأشهر الأخيرة، فالشرطة تتميز بالامتثال الصارم للأوامر والتعليمات".

"لكن اليوم، نشهد تمردا من قيادات في الجهاز الأمني ضد الوزير، ويوجد صراع داخل هرم القيادة نفسه، ومَن يتحدث مع بن غفير، يجد نفسه مطرودا"، يضيف الضابط الإسرائيلي.

وتابع: "عندما يثور العديد من ضباطك ومسؤوليك، يتعرض النظام الهرمي لاهتزازات ويتأثر بشدة، كما يصاب الضباط بالارتباك ويفقدون جزءا من الثقة التي كانوا يتمتعون بها، وحينها يفضلون الجلوس ومراقبة ما سيحدث قبل اتخاذ أي قرار".

وأوضح الموقع أن "المفوض العام للشرطة والمشرفين يعتقدون أن بن غفير غير مناسب للمنصب؛ لأنه هو نفسه مجرم، ولم يخدم في الجيش الإسرائيلي، ويفتقر إلى الخبرة الإدارية".

وحول نظرة الضباط الصغار إلى الصراع بين بن غفير وغيره من القادة، قال الضابط الإسرائيلي: "من وجهة نظر الشرطة على الأرض، لا يهم من هو على حق".

"فعندما يكون كبار الضباط في صراع، لا تعمل قوات الشرطة بشكل جيد، خاصة بعد سنوات عديدة من المشاكل الأخرى التي أضرت بالثقة، منها أن رئيس الوزراء نفسه، بنيامين نتنياهو، يخضع للتحقيق والمحاكمة"، حسب الضابط.

وعقدت أول جلسة لمحاكمة نتنياهو نهاية مايو/ أيار 2020، بتهم الرشوة والاحتيال وإساءة الأمانة قبل هذا التاريخ بنحو عام ونصف. وتوالت بعدها العديد من الجلسات دون صدور حكم.

وتابع: "نشأت في بيئة بها الكثير من المجرمين وأعتقد أنني أفهم عقولهم، وهم لديهم مصادر يعرفون من خلالها ما يحدث في داخل الشرطة، كما أنهم يسمعون الأخبار أيضا".

وأردف: "بالنسبة لهم، فقد ضعف ردع الشرطة لسنوات عديدة، وضعف الجهاز الأمني، وازدادت ثقتهم بأنفسهم، حتى إنهم الآن يشعرون أنه لا توجد شرطة على الإطلاق، وبالتالي فإن الجريمة تزداد بكل بساطة".

ضعف الشرطة

وبدوره، فإن مفوض الشرطة الإسرائيلية السابق، موشيه كرادي، الذي يشغل حاليا منصب رئيس منتدى المفوضين والمشرفين المتقاعدين، توصل إلى استنتاجات مماثلة.

إذ قال إن "الشرطة حاليا في أضعف مراحلها على الإطلاق، نعم لقد نشأت المشكلات منذ زمن بعيد، لكنها في الوقت الحالي في ذروتها".

وأفاد كرادي بأنه "خلال الحكومة السابقة، وتحت قيادة نائب وزير الأمن الداخلي وقتها يوآف سيجلوفيتس، جرى القيام بعمل ممتاز، على غرار ما فعلناه عندما تعاملنا مع الجريمة في المجتمع اليهودي".

"ثم جاء الوزير المجرم الإرهابي الثرثار، الذي لم يلبس يوما زيا رسميا ولم يدر أي مؤسسة من قبل، والذي لا يعرف شيئا عن الشرطة إلا عندما يتعلق الأمر بالتحقيق معه"، وفق كرادي.

وسعى المفوض السابق "كرادي" إلى توضيح هذا الوصف، قائلا: "لم أقصد إرهابيا بالمعنى الحرفي للكلمة، ولكن في الحقيقة هو مجرم مدان بارتكاب جريمة التحريض على الإرهاب".

والجدير بالذكر أن بن غفير اعتُقل عشرات المرات بسبب نشاطه اليميني المتطرف، وأدين بالتحريض على العنف، ودعم جماعة إرهابية لتوزيع ملصقات كتب عليها "طرد العدو العربي".

وأردف المسؤول الإسرائيلي السابق: "أتى بن غفير مع الكثير من السلطة السياسية، ويعامل الشرطة كما لو كانت لعبة بيده، ويقدم وعودا جوفاء وكأنه ساحر سيحل جميع المشاكل، كما أنه دمر الجانب المضيء المتبقي من الجهاز الأمني".

وأكد كرادي أن بن غفير " يوجه أوامر تنفيذية حسب أهوائه في أماكن ليست من اختصاصه، ويثير الفوضى في قمة جهاز الشرطة، مما يعمق الانحدار الموجود أصلا داخل الجهاز".

وأفاد بأنه "في عام 2022، استقال 1300 شرطي، وهو عدد كبير جدا، فيما بلغ عدد الاستقالات خلال الأربعة أشهر الأخيرة فقط 600 شرطي".

وتابع: "أتحدث إلى ضباط الشرطة وقد فقدوا كامل ثقتهم في قدرتهم على العمل، لقد انهارت ببساطة قدرة الردع لدى الجهاز، وهذا ما لاحظه المجرمون ويتصرفون وفقا له، لذلك ارتفع مستوى الجريمة".

وأوضح أن "هذا الشخص المتهور يثير الكثير من الثرثرة والتهويل، ويرفع مستوى التوقعات، لكن عندما لا ينفذ وعوده الفارغة يزداد الوضع سوءا".

التصعيد مع غزة

وذكر موقع "زمان" في تقرير آخر له، أنه قبل جولة التصعيد الأخيرة مع قطاع غزة، كان بن غفير بطلا في عيون أنصاره الذين وجهوا انتقادات حادة إلى الحكومة والكنيست (البرلمان) بسبب ما أسموه بـ"سياسة التراخي".

وتابع: "لكن اتضح أن رد الفعل الإسرائيلي كان قاسيا ضد غزة ويمكن أن يعقد المنطقة بأكملها، رغم أن بن غفير لم يكن طرفا في اتخاذ هذا القرار على الإطلاق".

إذ أن "رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، لم يدعه إلى المشاورات الأمنية؛ خوفا من تسريب المعلومات وتعريض القرارات والعمليات الحساسة للخطر"، وفق الموقع.

وفي 9 مايو/أيار 2023، أعلن الجيش الإسرائيلي شن عملية عسكرية ضد قطاع غزة أطلق عليها اسم "السهم الواقي" استمرت نحو 5 أيام، وشنت فيها المقاتلات الإسرائيلية مئات الغارات، أسفرت عن استشهاد 33 فلسطينيا بينهم 6 أطفال و3 سيدات.

وبدأت العملية باغتيال طائرات الاحتلال 3 من قادة "سرايا القدس" الجناح المسلح لحركة "الجهاد الإسلامي" مع أفراد من عائلاتهم، إضافة إلى عدد آخر من المدنيين.

وانطلق التوتر عقب إطلاق صواريخ من غزة بعيد استشهاد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خضر عدنان في 2 مايو 2023، جراء خوضه إضرابا عن الطعام لـ 86 يوما منذ اعتقاله داخل السجون الإسرائيلية في 5 فبراير/شباط رفضا لاستمرار سجنه وللتهم الموجهة إليه وعلى رأسها "التحريض".

وأشار التقرير إلى أنه بعد عودة بن غفير لاجتماعات الحكومة الإسرائيلية عقب التصعيد، ادعى أنه بفضله فقط، قرر نتنياهو اتخاذ هذه الإجراءات ضد قطاع غزة.

وشدد على أن "نتنياهو ورؤساء الأجهزة الأمنية يعاملون بن غفير باستخفاف، وأن رئيس الحكومة في هذه اللحظة هو المسيطر داخل مجلس الوزراء".

حتى إن وزير الجيش يوآف غالانت، الذي بقى في منصبه بدعم شعبي، بعد أن همّ نتنياهو لإقالته، أصبح يكيل المدائح لنتنياهو، رغم كل ما حدث له، وفق التقرير.

وأكد موقع "زمان" أنه في الاجتماعات السياسية والأمنية في إسرائيل، ليس هناك ند لنتنياهو، فوزراء حزبه (الليكود اليميني المتطرف)، يقفون إلى جانبه بشكل كامل.

وكذلك استطاع نتنياهو أن يجعل وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، مصطفا معه، بل وبات يستخدمه ضد بن غفير، يخلص الموقع.