"هيبة واحترام".. احتفاء عربي بعرس تركيا الديمقراطي واكتساح تحالف أردوغان

12

طباعة

مشاركة

وسط حالة من ترقب النتائج النهائية للانتخابات الرئاسية والبرلمانية في تركيا التي جرت في 14 مايو/أيار 2023، برز ثناء وإشادة ناشطين على تويتر، بقدرة الأتراك على ممارسة الديمقراطية في أبهى صورها، وإيمانهم بشرعية الانتخابات وتقديرهم لقيمة أصواتهم.

النتائج الأولية أظهرت حصول الرئيس رجب طيب أردوغان على 49.42 بالمئة من الأصوات في الانتخابات الرئاسية، وهو ما يقل عن نسبة الـ50 بالمئة  اللازمة للفوز بالانتخابات من الجولة الأولى -بحسب اللجنة العليا للانتخابات-.

وأفادت اللجنة بعد فتح 99 بالمئة من صناديق الاقتراع، بأن منافس أردوغان الأساسي كمال كليتشدار أوغلو حصد 44.95 بالمئة من الأصوات، بينما حصل المرشح سنان أوغان على 5.20 بالمئة، ومن المقرر إجراء جولة الانتخابات الرئاسية للمرة الثانية في 28 مايو 2023.

وفي خطاب ألقاه أمام حشد من أنصاره بالقرب من مقر حزب العدالة والتنمية بالعاصمة أنقرة، ليلة الانتخابات، قال أردوغان إن "تركيا أتمّت عرسا ديمقراطيا جديدا، ونحن متقدمون بفارق كبير في الانتخابات، رغم أن النتائج ليست نهائية بعد".

وأشار إلى تفوق تحالف الجمهور في الانتخابات البرلمانية، قائلا: "تحالف الجمهور (يضم 4 أحزاب يقودها حزب العدالة والتنمية) يفوز بأغلبية مقاعد البرلمان وفق نتائج الانتخابات".

وفاز تحالف "الجمهور" الحاكم، بأغلبية مقاعد البرلمان، بعد حصوله على 321 مقعدا، بينها 266 مقعدا لحزب العدالة والتنمية بقيادة أردوغان.

وأعرب ناشطون عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #تركيا_تنتخب، #الانتخابات_التركية، #الانتخابات_التركية 2023، عن سعادتهم بفوز تحالف الجمهور التابع لأردوغان بأغلبية مقاعد البرلمان، وخسارة تحالف المعارضة. 

ورأوا أن الانتخابات التركية تعكس انتصارا للديمقراطية، وتعد مخجلة للأنظمة العربية الحاكمة خاصة العسكرية التي تعلن دوما فوزها في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بنسب 99 بالمئة، وتزعم ارتفاع نسب المشاركات الشعبية، معربين عن آمالهم بأن تشهد البلدان العربية كافة انتخابات نزيهة مماثلة.

وعد ناشطون نتيجة الجولة الأولى من الانتخابات بمثابة إعلان فشل الصحافة الغربية في اختبار النزاهة والحياد، وإثبات أنها تحولت إلى صحافة حزبية تتبع مرشح المعارضة، لافتين إلى أن "الأتراك والعالم أجمع لم ير من أردوغان الديكتاتورية التي يتهمه الغرب وأدواته بها".

إشادة بالديمقراطية

وتفاعلا مع الأحداث، قال رئيس تحرير صحيفة "المصريون"، جمال سلطان، إنه "بغض النظر عن الرابح والخاسر في انتخابات تركيا، التي حبس العالم أنفاسه فيها حتى اليوم التالي، إلا أن هناك حقيقة واضحة وضوح الشمس، وهي أن تركيا قدمت نفسها أمس للعالم، كدولة مؤسسات، كبيرة ديمقراطية عريقة، وافرة الجلال والهيبة والاحترام".

وعد الكاتب والإعلامي، أيمن دلدول، كثرة متابعة الفلسطينيين الانتخابات التركية وأي انتخابات في العالم بالتحليل وإشادة التداول السلمي للسلطة وحق الفرد بالانتخاب والترشح، أمر يدعو إلى الحسرة.

وأرجع ذلك إلى أن "الانتخابات محظورة على الفلسطينيين وقدرهم العيش تحت الدكتاتورية والاستبداد استجابة لإملاءات المحتل الإسرائيلي التي يطبقها خونته في فلسطين".

وأكد المغرد تامر، أن "متابعة أخبار الانتخابات التركية متعة كبيرة فهي انتخابات ليست محسومة مسبقا وليست فيها نسبة 97 بالمئة والشعب يقرر فيها من يحكمه ومن يمثله في البرلمان وليست البندقية". وأعرب الصحفي عدنان حميدان، عن شعوره بالحسرة والأسف على الدول العربية التي "لا تعرف ديمقراطية حقيقية، أثناء متابعته الانتخابات التركية بشغف"، مشيرا إلى أن "حتى تونس الاستثناء دمروها".

حسم البرلمان

وأعرب ناشطون عن سعادتهم باكتساح تحالف أردوغان الحاكم وتسجيل "انتصار تاريخي" على المعارضة في البرلمان.

وأشار الباحث، فاروق الظفيري، إلى اكتساح تحالف الشعب للبرلمان وفشل المعارضة، لافتا إلى أن "كليتشدار أوغلو لم يستطع الفوز على أردوغان".

وقال: "أول مرة تخذل إسطنبول باني نهضتها، ورغم كل التجييش العالمي والمحلي ضد أردوغان وحزبه لكنه ما يزال الرقم الأعلى في المعادلة التركية"، واصفا انتخابات تركيا بأنها "رائعة وعجيبة غريبة".

وأشار السياسي والحقوقي المصري أسامة رشدي، إلى أن "تحالف أردوغان، حسم بأغلبية مريحة الأغلبية في البرلمان الذي يتكون من 600 مقعد، العدالة والتنمية 266، الحركة القومية 51، الرفاه الجديد 5، فيكون المجموع "322.

جدل النتيجة

وتباينت توقعات الناشطين للنتائج النهائية للانتخابات الرئاسية، إذ يرى فريق أنها ستحسم في الجولة الأولى بعد إتمام فرز أصوات الأتراك بالخارج، بينما أعلن آخرون أنهم يترقبون جولة ثانية حاسمة لصالح أردوغان.

وقدم الصحفي محمد أبو طاقية، معلومات مهمة حول الانتخابات في الخارج والمتوقع أن "تُغير الموازين، وتمنح الرئيس أردوغان بطاقة إنهاء الانتخابات من الجولة الأولى"، مؤكدا أن أصوات الخارج "مجال للتأثير المباشر في شراع مركب الانتخابات".

وتوقع مراد علي، الذهاب إلى جولة ثانية في الانتخابات التركية للرئاسة، قائلا إن حظوظ كليتشدار أوغلو أصبحت شبه منعدمة، بعد فوز تحالف أردوغان المفاجئ بالانتخابات البرلمانية وبعد الفارق الكبير الذي حققه في انتخابات الرئاسة. وكتب الصحفي حمزة تكين: "مازلنا في عملية الفرز.. أصبحنا قريبين من حسم الموضوع.. إما إعلان فوز أردوغان من الجولة الأولى أو الذهاب إلى جولة ثانية من الانتخابات الرئاسية في 28 مايو 2023 وفي كلتا الحالتين خير.. نحن نستعد لكلا السيناريوهين ضمن أجواء من الديمقراطية والعزيمة على تحقيق الفوز في كلتا الحالتين..".

حقيقة الديكتاتورية

وانتقد ناشطون تبني المعارضة والغرب لخطاب مستهلك عن الديكتاتورية في تركيا ووصم أردوغان بها، مؤكدين أن الجولة الأولى من الانتخابات "تجهض هذه المزاعم وتفضحها".

وسخر الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة، ممن يصفون أردوغان بـ"الديكتاتور" قائلا: "سيخوض ديكتاتور تركيا المزعوم جولة إعادة، حسب مؤشرات الأرقام إلى الآن، هل سمعتم عن ديكتاتور يحدث معه ذلك؟"

وأوضح أن "جماهير الأمة تنحاز إليه لأنها تريد تركيا قوية، تبحث عن موقع بين الكبار، وليست تابعة تتوسّل رضا الغرب"، مشيرا إلى أن "مناهضي أردوغان من الأتراك لهم حسابات أخرى؛ طائفية وعرقية وحزبية وثأرية وسواها".

وقال الناشط الفلسطيني جهاد حلس: "لعل في ذهاب الأتراك إلى جولة ثانية خيرا لهم، وذلك حتى يدرك العالم أنها انتخابات نزيهة، وليست كما روجت وسائل الإعلام العالمية أن الديكتاتور أردوغان سيستخدم سلطته ويقوم بتزويرها لصالحه!!"، متوقعا أن يحسمها في الجولة الثانية و"يسكتهم جميعا فلا تبقى لهم حجة". ورأى الكاتب والإعلامي أحمد منصور، أن نتائج الجولة الأولى من الانتخابات التركية والتي ستؤدي لجولة إعادة بين الرئيس أردوغان ومرشح المعارضة، بمثابة إدانة للغرب الذي يتهم أردوغان بالديكتاتورية رغم أنه لم يتمكن من الفوز من الجولة الأولى بينما يدعم الغرب حكاما مستبدين وطغاة فاسدين يزورون الانتخابات بنسبة 99 بالمئة. وكتب المحامي الكويتي ناصر الدويلة: "بعد تنافس شديد اجتمعت أوروبا وأميركا والدول الداعمة للديكتاتورية تسعى لإسقاط أردوغان، وفي النهاية ستكون صناديق الاقتراع هي الفيصل بين المتنافسين وقد أصبحنا على وشك الإعلان عن جولة ثانية لعدم تحقيق الرئيس نسبة النصف زائد واحد رغم حصوله على أعلى نسبة من الأصوات".

خيبة المعارضة

ورصد ناشطون حالة من خيبة الأمل الكبيرة تظهر بين المعارضة التركية وأنصارها وداعميها من الغرب وإعلامه الذي ناهض بقوة أردوغان ودعم رفع المعارضة لسقف توقعاتها في الفوز بينما أثبتت النتائج حجمها الحقيقي.

وقال الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم حمامي: "حتى قبل اعتماد النتائج النهائية في الانتخابات التركية يمكن رصد حالة من الإحباط الشديد في وسائل الإعلام الغربية.. لا نبالغ إن قلنا إنها حالة تشبه النحيب بسبب ما يصفونه بالنتائج غير المتوقعة.. طبعا يشاركهم في ذلك عواصم عربية يعرفها الجميع!".

وأكد الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية، حذيفة عبدالله عزام، أن "كل خطط المعارضة ذهبت أدراج الرياح بخسارتهم الأغلبية في البرلمان، فلا تغيير النظام الرئاسي بات ممكنا ولا حلم (رئيسة الحزب الجيد، ميرال) أكشنار بأن تصبح رئيسة وزراء تركيا سيتحقق".

وأضاف: "بقيت الأخيرة وهي تبخر حلم كليتشدار أوغلو بالفوز بالرئاسة التركية وهي قادمة لا محالة -إن شاء الله تعالى- بهذه الجولة أو بالإعادة".

وأكد الكاتب رفيق عبدالسلام، أن "المعارضة الأتاتوركية قد منيت بهزيمة قاسية، وكانت هزيمتها أثقل في التشريعيات، ولكن بقي توقيت النصر بالنسبة لأردوغان لا غير"، قائلا إن "كليتشدار أوغلو الذي اصطف معه كل الغرب لن يحقق أمنيته بقيادة تركيا الجديدة التي صنعها أردوغان". وكتب أحد المغردين: "انتخابات تركيا وصباح سيئ في عواصم الغرب، يدرك ذلك من تابع إعلامهم ويعرف حقيقة مواقفهم، نتيجة خيّبت آمال قادة الغرب التي أجمعت على تقدّم كليتشدار أوغلو في الرئاسة وتحالفه في البرلمان لكن النتيجة جاءت مغايرة، وبنسبة لافتة يعني الشعب التركي خذل إعلامكم المنافق".