"حفرة الجحيم".. قس أميركي: السعودية ستطبع مع إسرائيل حال وصول ترامب للبيت الأبيض
أكد مستشار سابق للشؤون الدينية في الرئاسة الأميركية أن السعودية ستطبع علاقاتها مع إسرائيل، إذا ما فاز الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، في الانتخابات الرئاسية القادمة.
وفي تقرير لها، نقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية عن القس، روبرت جيفريس، قوله إن "السعودية وإسرائيل ستوقعان اتفاقية لتطبيع العلاقات بينهما، حال وصول ترامب مرة أخرى للبيت الأبيض".
و"جيفريس" هو أحد أعضاء الحزب الجمهوري الأميركي، كما أنه حضر افتتاح السفارة الأميركية في القدس، في 14 مايو/ أيار 2018 لـ"مباركته" وتأدية "صلاة" الافتتاح في الحفل.
كذلك، فإنه القس الأكبر للكنيسة المعمدانية الأولى في مدينة دالاس الأميركية، المكونة من 16 ألف عضو، وأحد المساهمين في قناة "فوكس نيوز".
وذكّرت الصحيفة العبرية بالانتقادات التي وُجهت إلى القس الأميركي بسبب تصريحاته عن الديانات الأخرى، حيث قال: "كل دين آخر في العالم هو خطأ"، مضيفا: "الإسلام بدعة من حفرة الجحيم، والمورمانية بدعة من جهنم، ولا يمكن إنقاذك إذا كنت يهوديا".
وحينها وصفه السيناتور الأميركي ميت رومني بـ"المتعصب الديني"، مؤكدا أن "رجلا كهذا يجب ألا يمنح الشرف بالصلاة لافتتاح السفارة الأميركية في القدس".
تطبيع محتمل
وقال جيفريس: "كنت في الغرفة الشرقية للبيت الأبيض عندما قدم الرئيس ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتوقيع اتفاقات أبراهام نهاية 2020".
وأضاف: "كان من المدهش رؤية أشخاص من جميع الدول يقفون ويصفقون للرئيس على ما فعله".
ويرى القس الأميركي أن "ترامب فقط مَن كان بإمكانه أن ينجح في توقيع اتفاقات أبراهام"، مؤكدا: "بالطبع، إذا أعيد انتخابه، فسترى ترتيبات مماثلة".
وعام 2020، وقّعت 4 دول عربية هي الإمارات والبحرين والسودان والمغرب، اتفاقات لتطبيع العلاقات مع إسرائيل برعاية ترامب، تُعرف باسم "اتفاقات أبراهام".
وفي أبريل/ نيسان 2023، قال نتنياهو، إنه "يريد تطبيع العلاقات والسلام مع السعودية"، مضيفا "نعد ذلك خطوة كبيرة نحو إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي".
جاء ذلك ردا على ما كشف عنه السيناتور الأميركي الجمهوري، ليندسي غراهام، من أنه أخبر الرياض أنه يريد تحسين علاقات بلاده بالمملكة، "ومقابل ذلك، ستعترف السعودية بالدولة اليهودية الوحيدة".
وفي مناسبة أخرى، قال نتنياهو: "أعتقد أنه إذا وسّعنا دائرة السلام إلى السعودية سننهي بالفعل الصراع العربي الإسرائيلي".
لكن ذكرت تقارير إعلام غربية أن "جهود مبعوثي نتنياهو لإقامة علاقات مع السعودية غير مجدية، فهم يتحدثون إلى أفراد لم يعودوا يتمتعون بنفوذ أو سيطرة كبيرة داخل المملكة".
"ونتيجة لذلك، فإن النقاشات حول توسيع دائرة التطبيع قبل التوصل إلى حل مع الفلسطينيين تعد كلاما فارغا"، حسبما أورد موقع "ذا ميديا لاين" الأميركي.
وأضاف الموقع أن خطوات نتنياهو "يُنظر إليها على أنها محاولة لتحقيق مكاسب سياسية داخل إسرائيل وتشتيت الانتباه عن المشاكل الأخرى التي يواجهها رئيس الوزراء الإسرائيلي".
ويعتقد جيفريس أن "عقل ترامب مسكون بفكرة عقد الصفقات وتحصيل المكاسب، ولذلك فهو يهدف إلى إنجاز الأهداف، وهذا ما يجعله رئيسا ناجحا".
دعم إسرائيل
وقال جيفريس - الذي دعم ترامب منذ عام 2015- لصحيفة "جيروزاليم بوست" إنه كان "الرئيس الأكثر تأييدا لإسرائيل، والمؤيد للحياة والحريات الدينية في تاريخ الولايات المتحدة".
وأكد جيفريس أن ترامب "قدم لإسرائيل ما لم يقدمه أي رئيس أميركي آخر"، معربا عن ثقته في أن "الرئيس السابق سيكون هو المرشح الرئاسي عن الحزب الجمهوري، و"سيرتقي" لمنصب الرئيس الأميركي السابع والأربعين، في 20 يناير/ كانون الثاني 2025".
وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري من المقرر لها أن تجري في فبراير/ شباط 2024.
وأورد التقرير أن ترامب متقدم بفارق كبير في كل استطلاعات الرأي التي أجرتها منصة "استطلاعات الرأي وتحليل السياسات".
كما أظهر أحدث استطلاع للرأي أجرته جامعة "فاندربيلت" في 3 مايو/ أيار 2023، أن ترامب يتقدم 34 نقطة على أقرب منافسيه، حاكم فلوريدا، رون ديسانتس.
وقبل ذلك بيوم واحد، أظهر استطلاع مؤسسة "يوجوف" تقدم ترامب بفارق 36 نقطة في الانتخابات التمهيدية العامة"، حسب التقرير.
وكان ترامب قد أعلن نيته الترشح للعودة إلى البيت الأبيض، ضمن المرشحين المحتملين عن الحزب الجمهوري.
غير أنه يواجه تهما تتعلق بتزوير سجلات تجارية، علاوة على دفع مبالغ سرية للممثلة الإباحية ستورمي دانيلز، التي ادعت أنها كانت على علاقة جنسية معه.
وأشارت الصحيفة العبرية إلى أنه "منذ مغادرته لمنصبه، تعرض ترامب لانتقادات عدة، بسبب شكواه من أن اليهود الأميركيين لا يقدرون جهوده من أجل إسرائيل".
تهديدات وجودية
وعام 2022، قال ترامب: "لم يفعل أي رئيس (أميركي) لإسرائيل أكثر مما فعلته.. من المدهش جدا، أن الإنجيليين الرائعين لدينا يقدرون هذا الأمر أكثر بكثير من أتباع الديانة اليهودية، وخاصة أولئك الذين يعيشون في الولايات المتحدة".
وأضاف: "يمكنني بسهولة أن أكون رئيسا لوزراء إسرائيل"، معتبرا أنه "على اليهود الأميركيين أن يتحدوا ويقدروا ما لديهم في إسرائيل قبل فوات الأوان".
وردا على تصريحات ترامب، رأى "المجلس اليهودي الديمقراطي الأميركي"، أن "تهديده لليهود الأميركيين يغذي الكراهية ضد اليهود".
وتابع المجلس: "لن نسمح لترامب بتهديدنا، وسيرفض اليهود الأميركيون هذا التعصب الجمهوري".
كما قال الرئيس التنفيذي لرابطة مكافحة التشهير، جوناثان غرينبلات: "لسنا بحاجة إلى الرئيس السابق، الذي يميل إلى المتطرفين ومعاداة السامية، لإلقاء محاضرة علينا حول العلاقات الأميركية-الإسرائيلية".
وفي واقعة أخرى، أشارت إليها "جيروزاليم بوست"، استضاف ترامب -بمقر إقامته (مارالاغوا) في ولاية فلوريدا- نيك فوينتيس، أحد دعاة تفوق العرق الأبيض المشهور بمعاداة السامية، ومغني الراب كانييه ويست الذي له تصريحات معادية للسامية.
وحينها أدان المتحدث باسم البيت الأبيض، آندرو بيتس، هذا اللقاء، قائلا: "لا مكان للتعصب والكراهية ومعاداة السامية في أميركا، بما فيها مارالاغو (مقر إقامة ترامب)، فإنكار الهولوكوست أمر بغيض وخطير ويجب أن يُدان بشدة".
لكن يعتقد القس الأميركي أن "هذه الانتقادات لن تمنع ترامب من دعم الدولة اليهودية"، حسب وصف الصحيفة العبرية.
وأوضح جيفريس أن "ترامب متعجب من سبب عدم اهتمام الجالية اليهودية الأميركية بإسرائيل كما ينبغي"، مضيفا: "لا أعتقد أن هذا سيمنعه من فعل الشيء الصحيح".
وأردف أن "إسرائيل تواجه تهديدات وجودية من مصادر مختلفة، وأعتقد أن أميركا بحاجة إلى رئيس مستعد للدفاع عن إسرائيل، إذا أرادت أن تتعامل مع التهديد الإيراني أو أي تهديد آخر لأمنها".
وختم القس الأميركي بالقول: "أصلي من أجل أن تستمر الولايات المتحدة في الوقوف إلى جانب إسرائيل".