الاحتلال يقتحم الأقصى ويهاجم المعتكفين.. وناشطون: نتيجة للتطبيع والتآمر

12

طباعة

مشاركة

كعادتها في كل عام خلال شهر رمضان، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي المسجد الأقصى المبارك، وطردت المعتكفين فيه بعد التنكيل بهم وضربهم بوحشية مفرطة.

قوات الاحتلال شنت عقب صلاة تراويح 4 أبريل/نيسان 2023، عدوانا شرسا على المعتكفين في المسجد الأقصى، واعتدت عليهم وضربتهم بشكل وحشي، ما أدى إلى إصابة العديد منهم، ومن ثم اعتقلت المئات، وواصلت ذلك لليوم الثاني على التوالي.

وتهدف الشرطة الإسرائيلية إلى تفريغ المسجد من المعتكفين في المصلى القبلي، تمهيدا لإفساح المجال لجماعات الهيكل المزعوم لاقتحامه بالتزامن مع بداية ما يسمى بعيد الفصح اليهودي، والذي يبدأ من غروب شمس 5 أبريل/نيسان ويستمر حتى 12 من الشهر ذاته، وسبقه تكثيف دعوات لذبح قرابين العيد داخل باحات الأقصى.

وأغلق المعتكفون الأبواب على أنفسهم، فقطعت قوات شرطة الاحتلال الإسرائيلي الكهرباء عنهم، وطردت حرس الأقصى من أمام المصلى القبلي، ومن باب المغاربة والسلسلة، وفرغت باحات المسجد.

وأطلقت شرطة الاحتلال قنابل الصوت داخل المسجد القبلي من خلال النوافذ بعدما حطمت عددا منها عقب فشلها في فتح أبوابه لإخراج المعتكفين.

كما اقتحمت العيادة الطبية الملاصقة للمسجد القبلي، ونكلت بالمعتكفين واعتدت عليهم بالضرب المبرح؛ وكان بينهم نساء وأطفال.

وأعلنت شرطة الاحتلال الإسرائيلي اعتقال 350 فلسطينيا من المسجد الأقصى بعد اقتحامه فجر 5 أبريل 2023، زاعمه أن من بينهم ملثمين، ومن ألقوا الحجارة والألعاب النارية عليهم.

وأدانت السعودية ومصر وقطر والأردن وتركيا وغيرها من الدول العربية والإسلامية، اقتحام الشرطة الإسرائيلية المسجد الأقصى، وحملت تل أبيب مسؤولية تصاعد العنف وتقويض جهود التهدئة، فيما حذرت حركتا المقاومة الإسلامية "حماس"، والجهاد الإسلامي من تداعيات الاعتداءات.

وأثار تصعيد قوات الاحتلال عملياتها الإجرامية في المسجد الأقصى موجة غضب واسعة بين الناشطين على تويتر، ودفعهم لاتهام جميع الأنظمة العربية المطبعة مع الكيان الإسرائيلي بالشراكة في الجرم والانتهاك والتنكيل بالمصلين وتدنيس مقدسات المسلمين. 

ورأوا عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسم #الأقصى_يستغيث، #المسجد_الأقصى، #الأقصى_في_خطر، وغيرها، أن المشاهد المتداولة من اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على المرابطين والمعتكفين بالأقصى وانتهاك لحرمته وتدنيس له، يندى لها الجبين، مشيرين إلى أن ما يحدث فاق كل جرم وإجرام.

وأعرب ناشطون عن غضبهم من سكون الأنظمة العربية واختزال مواقفها في بيانات ركيكة لا ترقى لمستوى الموقف الحازم تجاه الاحتلال، خاصة من المطبعين، كسحب السفراء وإغلاق السفارات ولو مؤقتا والاحتجاج أمام الأمم المتحدة واتخاذ الجامعة العربية موقفا رداعا. 

 وتداولوا مقاطع فيديو وصورا توثق الاعتداء الوحشي الشديد الذي شنته قوات الاحتلال على المعتكفين والمعتكفات بالأقصى خلال محاولة إخراجهم من المسجد ومنعهم من إقامة الصلاة فيه، وأخرى لمرابطين كبلت أيديهم وأرجلهم.

مسؤولية المطبعين

وحمل ناشطون الأنظمة العربية المطبعة مع الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية تجرؤ الاحتلال الإسرائيلي على المسجد الأقصى والمرابطين فيه، مؤكدين أن تصعيد الكيان هو نتيجة لقمتي العقبة وشرم الشيخ الأخيرتين بين تل أبيب ودول عربية.

وأكد استاذ الاتصال السياسي أحمد بن راشد بن سعيد، أنه لولا المطبّعين وأشباه المطبّعين ما تجرّأ العدو على تدنيس المسجد الأقصى المبارك في شهر رمضان، وما أطلق يده القذرة لقمع المرابطين والمعتكفين في أولى القبلتين، وثالث المسجدين. وأضاف: "لولا فتح السفارات، وفتح الأجواء، وتبادل الوفود، ما شعر الصهاينة بالأمان".

ورأى الصحفي العماني مختار الهنائي، أن صورة المرابطين المقيدين على وجوههم، تغني عن ألف رسالة ومقال توجه لكل المتخاذلين والمطبعين مع الكيان المحتل.

وقال: "لا أعلم ماذا يرون أكثر من قتل الأبرياء وتدنيس المقدسات وهدم الممتلكات، ماذا أكثر من انتهاك حرمة المصلين في هذا الشهر الكريم، والاعتداء على النساء وكبار السن."

وأشارت الكاتبة علياء أبو تايه الحويطي، إلى أن ِالمرابطين في الأقصى يدافعون بصدورهم العارية عن مقدسات وشرف وكرامة المسلمين والعرب "وحدهم".

ولفتت إلى أن من وصفتهم بعرب الردة من زعماء وكل الخونة على الصامت من المطبعين والحكام المهزومين الخائنين إلى أذنابهم وإعلامهم اللعين، قائلة: "الأقصى يعريكم ونعرف من هو عدونا ومن هو معنا".

وأكد الكاتب التونسي جلال الورغي، أن عدوان الاحتلال على المصلين في الأقصى لا يفضح إسرائيل فقط، وإنما كل المهرولين المطبعين.

وقالت عضو المجلس التشريعي الفلسطيني هدى نعيم، إن ما يحدث في المسجد الأقصى خطير ولم يكن ليكون إلا بغطاء ممن اجتمعوا في العقبة وشرم الشيخ، لكن ما أبلاه المرابطون والمرابطات هناك يؤكد أن الشعب الفلسطيني وحده من يمثل نفسه وأرضه ومقدساته وأنه على أتم الاستعداد لحمايتها مهما كلفه الأمر.

وأكد محمد الرشيدي، أن الاعتداءات اليهودية على الأقصى هي تجسيد لمخرجات اجتماعي "العقبة وشرم الشيخ"، ونتاج تآمر المشاركين فيها: سلطة (الرئيس الفلسطيني محمود) عباس، النظام الأردني، ونظام (عبد الفتاح) السيسي.

وأضاف: "هذا ليس فقط نتاج تخلي ملك الأردن عن الوصاية، بل تآمره المباشر ضد المعتكفين، كما كشفت التلفزة الرسمية الصهيونية".

صمت المنظمات

وندد ناشطون بغياب موقف المنظمات والكيانات العالمية التي تأسست بزعم دعم الشعوب ونصرتها، كالأمم المتحدة ومجلس الأمن وجامعة الدول العربية وغيرها، مستنكرين غوصهم في سبات عميق في حال كانت الجرائم بحق الفلسطينيين ومقدسات المسلمين.

وتساءل عضو رابطة علماء المسلمين الحسن بن علي الكتاني: "ما هذه المصيبة؟ المسلمات يضربن داخل المسجد الأقصى والمسلمون في العالم في سبات عميق؟ ما هذا الذل والهوان؟ الأقصى يدنس ويطرد منه المعتكفون ونحن جميعا ساهون لاهون؟".

وذكر إبراهيم محمود، بما جاء في ميثاق الأمم المتحدة بأنها صممت لإنقاذ الأجيال القادمة من ويلات الحرب، التي تكررت مرتين من قبل وتسببت في خسائر لا توصف للبشر، متسائلا: "هل حافظوا على عهدهم؟ ألا يعد ما يحدث للفلسطينيين في باحات المسجد الأقصى انتهاكا صارخا لمواثيق الأمم المتحدة؟ أين العرب؟".

ورأى طارق زهري، أن إسرائيل تثبت أنه لا يوجد ما يسمى قانون دولي، وأن مجلس الأمن هباء لا قيمة له، وأن الأمم المتحدة بلا قيم ولا مبدأ، وأن الذي يحكم قانون القوة وليس قوة القانون، وأن العالم ظالم في حق الضعفاء، مضيفا: "وما نحن بضعفاء، ولكن هناك حكومات قذرة لا أكثر".

وأكد عبدالله الفيلكاوي، أن وحشية الكيان الصهيوني والإرهاب الذي يمارسونه في المسجد الأقصى جريمة منظمة ترعاها الأمم المتحدة، وأن الحرب على الإرهاب كذبة لا يصدقها إلا الحمقى والمغفلون، لافتا إلى أن الإرهاب الصهيوني يمارس على العلن ولا يدفعه أحد.

وتساءل الإعلامي عبدالعزيز المعتز: "أين حكام العرب؟، أين الجامعة العربية، والبرلمان العربي؟"، مستنكرا صمت المسلمين وغض بصرهم عن فلسطين المسلمة.

ودعا حكام العرب للوقوف مرة واحدة موقف الرجال، ويوقفون اليهود عن جُرمهم من أجل حُرمة هذا الشهر الفضيل.

كما تساءل المغرد عبدالوهاب: "أين الجامعة العربية، أين المنظمات الإسلامية مما يحدث من تدنيس وإحراق للمسجد الأقصى، أين علماء المسلمين؟"

ووصف الناشط الحقوقي هيثم أبو خليل، اقتحام قوات الاحتلال للمسجد الأقصى والاعتداء على المصلين والمعتكفين في رمضان بأنه "جريمة مزدوجة"، متسائلا: "أين حقوق الإنسان؟ أين حماية دور العبادة؟ أين الحكام العرب والمسلمون؟ أين حكام التطبيع والخيانة؟ أين الشعوب العربية والإسلامية؟".

إشادة ويقين

وأشاد ناشطون باستنفار المقاومة الفلسطينية للرد على عدوان الاحتلال الإسرائيلي على المسجد الأقصى والمصلين فيه، وإطلاق عدة صواريخ لدك المستوطنات الإسرائيلية، داعين الله أن يسدد رميهم، معربين عن يقينهم بالنصر والخلاص من العدو.

وعدد عضو مجلس الأمناء باتحاد علماء المسلمين محمد الصغير، علميات الانتقام السريع ردا على الاعتداء على الأقصى، ومنها قصف المقاومة مدن غلاف غزة (المدن المحتلة القريبة من القطاع المحاصر) برشقتين صاروخيتين، وإطلاق مقاومين النار تجاه معسكر عوفر جنوب رام الله.

ورصد أيضا إطلاق نار استهدف موقعا للاحتلال على جبل جرزيم في نابلس، واستهداف المقاومة في نابلس عدة نقاط وحواجز للاحتلال، واستهداف الشباب الثائر حافلة للمستوطنين بالزجاجات الحارقة قرب بيت أمر شمال الخليل، وتحطيم حافلة للمستوطنين في مدينة القدس.

وأوضح الناشط محمد المدهون، أنه ردا على اعتداء قوات الاحتلال على المسجد الأقصى، وقعت مواجهات في عدة مناطق بمدينة القدس، ومسيرات ومواجهات بالداخل الفلسطيني المحتل، ومواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال في مدن الضفة، و3 رشقات صاروخية من غزة على المستوطنات، وعملية إطلاق نار في الخليل وإصابة جندي.

وأشار الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة، إلى وقوع عشرات الإصابات بين صفوف المعتكفين في المسجد الأقصى، لافتا إلى أن سعار الغزاة ينطلق تمهيدا لاحتفالات اليوم والأيام القادمة بعيد الفصح اليهودي.

وأضاف: "هنا بدأت شرارة الانتفاضة من قبل، ومنه ستنطلق من جديد، لا هيكل هنا، وسيذهب الغزاة إلى الجحيم، سلام الله على المرابطين، والعار لمن يخذلهم".

وأعرب رئيس تحرير جريدة الشرق القطرية جابر الحرمي، عن سعادته بعمليات المقاومة، قائلا: غزة تنتصر للمسجد الأقصى، رشقات صواريخ تنطلق منها تجاه مستوطنات الاحتلال".

عهر سياسي

ورأى ناشطون أن كل بيانات الإدانة والاستنكار والشجب والتنديد التي أصدرتها السلطة الفلسطينية والأنظمة العربية ومن بينهم المطبعون مع الاحتلال الإسرائيلي ما هي إلا "عهر سياسي"، مؤكدين أن جرائم الاحتلال واقتحام الاقصى يحتاج تحركا قويا.  

وقال الكاتب الفلسطيني ماجد الزبدة: "لا تلتفتوا إلى بيانات الاستنكار فجميعهم شركاء في جريمة تهويد المسجد الأقصى، من شارك في اجتماعات العقبة وشرم الشيخ شريك مباشر في الجريمة الصهيونية، من يتعاون أمنيا مع الصهاينة هو جزء من مخطط تهويد القدس، من يطبّع سياسيا ويتعاون اقتصاديا مع الكيان هو شريك في تهويد القدس".

ورأى محمد مناصرة، أن كل بيانات الاستنكار التي ستصدر عن الدول العربية والسلطة الفلسطينية مجرد هراء، مستنكرا ترك الفلسطينيين وحدهم تماما في كل رمضان يدافعون عن الأقصى ووجودهم.

وأكد محمود سرحان، أن أنظمة التطبيع مع العدو الصهيوني العنصري المتوحش لا يمكن أن تدافع عن المسجد الأقصى، وبيانات الشجب والاستنكار لن ترجع المقدسات التي يدنسها العدو بفضل سلام الأنظمة معه.

وطالبهم بالكف عن التآمر على المقاومة، فهي وحدها القادرة على الدفاع عن كبرياء وعزة الأمة.

ووصف صدام عماوي، بيان وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية، بأنه "جاهز ومنمق كالعادة"، قائلا: "شاهت الوجوه".