تاريخها أسود.. حملة يمنية تطالب بإطلاق سراح المعتقلين في سجون الإمارات

12

طباعة

مشاركة

أطلق إعلاميون وناشطون يمنيون حملة إلكترونية تطالب بالإفراج الفوري عن جميع المعتقلين والمخفيين قسرا في سجون الإمارات السرية بمدينة عدن اليمنية.

وفي ظل شهر رمضان، استنكر هؤلاء تجاهل معاناة المعتقلين ومكابدة ذويهم خاصة أمهاتهم اللاتي ينظمن وقفات احتجاجية ويطالبن بمعرفة مصير أبنائهن.

وتتزامن الحملة مع وقفات احتجاجية متعددة ودورية ينظمها أهالي المخفيين قسرا أمام الجهات المعنية كافة، منها وزارة العدل في العاصمة المؤقتة عدن جنوب اليمن، وإدارة أمن عدن، ومبنى وزارة حقوق الإنسان، وغيرها.

كما تأتي بعد أيام من توقيع مليشيا الحوثي المسلحة والحكومة اليمنية اتفاق تبادل للأسرى، بعد جولات عديدة من المفاوضات في مدينة جنيف السويسرية، تشمل تبادل 706 أسرى من الحوثيين، مقابل 181 من الطرف الحكومي، بينهم سعوديون وسودانيون.

وأعلن الحوثيون في 20 مارس/آذار أنه من المنتظر أن تجرى عملية التبادل خلال ثلاثة أسابيع بحسب قناة "المسيرة" التابعة لهم.

وعبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسمي #أين_المخفيين_بسجون_الامارات، #السجون_السرية_الاماراتية، طالب ناشطون بإيلاء الاهتمام بالمعتقلين والمخفيين قسرا في سجون الإمارات السرية وغيرها من السجون التي تديرها في عدن وباقي المحافظات الجنوبية.

واستنكروا ضعف موقف الجهات الرسمية والمنظمات الأممية والحكومة الشرعية تجاه ملف المخفيين قسرا في سجون الإمارات وحلفائها المحليين، صابين جام غضبهم على الرئيس الإماراتي محمد بن زايد، ومعددين جرائمه وأطماعه في اليمن.

ودعا ناشطون إلى تحرك سياسي ودبلوماسي وحقوقي وإعلامي لوضع الإمارات في القوائم السوداء دوليا لارتكابها جرائم الإخفاء القسري وتورطها في جرائم ضد الإنسانية باليمن، مطالبين الأمم المتحدة والمبعوث الأممي لإعلان موقف حاسم وواضح تجاه القضية. 

جرائم الإمارات

وتفاعلا مع الحملة، عدد الصحفي والكاتب أنيس منصور، أسماء 15 سجنا تدار بواسطة الإمارات ورجالها، موضحا أماكن وجودها، وعدد السجناء التي يحويها، وأسماء من يديروها.

ومنها سجن "قوات العاصفة، قاعة وضاح، بيت شلال، معسكر طارق، معسكر جبل حديد، جزيرة العمال، المنشآت، معسكر بئر أحمد، التحالف، معسكر الجلاء، معسكر رأس عباس، سجن المنصورة، سجن سري خلف إدارة البحث، معسكر اللواء الخامس، معسكر النصر".

وأكد رئيس منتدى السلام ووقف الحرب في اليمن عادل الحسني، أن سجون الإمارات السرية في عدن وغيرها، تحوي مئات المعتقلين الذين يواجهون الموت في كل لحظة.

وقال الناشط السياسي معاذ الشرجبي: "لكي لا يُخدع أبناؤنا مستقبلا ويُنقل لهم تاريخ مزيف عن اليمن أخبروهم بالحقيقة، أخبروهم عن جرائم التحالف وسجونهم السرية وعن احتلالهم للجرز والموانئ وسرقتهم خيرات اليمن، حدثوهم عن الدمار الذي حل بالشمال بسبب حروب الحوثي وفي الجنوب بسبب بن زايد ومرتزقته".

وأكد الناشط السياسي عبدالشافي النبهاني، أن الإمارات لديها ملف متخم بالانتهاكات لحقوق الإنسان في اليمن، وتاريخ أسود في إدارة الفوضى والاعتقال والإخفاء القسري، مؤكدا أن ذلك تعدى إلى استغلال ورقة الإرهاب في تصفية الأئمة والدعاة والرموز الوطنية.

وقال صاحب حساب "الرادع المهري"، إن "المجرم بن زايد قام بتدمير اليمن بغطاء أممي وإقليمي، وأنشأ السجون السرية والقواعد العسكرية على البحر الأحمر وباب المندب والمكلا".

وأضاف أن ابن زايد أسقط المدن ودمر القوى المؤمنة بالوحدة والشرعية الدستورية، وفرض خارطة ملغمّة بالمليشيات على الأرض وإشعال الفوضى والخراب.

وأشار عبدالله السالمي، إلى وجود أكثر من 18 سجنا سريا في المحافظات المحتلة، وآلاف المختطفين والمخفيين قسرا، وإعدامات بالجملة خارج نطاق القانون، وتعذيب بأبشع الطرق، وانتهاكات جنسية وغيرها من الجرائم والممارسات اللا أخلاقية التي تقوم بها الإمارات وأدواتها في تلك السجون.

وقالت الناشطة ميمونة المقطري، إن الإمارات دخلت اليمن بذريعة دعم الشرعية وقطع يد إيران في المنطقة، ثم تحولت إلى دولة مستعمرة.

وتابعت: "إذ احتلت الجزر والموانئ والمطارات والمنشآت الاقتصادية وقتلت اليمنيين وافتتحت أكبر وأبشع سجون سرية تختطف المواطنين وتذيقهم أبشع أنواع التعذيب والانتهاكات". 

المعتقلون والشرعية

وسلط ناشطون الضوء على معاناة المعتقلين وذويهم، وما يتعرضون له من تنكيل وإخفاء وتعذيب داخل السجون الإماراتية، مستنكرين تجاهل الحكومة الشرعية لهم وكأنهم ليسوا يمنيين.

ولفت الناشط السياسي يوسف الحداء، إلى أن مئات المعتقلين لم يعرف أهاليهم عنهم شيئا، ولم توجه ضدهم أي تهمة، وتعرض العديد منهم للتعذيب حتى الموت، ووثقت التقارير الحقوقية الكثير منهم، وتشهد عدن وحضرموت مئات الوقفات الاحتجاجية لأهاليهم، متسائلا: "أين هم المعتقلون، ولماذا لم يقدموا للمحاكمة!؟"

ونشرت المغرد بلقيس، صورا قالت إنها "لأمهات عفيفات طاهرات كريمات يفترشن الأرض ويلتحفن السماء في عدن للبحث عن فلذات أكبادهن المخفيين قسرا لسنين، والمصير المجهول في تلك السجون السرية ولا يحرك ذلك ساكنا في قلوب من يدعي الوطنية، بل هناك من يبرر هذا الظلم الجائر".

ودعا أبو عبيدة اليماني، الرئاسة والحكومة لأداء دورها للإفراج عن المعتقلين في سجون عيال زايد. 

وقال الناشط نايف الشعوري: "عندما نتحدث عن صفقة تبادل الأسرى بين الحكومة الشرعية ومليشيا الحوثي لا ننسى أن هناك آلاف المعتقلين والمخفيين في سجون الإمارات".

وأكد ابن المهرة، أن مئات المخفيين قسرا والمختطفين والمعتقلين في السجون السرية الإماراتية، يقضون سنوات خلف القضبان وزنازين الموت، بينما قضيتهم غائبه عن مجلس القيادة الشرعية والمنظمات الدولية والأمم المتحدة.

وعد الكاتب والناشط الثقافي محمد منصور، السجون السرية والمعتقلات وصمة عار في جبين الحكومة الشرعية، ولن تُمحى إلا بإغلاقها.

ضعف أممي

وانتقد ناشطون التعاطي السيئ من قبل الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص لليمن مع ملف المختطفين والمخفيين قسرا، وحملوهم كامل المسؤولية عما يتعرضون له في سجون الإمارات، مجددين مطالبهم لهم بالوفاء بالتزاماتهم الإنسانية.

وطالب غمدان الروحاني، بسرعة إطلاق المخفيين في سجون الإمارات والكشف عن مصيرهم وتعويض الضحايا ومحاكمة المتورطين وتحويل السجون السرية إلى متاحف لتحكي للأجيال القادمة ما حدث لأحرار اليمن من انتهاكات صارخة تحت مرأى ومسمع وصمت وتغاضي الأمم المتحدة والمجتمع الدولي.

ووجه الناشط عبد الواحد اليمني، إخطارا يمنيا يحمل مطالبة اليمن وشعبه الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بإطلاق سراح المعتقلين كافة في السجون الإماراتية فورا.

كما طالب في بلاغه مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة والمحكمة الدولية بمعاقبة حكومة الإمارات نظير جرائمها المستمرة ضد اليمن وشعبه، ورد الاعتبار للمعتقلين قسرا دون وجه حق.

ودعا للضغط على الحوثيين من أجل إطلاق سراح المعتقلين كافة من النشطاء والصحفيين والمدنيين لديهم.

وأكد قاسم طاهر، أن كل أبناء اليمن يطالبون الأمم المتحدة ويعلنون بكل أصواتهم للمجتمع الدولي: "أين الموقوفون قسرا في سجون الإمارات السرية في اليمن؟"

وتساءل المغرد أبو صخر: "ما مصير المخفيين في سجون الإمارات؟ لماذا صمت العالم الذي يدعي حماية حقوق الإنسان؟ أين الأمم المتحدة مما حدث ويحدث؟"

وأشار آخر، إلى زعم الأمم المتحدة أنها تبذل جهودا كبيرة "من منطلق إنساني" للإفراج عن الأسرى والمعتقلين لدى الشرعية والحوثيين، متسائلا: "أليس من الإنسانية أيضا السعي لإطلاق سراح مئات المخفيين قسرا من السجون السرية للإمارات في اليمن؟."

وقال الناشط الاجتماعي سالم بخيت المهري، إن ما يتعرض له الصحفي أحمد ماهر وغيره من المعتقلين والمخفيين في سجون الإمارات وأذنابها يستدعي من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي وأحرار اليمن التحرك العاجل لإنقاذ المعتقلين مما يحدث لهم من تهذيب وحشي لانتزاع اعترافات تحت الإكراه.

ووصف أحد المغردين، ما تقوم به الإمارات والحوثي بحق الصحفيين المختطفين في السجون بأنه "إرهاب مكتمل الأركان"، داعيا المجتمع الدولي والمبعوث الأممي لليمن إلى اتخاذ موقف واضح وصريح تجاه هذا الإرهاب الممنهج.