ابن قرينة لـ"الاستقلال": الجزائر تعبر عن طموحات الأمة في مواجهة التطبيع وفرنسا تكرر أخطاءها

12

طباعة

مشاركة

قال رئيس حزب "حركة البناء الوطني" الجزائري، عبد القادر بن قرينة، إن تصدر بلاده لطرد ممثلي إسرائيل المتسللين لاجتماع الاتحاد الإفريقي في 18 فبراير/ شباط 2023، جاء انطلاقا من "عقيدتها الرافضة للاستعمار الاستيطاني لأرض فلسطين"، وأن التجاوب معها يعبر عن وجود مصداقية كبيرة للدبلوماسية الجزائرية في إفريقيا.

وأضاف ابن قرينة في حوار مع "الاستقلال"، أن الجزائر تعبر عن طموحات الأمة العربية والإسلامية في مواجهة التطبيع، وتوحيد الصف الفلسطيني بإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. 

ورأى أن "الجزائر يكفيها فخرا أنه أول من كسر الحصار المضروب على سوريا وحطت طائرات إغاثتها للأشقاء في مطار دمشق الدولي"، بينما أكد رفضه "التبرير للحكام أينما كانوا قمع الحريات وحقوق الإنسان"، مشيرا إلى أنه "قد حدثت أخطاء متبادلة من السلطة والمعارضة السورية، ولابد من حوار لصالح البلاد".

وأفاد ابن قرينة بأن "المغرب هدد سيادة الجزائر ووحدة شعبها وترابها عبر تصريحات رسمية من النخبة ومسؤولين رسميين، بل ويستقوي بالصهاينة على جارته من خلال اتفاقات عسكرية وأمنية وإجراء مناورات مشتركة على حدودها بما يمثل إعلان حرب".

ولفت إلى أن "العدو الإسرائيلي يخاف من مصر القوية بوحدتها واقتصادها ويتوقع دائما دورها القوي في دعم القضية الفلسطينية، وبذلك يعمل على عرقلة الاستقرار في مصر".

ودعا ابن قرينة، الشرعية الدولية، إلى "المساهمة في حل الأزمة الليبية بدل تحويلها إلى مسرح للصراعات ونهب ثروات شعبها، وتصفية الحسابات والحرب بالوكالة".

كما تناول ابن قرينة العديد من القضايا على الساحة الجزائرية وخارجها في هذا الحوار..

وحركة البناء الوطني، حزب ذو توجه إسلامي محافظ، وفق أدبياته، تأسس عام 2013، ويرأسه ابن قرينة منذ سنة 2018.

وعبد القادر بن قرينة، سياسي ونقابي، ترشح لرئاسيات 2019، وتقلد عدة مناصب في حكومة سابقة أهمها، وزير السياحة والصناعات التقليدية، ونائب رئيس البرلمان.

منطلق عقائدي

ما تقييمكم لدور الجزائر في الاتحاد الإفريقي، لا سيما موقف طرد الوفد الإسرائيلي من مؤتمر القمة الأخير؟

دور الجزائر هو قضية مبدئية تنطلق من عقيدتنا في الأمن القومي للقارة الإفريقية والمبني على عقيدة التحرر ورفض الاستعمار من أي طرف وفي أي أرض كان، فكيف بمن يحتل مقدساتنا ومسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

والجزائر تتخذ مواقفها من خلال التزامها بميثاق الاتحاد الإفريقي وحرصها على المصالح الإستراتيجية لمكونات وشعوب القارة الإفريقية.

وللأسف بعض الأطراف التي كانت تحرص على إقحام هذا الكيان الاستعماري في القارة تتقاسم معه سياسة الاحتلال وتنخرط معه في التطبيع المشين ضد شعبنا في فلسطين وضد أمتنا الإسلامية وقضاياها الأساسية.

وقد كان طرد ممثلي الكيان بعد أن تسللوا إلى اجتماع الاتحاد الإفريقي تعبيرا عن وجود مصداقية كبيرة للدبلوماسية الجزائرية في إفريقيا، بالتضامن مع دولة جنوب إفريقيا وبعض الدول الإفريقية المناهضة للعنصرية و الاستعمار، والتي تعتز بالتحرر وتعتز بدعم قضايانا الأساسية.

وذلك يتطلب من العالم الإسلامي مزيدا من التحالف مع إفريقيا لأنها مع آسيا يتقاسمان حضارة الشرق والجنوب والمعتدي علينا من طرف الاستعمار القديم.

وأكبر اعتداء من طرفه غرس كيان عنصري يحتل أرض فلسطين ويدعم في مختلف المحافل الدولية ويحتل مقدساتنا وعلى رأسها الأقصى الشريف وكنيسة القيامة وأرض فلسطين ولبنان وسوريا ولا نفرق بين المقدسات العربية الإسلامية والمسيحية فهي مقدسات عربية للمؤمنين جميعا.

كيف ترى موقف الجزائر ضد التوغل الإسرائيلي في المنطقة؟

الجزائر دولة محورية في إفريقيا وفي فضائها الجغرافي وهي تترأس الجامعة العربية هذه الدورة، ولذلك تتحمل مسؤولياتها في مواجهة الاختراقات المتكررة ومحاولات الهيمنة على اقتصاديات وأسواق القارة وتفتيت وحدتها والتأثير على سياداتها.

بالتأكيد هناك تكلفة كبيرة لهذا الصمود مما يستدعي مزيدا من التعاون والدعم لمواقف الجزائر السيادية، والتي تعبر عن طموحات جموع الأمة في مواجهة التوغل الصهيوني والتطبيع من جهة، وضرورة دعم مبادرتها لتوحيد الصف الفلسطيني ولم شمله من جهة أخرى.

وكل ذلك في إطار الشرعية الدولية بإقامة الدولة الفلسطينية ذات السيادة وعاصمتها القدس الشريف.

عام الحق

إلى أين وصلت جهود الجزائر في تحقيق الوحدة بين الفصائل الفلسطينية لا سيما "فتح" و"حماس"؟

الجزائر قامت بالمبادرة، وبالتالي تجاوزت الأمر الواقع الذي فرضته صفقات مشبوهة كصفقة القرن والتي كان يراد من خلالها تمزيق شمل الفلسطينيين؛ لتمرير أجندات "تعفينية" في المنطقة، حيث أعطت الجزائر صورة أخرى للعالم حول الحق الفلسطيني ووضعت النظام العربي أمام مسؤولياته.

كما فتحت للأشقاء الفلسطينيين فضاءات أوسع بعد أن ضيق عليهم العديد من دعاة التطبيع واستطاعت "قمة الجزائر" (في نوفمبر/تشرين الثاني 2022) أن تبارك لم الشمل الفلسطيني، حيث بارك ذلك المسعى عدد لا بأس به من الدول الغربية.

ثم إن الجزائر عازمة على طرح الاعتراف بالدولة الفلسطينية كاملة السيادة في أروقة الأمم المتحدة، وتسعى جاهدة لأن يكون عام 2023 هو عام الحق الفلسطيني بامتياز.

ولازالت المبادرة مستمرة بمرافقة الجزائر، ونحن نعلم أنها ستغضب حلفاء الكيان، ولابد على الفصائل الفلسطينية أن تقرأ الراهن بشكل جديد وتفعل كل أدوات المقاومة وتحرك الشرعية الشعبية للشعب الفلسطيني وتخوض معركة شعب ضد الاحتلال وليس فصائل ضد الاحتلال.

ما جهود الجزائر في إغاثة منكوبي زلزال تركيا وسوريا وما موقفها من وضع السوريين المنكوبين في المناطق المحررة؟

نحن لا نمن بمثل هذه القضايا ولا نوظف الأزمات لإشهار دولتنا، وبذلك فالجزائر تعمل قبل أن تتكلم، والأشقاء في تركيا وسوريا تربطنا معهم مواقف وروابط عقائدية وتاريخية وسياسية واقتصادية والصديق وقت الضيق.

وكنا نتمنى أن الذين تدخلوا في سوريا وقت أزمتها أن يكونوا حاضرين بقوة لإنقاذها من آثار الزلزال المدمر (في 6 فبراير/ شباط 2023).

نعمل مع الأشقاء ولا نتاجر بآلامهم، ويكفي الجزائر فخرا أنها أول من كسر الحصار المضروب على سوريا وحطت طائرات إغاثتها للشعب السوري في مطار دمشق الدولي كأول دولة للوقوف بجنب الأشقاء، وهو أقل الواجب تجاه شعبنا بسوريا.

كما أن الدور المتميز لفرق الإنقاذ الجزائرية في تركيا نالت المراتب الأولى، وكل ذلك يدخل ضمن الواجب الأخوي والإنساني غير القابل للتشهير أو الاستغلال.

حوار الفرقاء

ما موقف الجزائر من رعاية الحالة السياسية في ليبيا اليوم، وإجراء الانتخابات فيها؟ 

ليبيا كجزء من منظومة المغرب العربي هي شقيقة وقفت معنا في الثورة التحريرية (1954-1962)، ووقفت معنا في معركة تأميم البترول، وتربطنا مع الشقيقة ليبيا روح الإسلام والعروبة والجوار. 

والأمن القومي في ليبيا مرتبط مع أمن الجزائر القومي، ولذلك لن تتخلى الجزائر عن ليبيا مهما كانت الظروف.

لكن لابد من التأكيد على ضرورة أن يكون الحل بين الأطراف الليبية، ولابد من إنهاء التدخلات الخارجية، ولابد من خروج كل أنواع الوجود الأجنبي العسكري والمليشيات من الأراضي الليبية.

وهنا نقول بضرورة دعم ومرافقة ليبيا من طرف الاتحاد الإفريقي والجامعة العربية، باعتبار المواثيق التي تنظم علاقات هذه الهيئات الإقليمية مع ليبيا. 

ولا بد للشرعية الدولية أن تساهم في حل الأزمة وليس في تحويل ليبيا إلى مسرح للصراعات ونهب ثروات شعبها، وتصفية الحسابات والحرب بالوكالة بين محاور متصارعة على أرض ليبيا.

ويحتم ذلك الأمر على الفرقاء الليبيين وشركاء الوطن أن يجلسوا على طاولة الوطن وفي أرض الوطن وبأجندة وطنية تسمى بالمصلحة الوطنية، بعيدا عن الارتهان لأي محور، وبعيدا عن المصالح الضيقة الشخصية والحزبية والمليشياوية.

ما موقف الجزائر من أزمة الطاقة العالمية من خلال تقاربها مع روسيا والصين لمواجهة ضغوط أوروبا والغرب في هذا الصدد؟ 

أزمة الطاقة في العالم سببها تلك العنجهية والتفرد الذي أرادت بعض القوى الكبرى أن تفرضه على الجميع؛ لتبقيهم دوما تابعين لها ولكسر اقتصاديات دول، وعرقلة التنمية فيها، مما فجر التوترات والحروب خلال العقود الأخيرة، وزاد من صعوبات الدول النامية وقلل مداخيلها من العملة الصعبة.

والجزائر ملتزمة مع شركائها كما أنها شريك جاد وملتزم بالوفاء بكل التزاماتها في مجال الإمداد بالطاقة.

لكن الجزائر لا تقبل أن توجه سياساتها الطاقوية ضد الشعوب أو بدعم الاحتلال في أي نقطة من العالم، فهي تنأى بنفسها عن الانحياز لأي طرف كان أو انتهاك السيادات أو زيادات الأزمات أو استغلال الطاقة كسلاح في أي اتجاه.

والجزائر تعرف معنى الإنسانية ولهذا لم تستخدم الطاقة للضغط على الشعوب، بل كانت حريصة على استقرار السوق العالمية، والتنسيق مع شركائها في مواجهة مختلف الضغوط في إطار منظمة "أوبك" أو التنسيق في إطار منظمة "أوبك بلاس".

وأعتقد أن تسيير الجزائر لملف الطاقة أعطى لها أدوارا محورية في هذه المرحلة الحساسة وأعطى لها مصداقية أكبر في للقضايا الدولية.

والجزائر اليوم مقبلة على تفعيل الطاقات المتجددة، وبذلك ستظل رقما مهما في رفاهية وخدمة شعبنا، وفي قضايا أمتنا الإسلامية، خصوصا بعد المصالحة الجديدة بين إيران والسعودية (في 10 مارس/آذار 2023)، مما سيعطي مزيدا من التأثير الإيجابي في سوق الطاقة على التحولات السياسية والاقتصادية وحتى الأمنية في المنطقة.

ضرب الاستقرار 

أزمة تهريب مواطنة جزائرية عبر تونس كيف انعكست على علاقة الجزائر بتونس وفرنسا؟

للأسف فرنسا تكرر أخطاءها وتحاول تصدير أزمتها الداخلية وتوجيه الرأي العام الفرنسي بعيدا عن إخفاقات سياسة الإليزيه في إفريقيا عموما والمنطقة العربية والشرق الأوسط بشكل خاص.

ولكن من المهم التأكيد على أن محاولة تأزيم العلاقات بين تونس والجزائر باءت بالفشل، لأن ما يربك تونس والجزائر أكبر من هذه التصرفات التي لا تعرف عمق الروابط بين الجزائر وتونس.

ثم إن اللوبي الاستعماري الفرنسي دوما يسعى لتسميم العلاقات الندية بين الدولتين الفرنسية الجزائرية في إطار المصالح والاحترام المتبادل، ودوما ينظر للسيادة الوطنية الجزائرية كمستعمرة فرنسية.

وفي 7 فبراير 2023، نقلت وسائل إعلام أن الناشطة الجزائرية، أميرة بوراوي، التي تخضع للرقابة القضائية في الجزائر، وصلت إلى فرنسا عبر تونس بعد أن دخلتها بطريقة غير قانونية.

كيف هي طبيعة العلاقات الجزائرية المصرية؟ 

مصر دولة محورية في الأمة ولها تاريخ كبير من العلاقات مع الجزائر شعبا وحكومات، والعلاقات الثنائية متشعبة، والجزائر لا تبخل على الأشقاء في مصر بدعمها ومساندتها، لأن التحول الحاصل في منطقتنا تحملت منه مصر الكثير وانعكس على اقتصادها وموقعها الإستراتيجي في الأمة.

وأعتقد أن الأشقاء في مصر سيبحثون اليوم أو غدا عن مصالحات تستوعب كل الحالة المصرية، بما يمكن الشقيقة مصر من العبور الآمن للأزمة الاقتصادية الخانقة، وتمكين الشعب من صناعة مستقبل أفضل ومن التأثير الإيجابي في المنطقة.

لكن يجب دائما أن نتذكر أن "العدو الصهيوني" يخاف من مصر القوية بوحدتها، والقوية باقتصادها ويتوقع دائما دورها القوي في دعم القضية الفلسطينية وبذلك يعمل على عرقلة الاستقرار والاقتصاد والدور المصري بين أبناء الأمة.

والجزائر تتذكر الدور المصري أثناء الشدة معنا خاصة أثناء "ثورة التحرير"، وكذا أيام "حرب الرمال" (عام 1963).

وبذلك تبقى مصر الشقيقة التي وجدنا دعمها عند الشدة، وستجد أشقاءها الجزائريين معها كلما تحتاج إليهم في إطار حماية أمنها ولُحمتها ودورها المحوري، ومن أجل صيانة الأمن القومي العربي في وجه المخاطر التي تستهدفنا جميعا.

خاصة ونحن نعيش مخاطر مشتركة على أمننا في ليبيا بصفة مباشرة وغيرها في الإقليم غير مباشرة، وأيضا بعد الأزمة الدولية بين روسيا وأوكرانيا (منذ 24 فبراير 2022) وانعكاساتها الحالية والمستقبلية على المنطقة والعالم.

طاولة الوطن

ما موقف الجزائر من نظام بشار الأسد الذي دمر سوريا وهجر شعبها؟

سوريا تتعرض لحملة تدمير بسبب موقفها من فلسطين، وبذلك علينا أن ننظر إلى الملف السوري كملف دولة محورية في الأمة والمنطقة وكدولة ممانعة.

وعلينا أن نحذر من تلاعبات القوى الاستعمارية والكيانات الوظيفية التي تتلاعب بالقوى الوطنية لصالح أعداء أمتنا.

وسوريا مثل باقي بلدان الأمة العربية، وخصوصا في ملف الربيع العربي، حيث نرى ما حدث في تونس اليوم وما يحدث في ليبيا من اقتتال، وما يحدث في اليمن والعراق، والخليج حين حدثت الأزمة بين دول الخليج العربي، وما يحدث في المغرب من آثار التطبيع وكذلك بقية الدول العربية باستثناءات بسيطة ومحدودة.

لذا فأزمة سوريا ليست في النظام أو المعارضة، وإنما في تحويلها إلى ساحة حرب عالمية كان الهدف منها "تدمير قلعة مقاومة ضد الصهيونية"، بعيدا عن تفاصيل تحت عنوان الحرية والديموقراطية، ولو أننا لا نبرر للحكام أينما كانوا قمع الحريات وحقوق الانسان.

ودوما نقول ونكرر بأن الارتهان للمحاور الخارجية يسلب سيادة القرار ويرهن الموقف وهو أساس الخراب.

ونعتقد كذلك بأن استعمال السلاح في وجه شريك الوطن، من أجل حسم خلاف داخلي، هو مقدمة لإسقاط أركان الدولة وإشاعة الفوضى وهتك الأعراض ونسف المقدرات، بهدف الوصول لسلطة تتمرس خلف أسوار سقوط الدولة وهذا ما نرفضه.

لذا فنحن ندعو دوما للجلوس في أرض الوطن على طاولة الوطن مع شركاء الوطن لبحث سبل نبذ الخلاف لإسعاد المواطنين بطرق حضارية وسلمية، وما عداها من الوسائل العنيفة فهي وسائل وراءها الخراب والدمار وتفكيك الجبهة الداخلية ووحدة الصف وتمزيق النسيج المجتمعي، وهذا ما نرفضه قطعا في حركة البناء الوطني.   

ولكن للأسف حدثت أخطاء من المكون السوري ككل، سلطة ومعارضة، وعلى الجميع اليوم أن يبحث عن مصالحة تسمح لسوريا باستعادة وحدتها وسيادتها على أراضيها ووقف التدخل الأجنبي فيها وتمكينها من دورها الإقليمي.

وقد كانت اجتماعات الجامعة العربية في الجزائر فرصة لذلك؛ لكن للأسف لم تسمح التوازنات بعودة سوريا إلى مقعدها.

ونتمنى قريبا أن تتوقف أزمة شعبنا في سوريا الشقيقة، وتعود سوريا من جديد لحضنها العربي، وأن تتضافر جهود جميع العرب من أجل إعادة إعمارها وتجاوز خلافاتها وتضميد جراحاتها.

كيف ترى مستقبل العلاقات الجزائرية بعمقها الإفريقي لا سيما العلاقات مع جارتها المغرب؟ 

مستقبل العلاقات الجزائرية مع الجميع تبنى على احترام حقوق الشعوب ورفض الاستعمار ودعم التحالفات الإقليمية بالتحرر من الهيمنة الأحادية، ولذلك ستكون العلاقات أحسن كلما كان احترام المبادئ واضحا وحقيقيا. 

أما وأن تهدد سيادة الجزائر ووحدة شعبها أو ترابها من نخبة ورسميين مغاربة، بل ويتم الاستقواء بالكيان الغاصب باتفاقات عسكرية وأمنية، وإجراء مناورات عسكرية مشتركة على حدود الجزائر فلولا رزانة قيادة الجزائر لانهار السلم والأمن في المنطقة.

مثل هذه السلوكات المشينة والمدانة لهي حقيقة إعلان حرب على جار مسالم لم يمس جاره المغربي بأي سوء، ولكن المبشر في الأمر أن الشعب المغربي الشقيق يناقض تماما تلك الأعمال الشنيعة التي تقوم بها قيادته السياسية من تطبيع، ومن محاولات لجر المنطقة إلى حرب تكون آثارها مدمرة وأولها على وحدة الشقيقة المغرب.  

ما تعليقكم على التقارب السعودي الإيراني وانعكاسه على استقرار المنطقة العربية؟

لا شك أن التقارب السعودي الإيراني هو تغير حقيقي في معادلات المنطقة وسيكون لصالح شعوبنا ودولنا وأمن منطقتنا كما أنه سيكون لصالح شعبنا الفلسطيني وسيسهم في أمن واستقرار خليجنا العربي.

لكن سنشاهد ضغوطات كبيرة لضرب هذا التقارب، ونتمنى أن يكون الأشقاء في السعودية وإيران أكبر تعاونا وتنازلا لبعضهما البعض، وأكثر واقعية في التعاون على كل الملفات العالقة وإزالة التوترات.

نعتقد أن الاتفاق سينعكس إيجابا على العديد من السياسات في اليمن والبحرين ولبنان والعراق وسوريا وغيرها، كما في مستقبل القرارات التي تتعلق بقضايا الطاقة سواء في منظمة "أوبك" أو "أوبك بلاس".