"محفورة في الأذهان".. هكذا علق مصريون على حذف صورة مرسي من جدارية رؤساء مصر

12

طباعة

مشاركة

موجة غضب واسعة أثارها غياب صورة الرئيس المصري الراحل الدكتور محمد مرسي، من قائمة رؤساء مصر، المعلقة على أحد جدران مبنى وزارة الخارجية المصرية.

وفي مقطع مصور نشر عن زيارته لمبنى الوزارة بالقاهرة في 18 مارس/ آذار 2023، ظهر وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو واقفا إلى جوار نظيره المصري سامح شكري، أمام جدار معلق عليه صور رؤساء مصر السابقين بداية من عام 1953.

وتضمنت المجموعة صور 6 رؤساء هم "محمد نجيب، وجمال عبد الناصر، وأنور السادات، ومحمد حسني مبارك، وعدلي منصور الذي كان رئيسا مؤقتا لمصر لفترة انتقالية، ورئيس النظام الحالي عبد الفتاح السيسي المنقلب على الرئيس الشرعي محمد مرسي في 2013.

وأعرب ناشطون عن استيائهم إزاء التغييب المتعمد لصورة مرسي في أبرز الدوائر الحكومية المصرية، وعدوا ذلك تزويرا للتاريخ وحقدا بينا على ثورة يناير ومسارها الديمقراطي الذي جاء بأول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر.

وعبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسم #محمد_مرسي، أشاروا إلى أن مرسي كان الرجل المناسب في المكان والوقت المناسبين للنهوض بمصر اقتصاديا واجتماعيا وعسكريا، مستنكرين كل مساعي ومحاولات النظام العسكري المنقلب محو تاريخه.

وذكر ناشطون بما قدمه مرسي إبان فترة حكمه القصيرة التي نعمت بالحريات والحقوق والمساعي الجادة للنهوض الاقتصادي والتنمية، مشيرين إلى أنه لم يسط على سلطة بقوة السلاح ولم تلوث يداه ولو بقطرة من دماء المصريين.

واستنكر ناشطون وضع صورة رئيس المحكمة الدستورية عدلي منصور بين رؤساء مصر، في حين غيبت صور رؤساء شغلوا المنصب ذاته لفترات مؤقتة، أمثال صوفي أبو طالب، وزكريا محيي الدين، ومحمد حسين طنطاوي.

تاريخ مرسي

وتفاعلا مع الحدث، كتب ‏‏‏‏المستشار وليد شرابي، إن مرسي كان رئيسا عظيما، وأسيرا صابرا، وشهيدا خالدا، وهو أكبر بكثير من مجرد صورة على حائط ومكانته أرفع من الذين لم يشف غليلهم الانقلاب عليه وسجنه ثم قتله فقرروا نزع صورته.

وقال: "أذكر لنفس التافه الذي نزع الصورة حين أطاح (بمايك) الجزيرة ثم ذهب إلى أصحاب القناة مطأطئ الرأس يتسول فتات الموائد"، في إشارة إلى سامح شكري.

وقال الباحث في الدراسات العسكرية والأمنية محمود جمال، إن الرئيس مرسي رحمه الله أول رئيس حكم مصر بطريقة ديمقراطية، ولم يسجن ولم يقتل أحدًا، ولم يغلق صحفا ومواقع، ولم يضيق على الإعلام.

وأضاف أن مرسي لم يفرط في أرض، ولم يتدخل في أحكام القضاء وسيسها، ولا هدم بيتا ولا هجر أحدا من بيته، ولم يبن قصورا وكان يعيش في بيت مستأجر.

وذكر أحد المغردين، بأن في عهد مرسي تم افتتاح المنطقة الصناعية التركية في 6 أكتوبر، كما اهتم بحل مشكلات الوقود وتغلب على مشكلة نقص الغاز في معظم المحافظات، وفي عهده تم إلغاء الجمارك على البذور والتقاوي والأعلاف.

وطمأن المغرد يوسف، بأن كل محاولات بلحة -في إشارة إلى السيسي- لطمس اسم مرسي باءت بالفشل وينقلب السحر على الساحر، مخاطبا مرسي بالقول: "يأبى الله ثم الأحرار إلا أن يرفعوا اسمك عليا".

وترحم على مرسي، مذكرا بأنه أول رئيس مدنى منتخب فى تاريخ مصر منذ سكن الإنسان، وأنشاء أول حضارة على ضفاف النيل.

وتساءل أحد المغردين: "أين صورة مرسي؟"

وسخر المغرد هيثم، قائلا إن "محو أسماء الرؤساء السابقين عادة مصرية عتيقة، كان الفرعون إذا ما تولى الحكم، يمحو اسم من قبله، ويضع اسمه مكانه! لهذا رفعوا اسم الرئيس محمد مرسي رحمه الله والرئيس المؤقت صوفي أبو طالب من قائمة رؤساء مصر.. حتى بص الصورة!"

وأضاف: "مصر (التي تقتل أبناءها)، السيسي (المجرم)، الدولار (ذاللهم)".

ولفت محمود الشيخ، إلى أن المضحك المبكي في موضوع الصورة ده إن "مفيش ولا واحد فيهم منتخب من الشعب وشالوا صورة مرسي الوحيد المنتخب"، مشيرا إلى أن وجود صورة عدلي منصور يدفع للتساؤل عن صورة صوفي أبو طالب؟

التاريخ يخلده

وإلى جانب الحديث عن أعمال الرئيس مرسي وتاريخه، شدد ناشطون على أن صورته بالقلوب وأعماله ومواقفه سجلها التاريخ.

وأكد الكاتب الصحفي السعودي المعارض تركي الشلهوب، أن السنة التي قضاها الرئيس الشهيد محمد مرسي في الحكم، كانت كفيلة بحفظ صورته الطيبة في قلوب جميع الأحرار، ولن يستطيع ألف سيسي أن يمحوها.

وقال أحد المغردين، إن التاريخ سيذكر أن مرسي كان أول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر ولا عزاء لعساكر الذل والخيانة.

وخاطب المحامي والمستشار القانوني علاء نجيب، السلطة المصرية قائلا إن محمد مرسي أول رئيس مدني منتخب حتى لو شيلته صورته من على حيطانكم.

وترحم المغرد ابن أبيه على مرسي، ولعن السيسى وأعوانه وحاشيته. وقال أيمن سليم، إن الرئيس الشريف مرسي قتله السيسي. وأكد سليمان شاه، أن أول رئيس مدني منتخب عاش في ضمير كل حُرّ ذي كرامة.

وقال أحد المغردين لمرسي: "صورتك في أذهاننا وإن علقت على الجدران صور الأراذل".

ونشر كريم العربي، صورة لمرسي أثناء رفع يديه داعيا لله، معلقا عليها بالقول: "دائما في قلوب الأحرار وإلى ديان يوم الدين نمضي وعند الله تجتمع الخصوم."

ودعا الأكاديمي الدكتور محمد الباجوري، إلى رفع صوة الشهيد مرسي التي يحاول الانقلابيون إخفاءها لأنها بالتأكيد تذكرهم بجريمة الانقلاب والقتل داخل السجون، مترحما على الرئيس الشهيد وكل شهداء الكرامة. وأشار أحد المغردين، إلى أن الرئيس محمد مرسي ليس صورة على الحائط البائس ولكنه صورة على جدار الزمن والتاريخ، تنطق بالحرية والشرف والسنة والوحيدة التى تنفست فيها مصر الحرية.

تشريف وتكريم

وعّد المحاضر الجامعي متقاعد عدنان لال، حذف صورة الرئيس الإنسان الدكتور مرسي رحمه الله وأعلى قدره ورفع منزلته من بين صور حكام مصر، بمثابة تشريف وتكريم وتقدير ورفعة من الله.

وأشار إلى أن بضعة بين هؤلاء الرمم الظلمة لصوص الأوطان وسارقي خيرات الشعوب وعملاء الصهاينة وأحذية الأعداء، قائلا "الحمد الله الذي أعلى قدره حيا وميتا".

ورأى محمود عرفة، أن عدم وجود صورة مرسي وسط تلك الصور إجلالا له بمعايير الاخرة واذلالا لروحه بمعايير الدنيا. ولفت آخر، إلى أن الأطهار لا يليق بهم مجاورة القتلة ولا يليق بمرسي حائط النفاق.

ورأى محمد عبدالله، أن الله شرف مرسي بعدم وضع صورته مع هؤلاء النفر.

وأقسمت المغردة ندى بأن عدم وضع صورة الرئيس مرسى تكريم له لأنه الوحيد الذي جاء بانتخاب. واستنكر الدكتور المهندس صلاح الدين، سعادة سامح شكري من عدم وجود صورة الرئيس مرسي، مؤكدا أنه لا يصح أن تكون صورة أول رئيس منتخب مع زعيم نكسة العار الذي باع مصر وأفقر شعبها.

ورأى المغرد حبيب، أنه من غير المعقول أن توضع صورة الرجل الطاهر الرئيس الشهيد محمد مرسي مع صور الحثالات المعفنين الأنجاس الذين حاربوا الشعب المصري في كل مناحي حياته.