بعد فوز "معارض" بالرئاسة.. هل خرجت نقابة الصحفيين المصرية من عباءة النظام؟

12

طباعة

مشاركة

في انتصار لإرادتهم وكمؤشر على الرغبة الملحة في التغيير، نجح صحفيو مصر في انتخاب المعارض اليساري خالد البلشي نقيبا لهم، وتلقين المرشح المدعوم من النظام خالد ميري هزيمة مدوية.

اللجنة القضائية المشرفة على انتخابات التجديد النصفي لمجلس نقابة الصحفيين المصريين، أعلنت منتصف ليل 17 مارس/ آذار 2023، فوز البلشي بمنصب نقيب الصحفيين بعدد أصوات 2443 صوتا مقابل 2211 لمنافسه الكاتب الموالي للنظام خالد ميري.

والبلشي رئيس تحرير موقع درب الإخباري المحلي التابع لحزب التحالف الشعبي الاشتراكي المحسوب على المعارضة، أما منافسه الصحفي ميري فيعد مدعوما من الحكومة، وهو رئيس تحرير صحيفة الأخبار اليومية المملوكة للدولة.

ورأى ناشطون عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسمي #خالد_البلشي، #نقابة_الصحفيين، أن فوز البلشي يمثل بارقة أمل تنعكس على الحريات، معربين عن تفاؤلهم بأن تشهد الصحافة المصرية تحسنا في مستقبلها.

وأشاروا إلى أن فوز البلشي، يعني انتصار إرادة الصحفيين، ومناهضة لكل مسعى لقمع حرياتهم وتزييف وعيهم.

بينما ادعى آخرون أن فوز البلشي جاء بمواقفة النظام وتمريره لأسباب عدة على رأسها التسويق للانتخابات الرئاسية المقبلة والترويج لنزاهتها.

خسارة السلطة

وتفاعلا مع الحدث، أكد عضو مجلس الأمناء باتحاد علماء المسلمين محمد الصغير، أن فوز البلشي رئيس تحرير موقع درب الممنوع من قبل السلطة، وخسارة مرشح الحكومة لصعوبة تزييف إرادة الصحفيين في ظل الإشراف القضائي الحقيقي، وعدها مؤشرا على أن اختيارات المصريين ستأتي بمن يمثلهم وليس من يفرض عليهم، إذا توفرت النزاهة.

وبارك الروائي والمفكر عمار علي حسن، فوز البلشي، قائلا: "فاز مرشحنا في انتخابات نقابة الصحفيين على مرشح السلطة التي فعلت كل شيء من ترهيب وترغيب في سبيل تمريره".

وأضاف أن أي انتخابات حرة ستكون نتيجتها محسومة، ولو أرادت هذه السلطة اختبار شعبيتها فلتنازل على قواعد الحرية والنزاهة والشفافية، فيتمكن الشعب من إنفاذ إرادته.

ورأى الإعلامي حسام الغمري، فوز مرشح ثورة يناير الصحفي اللامع خالد البلشي بمنصب نقيب الصحفيين ضد مرشح السامسونج وسط حضور مهيب من الصحفيين "بشرة خير"، متوقعا أن يكون لهذه النتيجة "ما بعدها".

كما عد أيضا الإعلامي أيمن عزام، فوز البلشي، "بشرة خير". وأشاد المسؤول السابق في وزارة الصحة المصرية مصطفى جاويش، بفوز البلشي على "مرشح الحكومة".

وكتبت الصحفية رشا عزب: "نقدر نقول إن النهادرة يوم تاريخي لصحفيين مصر، خالد البلشي متقدم عن المرشح الحكومي رغم الدعم الهائل والجمعية العمومية بتقولهم محدش كبير علينا.. عاش كفاح الصحفيين".

وأشار رئيس تحرير صحيفة المصريون جمال سلطان، إلى أن هذه هي المرة الأولى في تاريخ نقابة الصحفيين المصريين التي يخسر فيها جميع مرشحي السلطة، سواء منصب النقيب أو مقاعد عضوية مجلس النقابة، قائلا إن "الرسالة واضحة".

وكتب الصحفي سليم عزوز: "انتصرت إرادة الصحفيين فاز خالد البلشي مرشح الاستقلال النقابي وسقط مرشح السلطة.. رسالة لا تخطئ العين دلالتها".

تفاؤل وأمنيات

وبارك ناشطون فوز البلشي وهنأوا بذلك، معربين عن تفاؤلهم بتقدمه، ومتمنين أن تشهد الفترة القادمة تحولات جذرية في قلعة الحريات.

ورأى الإعلامي عبد الفتاح فايد، أن فوز المرشح المستقل في هذه الظروف الصعبة إنجاز كبير بلا شك، قائلا: "مهمة صعبة ومسؤولية كبيرة وآمال عريضة تضعها الجمعية العمومية للصحفيين على عاتقه". 

 ووصفت رئيسة تحرير موقع كشف ميديا خلود بوكريم، البلشي بالصحفي المناضل، والهمام والجدع، مذكرة بما تعرض له من مضايقات منها حجب موقعه الإلكتروني درب، وسجن ظلما في عهد رئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي.

وبارك الإعلامي أسامة جاويش، فوز البلشي، متمنيا أن يكون فاتحة خير على الزملاء المحبوسين أولا وعلى الصحافة في مصر بشكل عام.

وعلق الإعلامي سامي كمال الدين، على فوز البلشي، على ميري بفارق 300 صوت، قائلا إن الصحافة قالت كلمتها.

وأكد أن الحرية وحق المواطن في الإدلاء بصوته دون خوف الطريق الوحيد للنهضة بالأمة المصرية، متمنيا أن تعود للنقابة مكانتها بعد أن حولها ضياء رشوان إلى محظية في بيت السلطان.

وقال الصحفي محمد أبو بكر: "بصرف النظر عن اللي جاي .. فدي تقريبا أكبر ضربة لإعلام السامسونج"، لافتا إلى أن من الأشياء اللطيفة في فوز البلشي أنه أول نقيب صحفيين مصري شغال رئيس تحرير موقع إلكتروني ومحجوب في مصر.

وتمنى الصحفي سي سلامة عبد الحميد، عودة النقابة في فترة النقيب البلشي للعمل مرة أخرى لخدمة مصالح الأعضاء، وألا تظل تابعة للأمن مثل فترتي العقيد ضياء.

وقال الأكاديمي ثروت نافع: "انتصرت الصحافه الحرة على الموجَهة". وعلقت الصحفية شيماء سامي على إعلان فوز البلشي، قائلة: "رجعت قلعة الحريات".

تشكيك وترقب

وقال ناشطون، إن فوز البلشي يقف وراءه السلطة المصرية، تمهيدا للتغني بنزاهة العمليات الانتخابية في مصر ومن بينها الانتخابات الرئاسة المقبلة المقررة في 2024، وفق تقديرهم.

وقال الباحث والكاتب العلماني الليبرالي إسماعيل حسني، إن فرحتنا بفوز الصديق اليساري المعارض خالد البلشي بمنصب نقيب الصحفيين يجب ألا تنسينا أن نتساءل: كيف ولماذا سمح النظام بفوزه؟ 

وأشارت الناشطة المعارضة غادة نجيب، إلى وجود رسائل نفسية وراء ذلك، منها أنها تبعث للمواطن أمل في الانتخابات الرئاسية 2024، وطالما البلشي نجح يبقي في أمل أن الطنطاوي ينجح.

ولفتت إلى أن الصحفيين الأمنجية (التابعين لأجهزة الأمن) أدوا دورهم وسامسونج نفسه يحتفل بالفوز، وفق وصفها.

وكتب إسلام لطفي: "مبروك فوز الإرادة الحرة للصحفيين المصريين. اليوم نحتفل وغدا على الصحفيين أن يفكروا في كيفية مواجهة العراقيل التي سيضعها النظام لتعطيل النقيب الجديد ومجلسه."

وعقب مراد علي، على فوز البلشي بمنصب نقيب الصحفيين على مرشح الحكومة، متسائلا: "هل قرر الصحفيون التمرد على النظام؟"

النقابات المهنية

فيما عد ناشطون فوز البلشي بنقابة الصحفيين ومن قبله طارق النبراوي بنقابة المهندسين، مؤشر جيد يحمل دلالة على وعي الناخبين المصريين، وقدرتهم على اختيار من يمثلهم إذا توفرت انتخابات نزيهة، متحدثين عن أهمية النقابات المهنية ودلالات انتخاباتها.

لفت عماد عوض، إلى أن فوز طارق النبراوي في نقابة المهندسين، والبلشي في الصحفيين، ووقفات نقابة المحامين ضد قوانين الحكومة، مؤشرات على شعبية النظام وصلت لأي حد بالظبط.

وذكرت الصحفية منال عبدالعال، بأن الطريق إلى 2011 بدأ على سلم نقابة الصحفيين في 2004، قائلة إن "فوز مرشحين مش على هوى الدولة، رسالة مهمة للمسؤولين، أتمنى يستوعبوها."

وعد الصحفي فتحي أبو حطب، فوز البلشي نقيبا للصحفيين، بمثابة الهزيمة السياسية الأولى للنظام من 10 سنين.

وقال مصطفى مهدي: "من زمان والنقابات المهنية شوكة في حلق النظام في مصر، وقديما ألغى الرئيس الحكيم (الأسبق) حسني مبارك الانتخابات النقابية طوال فترة حكمة تقريبا وده ببساطة لأن الناخب واعي (رغم الرشاوى والوعود الانتخابية لمرشحي الحكومة) والتزوير صعب".

ولفت طارق جابر، إلى أن النقابات المهنية، ونقابة الصحفيين في المقدمة من أهم المؤسسات تعبيرا عن المصالح ودفاعا عنها وتحقيقا للتوازن والإدارة الرشيدة في المجتمع.

وعلق ياسر كفافي، بأنه "فوز عظيم وله كثير من الدلالات والنتائج، ويفتح طاقة أمل إيجابية لكل النقابات المهنية، فما زال ممكنا احداث تغيير من خلال عمل جاد ومخلص وباخلاقيات ومهنية عالية".