جميعهم شركاء.. اتهامات للحوثيين والسعودية والإمارات بالتكسب من معاناة اليمن

12

طباعة

مشاركة

أطلق ناشطون يمنيون حملة إلكترونية تستنكر الانهيار الاقتصادي في اليمن الذي يعيش أزمة إنسانية غير مسبوقة، وفق الأمم المتحدة، وسط تنام ملحوظ للفقر والجوع، جراء تداعيات الحرب المستمرة منذ مارس/ آذار 2015، دون أي مؤشرات لنهايتها.

وتأتي الحملة بعد أيام من انتهاء مؤتمر للدول المانحة لليمن نظمته حكومتا السويد وسويسرا بالتعاون مع الأمم المتحدة في 26 فبراير/ شباط 2023، متعهدا بتوفير مساعدات بقيمة 1,2 مليار دولار، وهو ما لم يلب الطموحات الأممية لجمع 4.3 مليارات دولار.

وبحسب الأمم المتحدة، فإن أكثر من مليوني شخص يمني سقطوا بالفعل في هاوية المجاعة بسبب تعثر جهود تمديد الهدنة المنتهية مطلع أكتوبر/تشرين الأول 2022، وصار ثلثا السكان يحتاجون إلى مساعدات إنسانية عاجلة.

واتهم ناشطون عبر مشاركتهم في وسم الحملة #الجوع_يفتك_بالشعب_اليمن، جميع الأطراف الفاعلة في اليمن، وفي مقدمتها التحالف السعودي الإماراتي وجماعة الحوثي والحكومة الشرعية والأمم المتحدة بالعبث بالبلاد والشراكة في تجويع الشعب اليمني.

كما اتهموا هذه الأطراف بخيانة اليمنيين وتدمير اليمن وإنهاكه ونهب ثرواته، والمتاجرة بالحرب والتربح منها، مؤكدين أن العالم متواطئ لاستمرار الحرب عبر دعم أطراف الصراع الإقليمية والمحلية.

وتداول ناشطون صورا مختلفة بعضها لأطفال تظهر عليهم أثار الأزمة الاقتصادية ومعاناتهم من سوء تغذية وفقر دم، وغيرها من الأمراض الأخرى، وبعضها لنساء يفترشن الأرض ويبحثن عن الطعام في حاويات القمامة، وعدوا تلك المشاهد اختصارا لمعاناة اليمن.

دور التحالف

واتهم ناشطون دول التحالف السعودي الإماراتي بالتضييق على اليمنيين، ونهب ثرواتهم وعرقلة النمو الاقتصادي، واستغلال الموانئ والسيطرة عليها.

وأكد رئيس تحرير موقع المشهد الجنوبي منصر صالح اليافعي، أن التحالف السعودي الإماراتي لم يقطع يد إيران في اليمن، بل حاصر الشعب اليمني وقطع الرواتب وخلق أكبر أزمة إنسانية في العالم.

وقال الناشط السياسي والإعلامي سيف الرحبي، إن السعودية والإمارات تعتقدان أن تدمير الاقتصاد اليمني ومحاصرة الشعب يُسهل لها في تنفيذ مخططتها الاحتلالية، مؤكدا أنهما لا تعلمان أن ثورة الجياع الشيء الوحيد الذي سوف يحرر البلاد من احتلالهما. واتهم أبو غيث المهري، السعودية والإمارات بأنهما أوصلا اليمن إلى حافة المجاعة، فارضين حصارا جائرا على الشعب، ومغلقين كل المنشآت الحيوية والموانئ والمطارات، مؤكدا أن الوضع لا يطاق. وأكد أبو هاشم عداني الهاشمي، أن انهيار اقتصاد اليمن وتجويع الشعب سياسة رسمها التحالف، مشيرا إلى أن انهيار العملة يصب في مصلحة تجار الحرب. ونشرت الكاتبة السعودية المعارضة علياء أبوتايه الحويطي، صورة لطفل يعاني من فقر دم بسبب الجوع، قائلة: "القلب يا اليمن يا أصل العرب وناموسهم يا أهل الكرامة والشجاعة والكرم".

وأقسمت: "والله وتالله لست فقيرا -اليمن- لكن عز بن سعود ونظامه ما بني إلا على عظامكم وتفقيركم وتجويعكم وحصاركم ومنعكم حتى من استخراج ثرواتكم ومصادرة سيادتكم".

وأعرب صاحب حساب الرادع المهري، عن أسفه على أن السعودية ما تزال تهين اليمنيين، وما يزال السفير السعودي بكل وقاحة يريد فرض أشخاص على مزاجه، لافتا إلى أن الأشد وقاحة استخدام ورقة الاقتصاد  للابتزاز.

واستنكر أحد المغردين، إعلان السعودية الاستثمار في الغاز في دولة من دول الجوار، موضحا أنها اليمن والهدف سرقة ونهب الغاز اليمني.

وأضاف: "هم مسموح لهم يصدرونه، لكن نحن ممنوع علينا وهي ثرواتنا".

دور الحوثي

فيما صب ناشطون غضبهم على مليشيا الحوثي وحملوها أيضا المسؤولية عما آلت إليه الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في اليمن، وسط تواطؤ دولي واضح.

وأكد الناشط عبدالواحد اليمني، أن السياسات الدولية الظالمة والمنافية لكل قيم وأسس العدالة والإنسانية بين الشعوب أدت إلى ارتكاب أكبر مجاعة عرفها العالم في اليمن، مستنكرا مصادرة حق الشعب في اختيار من يمثله، ونهب ثرواته وحصاره وتجويعه.

وعرضت الناشطة الحقوقية حنان الفاشق، صورة لامرأة يمنية عجوز تحمل عدة صفائح لملء الماء، معلقة عليها بالقول: "يكفي أن تشاهد كل الأطراف اليمنية والدولية، هذه الصورة ليعلموا أنهم شركاء في إيصال الشعب اليمني إلى هذه الحالة، وعند الله تجتمع الخصوم".

وقال المغرد بوغانم، إن مليشيا الحوثي والمجلس الانتقالي الجنوبي هم السبب الرئيس في الأزمة التي يمر بها وطننا الغالي، متسائلا: "هل تعلم أن مأرب قادرة على تغطية السوق المحلي بمادة الغاز ومع ذلك يعاند الحوثي والانتقالي ويستوردان الغاز من الإمارات". وأشار يحيى عياش إلى أن سياسة التجويع والإفقار مخطط إجرامي انتهجته مليشيا الحوثي بهدف إخضاع الشعب اليمني لمشروعها الطائفي العابر للحدود، محذرا من أن سماح الحكومة الشرعية والتحالف الغادر الداعم لها بانهيار العملة المحلية يخدم هذا المخطط الخطير. وأكد عبدالكافي مرشد، أن السبب الرئيس لهذه المعاناة وأكبر المستفيدين من استمرار الحرب في اليمن هم الحوثيون، متسائلا: "كيف لا وقياداتهم أصبحت متخمة بما نهبته من احتياطي البنك المركزي وصندوق التقاعد وعشرات الشركات الخاصة".

معاناة الأطفال

وسلط ناشطون الضوء على معاناة الأطفال تحديدا من أمراض لا حصر لها يصعب علاجها، نتيجة سوء التغذية وفقر الدم جراء الجوع ونقص الدواء.

ونشر الناشط سالم بخيت المهري، صورة لطفلة تبحث عن الطعام في القمامة، مشيرة إلى أنها تجسد واقع الفقر في اليمن.

وأشعر قائلا: "هيا امتطي ظهري أخية واصعدي، بل واطعميني من بقايا سيدي، دوسي برجلك كي تمزق أضلعي، فالجوع دمرني وأنهك ساعدي، دوسي فلم أضجر لأني لم أجد، مورد ليأويني فهذا موردي، دوسي فقد داس الكرامة قادتي، وقضوا على شرفي بساعة مولدي"

وأشار عبد الحميد السلطان إلى أن سوء التغذية يترك على الناجين من أطفال اليمن آثارا تدوم مدى الحياة، بما في ذلك ضعف النمو البدني والنمو المعرفي، في حين يتعرض الكثيرون لسوء التغذية والموت، جراء أزمة الغذاء.

وأكد الصحفي عبدالجبار عوض الجريري، أن هناك موجة جوع تجتاح اليمن، وسوء تغذية يعاني منه معظم الأطفال.

وقال الناشط السياسي عبدالشافي النبهاني، إن أطفال اليمن بعد انقلاب الحوثي وتدخل التحالف وانبطاح الشرعية تفتك بهم الأمراض، منها فقر دم، التهاب رئوي، وإسهال حاد، وارتفاع درجات الحرارة. وأوضح أحمد الحريزي، أن أطفال اليمن أكثر عرضة لسوء التغذية والموت لأن أجسامهم النامية أكثر عرضة للإصابة بالأمراض، كما أن سوء التغذية يترك على الناجين من الأطفال آثارا تدوم مدى الحياة.

ولفت الناشط الحقوقي أبو معارك المهري، إلى أن أطفال اليمن يدفعون ثمنا باهظا جراء انهيار شبكة الخدمات العامة وغياب الرعاية الصحية وتردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية ووصول معدلات الفقر والبطالة والمجاعة لمستويات قياسية بسبب نهب المرتبات وشلل القطاع الخاص وارتفاع الأسعار.

وأشار الناقد والناشط الإعلامي صقر اليماني، إلى أن 16.2 مليون يمني يعانون من انعدام الأمن الغذائي، كما أن ثلاثة من كل أربعة أطفال يعانون من سوء التغذية المزمن.

حلول جذرية

وطرح ناشطون حلولا لإنقاذ الاقتصاد اليمني من الانهيار ووقف العبث والتدهور الحاصل في العملة اليمنية لتخفيف معاناة اليمنيين، أبرزها إنهاء الحرب والخلاص من القيادات الفاسدة ورفع القيود المفروضة على اليمن. 

ورأى الصحفي توفيق أحمد، أن اليمن بحاجة لوقف الحرب وترجمة خطط اقتصادية وإرادة سياسة لا تخضع للإملاءات الخارجية، مؤكدا أن حينها سيتحول اليمنيون من متلقين للمساعدات إلى مانحين فاليمن غني بثرواته.

وعول الكاتب والناشط الثقافي محمد منصور، على قدرة القيادات الوطنية مدنية وعسكرية على التكاتف في تكتل وطني واحد، والضغط داخليا وخارجيا، وأمام العالم، لإنقاذ الاقتصاد اليمني وصنع تحالفات جديدة مع قوى إقليمية صادقة في تحالفاتها ووفية بتعهداتها.

وأعربت غراس السقطري، عن يقينها بأن خلاص اليمن بإقالة معين عبدالملك وتحرير عدن من المليشيات، مؤكدة أنهما كفيلان بإعادة العملة إلى ما كانت عليه بعهد با سندوة.

وحثت ‏‏‏‏الصحفية والناشطة الحقوقية بيداء العولقي، على وجوب إنقاذ العملة اليمنية وإنعاش الاقتصاد من الانهيار لأنه سوف يسبب أكبر كارثة إنسانية.

وكتب الناشط السياسي معاذ الشرجبي: "هؤلاء الناس الذين يموتون جوعا، ويُشنقون بارتفاع الأسعار لا تحدثوهم عن لجان حلحلة اقتصادية، بل امنحوهم لقمة عيش، لا تحشو بطونهم بخطابات الوطنية الزائفة ومبررات الحرب على الحوثي، حاربو قرقرة امعائهم واهزموها قبل ذلك".

وأكد أحد المغردين، أن كل المزاعم والحلول والوعود الخارجية لوقف انهيار الاقتصاد اليمني وإنقاذه، لا ولن تأتي بخير.

وقال: "لإنقاذ وتعزيز الاقتصاد يجب أن يكون ذلك بإرادة يمنية حرة والبداية من سيطرة مؤسسات الدولة الرسمية على كل موارد اليمن، الخارجة عن سيطرتها، وتفعيل البرلمان والمحاسبة".

وكتبت مغردة أخرى، إن السلام مطلوب لإنهاء حالة التدهور، ويجب على أطراف النزاع، ورفع جميع القيود المفروضة على التجارة والاستثمار في السلع غير الخاضعة للعقوبات.

وأضافت: "وسيساعد ذلك على خفض أسعار المواد الغذائية، وإطلاق العنان للاقتصاد، ومنح الناس فرصا للحصول على وظيفة ومسار جديد".