"سرعة انهيار اتفاق العقبة".. غضب واسع من تصعيد المستوطنين عملياتهم في بلدة حوارة 

12

طباعة

مشاركة

استنكر ناشطون على تويتر، نفي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وجود تعهدات لوقف المشاريع الاستيطانية، والتصريحات المتناقضة لوزراء حكومته، وإشادة مسؤولين بجرائم المستوطنين في بلدة "حوارة" بمدينة نابلس، بحماية من قوات الاحتلال.

المستوطنون أضرموا النيران في منازل ومركبات الفلسطينيين في البلدة التي يسكنها نحو 7 آلاف نسمة، وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، استشهاد سامح أقطش (37 عاما) وإصابة العشرات في اعتداءات نفذها مستوطنون بحماية الجيش الإسرائيلي جنوبي نابلس.

نتنياهو قال عقب "اجتماع العقبة" بالأردن في 26 فبراير/شباط 2023، إن البناء الاستيطاني وتشريع البؤر الاستيطانية في الضفة الغربية سيتواصلان دون أي تغيير. 

فيما أدلى وزيرا الأمن القومي إيتمار بن غفير زعيم حزب "القوة اليهودية" اليميني المتطرف، ووزير المالية تسلئيل سموترتش، بتصريحات عقب الاجتماع أكدا فيها استمرار البناء الاستيطاني، وأن "ما حصل في الأردن سيبقى فيها".

وتأتي تصريحات وزراء الاحتلال، مخالفة لما هو معلن في البيان الختامي لاجتماع العقبة بأن إسرائيل تلتزم بوقف إقرار أي بؤر استيطانية جديدة لمدة 6 أشهر، ووقف مناقشة إنشاء أي وحدات استيطانية جديدة لمدة 4 أشهر. 

وأثارت تلك التصريحات للأطراف المهيمنة في الائتلاف اليمني الحاكم في إسرائيل، موجة غضب واسعة بين الناشطين على تويتر، وعدوها بمثابة إشعال لحرب في الضفة والقدس المحتلة، صابين جام غضبهم على الأنظمة العربية المشاركة في القمة.

وتداولوا عبر تغريداتهم وحساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #قمة_العار، #قمة_العقبة، #حوارة، وغيرها، صورا ومقاطع فيديو توثق آثار الخراب في ممتلكات الفلسطينيين التي خلفها عدوان المستوطنين على بلدة حوارة، والذي جاء في أعقاب قمة الأردن.

ولفت ناشطون إلى أن خسائر حوارة بالبيانات والأرقام توضح أن اعتداءات المستوطنين هذه المرة هي الأكبر منذ انتفاضة الأقصى، مشيرين إلى إحراق 100 سيارة، و35 منزلا بشكل كامل، و40 بشكل جزئي، وإصابات، مستنكرين تحريض نائب رئيس مستوطنات الضفة دافيدي بن تسيون بقوله إنه "يجب محو قرية حوارة بشكل كامل".

وأكد ناشطون أن هذه "الأحقاد" الإسرائيلية لن يوقفها سوى "البنادق والمُقاومة"، مؤكدين أن تصاعد وتيرة الأحداث وتصريحات المسؤولين الإسرائيليين يؤكدان أن الاحتلال لا يريد أي حل سياسي.

صفعة نتنياهو

وتفاعلا مع الأحداث، رأى الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة، أن نتنياهو "يهيل" التراب على قمة العقبة بعد ساعات من ختامها، بعدما قال بالنص: "سيستمر البناء وشرعنة البؤر في الضفة وفقا لجدول التخطيط والبناء دون أي تغيير، ولن يكون هناك تجميد".

ولفت إلى أن "قادة القمة لم يمرروا حتى فترة الـ3-6 أشهر"، مؤكدا أن "تلك هي ميزة العدو: يصفع باعة الأوهام؛ فيصحّح بوصلة الصراع".

وأشار الباحث في الشأن الإسرائيلي وتقاطعاته، صالح النعامي، إلى  "قول رئيس لجنة الأمن في الكنيست تسفيكا فوجل، تعقيبا على عدوان اليهود على حوارة: أريد أن أرى هذا المكان يحترق، الأفعال الرادعة التي حققها المستوطنون الليلة في حوارة، لم تتحقق من قبل إسرائيل منذ عملية السور الواقي، أرى النتائج بشكل جميل جدا".

ولفت إلى أن تصريح فوجل "إهداء للذين شاركوا في قمعة العقبة".

ورأى المغرد مانو، أن نتنياهو بتصريحاته "تبول" على جميع من اجتمع في قمة العار معه من النظام الرسمي العربي العفن المرتمي في أحضان الأميركي والصهيوني كالعادة.

وأضاف أن "هذا هو بالضبط حجمهم اصلا، بعيدا عن العواطف هذا النتن مفروض أن يكون بطلا عند الصهاينة".

وعّد الناشط الإنساني أدهم أبو سلمية، تصريح نتنياهو "بمثابة صفعة قوية لكل من شارك في قمة العار أو ما يسمى قمة العقبة". ولفت محمد حميد علايلي، إلى أن "بيان قمّة العقبة حطّم الرقم القياسي في سرعة الانهيار، بعد تعقيب سموتريتش الرافض لإيقاف الاستيطان ولو ليوم واحد". وعلق الباحث في شؤون القدس زياد ابحيص، على تصريحات سموتريتش بأنها "خيانة".

وعقب أحد المغردين، على تصريح نتنياهو، قائلا: "صفعة وجهها الرجل مباشرة للجميع بعد انتهاء الاجتماع، من الواضح أنه لا يبيع الوهم لشعبه كما يفعل الآخرين".

سقطة عربية

وهاجم ناشطون الأنظمة العربية المشاركة في القمة خاصة بعد التصعيد الإسرائيلي الذي شهدته بلدة حوارة، مستنكرين استمرار استعمالهم لتلميع صورة الاحتلال وتمرير أجندته.

وعاب الدكتور صلاح المهيني، على النظام الرسمي العربي، استمرار تقديم الخدمات والقربات للصهاينة، بينما يرد الصهاينة بمنتهى الإذلال والامتهان والتعامل معه علناً كـ"ممسحة زَفر".

وأكدت الأكاديمية السعودية، حنان العتيبي، أن "العدو الإسرائيلي لا يمكنه قتل شعب فلسطين واحتلال أراضيها إلا بخدعة بعض حكام العرب الخونة".

وتساءل أحد المغردين: "أين أنتم يا فئران قمة العار حكام التطبيع مع العدو الصهيوني، أكثر من 35 بيت فلسطيني في نابلس صار رماد الليلة، وأكثر من 100 سيارة، ومئات الأشجار، 3 سيارات إسعاف، شهيد وأكثر من 120 مُصابا، قطعان المستوطنين هاجموا حوّارة في عملية تستهدف إحراق كل شيء!".

ونشر الصحفي محمد الخواجة، صورا لما خلفه الاعتداء الإسرائيلي على حوارة، قائلا: "هكذا بدت حوارة نابلس صباح أول يوم لبيان قمة العقبة بعد ليلة عصيبة من اعتداءات المستوطنين".

ونشر الكاتب والأكاديمي والداعية الإسلامي، حامد العلي، مقطع فيديو يوثق "جرائم قطعان المستوطنين في حوارة".

نتاج القمة

وخلص ناشطون إلى أن ما شهدته حوارة من تصعيد إسرائيلي نتيجة التخاذل والخيانة والتنسيق الأمني وعقد القمم والمشاركة العربية فيها وشرعنتها، كما أنه كشف مدى الحقد والإجرام الإسرائيلي على فلسطين وأهلها.

وقال الناطق الإعلامي باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، حازم قاسم، إن "هجمات المستوطنين الهمجية على أهلنا في بلدة حوارة، يعكس السلوك الإرهابي النازي لقطعان المستوطنين، وشراكة جيش العدو معهم بتوفير الحماية الكاملة لهم".

وأضاف أن "هذه الهجمات من المستوطنين، تؤكد أنه لا مجال لوقف إرهابهم إلا بتصعيد الفعل المقاوم لردعهم".

وقال مجاهد خودلي، إن "ما حدث في حوارة هو نتيجة ما اتفق عليه المجتمعون في العقبة، وهذه الجرائم سيعتبرها المجتمعون نجاحا لقمة العار، وسيحاول بعضهم تحميل المقاومة المسؤولية عن هذه الجرائم باعتبارها عنفا متبادلا".

وأكد الكاتب جلال الورغي، أن "همجية الغزاة والمستوطنين مخرجات قمة العار في العقبة".

وشددت الإعلامية علياء أبو تايه الحويطي، على أن "قمة العقبة لن توقف إجرام الاحتلال وتمدد مستوطناته وبلع أراض فلسطين".

وقالت الحويطي: "لن يوقفهم إلا المواجهة والمقاومة والكفاح المسلح حتى تتطهر أرض العرب من احتلالهم، والخطوة الأولى لذلك خلع محمود عباس ومحاكمته والخلاص منه وشرذمته التي تؤيده في فتح".

وأكد يعقوب علوية، أن "قمة العار لا سبيل لها في أرض الأحرار"، قائلا إن "فلسطين ضاعت بسبب قمم التخاذل واتفاقيات الانبطاح، وقد عاد عرين الأسود ليكون طليعة المقاومين ولن يكون لقمة العقبة سوى عاقبة وخيمة". ونظر أحد المغردين، إلى القمة على أنها "تعبير عن أزمة يمر بها الاحتلال مع تنامي المقاومة والعمليات في الأراضي المحتلة، فطلب أعوانه من الأنظمة المطبعة ليصرخ في وجوههم ويهددهم وربما يغريهم ببعض الوعود، لكن تبقى المقاومة وشعوبنا معها".

خيانات السلطة

وصب ناشطون جام غضبهم على السلطة الفلسطينية، معربين عن غضبهم من غضها الطرف عن الإجرام الإسرائيلي الواقع في "حوارة".

واستنكر السياسي فايز أبو شمالة، "حرق المليشيات المسلحة للمستوطنين الصهاينة بلدة حوارة"، متسائلا: "أين جيشنا؟ أين سلطتنا؟ أين محمود عباس وحسين الشيخ وماجد فرج؟".

وكتب المحلل السياسي ماجد الزبدة: "تخيل أن السلطة التي تمتلك عشرات الألوف من البنادق والعناصر تقف عاجزة عن حماية الفلسطينيين في نابلس من بطش المستوطنين الصهاينة في هذه الأوقات، وفي ذات الوقت يهرول رموزها للمشاركة مُهانين في قمة العقبة لتقديم تعهدات بمحاربة ثوار جنين ونابلس وحماية مستوطنات الاحتلال!!" وعرض الداعية الإسلامي والناشط الاجتماعي، وائل الزرد أبو حسام، صورا تفضح جرم الاحتلال في حوارة، قائلا: "هذا فعل مجانين الاحتلال وأزلام وأصنام السلطة الذين يمتلكون عشرات آلاف البنادق في حجورهم كالفئران".

عملية حوارة

وأشاد ناشطون بتنفيذ شاب فلسطيني عملية إطلاق نار قرب دوار عينابوس في حوارة، أسفرت عن قتل مستوطنان، حيث تعرضت مركبة إسرائيلية لهجوم بالرصاص أدى إلى مقتل المستوطنيْن.

وقال الكاتب إبراهيم المدهون، إن "عملية حوارة تؤكد أن المقاومة مستمرة، والاشتباك واسع، ولا مستقبل للاحتلال تحت شمس الضفة، وأن محاولة إنقاذ العدو في اجتماع العقبة لن يكتب له النجاح".

وأشار إلى أن "هذه العملية وصية شهداء عرين الأسود لا تتركوا البندقية"، مؤكدا أن "رهان العدو على إرهاب الشعب الفلسطيني لن ينجح".

وأكد المدهون، أن "اختيار وقت العملية له بعد سياسي ردا على اجتماع العقبة، وردا على الخطة الأمنية الأميركية، كما أن اختيار مكانها قرب نابلس لها بعد ميداني أن الدم بالدم، والنار بالنار والجريمة والمذبحة بالعملية البطولية". 

وأشار الباحث في المحتوى الإعلامي المرئي، راجي الهمص، إلى أن "الرد على قمة العار لم يتأخر، وجاء شافيا للصدور، بالرصاص في وجه المحتلين، وأسفر عن مقتل اثنين من المستوطنين على حاجز حوارة في عملية إطلاق نار تتزامن مع انعقاد قمة العقبة لملاحقة المقاومين".