"فبراير منا ونحن منها".. يمنيون يحيون ثورتهم ويرفضون تحميلها التبعات

12

طباعة

مشاركة

أحيا ناشطون يمنيون ذكرى مرور 12 عاما على ثورة فبراير/ شباط 2011 التي أطاحت بنظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح، مؤكدين استمرارها حتى تطهير البلاد من مليشيا الحوثي.

وأعربوا عبر تغريداتهم على وسم #فبراير_ثوره_لاجل_المستقبل، عن تمسكهم بتجربتهم الديمقراطية وحقهم في الانتفاض على السلطة الديكتاتورية وإيمانهم بثورتهم وما حققتها من نتائج سياسية، مؤكدين أنها صحوة على جميع الأصعدة.

وحمل ناشطون نتيجة ما آلت إليه الأوضاع في اليمن من استمرار للحرب التي تسببت في أسوأ أزمة إنسانية إلى "التدخلات الخارجية ودور رموز الثورة المضادة ودول محور الشر، وأطماعهم في اليمن وخيانات القيادات"، رافضين تحميل ثورتهم نتيجة ما جاء بعدها من أزمات ومنعطفات.

وأكدوا أن ثورة 11 فبراير مستمرة "حتى تطهير اليمن من الحوثي والمرتزقة واستعادة كامل التراب الوطني من أيادي المحتلين والعملاء، والخونة"، راصدين الإيجابيات التي حققتها الثورة اليمنية. 

ويشهد اليمن حربا مستمرة بين القوات الموالية للحكومة الشرعية، مدعومة بتحالف سعودي إماراتي، والحوثيين المدعومين من إيران والمسيطرين على محافظات، بينها صنعاء منذ سبتمبر/ أيلول 2014، ما تسبب في مقتل مئات الآلاف ونزوح الملايين.

مكتسبات فبراير

وتفاعلا مع ذكرى الثورة اليمنية، لفت السياسي والحقوقي عبدالكريم عمران، إلى أنها وظفت 60 ألف موظف دفعة واحدة، وثبتت 30 ألف متعاقد، وحققت استقرارا في الحياة المعيشية.

وقال عبدالمالك الشميري، إن نتائج ثورة 11 فبراير كانت تسير بالبلاد إلى الوفاق الوطني والاستقرار وحل القضايا اليمنية المؤجلة، ولم تكن نكبة قط، ولا سيما أن من نتائجها مخرجات الحوار الوطني ومسودة الدستور وشكل نظام الدولة، بيد أن أعداء دعموا ثورة المضادة والانقلاب لإفشال المشروع الوطني والعودة باليمن الى مربع الفوضى.

وأشار الناشط السياسي عبدالشافي النبهاني، إلى أن الوعي الذي راكمه شباب ثورة فبراير أثناء نضالهم ضد حكم العائلة والأسرية عام 2011 أهّلهم لمعرفة التداعيات الكارثية لانقلاب الجماعة السلالية وصعودها إلى السلطة، إذ تحملوا مسؤولية مواجهة التحدي الجديد وشكلوا النواة الأولى للمقاومة الشعبية ضد الحوثيين.

وأوضح أبو أمان، أن من منجزات ثورة 11 فبراير، إسقاط النظام السابق بعد 33 عاما، إنهاء فكرة التوريث، وتشكيل حكومة كفاءات من كل التيارات ولأول مرة برئاسة (محمد) باسندوة، وإعادة الصرف من 255 إلى 215 ريالا مقابل الدولار، وتوظيف 60 ألفا، وتثبيت أكثر من 30 ألفا من المتعاقدين.

ورأى الصحفي صالح منصر اليافعي، أن حال اليمني لن يصلح إلا في حال جرى تحقيق أهداف ثورة 11 فبراير المباركة، التي احتضنت الجميع وأعادت الاعتبار للوحدة وللشعب وأرادت لهم عيشا كريما وعدلا ومساواة.

تمسك بالثورة

وأعرب ناشطون عن امتنانهم لما حققته الثورة، وتمسكهم بمكتسباتها وإيمانهم بها، ورفضهم أي محاولة لتضليل الحقائق أو طمسها أو تزييف الوعي بحق الثورة والانتقاص منها.

وقال عبدالله العامري، إن كل الذين يتساقطَون في مستنقع الخيانة للثورة والجمهورية والوحدة، ويوغلون في تقديم خدمات الإفك وعروض الفاحشة السياسية لأسيادهم الذين يرون في اليمن غنيمة وفيهم أغنام تعلف، لا يجدون منفذا للدفاع عن أنفسهم أو تغطية سوآتهم إلا سب ثوار فبراير والشتم فيهم.

وأكد الصحفي توفيق أحمد، أن ثورة فبراير تظل الحدث اليمني الأبرز الذي صنعه اليمنيون بنضالهم ووعيهم، دون تدخل خارجي منذ ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962.

وتحدث الناشط السياسي معاذ الشرجبي، عن وجوب العودة إلى مبادئ ثورة 11 فبراير وأهدافها، وضرورة عودة أبطالها إلى الواجهة الإعلامية والسياسية والعسكرية. 

وقال الحزمي أبو رحمة، إن ثورة 11 فبراير في قلوب أبنائها الشباب مهما حاولوا أن يطفئوا نورها، نور الحرية والكرامة والبناء والتنمية والمساواة بين أبناء الشعب، نور بناء الدولة التي تحفظ حقوق وكرامة المواطن البسيط.

ودافع ناجي محمد ردة، عن الثورة اليمنية قائلا: "فبراير لم تكن سبب كل هذه الحرب.. بل كانت كل هذه الحرب عليها.. ثورة فبراير منا.. ونحن منها، على درب فبراير والمقاومة لا نغير ولا نبدل".

شهداء فبراير

وذكر ناشطون بشهداء الثورة وسلطوا الضوء على التضحيات التي قدموها، معلنين فخرهم واعتزازهم بهم.

ولفت أبو محسن محمد مبخوت، إلى أن ثوار فبراير اليوم إما شهداء أو جرحى أو في سجون المليشيات أو مرابطين في المواقع والجبهات أو مشردين في مخيمات النزوح أو مهمشين ومقصيين في منازلهم.

وعرضت بشرى عبدالله العامري، صور رموز ثورة فبراير من شهداء المقاومة والجيش الوطني.

ونشرت الحقوقية حنان الفاشق، صورة الشهيد الفريق الركن عبدالرب الشدادي، أحد ضباط الحرس الجمهوري الذي انضم لثورة الشباب 2011، ولعب دورا في حماية ساحة التغيير في صنعاء. 

وأشارت إلى أنه تولى قيادة المنطقة العسكرية الثالثة واستشهد في مواجهة الحوثيين في مأرب عام 2016.

وكتب حماد شثان العملسي: "حينما يقولون أين هم ثوار فبراير، فنقول للجميع: إنهم في الجبهات يدافعون عن الجمهورية والوطن التي سلمت من قبل لصوص الجمهورية بمعسكراتها وعدها وعتادها".

وأردف أن "ثوار فبراير يسقون الوطن بدمائهم الطاهرة ويزرعون أمل الحرية للعبيد".

الثورة المضادة

وأكد ناشطون أن دول الثورة المضادة وأذرعها الداخلية والخارجية نجحوا في قلب المعادلة وتفخيخ ثورات الربيع العربي مستخدمين المال الفاسد لتحقيق أهدافهم.

ودعا الصحفي أنيس منصور، للاحتفال بكل قوة وعزة بذكرى ثورة 11 فبراير، لأن الحرب باليمن خططها ورسمها أعداء الربيع العربي، وفشلوا، قائلا: "نقول لهم الثورة مستمرة مادامت هناك عروق عربية تنبض حرية".

وأضاف: "أعداء الربيع يؤرقهم رؤية أي وطن يتمتع بالديمقراطية ويكسر صنمية الأنظمة المستبدة".

وقال رفيق العربي، إن فبراير ستبقى أيقونة الثورات اليمنية، وامتداد طبيعي لثورتي سبتمبر وأكتوبر، ولكن للأسف سرقها قيادات الأحزاب وباعوها واستلموا الثمن عندما قسموا الكعكة واستلموا الحقائب الوزارية، وعندما تحولت من سلمية لكفاح مسلح وتغيرت المعادلات هربت القيادات إلى الخارج.

وأصر الإعلامي عزام حنشل، على أن من دمر المدن وقتل الشعوب ليست الثورات، إنما دمرتها الثورات المضادة للطغاة ليعودوا إلى ملكهم الذي أُنتزع منهم، ودعمتها دول اُخرى لم تقم فيها ثورات من أجل تأديب شعوبها بدعوى "إذا فكرتم بثورة فسيكون مصيركم مشابها لمصيرهم".

ودون الجندي اليماني: "في ذكرى هذه الثورة لا نستطيع القول سوى يكفينا شرف المحاولة لقد حاولنا البحث عن وطن يتسع للجميع حاولنا أن نرفع قدر الوطن والمواطن حاولنا تسوية أبناء البسطاء كأبناء الساسة، حاولنا أن ننفض غبار الخنوع والذل فلولا الثورة المضادة لكنتم لمستم النتائج بأيديكم".

وأكد حمزة صالح، أن ثورة فبراير كانت ناجحة بتنازلات وتقاسم الوزارات والوظائف، لكن هناك حقدا داخليا عليها وقامت ضدها ثورة استعادة السلطة بدعم خارجي وبقية القصة معروفة الآن.

وأضاف أن أصحاب الثورة المضادة فى الدول عملوا ما بوسعهم من خيانة للوطن وبيع أراضيه وحرب من أجل العودة.