بهادر أمينيان.. سفير إيران بأفغانستان الذي عزلته "تسريبات صوتية" تنتقد طالبان
فضيحة دبلوماسية من العيار الثقيل، بعد نشر قراصنة من إيران، تسجيلات صوتية لسفير طهران بالعاصمة الأفغانية كابول بهادر أمينيان، ما دفع السلطات الإيرانية لإعلان عزله سريعا.
وفي 17 ديسمبر/كانون الأول 2022، أعلنت السفارة الإيرانية في كابول عبر تويتر، انتهاء مهمة أمينيان، وأنه "سيعود وفقا للإجراءات الدبلوماسية المعتادة إلى الجمهورية بعدما أنهى ثلاث سنوات من الخدمة"، حسبما نقلت وكالة "إيرنا" الإيرانية.
أحرج إيران
عزل السفير الإيراني أمينيان من منصبه جرى بعد انتشار تسجيلات صوتية له مثيرة للجدل، شن فيها هجوما لاذعا على حركة "طالبان" التي تدير شؤون الحكم في أفغانستان منذ انسحاب الولايات المتحدة الأميركية من البلاد في 31 أغسطس/آب 2021.
ونقلت قناة "أفغانستان إنترناشيونال" خلال تقرير لها في 16 ديسمبر 2022 أنه "بعد انتشار تصريحات أمينيان المثيرة، لم يظهر في كابول، وأن نائبه حسن مرتضوي، يعمل مكانه ويدير شؤون السفارة، ويلتقي مسؤولي طالبان خلال الأسبوعين الماضيين".
وفي 9 ديسمبر، سرّبت مجموعة "بلاك ريوارد" للقرصنة الإلكترونية، نشرة سرية لوكالة أنباء "فارس" التابعة للحرس الثوري الإيراني، بعد اختراقها في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، وتضمنت جزءا من تصريحات السفير أمينيان، أدلى بها خلال اجتماع في طهران.
وقال أمينيان حول تصريحاته إنها "لو نشرت في وسائل الإعلام، فإنه لن يكون قادرا بعدها على العودة إلى كابول"، حيث وصف طالبان بأنها "جماعة كارثية ومرفوضة، ومصدر للعار، ومخربة"، ولكنه أكد في الوقت نفسه أن "إيران لا خيار أمامها سوى التعامل مع طالبان ودعمهم".
وشبّه أمينيان الحركة بـ"جيوش المغول"، قائلا: "طالبان مثل الجيش المغولي والجمهورية الإسلامية يجب أن تتعامل معهم مثل المغول لكي تصبح متحضرة".
وأكد أمينيان أنه لا يثق في طالبان وادعى أنها على صلة بوكالة التجسس الإسرائيلية "الموساد"، مضيفا أن طالبان "رغم أنها قاتلت أميركا منذ عقدين، إلا أنها ليست معادية لأميركا، وإذا تحركت الجمهورية الإسلامية متأخرا، يمكن للأميركيين بسهولة مصادرتها (طالبان)".
كما أشار أمينيان في خطابه المسرب إلى العلاقات الوثيقة بين جيش "فاطميون" و"طالبان"، وأفاد "رغم سياسة الجمهورية الإسلامية الداعمة للحكومة الأفغانية السابقة، فتح اللواء الراحل قاسم (سليماني) قناة لنا، ونحن اليوم حقا أمام فرصة استثنائية".
وعلقت السفارة الإيرانية لدى كابول على ذلك في 16 ديسمبر 2022، ووصفت نشر التسريبات بأنه "إجراء مغرض"، لكنها لم تنف في الوقت نفسه صحة هذه التصريحات.
وبحسب وكالة أنباء الإيرانية "إرنا"، قال المسؤول الإعلامي بسفارة إيران في كابول، عباس بادريفار، لوسائل الإعلام الأفغانية إن "الممثل الخاص للرئيس الإيراني لشؤون أفغانستان، حسن كاظمي قمي، تولى مسؤولية السفير بدلا من أمينيان".
أكاديمي سابق
بهادر أمينيان جزي (60 عاما) متزوج ولديه ولدان، حاصل على شهادة الدكتوراه في العلاقات الدولية من جامعة طهران عام 2018، وعلى درجة الماجستير في التخصص ذاته من الجامعة نفسها، والبكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة طهران أيضا.
عمل مدة طويلة في الجانب الأكاديمي، حيث كان عضو هيئة تدريس بدرجة أستاذ مشارك في مجال تخصصه بالعلاقات الدولية، حيث يتقن اللغة الإنجليزية وملم باللغة العربية.
وألف أمينيان كتابين هما، "القضايا العسكرية والإستراتيجية المعاصرة"، و"الدبلوماسية القسرية"، إضافة إلى نشره العديد من البحوث العلمية والمؤلفات التي تتعلق بمجاله الأكاديمي.
ومن هذه البحوث والدراسات التي نشرها في عدد من المجلات العلمية والمواقع الإيرانية، "دراسة نظام التحقق الخاص بمعاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية والآثار التقنية والأمنية المحتملة لموافقتها على جمهورية إيران الإسلامية".
وكذلك من البحوث والمقالات التي نشرها، آفاق الأمنية الربعية، نظم مراقبة الصادرات متعددة الأطراف، فصلية السياسة الخارجية 2018، الدبلوماسية القسرية والقانون الدولي: التأكيد على دور مجلس الأمن، فصلية السياسة الخارجية 2016، استخدام القوة كأداة من أدوات السياسة الخارجية الأميركية.
ونشر أمينيان أيضا، سياسة الدفاع الفصلية، تأثير نظام التحكم في تكنولوجيا الصواريخ على الأمن القومي وقوة الردع لجمهورية إيران الإسلامية، آفاق الأمنية الربعية 2015، إطار نظري لتحليل سلوك "تنظيم الدولة"، الدور الأمني للاتحاد الأوروبي على الساحة الدولية: ضرورات وتحديات.
مسؤوليات عدة
تولى مهامه سفيرا لإيران بكابول في سبتمبر/ أيلول 2019، بعدما كان سفيرا لبلاده لدى رومانيا، كما كان يتولى رئاسة كلية العلاقات الدولية بوزارة الخارجية.
وأيضا رئاسة لجنة السياسة الخارجية في الأمانة العامة لمجمع تشخيص مصلحة النظام، وغيرها من مناصب الإدارة العليا، وترأس لجنة التقدير للنائب الإستراتيجي لأمانة مجلس الأمن الأعلى الوطني.
ومن تصريحاته السابقة إشادته بالاتحاد الأوروبي ورفض وصفه بأنه "تابع للولايات المتحدة"، إضافة إلى انتقاد بلاده في بعض المواقف كونها تفتقد لـ"الإستراتيجية" على العكس من تركيا التي طرحت نفسها بأنها تدافع عن المسلمين، بحسب قوله.
وفي 13 يناير/ كانون الثاني 2014، وعندما كان سفيرا في رومانيا، صرّح أمينيان خلال مقابلة مع موقع "تابناك" الإيراني، أن "الاتحاد الأوروبي جرى تشكيله كجهة فاعلة مستقلة، لكننا لم نعط الأولوية للعلاقة مع هذا الفاعل".
وأضاف "اعتقدنا ذات مرة أنه يمكننا استخدام الاتحاد الأوروبي لمواجهة الولايات المتحدة، ولفترة من الوقت اعتقدنا أن التكتل الأوروبي مندمج تماما مع واشنطن وليس له هوية مستقلة".
واستدرك أمينيان: "بينما يتمتع الاتحاد الأوروبي بهوية مستقلة ويختلف حتى عن المنظمات الدولية، فقد نجح في أن يصبح لاعبا موحدا وفعالا في قضية إيران، لأننا لعبنا بشكل أقل فاعلية، كان الضغط علينا رخيصا وسهلا".
وأردف: "الاتحاد يطبق عقوبات واسعة النطاق ضد إيران تتجاوز قرارات الأمم المتحدة، عدد القرارات الصادرة عن المؤسسات الأوروبية مرتفع للغاية، لكننا لا ننتبه لهذه القضايا".
وأكد أمينيان أن "الأوروبيين في السنوات الأخيرة يعارضون إيران بجدية، ولا ينبغي لنا أن نتجاهلهم".
وأشار إلى أن "الدبلوماسية لا تعمل فقط مع الأصدقاء، بل أيضا مع الخصوم والأعداء، لم نستخدم الدبلوماسية حتى الآن، إذا كانت لدينا إستراتيجية، فيمكننا حل العديد من مشاكلنا مع هذا الاتحاد، بينما من المحتمل أن نستفيد من موارد الطاقة الفائقة في كثير من الحالات".
وتابع: "للأسف، في بعض الحالات، بسبب الافتقار إلى الإستراتيجية، حلت دول أخرى مكاننا، على سبيل المثال، تركيا، في بعض الأماكن حول إيران وحتى في أوروبا، جعلت نفسها معروفة بالمدافع عن الإسلام بين المسلمين".
وردا على موقف أوروبا من حقوق الإنسان فيما يتعلق بإيران، قال أمينيان وقتها إن "النقاش النووي وحقوق الإنسان وما إلى ذلك هو ذريعة لمحاربة الجمهورية، يجب أن نزيل عنهم احتمالية سوء المعاملة والأعذار، على سبيل المثال، إذا كان الأوروبيون يؤمنون حقا بحقوق الإنسان، فعلينا توضيح حالة حقوق الإنسان في البلدان الأخرى".
المصادر
- تغيير السفير الإيراني في كابول بعد تسريب تصريحات مثيرة له عن طالبان
- حسن کاظمی قمی به جای بهادر امینیان مسئولیت سفارت ایران در کابل را به عهده گرفت
- پایان ماموریت بهادر امینیان در افغانستان
- سفیر ایران در رومانی در گفتوگو با «تابناک»؛ دیپلماسی فقط مذاکره با دوستان نیست
- معرفی سفیر
- دکتر بهادر امینیان جزی
- بهادر امینیان جزی
- سفير إيران الجديد لدى أفغانستان يبدأ مهام عمله في كابول
- پایان ماموریت بهادر امینیان به حیث سفیر ایران در کابل