موقع أميركي: السعودية تضغط بقوة على دول عربية لإعلان تأييد قرارات أوبك
كشف موقع أكسيوس الأميركي عن ممارسة السعودية ضغوطا كبيرة على العديد من الدول العربية لإصدار بيانات داعمة لقرار منظمة "أوبك بلس" الأخير بخفض إنتاج النفط الذي أثار غضبا في واشنطن.
وشدد الموقع على أن السعودية ترغب في تجنب فرض عزلة عليها من قبل الولايات المتحدة، لذلك مارست هذه الضغوط، التي أكدها مسؤول أميركي سابق ومسؤول عربي للموقع.
وأضاف "أكسيوس" أن الرياض تريد إظهار القرار الذي أغضب إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، على أنه جماعي، توصلت إليه جميع الدول العربية المنضمة إلى "أوبك بلس".
وأشار إلى أن الإدارة الأميركية تحمل السعودية مسؤولية القرار الصادر عن أوبك بلس، وأنها ترى أن الخطوة ستعزز من قوة روسيا التي تشن حربا على أوكرانيا منذ فبراير/شباط 2022.
في المقابل، يدعي المسؤولون السعوديون أن الغضب الأميركي لا علاقة له بروسيا، ولكنه راجع إلى مخاوف سياسية داخلية بشأن ارتفاع أسعار الغاز قبل انتخابات التجديد النصفي للكونغرس في نوفمبر/تشرين الثاني 2022.
ويسلط الموقع الضوء على قرار "أوبك بلس" بخفض إنتاج النفط بدءا من نوفمبر/تشرين الثاني، مؤكدا أن واشنطن ضغطت لعدم اتخاذ هذا القرار.
واتفقت دول أوبك بلس في 5 أكتوبر/تشرين الأول 2022 على خفض إنتاج النفط بمقدار مليوني برميل يوميا، وهذا ضعف ما توقعه المحللون.
ويضم تحالف أوبك بلس 23 دولة (بينها أعضاء أوبك الـ13)، من بينها السعودية وروسيا، ويجتمع بصورة منتظمة لاتخاذ قرارات بشأن حجم إنتاج النفط الخام عالميا.
ويمثل خفض الإنتاج، الذي سيدخل حيز التنفيذ في نوفمبر/تشرين الثاني، حوالي 2 بالمئة من إمدادات النفط عالميا.
مطالب أميركية
ويقول الموقع الأميركي إن الولايات المتحدة ضغطت على أعضاء "أوبك بلس"، وخاصة السعودية، للانتظار شهرا آخر لتقييم وضع سوق النفط قبل اتخاذ قرار بشأن أي تخفيضات في الإنتاج.
لكنه يضيف أن "السعودية، التي تقود منظمة أوبك، تجاهلت المطالب الأميركية ومضت قدما في قرارها بخفض إنتاج النفط".
ويعلق على خطوة المملكة بأنها "تسببت في أزمة بينها وبين الولايات المتحدة، إذ أعلنت إدارة بايدن أنها بصدد مراجعة علاقتها مع السعودية، كما تعهد الرئيس باتخاذ إجراءات ضد السعوديين".
ويضيف موقع "أكسيوس" أن أوبك، بقيادة السعودية صاحبة الإنتاج الأكبر في المنظمة، بدأت العمل مع روسيا وبعض المنتجين المتحالفين معها في إدارة السوق منتصف عام 2010؛ استجابة لارتفاع إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة.
إذ تعمل المنظمة على تعديل أهداف الإنتاج بناء على الظروف العامة، وتتطلع إلى حماية الإيرادات وحصة السوق الإجمالية ودعم الأسعار.
ويؤكد الموقع أن منظمة "أوبك بلس" مثلها مثل أي مؤسسة متعددة الأطراف، يمكن أن تكون قراراتها سياسية أيضا.
وتحدث عن الخلاف السعودي - الأميركي قائلا إن المسؤولين السعوديين يصرون على أن قرار خفض الإنتاج الأخير جاء استجابة لقوانين السوق.
واستشهدوا بالعوامل التي تؤثر على نمو الطلب العالمي، بما في ذلك تشديد السياسات النقدية والإغلاق في الصين بسبب فيروس كورونا.
وعلى الجانب الآخر، يرى المسؤولون في واشنطن أنه لا يوجد مبرر منطقي للقرار السعودي، وأن هذه الخطوة من شأنها أن تساعد روسيا.
وفي هذا الصدد، صرح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، في 13 أكتوبر 2022، أن "هذه الخطوة بالتأكيد شكل من أشكال الدعم الاقتصادي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين" لأنها تسمح له "بمواصلة تمويل آلة الحرب الخاصة به".
وأردف المسؤول: "من المؤكد أن القرار جعل بوتين يشعر بالراحة"، مشددا على أن نتيجته هي "زيادة الإيرادات الروسية والتقليل من فعالية العقوبات".
خلف الكواليس
أما خلف الكواليس فقد تواصل مسؤولون سعوديون خلال أكتوبر مع عدة دول عربية سواء كانوا أعضاء في "أوبك بلس" أم لا، وطالبوا بإصدار بيانات دعم علنية، في محاولة للرد على الاتهامات الأميركية، حسب الموقع.
وينقل موقع "أكسيوس" عن مسؤول عربي، دون ذكر اسمه، قوله "إن الضغط السعودي كان على مستوى عال وإن السعوديين ضغطوا علينا بشدة".
وفي السياق ذاته، قال مسؤول أميركي سابق على اطلاع بالأمر إن "المسؤولين في الرياض ضغطوا على الدول العربية لترديد سرديتهم بأن قرار "أوبك بلس" كان اقتصاديا بحتا، وجاء مستندا إلى ظروف السوق وأنه ليس سياسيا".
ويضيف الموقع أن العراق، والكويت، والبحرين، والإمارات، والجزائر، وسلطنة عمان، والسودان، والمغرب، ومصر، أصدروا جميعا بيانات قالوا فيها إن القرار اتخذ بالإجماع، وإنه كان فنيا وليس سياسيا.
علاوة على ذلك، أصدرت المملكة الأردنية بيان دعم للسعودية، لكنها في الوقت نفسه دعت إلى حوار مباشر بين واشنطن والرياض لحل الأزمة.
ويكشف الموقع الأميركي أنه تواصل مع متحدث باسم السفارة السعودية في واشنطن للتعليق على ما نقله الموقع عن مصادره الأميركية والعربية، إلا أن المسؤول السعودي رفض التعقيب.
ويختم الموقع تقريره بالإشارة إلى أن السفارة السعودية بواشنطن نشرت بيانا عبر حسابها الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي تويتر في 17 أكتوبر 2022، أكدت فيه أنها تعد العلاقة مع الولايات المتحدة إستراتيجية.
وقالت السفارة إن قرار منظمة "أوبك بلس" جرى اتخاذه على أساس اقتصادي، وليس له علاقة بالسياسة.
وقال تحالف أوبك بلس بعد التصريحات الأميركية الغاضبة إن تخفيض الإنتاج يهدف إلى تحقيق استقرار في أسعار النفط التي تراجعت مع تباطؤ الاقتصاد العالمي وإنه ليس له علاقة بأي خطوات سياسية.