"طلب الشارع".. دعوات لإقالة حكومة الأردن إثر فشلها بمعالجة فاجعة اللوبيدة

12

طباعة

مشاركة

الإهمال.. التقصير.. الفساد.. كلمات استخدمها ناشطون على تويتر في حديثهم عن واقعة انهيار عمارة سكنية من أربعة طوابق في منطقة اللويبدة وسط العاصمة عمان في 13 سبتمبر/ أيلول 2022، والتي ما زالت تبعاتها تتواصل لليوم الخامس على التوالي.

الناطق الإعلامي باسم مديرية الأمن العام في الأردن، عامر السرطاوي، أعلن صباح 17 سبتمبر انتهاء عمليات البحث عن وفيات في المبنى المنهار، بعد العثور على جثة أخيرة، وأفاد بأن الحادث أسفر عن 14 وفاة.

وبحسب تصريحات أمين عام وزارة الصحة الأردنية الدكتور رائد الشبول، فإن مجموع الحالات التي أدخلت المستشفيات بلغ 17 حالة، فيما قرر مدعي عام عمان توقيف ثلاثة أشخاص للتحقيق في الحادث.

فيما أعلن وزير التنمية الاجتماعية أيمن المفلح عن التنسيق مع "أي فواتيركم"، لتلقي التبرعات لضحايا ومتضرري عمارة اللويبدة؛ وهو ما أثار موجه غضب واسعة بين الناشطين على تويتر.

وأشاروا عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #اقاله_عمده_عمان، #عمارة_اللويبدة، #إقالة_الحكومة، #اللويبده، إلى أن تأمين احتياجات المتضررين وظيفة الحكومة.

واستهجن ناشطون فشل الحكومة وحملوها مسؤولية الحادث وطالبوا بإقالتها، واتهموها بالتقاعس عن الكشف المبكر على الأبنية القديمة في المملكة والتأكد من صلاحيتها وسلامتها وعدم قيام المؤسسات والجهات المعنية بدورها وتجاهل كافة أعمال الترميم اللازمة.

ورأوا أن ضحايا الحادث وذويهم عروا التقصير الحكومي في التعاطي مع الملف كما يجب، مؤكدين أن كل الكوارث التي يشهدها الأردن ناتجة عن الفساد والإهمال واللامبالاة وغياب المساءلة وركاكة الجهاز الرقابي، وتكرار أخطاء المسؤولين على كراسيهم.

واستنكر ناشطون سماح الحكومة بإقامة حفل على المدرج الروماني وسط العاصمة بالقرب من مكان الحادث، في 16 سبتمبر، واتهموا الحكومة بالرقص على أشلاء شعبها والانتشاء بدمائهم، في حين ما زال الضحايا حينها تحت الركام، والحزن يسود الأردن.

وانتقد ناشطون عدم اكتراث الحكومة الأردنية وأمانة عمان للحدث، وعدم إقامتهم للمواطن الأردني والضحايا وذويهم وزنا، واتهموها بالإمعان في الانتقام من الأردنيين وقهرهم وإذلالهم.

تقصير حكومي

وتفاعلا مع الأحداث عاب الناشط السياسي خالد الجهني عدم تقدم أي مسؤول باستقالته، وعدم إعلام الحكومة الحداد على أرواح الضحايا، واكتفاءها ببيانات وتصريحات وحملة جمع تبرعات للعائلات المتضررة.

من جانبه، أفاد المعارض الأردني النظامي عمر، بأن وزير الداخلية مازن الفراية ومحافظ العاصمة ياسر العدوان هربا بعد لحظات من زيارة تفقدية على الأوضاع في حادث اللويبدة بسبب رائحة الجثث التي تعفنت تحت المبنى المنهار.

فيما أشارت أريمال الحوامدة إلى أن أمانة عمان فيها تخمة بعدد المهندسين والموظفين، متسائلة: "أين قسم سلامة الأبنية من فاجعة اللويبدة، بالإضافة لعدم وضع الشخص المناسب في المكان المناسب".

واتهمت المغردة سيرين، رئيس الوزراء وعمدة عمان بتعمد الغياب بظرف يصنف ضمن الكوارث، مستنكرة اقتصار ظهورهم على التكريمات والحفلات والدبكات.

محاسبة المسؤولين

واستنكر ناشطون العجز الحكومي المتواصل في التعامل مع الأزمات التي تشهدها المملكة، منتقدين عدم تقديم مسؤولين بالدولة للمساءلة والمحاسبة.

واستهجن أستاذ المحاسبة الإدارية الدكتور وحيد خطاطنة الفشل الرسمي في التعاطي مع نتائج انهيار عمارة اللوبيدة.

وتعجب معتز الربيحات من عدم قدرة الحكومة على تأمين سكن ودعم للعائلات المنكوبة، متسائلا: "معقولة ميزانية الحكومة بتسمح شراء أفخم السيارات للمسؤولين وما فيها تدعم هيك حدث".

وأوضح المغرد سلطان أن عدم إقالة المسؤولين ومحاسبتهم ليست لشخص المعني بقدر ما هي استهزاء وعدم رضوخ لطلب الشارع لئلا يعتاد عليها المواطن وإمعانا في سياسة القهر والسير المعاكس لنبض الجماهير.

رفض التبرعات

وعد ناشطون فتح صندوق لتلقي التبرعات لضحايا ومصابي البناية إفلاسا وفشلا في التعامل مع الأزمات واعتمادا على جيوب الشعب، متسائلين عن مصير الأموال التي تجمعها من الضرائب وأرباح المحروقات وغيرها.

وأكد الكاتب الساخر أحمد حسن الزعبي أن واجب الدولة أن تؤمن سكنا لائقا ودائما ومجانيا لمنكوبي عمارة اللويبدة وألا تلجأ لتبرعات المواطنين، وصنف ذلك الفعل بأنه "معيب"، مضيفا أن عليها أيضا توفير اختصاصي الدعم النفسي للأسر لأن الفاجعة كبيرة.

وفي مؤشر على عدم الثقة بالحكومة الأردنية طالب أحد المغردين بعدم تقديم التبرعات للصندوق الحكومي، ودعا الراغبين في المساعدة للتبرع لصندوق يشرف عليه الأسر المتضررة نفسها حتى يستفيدوا من كل قرش يصلهم، مذكرا بما حدث في صندوق همة وطن. وتساءل المصور يوسف بشير عن مصير صندوق همة وطن. ورد عليه أحد المغردين بأن  الصندوق "تبخر"، قائلا: "كل كارثة يسوون لهم صندوق يشحدون من الشعب وبس يتعبى يتبخر!، لعنة الله عليكم، ضيعتوا هوية الشعب وكرامته". ووصف محمد مجالي الحكومة بأنها "حكومة تنسيق لتلقي التبرعات"، معربا عن أسفه بأنها أصبحت "جمعية خيرية".

حفل صاخب

وأعرب ناشطون عن استيائهم من إقامة حفل في المدرج الروماني في الوقت الذي تواصل فيه فرق الإنقاذ البحث عن ضحايا انهيار عمارة اللوبيدة.

وقال الصحفي نضال سلامة: "واحنا صغار ربونا أهلنا أنه إذا صار حزن بالحارة نحترم ونراعي.. أما بعهد حكومة الخصاونة فاجعة وحزن باللويبدة وحفل وفرح بالمدرج الروماني القريب منها.. نرجع نقول اخص".

فيما قالت إسلام الإبراهيمي: "كان من الأولى تأجيل الحفل المقام في المدرج الروماني بس الي استحوا ماتوا، لسا في بشر تحت الأنقاض المفروض يكون في حداد على أرواح الأطفال والشباب الي راحو". ونشر المغرد محمد صورة من استعدادات الحفل، قائلا: "يا للوقاحة، إلى الآن عمليات البحث والإنقاذ في الموقع، ودم ضحايا عمارة اللوبيدة ما نشف والمصابين قيد العلاج، حداد والحكومة ما أعلنت على الأقل الغوا الاحتفالات أو أجلوهم لإشعار آخر".

وأضاف: "توقعنا تكون حكومة فاسدة، لكن قلة حياء وعدم احترام مثل هيك ما توقعنا فعلا الي استحوا ماتوا".

واستنكرت شكران العتوم عدم إعلان الحكومة الأردنية الحداد وتنكيس الأعلام أو إقامة صلاة الغائب على ضحايا كارثة اللوبيدة، في حين فعلت ذلك عندما ماتت ملكة بريطانيا إليزابيث، التي دمرت العالم العربي هي وعائلتها.

وكتب أحمد الحمايدة: "حفل صاخب لأحد المطربين الآن في المدرج الروماني على بعد أقل من 3 كم عن عمارة اللويبدة التي راح ضحيتها 13 مواطنا أردنيا.. الاحترام مطلوب".

الكلمات المفتاحية