ما خطورة إصرار الكنيسة على تأسيس فريق كرة قدم مسيحي بمصر؟

12

طباعة

مشاركة

"تأسيس أندية رياضية على أساس ديني، إسلامي أو مسيحي، لعب بالنار، لا يسمح به إلا من يريد إشعال النار في مصر من أقصاها لأقصاها"، كانت هذه كلمات السياسي المصري حسن حسين، في معرض رفضه إنشاء نادٍ رياضي مسيحي بمصر.

وفي الوقت الذي يواجه فيه المجتمع المصري حالة من الاستقطاب السياسي والطبقي، تصاعدت في الأيام الأخيرة مؤشرات مقلقة قد تمهد لاستقطاب طائفي، مع إصرار الكنيسة على تأسيس نادٍ رياضي.

برعاية الكنيسة

وبعد شائعات وتسريبات عن نواياها، دشنت كنائس وسط العاصمة القاهرة في 7 سبتمبر/ أيلول 2022، ناديا رياضيا يحمل اسم "عيون مصر"، ويتبع الكنيسة الأرثوذكسية.

وهو ما بدا للكثيرين أنه تدشين جرى بمباركة النظام المصري، خاصة أن الصور المنشورة بالصحف المحلية عن الخبر، جاءت بحضور وزير الرياضة أشرف صبحي، وهو الأمر الذي نفت الوزارة موافقتها عليه لاحقا أو تلقي طلب تأسيس للنادي.

والتقى وزير الشباب والرياضة أشرف صبحي، الأنبا رافائيل أسقف عام كنائس وسط القاهرة، في 23 أغسطس/ أب 2022، لمناقشة إجراءات إشهار نادي عيون مصر بمحافظة البحيرة، وآلية إشراك شباب الكنيسة في أنشطة وفعاليات الوزارة.

وذكرت صحيفة "الأهرام" الحكومية في اليوم ذاته، أنه من المقرر أن يجرى تدشين النادي في البحيرة، وتعرف هذه المحافظة باحتوائها على مساحات واسعة من الأراضي التابعة للكنيسة الأرثوذكسية في مصر.

وقال مسؤولون بالكنيسة إنه سيجرى تكوين أول فريق كرة قدم يتبع الكنيسة في إطار النادي، وسيشارك في دوري الدرجة الرابعة بمنطقة القاهرة، مدعيين أن الباب مفتوح لمشاركة لاعبين مسلمين ودون تمييز.

وأعلن النادي تحت التأسيس، فتح باب التقديم للناشئين من مواليد 1990، وحتى 2014، وكشف عن حوافز كبيرة ومقابل مالي وفرصة للاحتراف بالداخل والخارج وتوفير إقامة للمغتربين.

ويأتي تدشين هذا النادي في توقيت صعب تمر به الرياضة المصرية بأزمات تضرب منتخباتها الوطنية لكرة القدم بشكل خاص، وفريق الكرة بالنادي الأهلي الأعرق مصريا وعربيا وإفريقيا، ووسط شحن وتلاسن بين الجماهير خاصة مشجعي الأهلي والزمالك.

وقرار الكنيسة بدخول عالم الرياضة، يجيء في ظل محاولات لتسييس مجال الكرة، والذي بدا لافتا بدخول نادي "فيوتشر" التابع لحزب "مستقبل وطن" صاحب الأغلبية بالبرلمان، للدوري المصري، بعد شرائه عام 2001 فريق "كوكاكولا" المغمور، وضم أفضل اللاعبين.

كما يأتي تدشين النادي المسيحي بعد دخول المخابرات المصرية عالم الرياضة بقوة، في أغسطس/ آب 2022، وتدشينها "الشركة "المتحدة للرياضة"، التي حصلت بمجرد إنشائها على حق رعاية فريق الكرة بالنادي الأهلي 4 سنوات بـ 1.3 مليار جنيه (68 مليون دولار).

إلى جانب تنظيم "المتحدة للرياضة" دورات لاختبار الناشئين في جميع البلدان المصرية، والسيطرة على العديد من الاستادات بمعظم المدن المصرية عبر شركة "استادات".

وتبلغ قيمة كعكة الاستثمارات الرياضية بمصر، نحو 2 بالمئة من الناتج المحلي بما يساوي الـ100 مليار جنيه، وفق تأكيد الخبير الاقتصادي المصري الدكتور علي عبدالعزيز، لموقع "عربي21"، في 14 أكتوبر/ تشرين الأول 2020.

وفي سبتمبر/ أيلول 2020، أكد المركز المصري للدراسات الاقتصادية، أن الرياضة المصرية تشكل 25 بالمئة من حجم الاستثمار الرياضي بالوطن العربي، وتساهم بنسبة 2.7 بالمئة من إجمالي الاستثمارات بمصر.

ابتزاز النظام

ورغم أنه لم يعلن أي مسؤول حكومي عن تدشين النادي أو ورود طلب تأسيس له، إلا أن مؤسسي النادي واصلوا تصريحاتهم، فيما بدا أنها محاولة لابتزاز عبد الفتاح السيسي، اعتمادا على دور الكنيسة الواضح في صعوده للحكم، فضلا عن الحصول على دعم الرأي العام المسيحي المؤيد للفكرة.

من تلك التصريحات ما كشفه القس جرجس شفيق مسؤول النادي عن إستراتيجية المرحلة الأولى للنادي المسيحي.

وقال شفيق لصحيفة "المصري اليوم" في 8 سبتمبر: "سنكون موجودين بكل شارع وحارة ومركز شباب، سنختار من الدورات الرمضانية ودوري الكنائس ومراكز الشباب بكل المحافظات، هدفنا الحقيقي والوحيد إننا نصنع جواهر كروية جديدة للمنتخب المصري وللكرة المصرية".

إلا أن خبر تدشين كنائس مصرية نادي "عيون مصر"، أثار الكثير من الجدل بين المصريين، الذين أعلن بعضهم عن مخاوفهم من تفشي حالة الطائفية في المجتمع المصري الذي تنتشر فيه جميع الأمراض المجتمعية الواردة من الخارج والمفتعلة من الداخل.

وأكد البعض أن إنشاء الكنيسة نادي "عيون مصر" أمر له ما بعده من التعصب والتناحر بين شركاء الوطن بحكم التعصب الرياضي الذي يعج به الشارع، معلنين مخاوفهم من تدشين ألتراس مسيحي على غرار ألتراس الأهلي والزمالك، يؤازر فريقه المسيحي، وتثار الفتنة الطائفية.

ولأن النادي يأتي في إطار ديني، وبعد سنوات من اتهام تيار الإسلام السياسي بخلط الدين بالسياسة والعمل العام وتدشين الأحزاب الدينية، فإن مراقبين رفضوا الأمر وقالوا إن تدشين نادي كرة قدم على أساس ديني يهدد مدنية الدولة.

وفي الوقت الذي تحظر (المادة 74) من الدستور المصري "مباشرة أي نشاط سياسي أو قيام أحزاب سياسية على أساس ديني"، و"منع أي حزب يقوم على أساس التفرقة في الجنس والأصل أو الأساس الطائفي... "، تعجبوا من سماح الدولة بإنشاء نادٍ يقوم على الطائفية.

ومع أن وزارة الشباب والرياضة نفت منح مجموعة الكنائس تصريحا رسميا بإنشاء هذا النادي، مؤكدة في بيان بتاريخ 8 سبتمبر، أن ما تردد بوسائل الإعلام بشأن وجود نية أو توجه لإشهار فريق لكرة القدم أو نادٍ يتبع أحد الكنائس المصرية، غير صحيح، وأنها ملتزمة بالقوانين واللوائح المصرية.

لكن، عدم ثقة الكثير من المصريين، في التصريحات الحكومية بسبب سجل حافل من المواقف والتصريحات على غير الواقع، وفي ظل اتهام البعض للمسؤولين بعدم الشفافية، انهالت الانتقادات ضد نظام السيسي المتواطئ.

وفي هذا السياق، كتب السياسي المصري عمرو عبدالهادي، إن "السيسي منع الأحزاب على أساس ديني وفتح نوادي كرة قدم على أساس ديني"، مضيفا: "السيسي يؤسس للفتنة الطائفية العنصرية العرقية حتى يستمر في الحكم".

حضور لافت

المسيحيون ظل لهم حضور لافت بصفوف الأندية المصرية منذ نشأتها، ومن بينهم "رزق الله حنين" بنادي الأهلي، و"كامل أندراوس" في الزمالك، و"صليب رزق"، في ثلاثينيات القرن الـ20، و"رمزي برسوم"، وحليم تالوت"، في الأربعينيات والخمسينيات بفريق الزمالك.

و"دميان" بالإسماعيلي والزمالك، "نخلة جرجس"، و"جرجس نجيب"، في الستينيات بنادي السكة الحديد، و"الأخوان صليب وفهمي رزق" بنادي غزل المحلة، و"منير جرجس" بنادي المصري البورسعيدي.

و"هاني سرور" حارس مرمى الاتحاد السكندري، وعماد شاروبيم" بنادي الكروم، ومحسن عبدالمسيح" لاعب "الإسماعيلي"، في السبعينيات والثمانينيات، و"أشرف يوسف" بالزمالك، و"طارق فهيم" بالإسماعيلي، و"ناصر فاروق"، حارس "غزل المحلة" في التسعينيات.

ذلك إلى جانب "هاني رمزي"، قائد خط دفاع النادي الأهلي ومنتخب مصر في نهاية الثمانينيات قبل أن يحترف في أوروبا في التسعينيات.

ويشارك حاليا اللاعبان جرجس مجدي في صفوف نادي إنبي البترولي، وأمير عادل في وادي دجلة، بجانب عدد من اللاعبين المسيحيين المحترفين من دول إفريقيا.

وتنظم الكنيسة ما يعرف بـ"دوري الكنائس" بين المحافظات بملاعب مؤجرة أو بالكنائس، ويحصل الفريق الفائز على كأس الكرازة.

لكن، وعبر مواقع التواصل المصرية تحدث مسيحيون عن فرحتهم بتدشين النادي معبرين عن غضبهم من قلة عدد اللاعبين المسيحيين في الأندية المصرية، متهمين بعض الأندية بالتمييز والتعصب.

الإعلامية المسيحية جورجيت شرقاوي، من جانبها ثمنت الخطوة، وأكدت أنها "تعطي فرصة لشباب تم حرمانهم من الانضمام للنوادي الكبرى"، لكنها رأت أنها "استمرار لسياسة (قطيع عدم الاختلاط) بإقامة مشاريع خاصة بالأقباط فقط".

وأشارت في تصريح صحفي إلى وجود "كافتريات، ونوادٍ، ورحلات، وحضانة، ومستشفى، ودار مسنين، وأخيرا جيم"، خاصة بالمسيحيين، مبينة أن هذا "يؤثر بالسلب على عدم اندماجهم كنسيج وطني في المجتمع".

لكن، السياسي المسيحي والبرلماني السابق جمال أسعد، وصف نادي "عيون مصر" بالكنسي"، و"الطائفي"، مؤكدا أنه "كارثة قومية، وردة طائفية، تمثل خطورة على الوطن، وتكريسا للفرقة، وتأكيدا للتشرذم، وقسمة للوطن، وإسقاطا للدولة المدنية، ومحاصرة للمواطنة داخل أسوار الكنائس".

أسعد، وعبر "فيسبوك"، أعرب عن مخاوفه من أن تدشين نادي الكنيسة، يتبعه نادي الأزهر، والسلفيين، والبروتستانت، منتقدا وزير الرياضة، داعيا إياه لـ"تشجع الشباب المسلم والمسيحي للانضمام والاندماج بالنوادي ومراكز الشباب لتحدث اللحمة الوطنية". 

وتجدر الإشارة إلى الأحداث الطائفية التي شهدتها ملاعب كرة السلة في لبنان حزيران/ يونيو 2016، بسبب هتافات طائفية بين مشجعي فريقي الرياضي والحكمة اللبنانيين اللذين يتبع أحدهما للمسلمين والآخر للمسيحيين. 

صناعة الطائفية

أما السفير المصري السابق فوزي العشماوي، فقال إن "الخطوة خطيرة جدا"، ويرى أن "وجود الوزير في الصورة أغرب ما فيه، إذ معناه مباركة رسمية لموضوع أقل ما يوصف به أنه مقلق وعكس عقارب الساعة".

وتساءل: "هل علاج خلل عدم وجود لاعبين مسيحيين بالدوري العام يكون بتأسيس فريق ترعاه الكنيسة ويديره ويشرف عليه القساوسة أم ترسيخ قيم المشاركة والمساواة والمواطنة؟".

وأضاف: هل في ظل مناخ متعصب مستقطب سنسلم من إضافة الخلاف على هدف أو ضربة جزاء لعيون مصر أو ضدها لكي نشعل فتيل أزمة وطنية طائفية على خلفية رياضية؟

من جانبه، رفض القيادي في "الحزب الاشتراكي المصري" حمدي عبدالعزيز، تدشين نادٍ على أساس ديني أو طائفي، قائلا إن "هذه الخطوة تمثل ما يشبه باللعب واللهو الجاهل بأدوات غاية الخطورة والتدمير".

وأكد أنها تعطي انطباعا بانعدام الرؤية المستقبلية المسؤولة لدى مطلقيها، ولدى وزارة الشباب والرياضة، وتلقي بأسئلة الشك حول مدى الارتقاء إلى مستوى المسؤولية الوطنية لدى القائمين على هذا المشروع".

وحذر من أن يكون "فاتحة لمشاريع أخرى مشابهة، ليجد المصريون فيما بعد أنفسهم أمام فرق رياضية تؤسسها الكنائس أمام فرق رياضية تؤسسها مؤسسات دينية إسلامية"، معربا عن مخاوفه من "شكل التشجيع ونوع الهتافات الطائفية".

وفي رؤيته للمشهد، قال الباحث الإعلامي خالد الأصور: "غني عن البيان والتوضيح أن مثل هذه الخطوة تمثل منحنى طائفيا خطيرا، لأن خطوة الكنيسة بإنشاء نادٍ رياضي وتشكيل فريق لكرة القدم، ضمن أحد مراحل الدوري المصري، خطوة طائفية بامتياز".

الأصور، تساءل في حديثه لـ"الاستقلال": "ما علاقة الكنيسة بالنشاط الرياضي العام، ولا سيما أن الكنائس مفتوح لها الأبواب على مصراعيها لممارسة أنشطة الكشافة كافة دون أي قيد، ولا سيما في الرحلات المكثفة التي تنظمها الكنائس؟"

وتابع: "إذا أرادت الجمعية الشرعية مثلا، ولها حضور رسمي ومجتمعي أن تؤسس ناديا رياضيا على غرار نادي الكنيسة، فهل سيسمح لها؟، أم ستتهم بأن النادي قد يكون نواة لتشكيل (ميليشيات رياضية)؟".

واستدرك: "لكن من غير المستغرب رعاية الحكومة ممثلة في وزير الرياضة لهذا التوجه الطائفي، لأن الدولة بالفعل ترعى الطائفية وتغذيها في كافة المجالات وليس المجال الديني فحسب".

ولفت إلى مشاركة حزب السلطة (مستقبل وطن) نادي (فيوتشر) بالدوري، ومشاركة فريق (سيراميكا كليوباترا) ممثلا لرجل أعمال السلطة محمد أبوالعينين، وحضور السلطة عبر مؤسستيها الجيش والشرطة بعدة أندية في الدوري.

وعاد ليتساءل: "فهل انضمت الكنيسة إلى محاور السلطة، وعدت نفسها أحد مراكز القوى، ليتم استثناؤها بهذا القرار الغريب لتأسيسها ناديا رياضيا، ولن يسمح مثلا للأزهر أو الجمعية الشرعية بنشاط مماثل؟". 

الزيت والنار

وبشأن مخاطر إنشاء أول فريق كرة قدم مسيحي في مصر، يقول الكاتب والباحث المصري محمد فخري: "للأسف إنشاء نادٍ رياضي على أساس طائفي يزيد من صب الزيت على النار".

ويضيف لـ"الاستقلال": "ويعمق الهوة بين طائفتي المجتمع، ولا يعالج أية عزلة أو إقصاء يشكو منه البعض؛ بل سيعمل على بث روح الانقسام والفرقة، ولا يمكن لعاقل أن يؤيد ذلك".

"وإذا كانت هناك شكوى من عدم التحاق بعض الفتيان المسيحيين بفرق كرة القدم الأولى لأندية الدوري؛ فالأمر في الغالب لا علاقة له بالطائفية ولكن بالمحسوبية والواسطة وذلك الأمر يخص الموهوبين بشكل عام بصرف النظر عن دينهم"، بحسب رؤية فخري.

ويرى أنه "من الطبيعي أن يمس مكونا اجتماعيا لا يزيد تعداده عن 10 بالمئة من المجتمع، والمحسوبية والواسطة والفساد والتوريث وهو أمر أصبح متفشيا في الوظائف الرسمية وأيضا في المهن الإبداعية".

ويشير إلى "تصريح شهير لأحد لاعبي فريق (المقاولون العرب) يؤكد فيه أن معظم لاعبي الدوري المصري الآن لا يجيدون أساسا لعبة كرة القدم، ولا يستحقون الأثمان التي دفعت في عقودهم".

ومرجع ذلك، والكلام لفخري، "هو سوء اختيارهم نتيجة المحسوبية والتوريث"، مضيفا: "إذا فالأمر له علاقة باستبعاد الأكفاء في كل القطاعات كنتيجة لفساد آلية الاختيار ولا علاقة له بالطائفية".

"وبإنشاء نادٍ رياضي على أساس طائفي فإننا بذلك نضيف إلى أمراض القطاع الرياضي داء عضالا جديدا ربما سيكون هو الأخطر على الإطلاق، ويمكنك أن تتصور هتافات جمهور الدرجة الثالثة في مباريات كرة قدم إذا أضفنا إليها بعدا طائفيا"، بحسب فخري.

ويعتقد أن "هذا أمر لا يتحمله المجتمع، ويمكن أن نضيفه إلى المحاولات الحثيثة لإذكاء نار الفتنة الطائفية بالمجتمع المصري".

ويلفت إلى أنه "على الجانب الآخر وفي القطاع الرياضي هناك أيضا شكوى من الإفراط في استخدام ورقة الابتزاز الطائفي من جانب الأسر المسيحية، وهو ما أدى ببعض الأندية والمدربين للحديث عن وجوب المحاصصة والتمثيل الطائفي".

ويؤكد الباحث المصري، أن "هذا الأمر مرفوض أيضا، فمن المفترض أن تتقدم الموهبة بصرف النظر عن انتمائها العقائدي" .

ويتساءل: "إذا كانت ورقة الابتزاز الطائفي مطروحة قبل الانضمام للفرق الرياضية، فما الضمان ألا ترفع نفس الورقة داخل الملعب وفي المدرجات وعلى الشاشات وفي الشارع؟".

"ولذا فإن كل الطرق تشير إلى أن إنشاء نادٍ على أساس طائفي ليس حلا بل سيكون مشكلة كبرى"، مضيفا أن "الحل في إتاحة الفرصة للمواهب الجيدة بحيادية تامة وبشفافية كاملة ومن خلال لجان نزيهة لا تقصي موهبة بصرف النظر عن دينها"، بحسب فخري.

وختم بالقول: "إذا قبل النظام بهذا الأمر واستمر فيه، فما يفعله هو خطوة تالية تشبه خطوة الحرق المتزامن للكنائس لإشعال الفتنة، والمؤسف أن الخطوة الأخيرة هي الأخطر، ويكفي للطرف الثالث وقتها اختيار توقيت مباراة وإشعال أزمة".