"حامي المشروع الصهيوني".. هجوم واسع على عباس وتشكيك بتصريحاته

12

طباعة

مشاركة

شكك ناشطون في مصداقية رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، بعد تصريحات أطلقها خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان في أنقرة مساء 23 أغسطس/آب 2022.

وقال عباس: "لن نقبل باستمرار الممارسات العدوانية لسلطات الاحتلال ضد أبناء شعبنا وأرضنا ومقدساتنا، ولا بد من وقف جميع الأعمال الأحادية الإسرائيلية المخالفة للقانون الدولي والاتفاقيات الموقعة والتوقف عن الاستيطان الإسرائيلي".

وأضاف أن اقتحامات سلطات الاحتلال للمدن والقرى والمخيمات الفلسطينية بشكل يومي، وما جرى منذ أيام بإغلاق مؤسسات مدنية حقوقية فلسطينية، يشعل الأوضاع ولا يمكن السكوت عن هذه الممارسات الإجرامية.

الناشطون عدّوا تصريحات عباس بلا قيمة أو مصداقية يخدع بها الشعب الفلسطيني، ومجرد عنتريات ظاهرية لا أصل لها في سياسة الواقع بسبب علاقاته القائمة مع الاحتلال الإسرائيلي، مستنكرين أنه "ما يزال يتبجح بالوطنية والشعارات الطنانة والرنانة".

وذكروا عبر تغريداتهم على وسوم: #جنين، #محمود_عباس، #سلطة_أوسلو، وغيرها، بإمعان رئيس السلطة الفلسطينية في التنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي وخيانته وتواطؤه مع المحتل على حساب المقاومة، وفق تعبيرهم.

وأشاروا إلى أن اعتقالات الاحتلال تجرى بتنسيق مع السلطة الفلسطينية، مؤكدين أن عباس لا ينشغل بشيء في الضفة الغربية كانشغاله باستهداف فصائل المقاومة الفلسطينية وملاحقة كل من يعمل ضد إسرائيل.

وانتقد ناشطون إنكار الناطق باسم أجهزة السلطة طلال دويكات في ذات اليوم، وجود أي معتقلين سياسيين لدى السلطة الفلسطينية في سجونها؛ واتهموه بالكذب وحذروا من تبعات التصريح.

وبدورها، ردت حركة المقاومة الإسلامية حماس، على لسان الناطق باسمها، عبد اللطيف القانوع، قائلا إن "نفي أجهزة أمن السلطة وجود معتقلين سياسيين في سجونها يتنافى مع ما أثبتته المؤسسات الحقوقية والدولية".

وأضاف أن ذلك يثير حالة الاستهجان والغرابة، محذرا من أن "تنكر أجهزة أمن السلطة عن وجود معتقلين سياسيين في سجونها يهدد حياتهم ويجعل مصيرهم مجهولا".

وكانت حركتا المقاومة الإسلامية "حماس" والجهاد الإسلامي، قد دعت في بيان مشترك بينهما عقب اجتماع جمع قيادات سياسية وعسكرية، السلطة الفلسطينية إلى "الكف عن ملاحقة المقاومين والإفراج عن المعتقلين السياسيين وخاصة في سجن أريحا سيئ الصيت".

كما دعوا في 22 أغسطس، السلطة الفلسطينية إلى وقف التعاون الأمني مع الاحتلال والتحرر من مسار أوسلو الكارثي وإلى إطلاق المقاومة الشاملة حقيقة لا كلاما.

خيانات عباس

واتهم ناشطون السلطة الفلسطينية بالمشاركة في حصار غزة والتنسيق الأمني مع الاحتلال، وتسليم الناشطين والمقاومين أو الوشاية بهم واستدراجهم للاعتقال أو القتل، مؤكدين أنها صاحبة باع طويل في الانقلابات والخيانات

وتعقيبا على تصريحات عباس في أنقرة، قال الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة: "عقدان من نضال الخطابة، والتدهوّر مستمر، لكنه يواصل.. وعلى الأرض يتعاون" -في إشارة إلى مواصلته التنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي فيما يتبنى في خطابته نبرة مناهضة -.

واتفق معه في الرأي عبد الكريم محمد، واصفا عباس بالمهرج الذي يكذب على الشعب الفلسطيني وأنه لا قيمة لتصريحاته.

وتساءل المحلل السياسي الفلسطيني فايز أبو شمالة: "هل يستخف محمود عباس بالشعب أم يسخر من حركة فتح حين يقول: إن تقويض حل الدولتين سيؤدي إلى قطع العلاقات وانهيار الاتفاقيات القائمة مع إسرائيل!"، مستطردا: "وهل ظل اتفاقيات بعد كل هذه الاقتحامات والمستوطنات؟".

وذكر بأن المرحلة الانتقالية من اتفاقية أوسلو انتهت سنة 1999، متسائلا: "عن أي اتفاقيات يتحدث هذا (عباس)؟".

وأكد عضو الأمانة العامة لنقابة الصحفيين الفلسطينيين وسام زعبر، أن التهدئة الأمنية والتنسيق الأمني، لا يمكن أن يكونا على حساب حل القضية الوطنية الفلسطينية.

ورأى محمد شحيبر، أن الحل يكمن في وقف جرائم عباس وتنظيمه الفاشي بالانتفاضة الشعبية ضد سلطة أوسلو وقيادتها وأجهزتها التي أصبحت حامية للمشروع الصهيوني على حساب الشعب الفلسطيني، بحسب رأيه.

أكاذيب السلطة

وسخر ناشطون من تصريحات الناطق باسم الأجهزة الأمنية في الضفة، التي قال فيها: "لا معتقلين سياسيين لدينا!"، واتهموه بالكذب والتدليس وواجهوه بأسماء المعتقلين وأعدادهم.

فيما استنكرت لجنة أهالي المعتقلين السياسيين في الضفة الغربية، تصريح المسؤول، قائلة إن "الكذب الصريح من الأجهزة الأمنية والناطق باسمها، هو أمر متوقع وغير جديد، ويعرفه شعبنا والمؤسسات الحقوقية التي تتابع هذه الانتهاكات". 

وأكد الصحفي محمود أبو زياد، أن نفي السلطة وجودَ معتقلين سياسيين هو تهرب من المسؤولية، مشيرا إلى أن هناك حملة من السلطة ضد الأسرى المحررين من سجون الاحتلال.

وتساءل الصحفي أحمد منصور: "طب والمحبوسين في مسلخ أريحا.. رايحين يصيفوا هناك؟". 

ورد جمال خنفر، على تصريحات دويكات، بسرد أسماء 20 معتقل سياسي لدى الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة القابعين منذ شهور في مسلخ أريحا وزنازين الضفة، معددا الأسماء تحت وسم #اللواء_يكذب.

وكتب أحد المغردين: "السلطة واصلة مرحلة من الاستغباء للشعب لدرجة تحكي ما في عندنا اعتقال سياسي.. طيّب ما في اعتداء على استقبالات الأسرى؟ ما في قمع مظاهرات؟ ما في تفتيش بيوت؟ كل هاد هلاوس يعني؟".

اشتباكات عنيفة

وبرز حديث ناشطين عما حدث فجر 24 أغسطس 2022، من اقتحام الجيش الإسرائيلي مخيم جنين ومداهمته وتنفيذ عملية اعتقالات وقع خلالها اشتباكات مسلحة بين الجيش الإسرائيلي و"كتيبة جنين" التي تضم عدة فصائل مقاومة، وأسفرت عن اعتقل 14 فلسطينيا.

وأشار الصحفي خير الدين الجابري، إلى أن الاشتباكات الأخيرة في مخيم جنين هي الأشد والأعنف منذ أشهر، لافتا إلى قول مصادر محلية إنه تم استهداف جنود الاحتلال بزخات كبيرة من الرصاص والاشتباك معهم من مسافات قريبة بالإضافة إلى ضربهم بالعبوات المتفجرة محلية الصنع.

ولفت سري عبد الفتاح أحمد سمّور، إلى أن قوات الاحتلال اقتحمت المخيم ومحيطه بأعداد لم يسبق لها مثيل منذ سنوات، مشيرا إلى أن أصوات إطلاق نار والانفجارات تدوي بالإضافة إلى انقطاع التيار الكهربائي.

ونعتت المغردة أسماء، جنين بأنها "مدينه الشهادة والشهداء المتصلة بالخلود والخالدين في الآخرة"، موضحة أن أهلها كل يوم يزفون منها الشهداء.

ونشرت فاطمة الزهراء الداه، مقطع فيديو أفادت بأنه لمجاهدي كتيبة جنين - سرايا القدس ومقاتلو حزام النار- كتائب الأقصى؛ يمطرون قوات الاحتِلال الصهيوني بوابل كثيف من الرصاص من المحاور كافة.

كما نشر المغرد إياد مقطعا آخر، أفاد بأنه لجنين وهي تطرد قوات الاحتلال من المدينة.