نبيلة مكرم.. وزيرة مصرية هددت بتصفية معارضي السيسي فقتل ابنها أصدقاءه
في كلمة أمام أعضاء الجالية المصرية في كندا هددت كل من ينتقد نظام عبد الفتاح السيسي في الخارج بقطع الرقبة، مشيرة لذلك بيدها، لتمر الأيام ليقتل ابنها شخصين في الولايات المتحدة.
إنها نبيلة مكرم، وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج، المسؤولة عن حشد أقباط المهجر لاستقبال السيسي في زياراته الخارجية، والدفاع عنه ضد مظاهرات المعارضين.
وحاليا تخضع مكرم التي أعيدت من أجلها وزارة الهجرة بعد أن ألغيت، لعملية "تلميع" لافتة وإعادة تأهيل كاملة من قبل الإعلام المصري الموالي للنظام، بعد تورطها في مجموعة من الحوادث المثيرة للجدل.
أهمها قضية "القتل" التي تورط فيها نجلها، والدعوات المطالبة بإلغاء وزارة الهجرة وضم أعمالها إلى وزارة الخارجية، لكن مكرم تبقى بالنسبة للنظام رقما صعبا، لا يمكن التخلي عنه بسهولة، لأدوار أخرى تلعبها وتخدمه.
تلميع مقصود
وخلال الأيام الأخيرة، انطلقت حملة منظمة عبر المواقع الإخبارية والقنوات المصرية، للإشادة بالوزيرة نبيلة مكرم، ومدى نشاطها، فضلا عن مواقفها الحياتية والإنسانية.
حتى إن قناة النهار التابعة لجهاز مخابرات السيسي استضافتها في 24 يوليو/ تموز 2022، في حلقة خاصة، من داخل مطبخ منزلها، لتظهر وكأنها ربة منزل مصرية طبيعية.
هي نبيلة مكرم عبد الشهيد واصف، ولدت في مدينة الإسكندرية في 13 أغسطس/ آب 1969.
وفي عام 1991 حصلت على بكالوريوس الاقتصاد والعلوم السياسية، من كلية السياسة والاقتصاد في جامعة القاهرة.
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 1993، بدأت مسيرتها المهنية، عندما التحقت للعمل بوزارة الخارجية المصرية.
وفي عام 1995 شغلت منصب سكرتير ثالث بمكتب مساعد وزير الخارجية للشؤون الأوروبية.
ثم انتقلت إلى البرازيل عام 1997 للعمل كسكرتير ثالث بسفارة مصر في العاصمة برازيليا.
وفي عام 2004 عملت في الولايات المتحدة بولاية شيكاغو كسكرتير ثان بالقنصلية العامة، ومن هنا بدأت شبكة علاقاتها تتوسع مع مجتمع المهاجرين المصريين في أميركا، تحديدا أقباط المهجر.
بعدها في عام 2007 انتقلت إلى روما كسكرتير أول بسفارة مصر في إيطاليا.
وفي 2011 شغلت منصب مستشار بإدارة السلك الدبلوماسي والقنصلي.
وهي تدين بالمسيحية، ومتزوجة من مهندس مدني يدعى هاني فهيم، ولديها ثلاثة أبناء.
علاقتها بالإمارات
منذ عام 2013 سافرت نبيلة مكرم إلى دبي، حيث عملت كنائب القنصل العام للإمارة.
وهناك أقامت علاقات عميقة مع حكام الإمارات، ودائرة رئيس الدولة الحالي الشيخ محمد بن زايد، وذلك في توقيت عصيب.
إذ كانت مصر تشهد حينها انقلابا عسكريا (في 3 يوليو/ تموز 2013) بقيادة وزير الدفاع آنذاك عبد الفتاح السيسي، وكانت الإمارات من أشد داعميه.
وكانت نبيلة مكرم من مؤيدي الانقلاب العسكري ضد الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي.
حتى إنه بعد أيام قليلة من وقوع الانقلاب ألقت نبيلة مكرم، كلمة داخل مقر السفارة في أبوظبي عن متانة العلاقات المصرية الإماراتية.
وطالبت بتحفيز الدعم الإماراتي لمصر بشكل كبير بعد أحداث 30 يونيو.
واستمرت في نشاطها خلال حفل تدشين المكتب السياحي المصري المنتقل إلى الإمارات في تلك الفترة والذي أقيم به احتفاليات كبيرة نظمتها القنصلية المصرية في يوليو 2013.
وقالت كلمة أيضا تطلب فيها دعم الحكومة المشكلة حديثا بعد بيان الانقلاب العسكري، والتي كانت برئاسة رئيس الوزراء حازم الببلاوي.
تلك الفترة عبرت عن مدى ثقل مكرم داخل السلك الدبلوماسي المصري، والنفوذ الواسع الذي تتمتع به، ورسمت توقعات واضحة عن مستقبلها القادم.
وهو ما ظهر بوضوح في كونها عراب زيارة البابا تواضروس الثاني ووفد الكاتدرائية المرقسية إلى الإمارات في 9 مايو/ آيار 2014.
فهي التي أشرفت ورتبت الزيارة بجميع جوانبها، حتى إن الإمارات أرسلت طائرة خاصة لنقل البابا والوفد المرافق له إلى أبوظبي.
وزيرة السيسي
وفي 19 سبتمبر/ أيلول 2015، أصدر السيسي، قرارا باستحداث وزارة الهجرة والمصريين بالخارج.
وكانت قد تأسست هذه الوزارة لأول مرة في عام 1981 خلال عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات.
لكنها ألغيت لاحقا (عام 1990)، وبلغ عدم اهتمام الدولة بها، أن قرار الإلغاء الرسمي صدر عام 1996، وذهبت اختصاصاتها لوزارة القوى العاملة والهجرة، قبل أن يعيدها السيسي مرة أخرى، لحاجة في نفسه.
واختيرت نبيلة مكرم، لتولي منصب أول وزير للهجرة والمصريين في الخارج في حكومة رئيس الوزراء (آنذاك) شريف إسماعيل.
وأثارت مكرم جدلا واسعا، وواجهت انتقادات لاذعة من وسائل الإعلام المصرية، لحلف اليمين الدستورية أمام السيسي بملابس، وصفت بـ "غير اللائقة" حيث كانت قصيرة الأذرع.
الأمر الذي دفعها للدفاع عن نفسها، قائلة: "إن هناك من يعارض ويؤيد كوني وزيرة، وأنا قلت من قبل إني طالما أعمل في العمل العام فإني أقبل النقد، وفي الخارجية عملت 3 مرات في إدارة المراسم، وهي إدارة بروتوكولية بحتة، وخبرتي في المراسم قوية".
وأضافت: "كوني أدخل بكم قصير في حلفي لليمين فلا يوجد شيء يقول إن هذا خطأ، وكان به لون أسود لأنه لون رسمي، وبه بعض التطعيمات كنوع من البهجة".
وأكملت: "شعرت بالأسف أن هناك من يفكر بهذا الأسلوب، فعندما أجد من يعلق على كم ملابسي القصير، فهو أمر يؤسفني".
وزيرة النحر
أما الأجندة التي تحدثت نبيلة مكرم عن تنفيذها فكانت واضحة منذ البداية، متمثلة في مناجزة المعارضين السياسيين في الخارج.
وجاءت اللحظة المأساوية في 23 يوليو/ تموز 2019، عندما نشر نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو مسربا يظهر وزيرة الهجرة وهي تهدد بقطع رقبة أي شخص يتحدث بسوء عن النظام في الخارج.
وأظهر الفيديو الوزيرة وهي تتحدث أمام تجمع للجالية المصرية في كندا، احتفالا برفع العلم المصري في برلمان أونتاريو.
وقالت "أي حد (شخص) يقول كلمة على مصر هيحصل إيه (سيحدث له ماذا؟)"
وأوضحت بكلمة (يتقطع)، ومررت يديها على رقبتها، في إشارة إلى علامة (النحر).
تسببت هذه الواقعة في صدمة لرواد منصات التواصل الاجتماعي، الذين شنوا هجوما واسعا على مكرم.
وطالبوا المصريين المقيمين في كندا برفع دعوى قضائية ضد الوزيرة.
فيما حذر آخرون من أن تكون التصريحات تدشينا لمرحلة جديدة من استهداف المعارضين في الخارج.
وربطوا بين تصريحات الوزيرة وما جرى للصحفي السعودي جمال خاشقجي، الذي قتل وقطعت جثته بالمنشار داخل قنصلية بلاده في إسطنبول عام 2018، وكانت تصريحات الوزيرة بعد أشهر من قتل خاشقجي.
حربها على الأكاديميين
وعادت نبيلة مكرم لتتسبب في موجة غضب حين استهدفت شريحة الباحثين والدارسين المصريين في الخارج.
ففي 6 يوليو/ تموز 2021، حذرت وزيرة الهجرة من أن "الدارسين المصريين بالخارج هم أخطر شريحة من المهاجرين، نتيجة عدة عوامل على رأسها الأفكار المغلوطة التي يتعرضون لها من أصحاب التوجهات المعادية لمصر".
وصاحب هذا التصريح الصادم جدل كبير وهجوم شديد على مكرم، ووصفه نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي بـ "الحرب على الأكاديميين".
وشكل هذا ضغطا دفع مكرم إلى التراجع عن تصريحها، بالقول إنه مجرد "زلة لسان".
لكن جمعيات حقوقية استمرت في حملتها ضد الوزيرة، منها "مؤسسة حرية الفكر والتعبير".
التي ذكرت في تقرير لها أن "خطاب الكراهية والتحريض الذي تمارسه مكرم ضد الدارسين المصريين بالخارج، خاصة أولئك الذين يحملون آراء نقدية لسياسات الحكومة المصرية، ويعبرون عنها بأي من طرق التعبير المختلفة تحول إلى إستراتيجية يجرى العمل على تطبيقها على قدم وساق".
وأشارت إلى "تعرض الباحثين المصريين من دارسي الماجستير أو الدكتوراة وكذلك الحاصلون على منح تعليمية مختلفة لأشكال متعددة من التضييقات والانتهاكات، وكل ذلك خلال عهد وزيرة الهجرة".
أقباط المهجر
منذ عملها الدبلوماسي في الولايات المتحدة عام 2004، ارتبطت نبيلة مكرم بحركة أقباط المهجر بشكل وثيق.
وعندما أصبحت وزيرة، أصدرت بيانا في 6 يوليو/ تموز 2018، شددت فيه أن مصر من الدول التي تقدس مفهوم "حق المواطنة" وترفض مصطلح "أقباط المهجر".
وقالت: "لا يوجد لدينا الآن هذا المصطلح لأننا جميعا مصريون، ويجرى تداول هذا المسمى لشق الصف".
لكنها تغافلت أن الدور الأساسي للوزارة وقت إنشائها هو حشد دعم المصريين بالخارج لرئيس النظام عبد الفتاح السيسي.
كنوع من عمليات الحشد المضاد لفعاليات المعارضة المصرية في العديد من الدول الغربية والولايات المتحدة ضد النظام المصري.
وبالفعل عملت مكرم على تنظيم وتوجيه الحشود المضادة لا سيما في أوساط أقباط المهجر.
حتى إن النظام رفع ميزانية وزارة الهجرة في الموازنة المالية للعام 2021/ 2022 إلى 128 مليون جنيه دون وجود عائد حقيقي على سائر المواطنين المصريين في الخارج.
حتى إنه اندلع نقاش وجدل حاد في جلسة البرلمان المصري يوم 29 يونيو/ حزيران 2022، حول جدوى استمرار وزارة الهجرة المصرية والعاملين بالخارج.
وسط مطالب بإلغائها أو إعادة دمجها مع وزارة القوى العاملة كما كانت، نظرا لإخفاقها المستمر، والمشاكل المتعلقة بالحياة الشخصية للوزيرة نبيلة مكرم.
أم "القاتل"
المحنة الكبرى في حياة الوزيرة جاءت في أبريل/ نيسان 2022، حيث اتهم نجلها "رامي هاني منير فهيم" البالغ من العمر 26 عاما، والمقيم في الولايات المتحدة، بقتل شخصين، هما غريفين كومو، وجوناثان طعنا.
ووجه مكتب المدعي العام في مقاطعة "أورانج" الأميركية، إلى نجل الوزيرة، تهمتين بالقتل، تعززهما تهمتان أخريان بالكذب، وارتكاب جرائم قتل متعددة، والاستخدام الشخصي لسلاح فتاك.
وقال مكتب المدعي العام في المقاطعة إن الظروف الخاصة بتهمتي الكذب ما زالت قيد النظر، وإن تهمة جرائم القتل المتعددة ستجعله مؤهلا لعقوبة الإعدام.
وألقت جريمة نجل الوزيرة بظلالها على الرأي العام المصري، الذي اشتعل جدلا.
وظلت الوزيرة صامتة لشهرين حتى تحدثت لأول مرة عن جريمة ابنها في 28 مايو/ آيار 2022.
وقالت عبر صفحتها بموقع فيسبوك، "إنها تتعرض وأسرتها لمحنة شديدة، وتمر بوقت عصيب إثر اتهام ابنها بارتكاب جريمة قتل في الولايات المتحدة".
وأضافت "مهما كانت العواقب فإنني كوزيرة أتحمل مسؤوليتي كاملة تجاه منصبي ومقتضيات العمل به، وأفرق بشكل واضح بين ما هو شخصي وما هو عام".
وربطت الناشطة غادة نجيب في تغريدة عبر تويتر بين جريمة نجلها وبين واقعة إشارة "النحر" التي فعلتها الوزيرة من قبل، وقالوا أن التربية والنشأة بهذه الطريقة ساهمت في النزعة الإجرامية لنجل نبيلة مكرم.
ابعتوا فديو وزيرة الهجرة اللى هددت المعارضين ف الخارج بالدبح لمحكمة كاليفرونيا
— غادة نجيب (@Ghadanajeb) May 27, 2022
عشان المحكمه تعرف ابنها اتربي عل ايه
ونوع الام اللى ربته
ابن وزيرة الهجرة نبيله مكرم عبيد متهم ف قضية قتل ف امريكا وهو الان قيد الاعتقال pic.twitter.com/xx4BHllGgg
المصادر
- نبيلة مكرم تطلب الدعاء وعمرو أديب ينصحها بالإجازة.. نجل وزيرة الهجرة المصرية يواجه الإعدام في أميركا
- وزيرة مصرية تهدد المعارضين بالذبح.. ثم تتنصل من تهديداتها للمزيد https://www.enabbaladi.net/archives/316558#ixzz7acD9gIsJ
- نبيلة مكرم: وزيرة الهجرة المصرية تثير موجة من التعاطف والاستهجان بعد اقرارها بأن ابنها متهم بجريمة قتل في الولايات المتحدة
- هل انتهى دور وزارة الهجرة بعد حشد أقباط المهجر وراء السيسي؟
- توقعات بإلغائها.. وزارة الهجرة المصرية من إرضاء أقباط المهجر إلى حشد الدعم لانتخابات السيسي
- "مكرم" لوفد فرنسي: مصر ترفض مصطلح "أقباط المهجر"
- وزيرة الهجرة: الدارسون بالخارج أخطر شريحة من المهاجرين المصريين لتعرضهم لأفكار المغلوطة من توجهات معادية