فيصل بن الحسين.. شقيق لعاهل الأردن ساهم بإخماد "الفتنة" فأصبح نائبا للملك
بعد فترة من الاضطرابات داخل أروقة الأسرة الحاكمة في الأردن، ظهرت على الساحة شخصية مختلفة، رأى فيها الملك عبدالله الكفاءة لإخماد الفتنة بينه وبين أخيه الأمير حمزة بن الحسين المتهم بالتخطيط لانقلاب عسكري.
هذه الشخصية تتمثل في الأمير فيصل بن الحسين الذي أدى في مطلع يوليو/تموز 2022 اليمين الدستورية، نائبا للملك عبدالله الثاني، بحضور هيئة الوزارة، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء الأردنية (بترا).
وتفجرت الأحداث التي أثارت جدلا كبيرا حول ما يجري داخل العائلة الحاكمة وعرفت باسم "الفتنة"، عندما أعلنت وزارة الداخلية في 3 أبريل/نيسان 2021، رصد تحركات للأمير حمزة وآخرين بنية المساس بأمن الأردن.
ولم تنته تفاعلات القضية حتى الآن، إذ تقول تقارير إن حمزة ما زال قيد الإقامة الجبرية بينما صدرت أحكام بالسجن على أبرز معاونيه.
نشأة الأمير
فيصل بن الحسين بن طلال بن عبدالله، ولد في عمان بالأردن يوم 11 أكتوبر/تشرين الأول 1963، ونشأ في البيت الملكي الهاشمي داخل المملكة.
وهو الأخ الشقيق للملك عبدالله، فكلاهما أبناء الأميرة "منى الحسين" إنجليزية الأصل، والتي قبل زواجها من الملك الحسين كانت تسمى"أنطوانيت أفريل جاردنر".
وهي ابنة ضابط بريطاني متقاعد برتبة مقدم ويدعى "والتر برسي جاردنر" سبق له أن خدم في بعثة التدريب البريطاني في الأردن.
وتلقى الأمير فيصل تعليمه الابتدائي في الكلية العلمية الإسلامية في عمان. وفي عام 1970 أرسل إلى وطن والدته حيث التحق بمدرسة سانت إدموند في "هيندهيد" بإنجلترا.
بعد ذلك انتقل إلى الولايات المتحدة، وفي عام 1978، بدأ دراسته الثانوية في مدرسة "ألبانز" في واشنطن، حيث تخرج فيها عام 1981.
والتحق الأمير فيصل عام 1981 بجامعة براون في الولايات المتحدة، وحصل على شهادة البكالوريوس في الهندسة الكهربائية من نفس الجامعة عام 1985.
وفي عام 1988 حصل على درجة الماجستير في الإدارة من "لندن - بيزنس سكول".
عرف عن الأمير شغفه الواسع بالطيران، وخلال سنوات دراسته، تلقى دروسا في الطيران وحصل في عام 1982 على رخصة طيار خاص.
وعلى الصعيد العائلي تزوج فيصل في عام 1987 من عالية توفيق الطباع، قبل طلاقهما في أبريل 2008.
وأنجبا قبل انفصالهما آية وعمر وسارة وعائشة. وفي 24 مايو/أيار 2010 تزوج من سارة بسام قباني.
وفي 5 يناير/ كانون الثاني 2014 عقد قرانه بـ "زينا فارس لباده"، وأنجب منها عبد الله ومحمد.
خدمته العسكرية
تنقل الأمير فيصل ما بين المناصب العسكرية، وشهد عام 1983 التدريب على الطيران بالمروحيات مع سلاح الجو الملكي الأردني.
وكان هذا بمثابة بروتوكول ثابت ومستمر داخل الأسرة الحاكمة الأردنية، أن يلتحق أفرادها بالخدمة العسكرية وبأفرع الجيش بشكل منتظم.
وعقب تخرجه من الجامعة بدأ فيصل بالفعل تدريبه العسكري الاحترافي داخل سلاح الجو الملكي.
وفي عام 1985 بعد إتمامه التأهيل العسكري التأسيسي حصل على رتبة ملازم.
وفي عام 1988 دخل إلى الخدمة في سلاح الجو كضابط له حق ترتيب السلم العسكري.
وباشر عمله في أكثر من قاعدة وموقع عسكري، للجيش الأردني في عموم المملكة. وشهد العام 2001 ترقيته بأمر ملكي، ورفع رتبته إلى درجة لواء.
وفي سبتمبر/أيلول عام 2004 صدر قرار من الملك بتعيينه مساعدا خاصا لرئيس هيئة الأركان المشتركة.
وبعد خدمة طويلة في القوات المسلحة الأردنية صدر أمر ملكي آخر بتعيينه مستشارا للملك ورئيسا لمجلس السياسات الوطني.
الوصي نحو المدنية
بدأ الأمير يتجه رويدا رويدا نحو المناصب المدنية مع احتفاظه بمناصبه العسكرية. وقد تولى رئاسة اللجنة الأولمبية الأردنية.
ثم في 13 فبراير/شباط 2010 انتخب عضوا في اللجنة الأولمبية الدولية.
وكذلك أصبح رئيسا للاتحاد الأردني لرياضة السيارات، وعضوا في مجلس شيوخ الاتحاد الدولي للسيارات FIA.
بعدها أسس مجلس إدارة هيئة مبادرة أجيال السلام، وعرف بتمثيله الأردن في العديد من الاجتماعات والمحافل العربية والدولية.
وفي 26 ديسمبر/ كانون الأول 2017، أحيل للتقاعد من قبل الجيش الأردني وهو برتبة لواء برفقة الأميرين علي بن الحسين وطلال بن محمد.
وأرجع القرار حينها إلى أسباب تتعلق بإعادة الهيكلة للجيش الأردني، كما نصت الرسالة الملكية آنذاك.
ولكون الأمير فيصل هو ثاني أبناء الملك الحسين بن طلال، والأخ الشقيق لملك الأردن وأمه الأميرة منى الحسين، فقد ناب عن العاهل الأردني لمرات كثيرة أثناء سفره خارج البلاد.
وكان كثيرا ما يشغل منصب الوصي حال غياب الملك، وعرف عنه أنه لم يحبذ أن تصدر عنه كثير من التصريحات السياسية. ولعل هذا ما وضعه كخيار مثالي.
وتنص المادة 28 من الدستور الأردني على أنه "إذا اعتزم الملك مغادرة البلاد فيعين قبل مغادرته بإرادة ملكية نائبا أو هيئة نيابة لممارسة صلاحياته مدة غيابه".
وأضافت: "على النائب أو هيئة النيابة أن تراعي أي شروط قد تشتمل عليها تلك الإرادة، وإذا امتد غياب الملك أكثر من 4 أشهر ولم يكن مجلس الأمة مجتمعا يدعى حالا إلى الاجتماع لينظر في الأمر".
وتشير كذلك إلى أنه "قبل أن يتولى الوصي أو النائب أو عضو مجلس الوصاية أو هيئة النيابة عمله يقسم اليمين المنصوص عليها فـي المادة 29 من هذا الدستور أمام مجلس الوزراء".