"خيانة وبلطجة".. ناشطون يؤكدون اقتحام السلطات المصرية جزيرة الوراق

12

طباعة

مشاركة

في مسعى لتهجيرهم قسرا من منازلهم، قطعت السلطات المصرية الخدمات عن جزيرة الوراق غربي العاصمة القاهرة، وأغلقت الوحدة الصحية والمعديات التي يدخل ويخرج منها الأهالي والطلبة.

وبحسب ناشطين شاركوا في حملة تغريد على وسم #الوراق_عشوه_الكلاب، تشهد الجزيرة احتجاجات جديدة منذ أيام رفضا لغلق معدية الجزارين التي تنقل قرابة 30 ألف شخص يوميا، لافتين إلى أن السلطات سبق وأغلقت معدية السني، ونقلت مكتب البريد والوحدة الصحية.

ونشر ناشطون مقاطع فيديو تظهر تصدي الأهالي لقوات الأمن ورفضهم إغلاق المعدية وترديدهم هتاف "شغلوها.. الله أكبر"، وأخرى لمقاومة الأهالي بالحجارة، مشيرين إلى أن هذه المشاهد ليست من فلسطين والقوات ليست تابعة للاحتلال الإسرائيلي، وإنما من مصر.

ولم يتسن لـ"الاستقلال" التأكد من صحة المقاطع المتداولة، إذ سبق وتعرض أهالي الجزيرة لتضييق ممنهج من قبل النظام المصري مرات عدة، بدأت منتصف يوليو/تموز 2017، حين شرعت قوات من الجيش والشرطة في إزالة 18 منزلا.

وأدى ذلك إلى اشتباكات بين الأهالي وقوات الأمن التي أطلقت الأعيرة النارية وقنابل الغاز المسيل للدموع، مما أسفر عن سقوط قتيل، وإصابة آخرين، ليصدر قرار من وزير الداخلية بوقف حملة الإخلاء القسري لأهالي الجزيرة.

الناشطون أشاروا إلى أن الجيش المصري في عهد نظام عبدالفتاح السيسي، لم يتحرك للدفاع عن جزيرتي تيران وصنافير أو لضرب سد النهضة الإثيوبي الذي يهدد الأمن القومي المائي، وإنما تحرك لهدم منازل أهالي الوراق وطردهم بذريعة التطوير، ووجه سلاحه صوب المصريين.

وأوضحوا أن السيسي أوصل البلاد إلى مرحلة الإفلاس ولم يبق أمامه أي طرق لدعم الاقتصاد والتغطية على فشله إلا ببيع أراضي الدولة والتفريط فيها للمستثمرين الأجانب، مستخدما الجيش والأمن لتحقيق مآربه.

جزيرة الوراق مساحتها 1600 فدان (الفدان = 4200 متر مربع) وتقع في منطقة تحمل نفس الاسم بمحافظة الجيزة. ويعتمد سكانها على حرفتي الزراعة والصيد كمصدر دخل رئيس لهم، وأهم محاصيلها البطاطس والذرة والخضراوات المختلفة.

وتتميز جزيرة الوراق بموقعها الفريد حيث تقع في قلب نهر النيل، تحدها محافظة القليوبية من الشمال والقاهرة من الشرق والجيزة من الجنوب، وكانت تعد محمية طبيعية قبل عامين.

رواية الناشطين

وتداول ناشطون شهاداتهم عما تشهده الوراق، ونشروا المعلومات التي وصلتهم بشأن عزم السلطات استخدام القوة لإنهاء هذا الملف المفتوح منذ خمسة أعوام دون حسم نظرا لتصدي سكان الجزيرة لمخطط السلطات المصرية وتمسكهم بأرضهم.

نيرمين عادل المقيمة في كندا والتي تنشر فضائح عن النظام المصري، نشرت أخبارا مؤكدة عن محاصرة قوات الأمن لجزيرة الوراق، ومنع الخروج منها والدخول إليها، محذرة من أنهم سيضيقون على سكانها في الأيام القادمة وسيفضونها لمصلحة الإمارات وإسرائيل.

ودعت الشعب المصري للتحرك لأن البلد ستباع حتى يجد المصريون أنفسهم مستأجرين وليسوا مالكين.

ونشر مغرد آخر، مقطع فيديو لها، تؤكد فيه صدور تعليمات بإخلاء #جزيره_الوراق بالقوة بعد الحصار المفروض على الجزيرة لأن الملاك الجدد يطالبون بها #الإمارات و#إسرائيل لإتمام مشروعاتهم الاستثمارية، محذرا من أن تهجير الجزيرة بالقوة قد ينتج عنه سقوط قتلى وجرحى إلا إذا تكاتف المصريون لمواجهة هذا العدوان وثاروا عليه.

وتحت عنوان "مراسلكم من الأراضي المصرية المحتلة"، قال الشاعر السياسي محمد الخيري، إن قوات الاحتلال السيساوي البلحاوي حاصرت جزيرة الوراق تمهيدا للاستيلاء عليها وتسليمها للراعي الرسمي للماسونية العالمية محمد بن زايد حاكم دولة الإمارات الماسونية الصهيونية المتحدة، وفق تعبيره.

وأكد إسلام عبدالحفيظ، أن الاحتلال السيساوي يغلق الوحدات الصحية ويمنع دخول المعديات في جنوب الجزيرة ويحاول جاهدا إجبار 100 ألف مصري من سكان الجزيرة على الرحيل لتسلميها إلى مستثمرين من الإمارات.

وأشار إلى أن الجزيرة تبلغ مساحتها 1500 فدان، وتعد أكبر جزيرة من 255 جزيرة في مصر، وسخر قائلا: "السعودية أخدت #تيران_وصنافير_مصرية ليه الإمارات متخدش #الوراق".

خيانة وبلطجة

وصب ناشطون غضبهم على السلطات المصرية وقوات الأمن، واتهموها بالعمالة والخيانة والمساهمة في التفريط في الأرض لصالح الاحتلال الإسرائيلي، مشبهين ما يفعله الأمن المصري بما تفعله إسرائيل لتهجير الفلسطينيين.

ووصف صلاح الدين، ما يحدث بأنه "بلطجة لا تنتهي"، لافتا إلى نشوب حرب مع أهالي الوراق لإجبارهم على ترك منازلهم مجانا وبيع الجزيرة للصهاينة برعاية وسيط الإمارات.

وتساءل: "إلى متى تستمر البلطجة؟"، مضيفا: "ستستمر إلى أن يعود الشعب ويسترد ثورته وكرامته".

ونشر أبو أسماء مقطع فيديو يظهر اقتحام قوات الأمن لجزيرة الوراق، ومقاومة الأهالي لهم بقصفهم بالحجارة، قائلا إن مشهد قوات الاحتلال المصرية وهي تعتدي على أهل الوراق هو مشهد في قمة الخيانة والدياثة من شرطة مصر.

ورأى المغرد حاتم، أن تكتيكات الحكومة المصرية ضد الأهالي أحقر من تكتيكات الاحتلال، مشيرا إلى أنها قطعت الخدمات عن جزيرة الوراق، وتحاول تدمير القارب الذي يستخدمه الناس للذهاب إلى شاطئ النيل.

ووصف أحد المغردين السلطات المصرية بأنها "سلطات احتلال"، لافتا إلى أنها قررت تضييق الخناق على أهالي الوراق بغلق المعابر وقطع الخدمات شيئا فشيئا حتى ييأس الأهالي ويتركوا بيوتهم مرغمين تماما كما يفعل الصهاينة.

أطماع خليجية؟

وندد ناشطون بفتح الحكومة المجال أمام دول الخليج لتحقيق أطماعها في مصر، بداية من تسليم جزيرتي تيران وصنافير للسعودية ومن ثم طرح أسهم الشركات المصرية في البورصة للمستثمرين الأجانب وأبرزها الإمارات، وفق قولهم.

وأوضح محمد عبدالرحمن، أن النظام يتغابى في تصرفاته لأنه قبض ثمن الجزيرة كاش من الإمارات، لافتا إلى أن أهالي #جزيرة_الوراق عندهم الموت أهون من خروجهم من مكانهم، ومتمسكين بأرضهم.

وأشار إلى أن النظام عليه ضغوط إماراتية لتسليم الجزيرة، داعيا الشعب المصري كله لدعم أهالي الجزيرة ضد "المحتل الإماراتي ومعاونيه". 

وأكدت إحدى المغردات، أن الوراق حلم الإمارات منذ سنوات وتهدف لتحويلها إلى منتجع سياحي عالمي، موضحة أنها حاولت خلال عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، وقوبل ذلك بغضب من الأهالي وأغلق الملف حينها وأنتج مسلسل عن الأزمة وكان بطولة أحمد رزق.

وأضافت: "دلوقتي انسوا حد يسمع صوتكم هتتنقل الملكية للجيش بقانون نزع الملكية للمنفعة العامة ومنها للإمارات".

وكتب آخر: "الوراق ستكون آخر أرض يبيعها العسكر وبكدة ستكون مصر كلها ملك للإمارات، وطبعا كلنا عارفين الإمارات وسيط لمين.. برافو عليك.. وسيط للكيان الصهيوني".