بعد تدخل إدارة بايدن.. موقع عبري: محاولة لحل الأزمة بين إسرائيل والأردن
في 28 أبريل/نيسان 2022 بدأ عاهل الأردن الملك عبدالله الثاني زيارة إلى الولايات المتحدة غير محددة المدة، التقى خلالها عددا من المسؤولين الأميركيين.
بحسب بيانات أردنية رسمية، بحث العاهل الأردني حتى الآن، مع مسؤولين أميركيين التعاون العسكري والدفاعي بين البلدين، وجهود محاربة الإرهاب.
بينما يقول موقع عبري إن عبدالله سيركز على تعبئة حكومة الولايات المتحدة للضغط على إسرائيل للحفاظ على مكانة الأردن في الحرم القدسي الشريف.
ويرى موقع "زمن إسرائيل" أن أزمة الثقة بين الأردن وإسرائيل كبيرة، وحركة المقاومة الإسلامية حماس تهدد بحرب تقوض الاستقرار الإقليمي، ومن المتوقع أن تدخل إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن في خضم الأمور، وفق تقديره.
وفي 8 مايو/أيار 2022، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، إن جميع القرارات المتعلقة بالمسجد الأقصى ومدينة القدس سيجرى اتخاذها من قبل إسرائيل، التي رأها "صاحبة السيادة على المدينة بغض النظر عن أي اعتبارات خارجية"، وفق تعبيره.
ومنذ مطلع شهر رمضان 2022، يشهد المسجد الأقصى تصاعد التوترات، إثر استمرار اقتحامات المستوطنين، بحراسة مشددة من الشرطة الإسرائيلية، ما أدى إلى موجة عمليات فدائية فردية غير مسبوقة.
اجتماع طارئ
وأشار الموقع الأمني العبري إلى أن العاهل الأردني سيلتقي بالرئيس بايدن وكبار المسؤولين الحكوميين للضغط على إسرائيل فيما يتعلق بوضع الأردن في الحرم القدسي الشريف.
ويتمتع العاهل الأردني بعلاقات ممتازة مع إدارة بايدن وكان هو أول زعيم عربي يلتقي به الرئيس الأميركي منذ دخوله البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني 2021.
كما ينسق العاهل الأردني بشكل كامل مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الذي استدعاه أواخر أبريل/نيسان 2022، على وجه السرعة إلى عمان لإطلاعه على نتائج اجتماع قمة القاهرة مع رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد.
يرى الموقع العبري أن قيادة حماس سعيدة جدا بالتطورات، بعد المواجهات المخطط لها جيدا في الحرم القدسي، حيث تمكنت من تعميق التوترات بين إسرائيل والأردن.
وأصبحت الأزمة بين تل أبيب وعمان بشأن الوضع الراهن في الحرم القدسي أكثر تعقيدا في الأيام الأخيرة. لكن يؤيد محمد بن زايد موقف إسرائيل أكثر من الأردن، وفق الموقع.
وأفادت صحيفة الأخبار اللبنانية في 28 أبريل، أنه في قمة بالقاهرة، طالب ابن زايد وعبد الله بأن يسمح الوضع الراهن بحرية العبادة لجميع الأديان، على النحو المنصوص عليه في اتفاقية "التطبيع" بين الإمارات وإسرائيل.
وعارض العاهل الأردني الملك عبد الله بشدة، قائلا إن ذلك ينتهك الوضع القائم واتفاقية السلام بين الأردن وإسرائيل.
وأعرب محمود عباس الذي لم تجر دعوته إلى قمة القاهرة عن دعمه المطلق لموقف الملك عبد الله.
ويقول مسؤولون كبار في السلطة الفلسطينية إن هذه القضية كانت في قلب الاجتماع الطارئ بعمان في "ليلة القدر" بشهر رمضان.
وأرسل العاهل الأردني الملك عبد الله طائرتين مروحيتين إلى رام الله لإحضار محمود عباس ورفاقه لحضور وجبة إفطار في رمضان.
ووصل عباس مع رئيس الهيئة العامة للشؤون المدنية "حسين الشيخ" ورئيس جهاز المخابرات العامة اللواء "ماجد فرج"، ونوقشت قضية الوضع الراهن في الحرم القدسي مطولا في الاجتماع.
محاولة لحل الأزمة
ولفت الموقع الأمني إلى أن المستوى السياسي والأمني في إسرائيل يتفهم بشكل كامل خطورة الأزمة بين تل أبيب وعمان، والتي اندلعت بكامل قوتها خلال شهر رمضان، على الرغم من بذل الجانبين جهودًا مسبقة لمنعها.
كما تدخلت إدارة بايدن وحثت الجانبين على التحدث مع بعضهما البعض والتوصل إلى تفاهمات.
وقالت شخصيات سياسية بارزة في إسرائيل إنه فور عيد الفطر، سيلتقي ممثلون رفيعو المستوى من إسرائيل والأردن ضمن اللجنة المشتركة بين الجانبين بشأن شؤون القدس لبحث الخلافات حول الحرم القدسي.
ويقول الملك عبد الله إن إسرائيل تعمل تدريجيا على تآكل الوضع الراهن في الحرم القدسي الشريف وأن رئيس السلطة الفلسطينية يدعم موقفه.
وأشار المحلل الأمني في الموقع "يوني بن مناحيم" إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو توصل إلى اتفاق في عام 2015، بوساطة وزير الخارجية الأميركي وقتها جون كيري مع الملك عبد الله، على أنه يسمح للمسلمين الصلاة في الحرم القدسي الشريف وأن غير المسلمين يمكنهم زيارة المكان دون الصلاة هناك.
لكن الأردنيين يقولون إن حكومة بينيت تنخر في هذا الفهم للسماح لليهود بالصلاة في الحرم القدسي الشريف.
ونقلت صحيفة "القدس" المحلية في 28 أبريل عن مصادر أردنية أن الاجتماع القادم سيركز على السياحة في الحرم القدسي، والتي تقول عمان إن إسرائيل سيطرت عليها منذ أن زار رئيس الوزراء الأسبق "أرئيل شارون" الموقع في عام 2000.
ونوّه المحلل إلى أن الأردن لديه عشرات المشاريع لإعادة تأهيل المسجد الأقصى وأن إسرائيل تنسفها، كما تطالب عمان بزيادة عدد الحراس من "رجال الأوقاف" في الحرم القدسي.
وقال مسؤولون أردنيون إن اللجنة المشتركة ستحاول التوصل إلى تفاهم بشأن تخفيف التوترات في الحرم القدسي الشريف ومنع "حوادث العنف" وترميم الممتلكات التي تضررت في المسجد الأقصى خلال المواجهات الأخيرة (في رمضان 2022) مثل النوافذ والأبواب والأثاث.
ويرى المحلل الأمني أن الطرفين يريدان الوصول إلى تفاهمات تمنع حماس من السيطرة بانتظام على الحرم القدسي بعد أن تمكنت من ذلك خلال شهر رمضان عبر الدعوة إلى مواصلة الاشتباك.
أزمة ثقة
ولفت المحلل الإسرائيلي بن مناحيم إلى أن أزمة الثقة بين المملكة الأردنية وحكومة بينيت عميقة، حيث حطمت "الاشتباكات" خلال شهر رمضان فصل العلاقات الجديدة التي طورتها إسرائيل مع الأردن عام 2021.
وكشفت صحيفة "رأي اليوم" اللندنية عن مصادر أردنية، في 27 أبريل، عن تقرير تقييمي للوضع، أعده معهد أبحاث مقرب من البيت الملكي الأردني، يضم سياسيين وأكاديميين، حول العلاقات الإسرائيلية الأردنية، وهو معهد " السياسة والمجتمع.
وكتب وزير الثقافة الأردني الأسبق محمد أبو رمضان ملخصا للتوصيات التي وصلت للصحيفة ومنها أن الأسوأ لم يأت بعد على صعيد العلاقات بسبب تهويد القدس وتغيير الوضع الراهن في الحرم القدسي.
ويرى المعهد الأردني أن موقف إسرائيل تغيّر من الأهمية الإستراتيجية للأردن، مبينا أن ميزان القوى الإقليمي والدولي يميل لصالح تل أبيب، كما تغيرت المعايير المتعلقة بالخيارات الأردنية.
وبحسب التقرير فإن لدى عمان الخيارات التالية: التصعيد الذي سيؤدي إلى توترات شديدة في العلاقات الإسرائيلية الأردنية وسيكون له ثمن باهظ إذا عاد الحزب الجمهوري إلى السلطة في الولايات المتحدة.
أو الهدوء مع إسرائيل وعدم الانجرار إلى مواجهة على الوصاية بشأن الحرم القدسي الشريف حيث ميزان القوى ليس في صالح الأردن بسبب عملية تطبيع الدول العربية مع تل أبيب.
وبين هنا أن موضوع الوصاية على الأماكن المقدسة مكتوب في اتفاقية السلام بين إسرائيل والأردن بشكل غامض وخاضع للتأويل.
ولفت المحلل الأمني ابن مناحيم في نهاية مقالته إلى أنه المتوقع أن تدخل الإدارة الأميركية الحالية في خضم الأمور لتحقيق تفاهمات جديدة بين إسرائيل والأردن حول الوضع الراهن في الحرم القدسي الشريف.
فالتفاهمات التي عقدت لتهدئة التوترات التي اندلعت، تستغلها حماس الآن لتهديد الاستقرار الإقليمي، كما عبر عن ذلك خطاب أخير لزعيم الحركة في غزة يحيى السنوار.