وسط أحاديث إسرائيلية عن تهدئة.. التوتر مستمر في المسجد الأقصى
تحدث موقع عبري عن التوصل إلى اتفاق تهدئة مؤقت بعد اتصالات محمومة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، بمشاركة مصر وقطر والأمم المتحدة وحركة المقاومة الإسلامية حماس.
وزعم موقع "نيوز ون" أنه جرى فرض تهدئة في الحرم القدسي والضفة الغربية، بعد تحذير المخابرات المصرية قيادة حماس من إطلاق صواريخ على الأراضي المحتلة "من شأنها أن تصل بالوضع إلى نقطة لا رجوع فيها".
وبدأ التوتر بعد اقتحام قوات الاحتلال والمستوطنين المسجد الأقصى في 15 أبريل/نيسان بالتزامن مع عيد الفصح اليهودي الذي يستمر لمدة أسبوع.
كما جاء وسط تهديدات من جماعات "الهيكل" اليهود بذبح القرابين داخل المسجد الأقصى، وهو ما دفع الفلسطينيين إلى الرباط طوال اليوم وتكثيف وجودهم فجر ذلك اليوم.
وبينما تنفي إسرائيل الرسمية السماح بذبح القرابين داخل المسجد، فإن الاقتحامات الجماعية ما زالت قائمة، وهو ما ينذر بعودة مشاهد عنف عاشها "الأقصى" خلال رمضانات سابقة.
تهدئة مؤقتة؟
وأشار إلى أنه كجزء من الاتفاق، وافقت إسرائيل على إطلاق سراح معظم الفلسطينيين الذين اعتقلوا يوم الجمعة (15 أبريل) في مواجهات الحرم القدسي الشريف.
وتمكنت مصر وفق المصدر، بعدها بيوم من التوصل إلى اتفاق لتهدئة مؤقتة، وهو ما نفته حركة حماس والفصائل الفلسطينية.
وأكدت الحركة على لسان عضو مكتبها السياسي زاهر جبارين، أنه "لا هدنة مع الاحتلال، وأن ما يجرى تداوله عبر وسائل إعلام عبرية وعربية عار عن الصحة ولا أصل له".
ويرى الموقع العبري أن التهدئة مؤقتة والوضع الأمني هش ومتفجر والبنية التحتية للعمليات الفدائية في شمال الضفة الغربية ما زالت نشطة.
ولفت الموقع العبري إلى أن المفاوضات المتسارعة جاءت في أعقاب التظاهرات والاشتباكات التي اندلعت في الحرم القدسي الشريف، والتي أصيب خلالها سبعة من عناصر الشرطة الإسرائيلية و150 فلسطينيا.
واعتقلت الشرطة خلال تلك الاشتباكات حوالي 450 فلسطينيا، وجرى إطلاق سراح القاصرين من الأطفال، مع توجيه لائحة اتهام ضد البعض.
وفرقت شرطة الاحتلال المتظاهرين بعزم ودون استخدام الذخيرة الحيّة وسيطرت على الوضع في غضون ساعات قليلة، وفق زعم الموقع.
وأشار المحلل الأمني في الموقع "يوني بن مناحيم" بالقول: "يبدو أن هناك هدوءا نسبيا على الأرض حاليا، لكن الوضع الأمني هش جدا ويمكن أن يسوء مجددا في أي لحظة".
ويرى المحلل أن الشرطة عملت بشكل صحيح في تفريق المتظاهرين لكنها فشلت في مجالين رئيسين.
الأول هو تمكن المتظاهرين من التسلل إلى منطقة الحرم القدسي بالحجارة الكبيرة والألواح التي استخدموها لمهاجمة شرطة الاحتلال.
أما الثاني فهو تحرك الشرطة متأخرة ضد عناصر يهودية متطرفة تمكنت من إحداث ضجة كبيرة في وسائل الإعلام لأنها تنوي إقامة مراسم تقديم القرابين في الحرم القدسي.
واعتقلت الشرطة في وقت متأخر بعض المخططين لإقامة هذا الحفل لكنها فشلت، واتخذت القصة أبعادا مروعة في الإعلام العربي وأثارت العالم الإسلامي بأسره.
دور مصر
ويرى ابن مناحيم أن مصر لعبت دورا رئيسا في تحقيق هدوء مؤقت على الأرض ومنع إطلاق الصواريخ على إسرائيل من قطاع غزة ردا على الأحداث في الحرم القدسي الشريف وفي جنين.
وبحسب مصادر في حماس، فإن رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية تحرك مباشرة مع مصر وقطر والمبعوث الأممي الخاص، وأثار سلسلة من المطالب.
من بينها حرية وصول المصلين المسلمين إلى الحرم القدسي وتجنب مهاجمتهم، وإطلاق سراح جميع المعتقلين من قبل شرطة الاحتلال في الحرم القدسي.
وأيضا وقف طقوس "تقديم القرابين" في الحرم القدسي الشريف، ووقف عمليات القتل والاغتيالات التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي في منطقة جنين.
وقالت مصادر مصرية إن إسرائيل وافقت بضغط مصري وقطري على الإفراج عن معظم المعتقلين خلال المواجهات في الحرم القدسي الشريف.
وأفاد موقع العربي الجديد في 16 أبريل أن "محمود" نجل رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي ومسؤولين مصريين آخرين، أجروا زيارة سريعة لإسرائيل وتوسطوا بشكل مباشر لمنع التصعيد مع قطاع غزة.
ولفت المحلل الأمني بن مناحيم إلى أن مصر ضغطت على حماس وأصدرت تعليماتها للشركة المصرية التي تتخذ من قطاع غزة مقرا لها بإعادة تأهيل المنازل من أضرار الحرب الأخيرة، بوقف العمل مؤقتا.
وأعربت الولايات المتحدة عن قلقها العميق إزاء الوضع في المسجد الأقصى في القدس ودعت جميع الأطراف إلى أقصى درجات ضبط النفس.
كما دعت إسرائيل والفلسطينيين إلى "العمل معا لتخفيف التوتر وضمان سلامة الجميع".
وخلص المحلل في نهاية مقالته إلى القول: "يبدو أن إسرائيل وافقت على سلسلة من الإجراءات للحد من التوترات".
ولكن ما زال شهر رمضان لم ينته مما ينذر باحتمال انفجار الأوضاع. كما تستمر المقاومة في مدينة جنين بالعمل والتخطيط لتنفيذ عمليات فدائية.