أيهما أكثر سفكا للدماء؟.. سخرية واسعة من تبادل أميركا وروسيا الاتهامات

12

طباعة

مشاركة

في خطوة مرجح أن تصّعد التوتر بين البلدين، وصف الرئيس الأميركي جو بايدن، في لقاء صحفي بالبيت الأبيض في 16 مارس/ آذار 2022، نظيره الروسي فلاديمير بوتين بـ"مجرم حرب".

وقابلت موسكو تصريحات بايدن بالإدانة المصحوبة بالوعيد، إذ قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، لوكالة الأنباء الروسية الرسمية، إن "مثل هذا الكلام غير مقبول، ولا يغتفر من جانب رئيس دولة قتلت قنابلها مئات الآلاف من الناس في جميع أنحاء العالم".

وأعاد تبادل الاتهامات بين أميركا وروسيا إلى الأذهان سجالا سابقا، حين وصف بايدن نظيره بوتين خلال حوار تلفزيوني إبان حملته الانتخابية بـ"القاتل"، وحذره من أنه سيدفع ثمن أعماله.

وسخر حينها بوتين من الرئيس الأميركي، وأكد في تصريحات بثّها التليفزيون الروسي أن بايدن يحاول إسقاط ما في نفسه على الآخرين، متمنيا أن يكون نظيره الأميركي في صحة جيدة.

تصعيد بايدن الأخير، أثار ردود فعل متباينة بين ناشطين وإعلاميين على تويتر، إذ توقع فريق أن تُقابل بتصعيد أشد من قبل موسكو، فيما أكد آخرون أن بوتين يستحق لقبا أكبر من كونه مجرم حرب، بينما ذهب فريق ثالث إلى أنه دلالة على نفاق الغرب. 

وأشاروا عبر مشاركاتهم في وسوم عدة أبرزها #بوتين_مجرم_حرب، #بايدن، و#فلاديمير_بوتين وغيرها، إلى أن كلا الطرفين متورط في ارتكاب جرائم حرب، خاصة في منطقة الشرق الأوسط. 

واستكر ناشطون من عدم تحمل بايدن للحرب التي يشنها بوتين على أوكرانيا منذ 24 فبراير/ شباط 2022، والتي لم تكمل شهرا، بينما يصمت إزاء الحرب في سوريا الدائرة منذ سنوات. 

دلالات التصريح

برز حديث ناشطين وإعلاميين عن دلالات تصريح بايدن وما يحمله من رسائل للجانب الروسي، وما يمثله بالنسبة للحرب الدائرة حاليا، محذرين من تبعاته.

رئيس تحرير صحيفة المصريون جمال سلطان، قال إن وصف بوتين بأنه "مجرم حرب" قطع كل خطوط العودة لما قبل غزو أوكرانيا، أو الحلول الوسط.

وأضاف أنه من الواضح أن أميركا وحلفاءها قرروا تأديب بوتين، وإنهاء مشروعه بكامله، بل وطي صفحته السياسية، كرئيس، بكاملها، وجعله عبرة لأي مغامر آخر يأتي من بعده.

وأشار الناشط سامي بن عبدالله، إلى أن الحرب الكلامية والاتهامات بين بايدن من جهة ومسؤولي الكرملين بدأت، فهو يقول عن بوتين إنه مجرم حرب وهم يتهمون أميركا بأنها قتلت بالقنابل مئات الآلاف.

وتساءل: "هل نحن بصدد حرب باردة قادمة تعقبها حرب عالمية تفتك بالمئات أم هي خدعة أخرى من الخدع العديدة للعرب والمسلمين؟"

 ورأى هشام الشيخ، أن وصف بايدن لبوتين بأنه مجرم حرب، يعني لا مجال للتفاوض والدبلوماسية وأن الأمور تسير بلا خط راجعة، وعدها بداية النهاية لبوتين والأنظمة الديكتاتورية كافة.  وقال الدكتور عبدالله الطاير، "إما أن أميركا طوت صفحة بوتين بتصنيفه مجرم حرب بعد فعل بايدن ذلك؛ وفي هذه الحالة لن يلتقي الرئيسان لاحقا، وإما أن الخارجية الأميركية ستتوصل إلى نتيجة أن تصريح الرئيس يعكس شعوره الشخصي، ويصعب تكييفه قانونيا، وبذلك تبقى فرصة للحوار المباشر بين الرئيسين".

 جرائم أميركا

وعدد ناشطون جرائم أميركا في دول عديدة، رافضين أن تلمع صورتها اليوم بإدانتها للحرب التي تشنها روسيا على أوكرانيا، أو بوصفها بوتين بأنه مجرم حرب.

ورأوا أن توصيف بايدن لبوتين ناقص وغير مكتمل وكان عليه أن يكمله بأن "بوتين مجرم حرب مثلي بالضبط كأنه يقلدني"، مؤكدين أن حينها كانت كلمة الرئيس الأميركي ستصبح حكمة تردد عبر التاريخ.

الدبلوماسي السابق الجزائري محمد العربي زيتوت، قال إن اعتقاد بايدن أن بوتين مجرم حرب صحيح، لأنه أجرم إجراما عظيما في الشيشان وسوريا ومناطق أخرى.

واستدرك: "لكن يجب أيضا أن يقال إن رؤساء أميركيين كانوا قتلة ومجرمين وإذا أخذنا فقط الأربعين سنة الأخيرة ذكرنا بوش الأب وبوش الابن".

 ولفت علي الكتبي، إلى أنها أول مرة يطلق بايدن على بوتين هذا الوصف، لكن أميركا حمامة سلام دمرت العراق وأفغانستان ودعمت الفوضى الخلاقة وأسقطت بعض من حكام العرب وصنعت تنظيم الدولة والقاعدة وتسببت بمقتل أكثر من خمسة ملايين مسلم.  وتهكم الكاتب هاني سالم، على تصريح بايدن، قائلا: "على أساس أن أميركا كانت في رحلة ترفيهية لاصطياد الأوز في العراق، وتوزع الهدايا في أفغانستان، والشكولاتة في فيتنام، وتقشر البندق في يوغسلافيا".  ووصف المغرد أحمد سعود، الرؤساء الأميركيين السابقين جورج بوش وبيل كلينتون وباراك أوباما بأنهم مجرمو حرب عاثوا في الأرض فسادا، قتل وتدمير وتشريد شعوب سوريا، والعراق، وليبيا، واليمن، وأفغانستان، وصربيا.

نفاق الغرب

ورأى ناشطون أن بوتين يستحق وصفه بـ"مجرم حرب" لكنه غير كاف أيضا في توصيف حجم الجرائم التي ارتكبها في البلدان التي تدخل فيها عسكريا، مستنكرين عدم إعلان هذه المواقف وخروج هذه التوصيفات في التعامل مع التدخلات العسكرية الروسية في سوريا.

رئيس مجلس الجالية السورية في قطر محمد ياسين النجار، أشار إلى أن بوتين سفك دماء أطفال سوريا وقصف مشافيها ومدارسها وهجر أهالي حلب، ويغزو أوكرانيا منذ 21 يوما ويكرر جرائمه فيها، ومع كل هذه الجرائم يرفض نعت بايدن له بمجرم حرب.

وأضاف: "مجرم حرب لقب أبسط بكثير من جرائمه بحق سوريا وأوكرانيا.. المطلوب محاسبته حتى يكون عبرة للإنسانية".

وأكد المغرد عبدالغني مؤمني، أن بوتين ليس مجرم حرب فقط بل أكبر مجرم حرب حالياً على وجه الارض، حيث ارتكب جرائم حرب ضد الإنسانية في الشيشان وسوريا وحاليا يرتكب جرائم ضد الإنسانية في أوكرانيا.

 وكتب محمد عبدالكريم الخطابي: "جميعنا مع نصرة أوكرانيا وشعبها ودعمها بالسلام والمال والموقف، لأن الشعب الأوكراني هو المعتدى عليه وبكل أنواع القتل والتدمير والإجرام (موقف مبدئي وثابت)".

ومضى بالقول: "والله لو أعطيتم الثوار السوريين 5 بالمئة مما قدمتم لأوكرانيا لمسح الشعب السوري أنف بوتين بالتراب".

وتهكم الصحفي عبدالجليل السعيد، على وصف بايدين لبوتين بمجرم حرب قائلا: "الآن أصبح بوتين مجرم حرب بنظر بايدن لأنه اجتاح أوكرانيا.

وتساءل موجها كلامه لبايدن: حين أرسل بوتين جيشه لبلدي سوريا ودمرها وقتل صغارها وكبارها، لماذا لم تقل عنه: مجرم حرب.. هل الدم الأوكراني أهم من الدم السوري؟"

 ووصف أسامة الدمشقي الغرب بالمنافق، لافتا إلى أن 11 عاماً من حرب بوتين على السوريين لم تجعل منه مجرم حرب، فيما جعلته حرب لم تكمل الشهر مجرما ويقدم مشروع للكونغرس لاعتماده وإقراره.

وأضاف أن كل الصور والتوثيقات لم تحرك في ضميرهم العفن ساكنا ولكن رؤية العيون الزرقاء تبكي حركت دول.

سجال القتلة

واستحضر ناشطون الاتهامات السابقة من قبل الرئيس الأميركي لنظيره الروسي وما اتبعها من تماهي وعودة للعلاقات نظرا للمصالح المشتركة بين الطرفين.

وذكر الإعلامي فيصل القاسم، الرئيس الأمريكي بأنه وصف نظيره الروسي من قبل بأنه سفاح، لكنك اضطر لمقابلته في جنيف بعد ذلك في لقاء تاريخي، وبالأمس وصفه بأنه مجرم حرب، موجها له سؤال: "متى ستلتقيه بعد هذا الوصف؟"

وقالت المغردة رانيا أبي نادر: "اليوم يطلقون عليه مجرم حرب وغدا يغفرون له ويصافحونه والشعوب تدفع الثمن.. السيناريو قديم". وعقب الكاتب والصحفي اليمني عباس الضالعي على السجال المتبادل بين أميركا وروسيا، قائلا: "القتلة يتهم بعضهم بعضا".