"نكتة اليوم".. سخرية واسعة من بيان الجامعة العربية بشأن غزو روسيا لأوكرانيا

في اليوم الخامس من الحرب التي تشنها روسيا على أوكرانيا منذ فجر 24 فبراير/شباط 2022، عقدت جامعة الدول العربية اجتماعا طارئا بدعوة من مصر لبحث الأوضاع، تمخض عنه بيان أعربت فيه عن قلقها من التطورات المتلاحقة.

البيان أثار ردود فعل ساخرة بين السياسيين والإعلاميين والناشطين على تويتر، إذ وصف الحرب المشتعلة بـ"الأزمة" دون أن يوجه أي إدانة مباشرة إلى روسيا، كما أعلنت الجامعة تأييدها لجميع الجهود الرامية إلى حل الأزمة "عبر الحوار والدبلوماسية".

الناشطون ذكروا الجامعة العربية عبر مشاركتهم في وسوم #الجامعة_العربية، #جامعة_الدول_العربية، #الحرب_الروسية_الأوكرانية بقضايا الدول العربية المشتعلة بالحروب على رأسها فلسطين، واليمن، وسوريا، وغيرها.

وسخروا من مخرجات اجتماع الجامعة في 28 فبراير/شباط، وصحوتها من سباتها العميق تجاه الأزمات المشتعلة في المنطقة العربية، مؤكدين أنها منذ نشأتها عقب الحرب العالمية الثانية في مارس/آذار 1945 لم تستطع جمع الشتات العربي أو الحث على تحرير فلسطين.

وتساءل ناشطون عن موقف الجامعة العربية من القضايا التي تخص العرب والمسلمين الذين أصبحوا في أسوأ أوضاعهم ولم تحرك ساكنا تجاههم سوى التجاهل أو على أحسن الظروف بيانات الشجب، ودعوها إلى أداء واجبها نحو الدول العربية المظلومة والمقهورة.

اجتماع الجامعة العربية الطارئ انعقد في القاهرة على مستوى المندوبين الدائمين (21 دولة) برئاسة الكويت، وأكد على أهمية بدء إجراءات تهدئة بما يكفل عودة الاستقرار، معلنا تأييد جهود حل الأزمة من خلال الحوار والدبلوماسية. 

وتحدث المجلس عن "أهمية احترام مبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة ودعم المساعي الهادفة إلى تخفيف حدة التوتر والدعوة إلى الشروع في إجراءات التهدئة وضبط النفس بما يكفل عودة الاستقرار".

وأوصى بـ"تشكيل مجموعة اتصال عربية على المستوى الوزاري تتولى متابعة وإجراء المشاورات والاتصالات اللازمة مع الأطراف المعنية بهدف المساهمة في إيجاد حل دبلوماسي للأزمة".

وجاء الاجتماع رغم تباين مواقف الدول العربية بين الصمت والدعوة للحوار ووقف الأعمال العدائية، فيما شاركت الكويت في مشروع قرار أممي لإدانة التدخل الروسي، وهو ما لم يعلن في بيان الجامعة. 

سخرية وتهكم

الناشطون فندوا بيان الجامعة العربية ونددوا بمواربتها في الألفاظ وتعمدها تجهيل الأحداث والخروج ببيان لا يتناسب مع حجم الحدث الذي يشهده العالم.

المستشار الرئاسي المصري السابق أيمن الصياد، استنكر وصف بيان الجامعة العربية العدوان الروسي على أوكرانيا بـ"الأحداث الجارية في أوكرانيا".

وانتقد أستاذ العلوم السياسية عبدالله الشايجي، وصف بيان الجامعة العربية للحرب الروسية الشرسة المفتوحة على أوكرانيا بـ"الأزمة"، قائلا: "نصيحة بلاش التهور وتشكيل لجنة اتصال وزارية لحل ما تسميه أزمة".

وأشار إلى أن حال العرب مؤسف كالنجار وبابه مخلوع، ناصحا أعضاء الجامعة العربية بترتيب البيت العربي والتوسط لحل الخلافات العربية.

ونشر المستشار الإعلامي لمجلس الأعمال الصيني العربي عبده مغربي، البيان معقبا عليه بالقول: "كلام مثل الكلام ولا كلام عن #الحرب_الروسية_الأوكرانية.. هكذا أصبح العرب.. لا لون لهم ولا طعم ولا رائحة".

وسخر الإعلامي عبدالله رشيد، قائلا: "الوحيدون الذين تفوقوا على بان كي مون الأمين العام السابق لـ #الأمم_المتحدة في حجم حالة القلق، هم المندوبون العرب في جامعه_الدول_العربية!.. بصراحة قلقهم مرعب لدرجة أن #بوتين يفكر في إيقاف زحفه خوفا من قلق المخروبة العربية!".

وقابل ناشطون بيان الجامعة العربية بسخرية وتهكم واستهجان خاصة فيما يتعلق بدعوتها للحل الدبلوماسي.

وتهكم الصحفي السعودي المعارض تركي الشلهوب من دعوة الجامعة العربية للحوار من أجل حل الأزمة الأوكرانية دبلوماسيا، وعدها "نكتة اليوم".

 

وسخر الإعلامي العراقي حسين دالي، قائلا: "أبشركم الحرب في #أوكرانيا ستتوقف بناء على مساعي الجامعة العربية المؤثرة دوليا بحكم قوتها السياسية والاقتصادية".

العرب أولى

وذكر ناشطون الجامعة العربية بقضاياها التي قالوا إنه من المفترض أن تناقشها.

 إذ تعجبت الناشطة الحقوقية حصة الماضي، من "استيقاظ #الجامعة_العربية من سباتها لأجل دول غير عربية بينما نجدها في سبات عميق جدا في حال حلت كارثة في دولة عربية!!". 

وقال الإعلامي الفلسطيني محمد الشريف، إن الجامعة العربية التي لم تستطع حل مشاكل بلادها التي هي من ذات الجنس والعرق واللغة والدين، اجتمعت لبحث الحرب الروسية الأوكرانية.

وأردف أن "بريطانيا عندما قررت إنشاء هذه الحاوية، أوجدتها لمثل هذا، حاوية للقاذورات وتفوح منها رائحة نتنة عفنة كأنك في غيط"، كما قال.

ووصف حمود صالح، الجامعة العربية بـ"الجائحة"، مذكرا بأنها لم تحل أي قضية عربية ولم تفصل في أي نزاع دبلوماسيا بين الأعضاء المكونة لها منذ تأسيسها.

وسخر الباحث بالشأن الإسرائيلي والعلاقات الدولية أبو بكر خلاف، من إعراب الجامعة عن قلقها إزاء الأوضاع في أوكرانيا، قائلا: "قرارات مصيرية انتظرها العالم،، الجامعة العربية تعرب عن قلقها".

وكتب المغرد جعفر: "#الجامعة_العربية تنعقد من أجل الأزمة في #أوكرانيا.. أكيد بطلب أميركي.. يا ولاد الحرام ثماني سنوات والشعب اليمني المظلوم يقتل على الهواء مباشرة ولم تحركوا ساكنا لعنة الله عليكم يا أحفاد بني أمية"، وفق تعبيره.

الخبير والباحث في الشؤون السورية عيسى فاعور، أشار إلى أنه لم يجرؤ رئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي على اتخاذ موقف واضح من الحدث الأوكراني، لذلك طلب اجتماعا عاجلا للجامعة العربية للتشاور حول الحدث واتخاذ موقف يتلطى خلفه.