موقع أميركي: قاآني يضغط على الصدر لتشكيل حكومة "توافقية شيعية" بالعراق

قسم الترجمة | 3 years ago

12

طباعة

مشاركة

أكد موقع المونيتور الأميركي أن قائد فيلق القدس الإيراني إسماعيل قاآني يسعى إلى الحفاظ على وحدة البيت الشيعي في العراق من خلال الضغط على زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في مسألة مكونات تشكيل الحكومة الجديدة.

ونشر الموقع الرسمي للتيار الصدري في 8 فبراير/شباط 2022، بيانا مقتضبا أشار إلى أن الصدر استقبل إسماعيل قاآني في نفس اليوم.

ولم ينشر الموقع صورة لهما خلال الاجتماع ولم يذكر أي تفاصيل حتى بعد انتهائها. ومع ذلك، غرد الصدر بعد ساعات قليلة "لا شرقية ولا غربية - حكومة أغلبية وطنية".

وهذه العبارة تعني أن الحكومة يجب أن لا تكون خاضعة لإيران ولا للولايات المتحدة. والصدر يستشهد بخطب سابقة لزعيم الثورة الإيرانية السابق "روح الله الخميني".

زيارات للتأثير

وتعد هذه المرة الثالثة التي يزور فيها قاآني العراق بعد الموافقة على نتائج الانتخابات في 27 ديسمبر/كانون الأول 2021 ، لتسهيل تشكيل الحكومة الجديدة. 

وكان قد حاول سابقا مقابلة مقتدى الصدر، لكن ذلك حدث فقط في الزيارة الأخيرة. وكان قاآني يحمل رسالة من المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي.

وبحسب مصدر مقرب من مكتب الصدر تحدث إلى "المونيتور" بشرط عدم الكشف عن هويته، "كانت الرسالة تتعلق بضرورة الحفاظ على البيت الشيعي وسد الفجوة بين التيار الصدري والإطار التنسيقي الذي يضم قوى سياسية شيعية مسلحة معارضة بعد نتائج الانتخابات الأخيرة ".

وبحسب المصدر، شددت رسالة خامنئي على "حظر الانقسام داخل البيت الشيعي".

وأضاف "الصدر أبلغ قاآني بنقل رسالة إلى خامنئي مفادها أنه يمضي في مشاريع حكومة الأغلبية بمشاركة بعض الأطراف وليس كل إطار التنسيق".

وأردف: "خلال لقاء بين قاآني وقادة الإطار التنسيقي أبلغهم بضرورة الحفاظ على الوحدة وعدم الانقسام مع الصدر". 

وقال لهم أيضا: إما أن تذهبوا كلكم مع الصدر أو تنضموا جميعكم إلى المعارضة.

وأشار المصدر إلى أن قاآني الذي يخشى الانقسام داخل البيت الشيعي، نصح الصدر بالتحالف مع الإطار التنسيقي لتشكيل قوة برلمانية شيعية.

ويمثل الانقسام السياسي الشيعي الحالي أكبر تحديات إيران بالعراق، وربما في المنطقة. 

ويمكن للصراع الشيعي- الشيعي أن يقوض النفوذ الذي حققته إيران خلال السنوات الـ19 الماضية، لذلك زار قاآني العراق 4 مرات منذ بداية عام 2022.

والتقى خلال هذه الزيارات بقادة شيعة وأكراد أبرزهم الصدر وزعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني.

وأشارت معلومات مسربة إلى أن قاآني أبلغ بارزاني أن "الذهاب مع الصدر بدون الأحزاب الشيعية الأخرى سيعرض الأمن القومي الإيراني للخطر"، وكان هذا تحذيرا وتهديدا.

وقال مدير مبادرة العراق في المجلس الأطلسي عباس كاظم لـ "المونيتور" إن مصلحة إيران في تشكيل حكومات عراقية تشمل منع الانقسام بين الكتل الشيعية والفتنة بين القوى الشيعية والسنية والكردية التي لها علاقات مع طهران. 

وحتى لا يحصل ذلك، يجب على طهران أن تختار بين حلفائها وأصدقائها العراقيين. أما مهمة قاآني فهي الحفاظ على الإجماع العراقي الذي تعتبره إيران الأفضل لمصالحها في العراق، وفق كاظم.

حجر العثرة

وأوضح بالقول: "إيران تريد عراقا قويا بما يكفي ليبقى متماسكا ومقاوما لسيناريوهات الفوضى، لكنها في الوقت نفسه لا تريد عراقا قويا للغاية ويهدد مصالحها".

وأشار كاظم إلى أن "العراق هو الرئة الاقتصادية والجيوسياسية لإيران وهو جزء من الجغرافيا التي يمتد عليها حلفاؤها إلى البحر الأبيض المتوسط. لا تريد أن يحكم البلد حزب أو تحالف يغير هذه المعادلة".

ولا يمكن القول إن التأثير الإيراني على الصدر كبير ولا أنه غير موجود مما يمهد لسيناريوهات عدة أبرزها إن يبدأ زعيم التيار الصدري بالتفكير في إمكانية إعادة النظر في خياراته. 

لكن هذا على الأرجح لن يرقى إلى مستوى الانسحاب من مواقفه تجاه رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي وزعيم عصائب أهل الحق "قيس الخزعلي"، اللذين يمثلان حجر عثرة أمام تحالف الصدر مع إطار التنسيق.

وفكرة الصراع السياسي أو المسلح بين القوى الشيعية لا تقلق الشيعة فحسب، بل السنة والأكراد أيضا، لأنهم يعتقدون أن انهيار الوضع السياسي الشيعي سيؤثر عليهم. 

لذا فإن القادة السنة والأكراد يطرحون مبادرات لتقريب وجهات نظر الأحزاب الشيعية.

وقال أستاذ العلاقات الدولية في كلية لندن للاقتصاد توبي دودج لـ "المونيتور": "يبدو أن إيران الآن فقط تكثف الضغط على الصدر بسبب رفضه التحرك نحو حكومة توافقية".

ومع ذلك، إذا استمر الصدر في رفض الموافقة على ما تريده طهران، فلا يبدو أن الأخيرة، على الأقل في الوقت الحالي، مستعدة أو قادرة على إجباره نحو تقديم تنازلات.

وأشار دودج: "أنا متأكد من أن قاآني ليس لديه نفوذ ولا إستراتيجية كسلفه قاسم سليماني. أفترض أنه يريد إقناع الصدر بالموافقة على حكومة توافقية شاملة، لكنه لا يستطيع تحقيق ذلك".

ويبدو أن الدور الذي يلعبه قاآني في العراق اليوم ضعيف مقارنة بدور سليماني، الذي كانت له علاقات أوسع مع القادة الشيعة لتوحيد صفوفهم وأيضا مع السنة والأكراد.

ولا يملك قاآني سلطة فرض رؤى ومتطلبات على الأطراف العراقية، بل يحاول قدر الإمكان الحفاظ على المكاسب التي تحققت خلال السنوات الماضية، لا سيما في ظل احتمال تشكيل بعض أطراف الإطار التنسيقي حكومة مع الصدر.

وأكثر ما تخشاه إيران في الوقت الحالي هو نجاح الصدر في تفكيك إطار التنسيق وتشكيل حكومة تضم السنة والأكراد، مع استبعاد أبرز حلفاء إيران في العراق- المالكي والخزعلي. 

لذا فإن زيارات قاآني المكوكية بين بغداد وأربيل والنجف هدفها إيقاف مشروع الصدر الهادف إلى تشكيل حكومة "أغلبية وطنية".