"عودة للصدارة".. مركز عبري: كتائب شهداء الأقصى تقلق إسرائيل وعباس
قال مركز عبري إن "كتائب شهداء الأقصى تعود من جديد إلى النشاط المقاوم، وتشكّل خطرا أمنيا على السلطة الفلسطينية وإسرائيل".
وأكد مركز "القدس للشؤون العامة وشؤون الدولة" أن "مسؤولين أمنيين في إسرائيل يخشون من موجة فدائية بعد اغتيال المقاومين الثلاثة بمدينة نابلس في 8 فبراير/شباط 2022".
ويرى أن السلطة الفلسطينية "قد تستمر في فقدان الحكم بالضفة الغربية، وقد تتعزز مكانة القيادي البارز، مروان البرغوثي بين الورثة، الذي يقضي عقوبة خمسة مؤبدات في السجون الإسرائيلية، بتهمة قتل إسرائيليين خلال الانتفاضة الثانية التي اشتعلت شرارتها عام 2000".
قنبلة موقوتة
وأشار المركز إلى أنه "أُعلن في الضفة الغربية والقدس الشرقية، عن الإضراب العام حدادا على استشهاد ثلاثة مقاومين من كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة "فتح"، الذين استشهدوا بنابلس في عملية خاصة نفذها جهاز الأمن العام (الشاباك) وقوات الجيش الإسرائيلي".
وقد وصف المسؤولون الأمنيون الثلاثة بأنهم "قنبلة موقوتة" وكانوا في طريقهم لتنفيذ هجوم على هدف إسرائيلي، حيث نفّذوا خلال الأسبوعين الماضيين، خمس عمليات إطلاق نار على قوات الجيش الإسرائيلي في نابلس.
ولفت المركز إلى أنه في ليلة استشهاد المقاومين الثلاثة "اندلعت مظاهرات في عدة أماكن بالضفة احتجاجا على استشهادهم، في عملية دقيقة، حيث إن طريقة تنفيذ تلك العملية تشير إلى مستوى عال من المعلومات الاستخبارية والدقة في التنفيذ".
وأفادت بأن "الشهداء الثلاثة كانوا مطلوبين من قبل قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية، لكنهم رفضوا الاستسلام أو وقف الهجمات ضد الأهداف الإسرائيلية، ومع ذلك، فإن عملية جهاز الأمن العام والجيش الإسرائيلي كانت بدون مساعدة من السلطة الفلسطينية".
لكن كتائب "شهداء الأقصى" أكدت أن عملية الاغتيال كان مخطّطا له سلفا نتيجة تعاون أمني بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، ووعدت الكتائب بـ"الانتقام" لمقتل المقاومين الثلاثة، تحت شعار "الدم مقابل الدماء".
وأشار المحلل الأمني في المركز، يوني بن مناحيم، إلى أن "قوات الأمن في إسرائيل تأخذ هذه التهديدات على محمل، الجد ويستعد الجيش بما يتماشى مع التصعيد الأمني ومحاولات القيام بأعمال انتقامية ضد جنود الجيش الإسرائيلي والمستوطنين".
ويرى المحلل الأمني أن "السلطة الفلسطينية قلقة للغاية من التصعيد في الضفة، بالمقابل أدانت حكومة رام الله تصفية المقاومين الثلاثة، ودعت إلى إجراء تحقيق دولي في ملابسات وفاتهم".
وقال إن "عودة كتائب شهداء الأقصى إلى النشاط المقاوم في نابلس هي مؤشر آخر على فقدان السلطة الفلسطينية الحكم في الضفة، حيث عادت الحرب العشائرية في مدينة الخليل للظهور خلال الأيام الأخيرة بين العشيرتين المتنافستين، الجعبري والعلّاوي"
وأشار بن مناحيم إلى أنه "في منطقة جنين أيضا، لا تستطيع السلطة السيطرة على ظاهرة المسلحين وأيضا في المخيم المجاور لها، وفي تلك المنطقة تشن مجموعات مقاومة مسلحة تابعة لفتح وحماس والجهاد الإسلامي هجمات ضد قوات السلطة الفلسطينية والجيش الإسرائيلي، وتعثرت العملية الأمنية للسلطة الفلسطينية ضد المقاومين عدة مرات".
فقدان الشرعية
وتعود كتائب "شهداء الأقصى" إلى صدارة الساحة الفلسطينية من جديد، فيما تجرى معركة الخلافة في السلطة على قدم وساق، حيث عادت كتائب "شهداء الأقصى" إلى الوعي الفلسطيني، فقد كانت الذراع العسكري لحركة "فتح" خلال الانتفاضة الثانية (2000-2005)، وكان يقودها ويشرف عليها القيادي مروان البرغوثي.
ويقدّر مسؤولو "فتح" أن عودة كتائب "شهداء الأقصى" إلى العمليات ضد إسرائيل، ستعزّز مكانة البرغوثي بين الورثة، ويعتبر البرغوثي هو العدو اللدود للرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الهيئة العامة للشؤون المدنية برتبة وزير، حسين الشيخ، ورئيس جهاز المخابرات العامة في الضفة الغربية، ماجد فرج، وفق المحلل الأمني الإسرائيلي.
ويرى بن مناحيم أن "لعباس والشيخ وفرج، مصلحة واضحة في القضاء على الأنشطة الفدائية لهذه المجموعة، وعدم السماح لها برفع رأسها وتقويتها، حيث تشعر السلطة بالقلق إزاء تلك التطوّرات، وتستغل حماس والجهاد الإسلامي عملية اغتيال المقاومين الثلاثة لإظهار الهوية الوطنية وصفع السلطة لتعاونها وتنسيقها الأمني مع إسرائيل".
وشدد القيادي البارز في حركة الجهاد الإسلامي، ماهر الأخرس، على أن "الفلسطينيين الثلاثة الذين استشهدوا في نابلس تعرضوا للاضطهاد حتى اللحظة الأخيرة من قبل السلطة وإسرائيل على حد سواء".
وقال الأخرس إن "أحد المقاومين وهو أدهم مبروكة، كان محتجزا لمدة عام ونصف العام في سجن تابع للسلطة الفلسطينية في مدينة أريحا".
فيما أشارت حركة حماس إلى أن "عملية الاغتيال في نابلس جاءت نتيجة اللقاء الذي عقد بين عباس ووزير الدفاع الإسرائيلي، بني غانتس، وهو لقاء شارك فيه أيضا الشيخ وفرج".
وأوضحت أنه "خلال عملية الاغتيال غاب أفراد أمن السلطة الفلسطينية عن مكان الحادث، مما يشير إلى وجود تنسيق بينهم وبين جهاز الأمن العام الإسرائيلي".
من جانبه، لفت بن مناحيم إلى أن "شخصيات من فتح محسوبة على محمد دحلان، المنافس اللّدود الآخر لمحور عباس والشيخ وفرج تقول إن اغتيال المقاومين الثلاثة هو مؤشّر آخر على أن السلطة الفلسطينية فقدت شرعيتها في نظر الشعب الفلسطيني".
وتابع: "وبحسبهم، من المحتمل أن تكون حادثة نابلس قد أشعلت موجة عفوية من أعمال الشغب، كما كانت عام 1987 في بداية الانتفاضة الأولى بعد أن دهست سيارة إسرائيلية عاملين في مخيم جباليا للاجئين في قطاع غزة".