ذكرى مجزرة حماة.. هكذا أطال صمت العالم عمر جرائم الأسد 40 سنة

12

طباعة

مشاركة

في مثل هذا اليوم قبل 40 سنة نفذ رئيس النظام السوري السابق حافظ الأسد وشقيقه رفعت، مجزرة حماة التي استمرت 27 يوما بدأت بحصار المدينة وارتكب خلالها أفظع الجرائم التي يندى لها جبين الإنسانية وأسفرت عن مقتل 40 ألف شخص واعتقال 100 ألف آخرين.

في 2 فبراير/شباط 1982، أطلق الأسد الأب قواته التي دمرت أكثر من 75 بالمئة من مدينة حماة على رؤوس ساكنيها، واعتقلوا وعذبوا آلاف الرجال والنساء والشيوخ، ويتّموا الأطفال ورملوا النساء وثكلوا الأمهات، بذريعة حرب وهمية على جماعة الإخوان المسلمين، وفق ما وثقت تقارير محلية وعربية.

ناشطون على تويتر، أحيوا ذكرى المجزرة البشعة بالإشارة إلى أن عائلة الأسد ما زالت تمارس نفس النهج الدموي إلى اليوم، بدعم من الاحتلال الروسي والإيراني، مستنكرين أن المجرمين ما زالوا أحرارا ولم تتحقق العدالة فيما لا تزال الثورة قائمة.

واستنكروا عبر تغريداتهم على وسوم عدة أبرزها #مجزرة_حماة، #حماة_مأساة_العصر، #حماة، حدوث مجزرة حافظ وشقيقه وما تبعها من مجازر النظام الأسدي بحق الشعب السوري تحدث وسط صمت مطبق من العالم والمجتمع الدولي.

وأكدوا أن المجزرة ما زالت محفورة في ذاكرة السوريين، مستهجنين خذلان العالم للسوريين وثورتهم وحماية الأسد الأب والابن، خدمة لمصالحهم ما يعد وصمة عار بحقهم.

مجزرة حماة

الناشطون تحدثوا عن المجزرة ورصدوا تفاصيلها وتبعاتها وما خلفته من دمار وضحايا، مؤكدين أنها محفورة في ذاكرتهم ولن ينسوها مهما مر عليها من سنين.

ودون الكاتب السوري أحمد موفق زيدان، تغريدات بمناسبة مرور 40 عاماً على مجزرة حماة والدماء لن تجفّ، لا حيينا إن نسينا، كنا نتحرق.

وأوضح أن المجزرة استمرت من 2 إلى 28 فبراير/شباط 1982، وتكالبت عليها كل القوى الطائفية المجرمة، فسدّت طرق المدينة، واستباحتها، قتلا ودمارا بكل آلة بطشها، برا وجوا برعاية المجرمين حافظ ورفعت.

وأشار مدير مركز لندن لاستراتيجيات الإعلام أحمد رمضان، إلى مرور 40 عاما على #مجزرة_حماة، أفظع عملية إبادة في القرن العشرين، لافتا إلى أن الأسد قتل خلال أيام 40 ألفا من أهل #حماة ودمَّر 80 بالمئة منها بما فيها من آثار عريقة، واعتبر 15 ألفا في عداد المختفين قسرا.

وأضاف: "لو انتفض العالم ضد الأسد في حينه ولم يمنحه فرصة الإفلات من العقاب لما ارتكب جرائمه المروِّعة منذ 2011 وقتل نحو مليون سوري وهجَّر 14 مليونا واعتقل ربع مليون وأخفى قسريا 86 ألفا!"، مستطردا: "لو لم يسكت العالم منذ الجريمة الأولى لكانت #سورية حرة الآن".

وقال الأمين العام لمؤتمر الأمة بالكويت حاكم المطيري إن مذبحة حماة 1982 ثم مذابح مخيمات لبنان 1983، هزت العالم العربي والإسلامي وكنا نتابع المأساة ونحن طلبة من الصحف ومن خطب الجمعة ولم تمض عشر سنوات إلا وقد أعادت الحملة الصليبية والنظام الدولي تأهيل حافظ الأسد كراعٍ لقوى المقاومة الإسلامية.

إرث الأسد

فيما أكد ناشطون أن حافظ الأسد ورث ابنه جرائمه، ولا يزال المجرمون ذاتهم والضحية لم تتغير، مشيرين إلى أن مأساة حماة تتكرر في جميع مُدن سوريا، كما تُرتكب المجازر والمذابح كل يوم على يد نظام الأسد الابن.

الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين علي القرة داغي، ذكر بأن عدالة البشر واختلال موازينها من أول الدلائل على وجود الله سبحانه وتعالى، قائلا إن المجرم ورث ابنه المجرم حكم بلدا عريقا سوريا ومازال الجزار يذبح والشعب يترنح، ومازال اللاعب السياسي العالمي يتابع ويدعم أطول مسلسل قتل في العصر الحديث.

وقال الإعلامي أحمد رحال: "في ذكرى مجزرة حماة من إدلب: "فطس حافظ وبقيت حماه ويفنى بشار وتبقى سوريا..".

وأضاف أن البطش والقتل والإبادة، كلما زادوا زادت الإرادة وتعززت الانتفاضة واقترب الشعب خطوات من النصر، فيما يذهب الطغاة والمجرمون إلى مزابل التاريخ، أما الشهداء خالدون في جنات النعيم بإذن الله.

وأكد مؤسس الشبكة السورية لحقوق الإنسان فاضل عبدالغني، أن السياسة الأسدية المتوحشة لم تختلف بعد مارس/آذار 2011 عن سياسة الأب في حماة 1982.

وتحدث المراقب والمحلل عاطف العثمان عن الموقف قائلا: "نفذ الأسد الأب وشقيقه رفعت مجزرة حماه قبل 40 سنة ليقوم اليوم الأسد الابن وشقيقه ماهر بمجزرة سوريا الكبرى وطبعا ذلك أمام أعين الدول العظمى رعاة الحريات وحقوق الإنسان".

وقالت المغردة مروة: "ما أشبه اليوم بالأمس وما أشبه الابن بأبيه، يلعن روحك حافظ".

صمت دولي

وصب ناشطون غضبهم على المجتمع الدولي الغربي واتهموه بمنح الشرعية للقاتل حافظ الأسد وشقيقه لقتل الآلاف، كما منحوه الحماية الدولية واليوم يعيدون تأهيل نظام نجله بشار الأسد لمواصلة انتهاكاتهم وجرائمهم.

الضابط طيار المنشق الرائد يوسف خالد حمود، أوضح أن تبسيط الجريمة وتحويلها لأخطاء هي وظيفة المجتمع الدولي، مشيرا إلى أن إعادة تعويم نظام القتل في دمشق ما هو إلا استكمال لهذه الجرائم.

وأوضح السوري أحمد إسلام، أن المجتمع الدولي لا يحاسب الأنظمة الوظيفية على المجازر، لأنها تؤدي وظيفتها، مشيرا إلى أن جزار حماة الأكبر رفعت عاش وتنعم في أوروبا وحوسب على التهرب الضريبي ولم يحاسب على مجزرة حماة 1982.

وتساءل الصحفي السوري أحمد الشامي: "ماذا ننتظر نحن السوريين من المجتمع الدولي البائس المتآمر عل دمائنا!! مضى أربعون عاما ولم يحاسب شخص واحد من مرتكبي #مجزرة_حماة على الرغم من أن هناك أدلة كافية لمحاكمة مئات المتورطين.. والشهود ما زالو أحياء.. إنه العار بعينه..".

وأشار الباحث عباس شريفة، إلى أن المجزرة المروعة التي نفذها النظام الأسدي الطائفي بحق المدينة وقعت أمام صمت العالم جميعه في حينها عن هذه الجريمة، فتحولت سوريا اليوم كلها إلى حماة.