"عرشك مهدد".. تحذيرات شعبية لابن سلمان من "طوفان" بعد تهجيره أهالي جدة

12

طباعة

مشاركة

مشاهد إنسانية عدة تداولها ناشطون على تويتر، تبرز الطريقة التي ودع بها أهالي أحياء مدينة جدة المهجرون قسريا من منازلهم؛ تنفيذا لتوجيهات السلطة السعودية بإخلاء المنطقة بدعوى "التطوير"، وهو المبرر الذي يكذبه الأهالي ويؤكدون أنه خطوة لتسليم الحي لمستثمرين.

ومن بين المشاهد، من ظل يلوح بالتحية والسلام على الجيران والمنازل والشوارع، وآخر تشبث بجدار بيته وسقط باكيا على فراقه، وثالث دون على جدار محله التجاري أنه "يعز عليه فراقه"، وغيرها من المشاهد الأخرى التي تبرز مدى غصة وألم أهالي جدة ورفضهم التهجير.

الناشطون أعربوا عبر مشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #هدد_جدة، من عمليات الهدم، ومحاولة شرعنتها عبر الأقلام المأجورة والإعلاميين والمذيعين، ممن يروجون إلى أن الأحياء عشوائية ومكتظة بمخالفين لنظام الإقامة والعمل في السعودية.

واستنكروا زعم المحسوبين على السلطة أن أغلب ساكني أحياء جدة "عصابات ومروجو مخدرات ويشكلون خطرا على الأمن العام"، للوصول إلى تعميم مفاده أن إزالة الأحياء "أمر لا بد منه"، منددين بإخراج المواطن من بيته وأرضه ورميه في العراء دون مأوى.

واستهجن ناشطون رفع ملاك العقارات في الأماكن المجاورة لأحياء جدة، أسعار عقاراتهم سواء للتمليك أو للإيجار، فيما رفض آخرون تسكين المهجرين قسريا بعد الروايات التي حاولت السلطة ترويجها وتبنيها خطابا عنصريا يسيء للأهالي.

وانتقدوا إجراءات وآليات الإخلاء وحجمها وتأثيرها الاقتصادي والاجتماعي وعدم اتخاذ السلطة أي إجراءات لتخفيف المعاناة عن الأهالي، متهمين العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز وولي عهده محمد بن سلمان، بتعمد انتهاك حقوق الشعب وإتقان التهجير القسري والعجز عن بناء مشاريع تنموية وبنى تحتية للمدينة.

من جانبه، أكد حزب "التجمع الوطني السعودي" المعارض، أن عمليات الهدم والإزالة والتهجير التي تنفذها السلطات "جائرة"، وأضرت بعدد كبير من المواطنين في مناطق متعددة، واشتملت على كم كبير من الانتهاكات والتجاوزات، مع انعدام للشفافية وتقصير كبير في إنصاف المتضررين أو الاستماع لهم.

ولفت في بيان صادر عنه 29 يناير/كانون الثاني 2022، إلى أن "هناك خلطا متعمدا من إعلام السلطات بين الأحياء العشوائية والأحياء الشعبية التي سبق تخطيطها، ومحاولة ممنهجة لتشويه الشعب والسكان، ورمي التهم جزافا وتعميم الأوصاف التحقيرية على المجتمع والناس وسكان هذه الأحياء في جدة وغيرها".

واستنكر الحزب، ضعف التعويضات وتأخر تسليمها في حال الموافقة عليها، وأخذ توقيعات بعضهم بالاستلام بعد سنتين أو ثلاث، وتعقيد إجراءات الحصول عليها، مع حرمان عدد من المهجرين من أي تعويضات بحجج مختلفة ومنها عدم توفر صكوك تملك.

وأكد أن "حملات الإزالات والتهجير رافقتها حملات أخرى للاعتقالات والترهيب لكل من ينشر مقاطع الهدم، أو من يعترض على سلوك السلطات في حملاتها تلك، ورفضت السلطات أي رأي من المواطنين سواء من المتضررين من تلك المشاريع، أو من المواطنين المتسائلين عن المشاريع القادمة.

وحملت السلطات "مسؤولية وجود أي أحياء عشوائية، والعجز الكبير في تأمين حق السكن للمواطنين، وانتشار الفقر، وانعدام الجنسية، مما يسبب تفشي ظواهر أخرى ناتجة عن تقصير السلطات، وانعدام الخطط، وضعف الرؤية، ثم الجنوح إلى حلول ترقيعية تزيد الخطأ خطأ بدل أن تصحح هذه الظواهر".

صوت الشعب

وتداول المواطنون مقاطع فيديو يلخص أصحابها معاناة أهالي أحياء جدة، بين استنكار الإساءة للأهالي ووصمهم بـ"العشوائية وتجارة المخدرات واتهامهم بالمخالفة القانونية"، واستهجان رفض بعض ملاك العقارات تسكين أهالي جدة، ودعوتهم للرفق بالأهالي ومعاناتهم.

الكاتبة السعودية نورة الحربي، نشرت مقطع فيديو لأحد المواطنين يرد بقوة على من يدعي أن إزالة جدة تستهدف أوكار المخدرات والمخالفين، مشيرا إلى أنها "إدانة للسلطة قبل أن تكون إساءة للأهالي".

وأكد المواطن أن "من يدعي أن جنوب جدة منتشر به الأمراض والأوبئة والجرب وأهلها كلهم أجانب وبيوتهم بدون سقوف، غير صادق"، موضحا أن "منهم حفظة لكتاب الله، ومتعلمين ومتخصصين في الدين، وقضاة ومحامين ومعلمين وضباطا وطيارين ومهندسين، وبينهم أعضاء في مجلس الشورى".

ونشر عبد الرحمن راضي السحيمي، مقطع فيديو لأحد الشباب يشكو صاحبه من التعامل العنصري مع أهل غليل والكرنتينا والقريات والجنوب، ويرفضون تسكينهم في أملاكهم، معقبا بالقول: "من حق صاحب العقار يرفض إسكانكم طالما ذباب النظام يقول إنكم تجار مخدرات ووكر للدعارة (أخي تجد الجواب عند الحكومة)". ولخص المغرد "أثير" الوضع قائلا: "شعب يتأمل بتأمين الإسكان بالمجان فتفاجأ بهدم مساكنه". ونشرت "لجنة أهالي جدة"، فيديو لأحد المهجرين يتشبث بجدران منزله باكيا، معلقة بالقول: "البيوت ليست مجرد جدران بل ذكريات وصحبة وجيران أصبحوا جزءا من العائلة ومن المستحيل نسيانهم بيوم وليلة".

رفض واستياء

وأعرب ناشطون عن استيائهم وغضبهم من قرارات السلطة غير المستندة لأي دراسات أو استقصاء أو منح حقوق أو عدالة وتعسفها مع أهالي جدة، وما نتج عنه من تشريد.

وقال منذر النذير: "شيدوا المباني والقصور من خيرات الوطن، الوطن بالنسبة لهم مجرد أبراج ومسارح للرقص وملاعب للسياح، والمواطن له تهجير وتنكيل ولم يأخذ حقوقه، كبروا على ظهر الوطن وتخمت أمعاؤهم وتضخمت أرصدتهم على حساب المواطن".

ورأى حسين القحطاني، أن "ما يحدث في #هدد_جدة يفوق الوصف من بشاعته، أهالي برجالها ونسائها وأطفالها تنام تحت الجسور، ورفض لأصحاب الشقق التأجير لمن كانوا في هذه الأحياء؛ قائلا: "نخشى أن يندم الشعب لصمته على الظلم الواقع منذ 9 عقود، فإذا اندفع الطوفان فلن ينفع الندم". وقال المغرد محمد: "لما تقدم على خطوة مثل #هدد_جدة يجب الدراسة والتخطيط بعناية عن بديل فوري ومريح للمواطن، الحكومة المفترض هي التي تلاحق المواطن حتى تتأكد أنه استقر بسلام، لأن هذا عملها وهذا أبسط حقه، لكن الحاصل هدم وطرد من دون التفكير بأدنى درجة للسكان"، مستنكرا أن "الإنسان قيمته تراب".

يهدد العرش

وصب ناشطون لعناتهم على الملك سلمان وولي العهد، مستنكرين تجبرهم على العباد وأهالي جدة.

وحذرت الأكاديمية السعودية، حنان العتيبي، من أن "الظلم الذي يتبعه ابن سلمان سيقضي على عرشه، ناشرة مقطع فيديو لوداع عائلة قبل إخلاء بيتهم بوضع بصماتهم على جدار البيت.

وكتب صاحب حساب "تجمع المعارضة الحرة": "ياطاغية يا (مبس) نحن لك بالمرصاد وبإذن الله أن تدفع ثمن #هدد_مكة و #هدد_جدة وكل جرائمك، الشعب يريد إسقاط النظام". وأشار آخر إلى أن "السلطات السعودية هدمت المساجد هدموا بيوت الله بـ#هدد_جدة_جريمة_حرب كما فعلت من قبل بـالحويطات"، قائلا: "الطاغية وأبوه ألا لعنة الله على الظالمين، اللهم أرنا بهم يوما أسودا، اللهم أرنا بهم عجائب قدرتك". ولفت الناشط علي سلمان آل غراش، إلى أن "تهجير الناس وهدم المنازل وإزالة أحياء سكانية كبيرة باستخدام قوة السلطة، وترك آلاف العوائل بلا سكن ولا مال كاف لشراء منازل بديلة، استهتار بالأرواح.. وظلم كبير"، مشيرا إلى أن "السلطة يمكنها تطوير المنطقة عبر تعويض السكان بمبالغ تضمن لهم شراء منازل بديلة، وليس تهجيرهم كما حدث". وأشار المعارض السعودي عبد الرحمن القطيفي، إلى أن "المستبد الصغير ذهب مع نخبته المقربة ورجال دينه لأبعد حد في القمع والبطش؛ وهو بذلك في المقابل يدفع التحدي والمواجهة إلى أقصاها".