تحذيرات الانهيار.. موقع عبري: حزب الله يحتجز لبنان "رهينة" والقادم قاتم

قسم الترجمة | 3 years ago

12

طباعة

مشاركة

أكد موقع "نقابة أخبار اليهود" العبري، أن لبنان يواجه مستقبلا قاتما، وأن "حزب الله" يحتجزه كرهينة.

وفي الوقت الذي يتعامل فيه المواطنون اللبنانيون مع اقتصاد منهار وحكومة مشلولة، بدأ التذمر والاستياء من حزب الله، وكيل إيران في بيروت، في الظهور. 

لكن الخبراء يقولون إنه من غير الواقعي الاعتقاد بأن قبضة حزب الله الحديدية على البلاد ستضعف.

وجرى التعبير عن هذه التوترات المتأججة بشكل أكثر علانية في خطاب متلفز ألقاه الرئيس اللبناني ميشال عون في 27 ديسمبر/كانون الأول 2021، عندما دعا إلى "حوار وطني" لمواجهة القضايا السياسية والاجتماعية في البلاد. 

تحذيرات الانهيار

وحذر عون من أن لبنان "ينهار" وحث على اتخاذ إجراءات سريعة بشأن الإصلاحات المالية. كما قدم ما يمكن اعتباره مطلبا مستترا لحزب الله، حيث حثه على تخفيف قبضته السياسية، وفق الموقع.

وشدد عون على أن الاضطراب المتعمد والمنهجي وغير المبرر الذي يؤدي إلى تفكيك المؤسسات وحل الدولة يجب أن يتوقف.

ولم يجتمع مجلس الوزراء اللبناني منذ ثلاثة أشهر، وتعثر التحقيق في انفجار نترات الأمونيوم القاتل في ميناء بيروت في أغسطس/آب 2020 خوفا من الإساءة إلى حزب الله. 

وجنبا إلى جنب مع حركة أمل الشيعية، منع حزب الله اجتماعات مجلس الوزراء مع مطالبته بإقالة القاضي طارق بيطار الذي يحقق في الانفجار الذي أودى بحياة أكثر من 200 شخص. 

وقد أدت سيطرة حزب الله المطلقة على لبنان إلى كارثة اقتصادية حالية، ونتيجة لذلك، يعيش ما يقرب من 80 بالمئة من سكانه الآن في فقر، وفقا لدراسة نشرها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في سبتمبر/أيلول.

وفي ضربة أخرى للبلاد، تجاوزت الليرة اللبنانية بداية يناير/كانون الثاني 2022، العتبة الرمزية البالغة 30 ألفا للدولار في السوق السوداء في مستوى قياسي جديد، وفقا للمواقع التي تراقب سعر الصرف.

وفي هذا السياق قال جاك نيريا العقيد في الجيش الإسرائيلي (متقاعد) والمحلل بشؤون الشرق الأوسط إن حزب الله وحركة أمل "فعلا كل ما هو ممكن من أجل شل الحكومة وفرض حكمهما".

وكان تحالف عون مع حزب الله هو الذي سمح له بتوليه رئاسة البلاد في عام 2016. وقد أتاح دعم حزبه المسيحي الماروني السابق للمليشيا بعض الحرية السياسية. 

لكن هذا التحالف الإستراتيجي أصبح الآن متوترا، لا سيما في الفترة التي سبقت انتخابات لبنان النيابية المقررة في 15 مايو/أيار 2022.

وبينما قد يأمل البعض في أن تؤدي إدانة عون المحجبة والعلنية لحزب الله إلى التغيير وربما حتى إبعاد الجماعة، فإن البعض الآخر أقل تفاؤلا.

ويرى إيال زيسر نائب رئيس جامعة تل أبيب والمحاضر في قسم تاريخ الشرق الأوسط أن مثل هذه الطموحات غير واقعية. 

وأضاف "أخشى ألا يحدث ذلك.. حزب الله متجذر بعمق في المجتمع الشيعي، وتخليص لبنان منه سيأخذ وقتا"، وفق قوله.

أزمات متداخلة

وإضافة إلى مشاكل لبنان، وجدت البلاد نفسها على خلاف مع مجلس التعاون الخليجي بعد أن انتقد وزير الإعلام جورج قرداحي التدخل العسكري بقيادة السعودية في اليمن، في مقابلة بثت في سبتمبر.

وردا على ذلك، طردت السعودية سفير لبنان، ومنعت جميع الواردات من البلاد، ومنعت مواطنيها من السفر إلى بيروت.

وانتقدت السعودية فشل لبنان في وقف تصدير المخدرات من الموانئ التي يسيطر عليها حزب الله إلى المملكة واستنكرت "اختطاف" الحزب للحكومة اللبنانية. 

كما انتقد السعوديون حزب الله لتقديمه الدعم والتدريب لمليشيا الحوثي في اليمن.

واستقال قرداحي منذ ذلك الحين من منصبه في محاولة للمساعدة بإصلاح العلاقات بين لبنان ودول مجلس التعاون الخليجي.

وفشل العديد من القادة والمسؤولين الذين تورطوا في أزمة لبنان جميعا في مناقشة دور حزب الله. 

وقال المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالفقر المدقع وحقوق الإنسان أوليفييه دي شوتر، في ختام زيارة استمرت 12 يوما للبلاد في نوفمبر/تشرين الثاني إن لبنان ليس منهارا بعد "لكنه اقترب".

وأشار إلى صدمته من انفصال المؤسسة السياسية عن واقع الذين يعيشون في فقر على الأرض. ولم تذكر تعليقات المقرر الخاص حزب الله.

وفي ديسمبر، زار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لبنان وأكد التزام المنظمة الدولية بدعم البلاد، وحثها على إجراء الانتخابات البرلمانية في موعدها. 

ودعا غوتيريش لبنان إلى "تحقيق إصلاحات" وأشاد بـ "كرم" البلاد لاستضافة اللاجئين السوريين. 

لكنه لم يتطرق إلى معاملة الدولة لعشرات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين وأحفادهم، الذين يعيش الكثير منهم في مخيمات اللاجئين المنتشرة في جميع أنحاء البلاد.

وبالمثل زار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لبنان مرتين خلال عام 2020 في محاولة للتأثير على التغيير، لكن جهوده باءت بالفشل. 

ويزيد رفض فرنسا تصنيف حزب الله منظمة إرهابية من حدة المشكلة، في الوقت الذي يعمل فيه ماكرون الآن على تصحيح العلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي ولبنان، يقول الموقع العبري. 

"دولة عنصرية"

وفقا لنيريا، في حين يجرى تسويق لبنان كموقع سياحي به شواطئ جميلة، فإنه في الواقع "أكثر دولة عنصرية موجودة في العالم العربي".

وأشار إلى ثلاثة أسباب لذلك: أولا، لأن للفلسطينيين حقوق أقل من المواطنين اللبنانيين. وثانيا، العمال الأجانب يعاملون كعبيد.

وثالثا، لأن لبنان يوظف سوريين لكنه يفرض حظر تجول صارما بين الساعة 7 مساء و6 صباحا. 

وأضاف: "عند الحديث عن لبنان، من المهم أن تكون على دراية بالجانب الآخر منه، إنه رهينة حزب الله الذي بدوره يتلقى تعليماته من طهران". 

وقال جوناثان سباير الزميل في معهد القدس للإستراتيجية والأمن ومنتدى الشرق الأوسط إن التوترات بين عون وحزب الله "ليست جديدة" بل "ظهرت منذ أن أصبح الأول رئيسا" عام 2016. 

وأردف أن "الأزمة المالية الحالية وحقيقة أن رئاسة عون تقترب من نهايتها فاقمت هذه الديناميكية".

ويعتقد سباير أن هذا مهم لأنه "يظهر أن إستراتيجية الحرس الثوري الإيراني في زرع حزب الله" في الدول العربية بها عيب داخلي ينتج عنه فشل اجتماعي واقتصادي. 

وهذا يتجلى في لبنان الآن، ومن الواضح أن عون يحاول أن يقدم توجها مضادا لذلك، ويدعو إلى إصلاح العلاقات مع دول مجلس التعاون الخليجي. 

ومع ذلك قال سباير: "يمكن لعون وآخرين أن يجعلوا الحياة معقدة بالنسبة لحزب الله والمصالح الإيرانية".

ويشمل هذا الاهتمام مزيدا من السيطرة على شرق البحر المتوسط ​​والحفاظ على ترسانة صواريخ ضخمة تستهدف إسرائيل. 

لكن مثل زيسر، كان سباير متشككا في احتمالات التغيير، على الأقل في الوقت الحالي، وربما في المستقبل.

وقال إن عون وآخرين "لا يمكنهم ولن يقدموا تحديا مباشرا للمسار الإستراتيجي الأساسي لإيران وحزب الله في لبنان".