"مساومات وترضيات".. لغط واسع بسبب تشكيلة الحكومة الجديدة في الكويت

12

طباعة

مشاركة

بعد 50 يوما من تقديم الحكومة الكويتية استقالتها، و35 يوما من إعادة أمير البلاد،  نواف الأحمد، تكليف صباح الخالد بتشكيل حكومة جديدة، أعلن الديوان الأميري في 28 ديسمبر/كانون الأول 2021، التشكيل الجديد ويتضمن 15 وزيرا بينهم امرأة واحدة.

الناشطون على تويتر، أعربوا عن استيائهم من التشكيلة الجديدة المعلنة، ورأوها "لا تلبي طموحات الشعب ولا تحقق أهدافه"، مشيرين إلى أن بعض الأسماء المعلنة كان عليها "لغط كبير" خلال الفترة الماضية وكانوا يحسبون على المعارضة وحاليا ضمن التشكيل الحكومي.

وأكدوا عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية، ومشاركتهم في وسم #التشكيل_الوزاري، أن الهدف من ذلك إسكات المعارضة بمناصب حكومية وتحصين رئيس الوزراء من أي معارضة له داخل مجلس النواب، واصفين الحكومة الجديدة بـ"حكومة المحاصصة غير المتجانسة". 

وانتقد ناشطون أسماء بعينها من الوزراء الجدد، أبرزهم خالد السعيد الذي عين وزيرا للصحة، ورأوا أن هناك شخصيات أجدر على إدارة المرحلة، طارحين أسماء بديلة تمنوا وجودها ضمن التشكيل الجديد.

لن تستمر

وتوقع ناشطون وخبراء ألا تستمر الحكومة الجديدة طويلا.

أستاذ العلوم السياسية، عبد الله الشايجي، قال إنها "حكومة أشهر معدودة"، مشيرا إلى أنها كالعادة "محاصصة وتوازنات وتضم 3 وزراء من الأسرة الحاكمة، و3 نواب وامرأة".

وكتب الأكاديمي سامي المانع: "تشكيل وزاري.. لا جديد يذكر ولا قديم يعاد.. محاصصة سلبية، واضح فيها تحالف الرئيسين"، قائلا: "وزير الصحة مشروع أزمة، وتوزير 3 نواب من كتلة المعارضة  الـ31 الذين طالبوا برحيل رئيس الوزراء واليوم هم وزراء تحت إمرته".

وتوقع أيضا ألا تستمر الحكومة وألا يستقر المجلس، مضيفا: "لا طبنا ولا غدا الشر!".

ورأى الناشط السياسي عبد العزيز سلطان، أن "التشكيل يمثل حكومة محاصصة قبلية، وكتلا نيابية وبرلمانية، وتعتبر حكومة غير متجانسة هشة غير سياسية"، متوقعا "ألا تستمر طويلا". وقال حمود الشمري: "لو كان رئيس مجلس لوزراء اختار وزراء تكنوقراط أقوياء يواجهون أعضاء مجلس الأمة بالعمل وفق منهجية الإصلاح ومحاربة الفساد والفاسدين لوجد الشعب كله في ظهره يدعمه ويسانده، لكنه اختار حكومة محاصصة لإطالة أمد بقائه في منصبه، وهذا سيكون مكلفا على الوطن وأسرة الحكم والمواطنين".

خيبة أمل

وأرفق ناشطون انتقادهم للحكومة كونها حكومة محاصصة، بالإعراب عن شعورهم بـ"خيبة الأمل والإحباط من التشكيل المعلن".

البرلماني مبارك الخجمة العجمي، عقّب على التشكيل الوزاري قائلا: "نحن أمام حكومة غير متجانسة، وهناك وزراء عليهم ملاحظات عدة، نشعر بخيبة أمل المواطن، خاصة بعد طول الانتظار، كنا ننتظر أن تتعلم الحكومة من تجاربها وأخطائها السابقة وأن تأتي بمنهجية جديدة بدلا من النهج السابق".

وأعرب رئيس المركز "الإقليمي للاستشارات القانونية والإستراتيجية"، مشهور السعيدي، عن أسفه لأن الحكومة "غير متجانسة لمواجهة التحديات المحلية والإقليمية"، مؤكدا "وضوح قصور اختيار فريق عمل وزاري عالي ليواجه قصور الحكومة بالتخطيط والتنمية".

وأضاف: "هي مجرد محاصصة لعبور مرحلة وتجاوزها رغم دعم الفاسدين بالاختيار".

وقال المغرد أبو سارة: "نريد أن نعرف لماذا يضعون قسم الحفاظ على مصالح الشعب وحرياته، والحكومة بكبرها تكره الشعب، أنت الآن تقسم يمين أنك مع مصالح الشعب وحرياته وبالأخير كل قراراتك ضد الشعب ومصالحه، لا ندري الحكومة لماذا تعامل شعبها بالكره، هذا ترى نحن في وباء عالمي على قولكم".

مساومات وترضيات

وانتقد ناشطون تعيين نواب معارضين في منصب وزاري، واتهموا الحكومة بحماية نفسها من النقد، فيما أدان آخرون قبول النواب بـ"المنصب والقفز من مركب المعارضة".

وأكد الناشط سعد العبد الحافظ الدوسري، أن "الحكومة التي تُشكَل بالمساومات والترضيات لاستمرار تحصين رئيس الوزراء، لا يجب أن يتعامل معها النواب، لأن الشعب هو من كلف النواب بحماية حقوقهم ومقدرات البلد والدستور".

فيما قال المغرد أسعد بن عيسى: "بعد التشكيل الوزاري أصبح الكذب والنفاق السياسي واضحا ولا توجد معارضة بالمفهوم السياسي في الكويت، إنما خلافات وصراعات لمصالح التكتلات حسب الهدف، وأصبح الصراخ للإصلاح والحفاظ على المال العام ما هو إلا (قرقاشه) لإسكات الشباب المهموم". وكتب الصحفي حسن المهنا: "سموك عندك 15 وزيرا.. وأخذت شهرين للتشكيل ما فكرت توزر واحد فقط.. واحد عليه أقساط ويدخل جمعيات وساكن أجار ويعالج بالمستوصف وعياله بمدارس الحكومة ومنتظر بيت، وما عنده موقف وسيارته في البراحة ويريد واسطة يوظف عياله، صدقني هذا راح يفيدك أكثر من باقي وزرائك". وسخر أحد المغردين قائلا: "التشكيلة الحكومية مليئة بالكفاءات ناقصها مصبح الرقعي والهبيده". فيما وصفت المغردة منى البغلي، الحكومة بـ"المتناقضة من قبل أن تقسم". الناشط مسلم الشمري، أعرب عن أمنيته أن يضم التشكيل الوزاري "جمال الحربي وزيرا للصحة، فيصل المدلج وزيرا للتجارة والصناعة، جنان بوشهري وزيرا للإسكان والتعمير، عبد العزيز المطيري وزيرا للإعلام والثقافة، رنا الفارس وزيرا للأشغال والبلدية، علي اليعقوب وزيرا للتربية والتعليم العالي، براك الشيتان للمالية".