الأسد ينتجها.. موقع أميركي: هكذا أغرقت مليشيات إيران العراق بالمخدرات

قسم الترجمة | 3 years ago

12

طباعة

مشاركة

أكد موقع "المونيتور" الأميركي أن "الزيادة الواضحة في تهريب المخدرات إلى العراق من حدوده الشرقية والغربية، مع تداعيات عدم الاستقرار في أفغانستان وسوريا، أصبح يثير قلقا متزايدا في بلاد الرافدين".

ومطلع ديسمبر/كانون الأول 2021، دعت "المديرية المكلفة بمكافحة المخدرات" بمحافظة ميسان في الجزء الجنوبي الشرقي من العراق، على طول الحدود الإيرانية، إلى "بناء المزيد من مرافق الاحتجاز في أسرع وقت ممكن؛ بسبب الارتفاع الحاد في عدد الاعتقالات المتعلقة بالمخدرات، وعدم القدرة على إيواء جميع الموقوفين".

ومع ذلك، يبدو- حسب الموقع الأميركي- أن المشكلة تمتد عبر البلاد بأكملها وليست حكرا على ميسان، حيث انتشر أواخر ديسمبر/كانون الأول 2021، هاشتاغ "جوعوهم" في العراق.

ويشير الهاشتاغ ضمنيا إلى "تجويع" الجماعات المسلحة و"الأحزاب السياسية المرتبطة بالمليشيات العاملة في العراق والمتورطة في تجارة المخدرات والتي تستخدم عائداتها لشراء الأسلحة والدعم، بحكم الواقع كمنظمات من نوع المافيا".

ولم تتم الإشارة إلى أي "أحزاب" محددة، ولكن غالبا ما تم استخدام نفس الكلمة خلال الاحتجاجات الحاشدة أواخر عام 2019 التي أسقطت الحكومة في ذلك الوقت للإشارة إلى الجماعات المرتبطة بإيران، وفق "المونيتور".

إنتاج المزيد

وفي العراق، أصبح استخدام الميثامفيتامين - وليس فقط تهريب المخدرات المختلفة - يمثل مشكلة أكبر خلال السنوات الأخيرة، حسبما أفادت عدة مصادر عراقية مقربة من قوات الأمن وداخلها لموقع "المونيتور".

ويشترك العراق في حدود طويلة مع إيران، والتي شهدت زيادة في عدد الأفغان الفارين من وطنهم بعد سيطرة حركة "طالبان" منتصف أغسطس/آب 2021.

وتأتي كمية كبيرة من المخدرات التي يتم تهريبها عبر إيران من أفغانستان منذ سنوات عديدة.

وأفاد المجلس النرويجي للاجئين في 10 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، أن ما بين 4 آلاف و5 آلاف أفغاني يفرون يوميا إلى إيران عبر المعابر الحدودية غير الرسمية، مضيفا أن "ما لا يقل عن 300 ألف أفغاني" دخلوا منذ سيطرة "طالبان".

ويشير هذا إلى ضعف السيطرة على الحدود وما يترتب على ذلك من احتمال زيادة تهريب المخدرات أيضا، خاصة في ظل الوضع الاقتصادي المتردي في أفغانستان بعد الانسحاب الأميركي، بحسب "المجلس النرويجي للاجئين".

وأشار تقرير صادر عن المركز الأوروبي لرصد المخدرات والإدمان نشر في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، إلى أن "أحد الابتكارات المهمة على مدى السنوات الثلاث الماضية كان التنويع في إنتاج ومعالجة كميات كبيرة من الإيفيدرين والميثامفيتامين من قبل الأسر الريفية جنوب غرب أفغانستان".

وأشار الصحفي والخبير في زراعة "خشخاش الأفيون" في أفغانستان، ديفيد مانسفيلد، عبر تغريدة نشرها في 3 ديسمبر/كانون الأول 2021، إلى أن تحليل الصور "يدعم التقارير الواردة من الأرض ويُظهر قدرة متزايدة على إنتاج الإيفيدرين، مع زيادة بنسبة 34 بالمئة في عدد مختبرات الإيفيدرين التي تم تحديدها خلال 2020".

وشدد مانسفيلد على أن المختبرات "التي كانت موجودة بالفعل يبدو أنها تنتج المزيد".

وفي غضون ذلك، تستمر تجارة مخدرات الكبتاغون في الازدهار على الحدود الغربية للعراق.

ووفقا لمصادر أمنية محلية التقى بها الصحفي شخصيا في العديد من الرحلات الصحفية إلى المنطقة الحدودية في السنوات الأخيرة.

واستعادت قوات الأمن العراقية بدعم من التحالف الدولي مدينة راوة التابعة لمحافظة الأنبار، آخر بلدة يسيطر عليها "تنظيم الدولة"، في نوفمبر/تشرين الثاني 2017.

منطقة مهمة

وتشهد الأنبار هجمات أقل لـ"تنظيم الدولة" مقارنة ببعض محافظات العراق الأخرى، مثل ديالى، لكن محافظة الأنبار الصحراوية في الغالب غرب العراق على طول حدود البلاد مع سوريا والأردن والسعودية لا تزال تعمل كمخبأ لـ"تنظيم الدولة"، وكذلك تجار المخدرات.

وتخضع مساحات شاسعة من الأراضي في المحافظة لسيطرة الجماعات المسلحة المرتبطة بإيران، وكثير منها لديها مقاتلون في وحدات "الحشد الشعبي" التي تديرها الحكومة، لكنها تعلن صراحة أنها جزء من "المقاومة" التي تقودها إيران.

وقال الموقع الأميركي: "تم رفض دخول هذا الصحفي (مانسفيلد) مرارا وتكرارا إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة المليشيات التابعة لإيران، بين القائم والرطبة، حيث يعتقد أن معظم عمليات تهريب المخدرات تحدث".

وعبر الحدود في سوريا، غالبا ما أوقفت "حامية التنف" مع جماعة المعارضة السورية المسلحة المدعومة من الولايات المتحدة "جيش مغاوير الثورة"، محاولات تهريب كميات كبيرة من الكبتاغون.

وقال قائد جيش مغاوير الثورة، مهند الطلاع، لـ"المونيتور" في 25 ديسمبر/كانون الأول 2021، إن "التنف منطقة حدودية مهمة، لأنها تقع على المثلث الحدودي بين سوريا والأردن والعراق، وهي حلقة الوصل بين مناطق البلاد الواقعة تحت النظام السوري ودول الخليج العربي عبر الأردن والعراق".

وتضم "التنف" قاعدة عسكرية داخل الأراضي التي تسيطر عليها فصائل المعارضة السورية في الجزء الشرقي من محافظة حمص جنوب دير الزور في البادية.

وكان من المعروف الانتشار العسكري الأميركي الكبير هناك ابتداء من أوائل عام 2016، حيث يواصل التحالف الدولي عملياته هناك.

ولا يعمل "جيش مغاوير الثورة" مع قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد، والمدعومة أيضا من التحالف الدولي، والتي تسيطر على مناطق كبيرة في شمال شرق سوريا.

مواد غير مشروعة

وتقع الأراضي التي يسيطر عليها النظام السوري والمليشيات المرتبطة بإيران، بين منطقة جيش مغاوير الثورة وقوات سوريا الديمقراطية.

وتقع منطقة منع الصراع المحيطة بحامية التنف على حدود العراق والأردن، ويمر عبرها الطريق السريع الرئيس M2 بغداد– دمشق، فيما يقع مخيم "الركبان" للنازحين داخل المنطقة.

وشدد الطلاع على أن هجوم 20 أكتوبر/تشرين الأول 2021، على ثكنة التنف بطائرات مسيرة قادمة من مناطق سيطرة النظام السوري "قد استهدف منازل عائلات جيش مغاوير الثورة"، وأن الحامية وجيش مغاوير الثورة تشكل "عقبة رئيسية" أمام "المشروع التوسعي الإيراني".

ولفت إلى أن "حزب الله اللبناني يستغل الأراضي السورية لزراعة المخدرات وإنتاجها، وذلك أصبح مصدر دخل مهما له في حربه على الشعب السوري".

وتم تأكيد تورط النظام السوري وحزب الله في التجارة الإقليمية للمواد غير المشروعة بما في ذلك الكبتاغون بشكل كبير من خلال العديد من الدراسات في السنوات الأخيرة.

ونشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا مفصلا في 5 ديسمبر/كانون الأول 2021، جاء فيه أن "صناعة المخدرات غير القانونية التي يديرها شركاء أقوياء وأقارب رئيس النظام بشار الأسد قد نمت لتصبح عمليات بمليارات الدولارات، متجاوزة الصادرات القانونية السورية وتحول البلاد إلى أحدث دولة مصدرة للمخدرات في العالم".

وقال الطلاع إن آخر محاولات التهريب العديدة التي لعب جيش مغاوير الثورة دورا في إحباطها كانت في 2 ديسمبر/كانون الأول 2021.

وفي عام 2018، قال الطلاع إن اثنين من المهربين -عراقي وسوري - تم القبض عليهما من قبل المجموعة مع ما يقدر بنحو 1.4 مليون دولار من المخدرات في مايو/آيار من ذلك العام.

وأكد "المونيتور" أنه "بعد مرور أكثر من ثلاث سنوات، استمر تهريب المخدرات وتعاطيها ويبدو أنهما يتزايدان في جميع أنحاء العراق".