"غطاء جاف وأرض بلا طين".. هكذا تضاءلت أحلام لاجئي مخيمات الشمال السوري

12

طباعة

مشاركة

نشر ناشطون صورا تظهر ظروفا مأساوية يواجهها النازحون في مخيمات الشمال السوري بعد هطول الأمطار منذ مساء 19 ديسمبر/كانون الأول 2021.

التقارير الصحفية أفادت بأن ما يترافق مع فصل الشتاء يتجدد كل عام، إذ نزحت آلاف العائلات في مخيمات الشمال السوري البالغ عدد سكانها مليونا و43 ألفا و869 نازحا، يعيشون ضمن 1293 مخيما، وذلك بعدما غمرت مياه الأمطار الخيام المهترئة التي يعيشون فيها.

وتتباين الأرقام من جهة إلى أخرى، فبحسب فريق "منسقو استجابة سوريا" فإن أعداد المخيمات الكلي في (إدلب، درع الفرات، غصن الزيتون)، بلغ 1,489، وعدد الأفراد الكلي: 1,512,764، وتشمل مخيمات عشوائية تتكون من 452 مخيما، وعدد أفرادها 233,671.

الوضع الإنساني

الناشطون على تويتر، نددوا بالأزمة الإنسانية التي يعيشها أهالي المخيمات، وهاجموا النظام السوري الذي يرأسه بشار الأسد، والذي تسبب في هذه الأزمة الإنسانية، بعدما هجر أهالي المدن بسبب حربه عليهم.

ودانوا عبر مشاركتهم في وسمي #مخيمات_الطين #مخيمات_الشمال_السوري، ما وصل إليه حال المخيمات من تحويلها إلى طين وبرك من المياه، ومخيمات تفتقر إلى أبسط متطلبات الحياة الإنسانية، مستنكرين على الأنظمة الدولية والمنظمات الحقوقية صمتها عن حالهم.

مغردون تداولوا الأرقام التي تكشف حجم المعاناة التي يعيشها السوريون المهجرون إلى مخيمات الشمال السوري، معربين عن تضامنهم معهم وتداولوا صورا توثق معاناتهم.

وبحسب صفحة الدفاع المدني السوري، فإن السيول والأمطار والمخيمات باتت قدر النازحين المحتوم كل شتاء، بينما تبقى منازلهم التي هجرهم منها نظام الأسد وروسيا حلما لا يعرفون متى ستتحقق العودة إليها.

ونشرت الإعلامية روشان بوظو، صورة لطفل قدماه غارقتان في مياه السيول، قائلة: "حال الأطفال السوريين في مخيمات النزوح!! عشر سنوات وما زال العالم عاجزا عن تأمين مساكن آمنة تقي حر الصيف وصقيع الشتاء!!".

كما نشرت الصحفية صبا مدور، صورة لخيمة غارقة، قائلة: "في لحظة العاصفة تتحول أحلام النازحين السوريين في مخيمات الشمال من وطن يستوعبهم ويحترم كرامتهم إلى مجرد خيمة تقيهم من المطر وأرضية بلا طين". 

ويلات النظام

فيما هاجم ناشطون النظام السوري، وذكروا بحال المعتقلين في سجون الأسد، مشيرين إلى أن من بالداخل يذوقون ويلات عذاب النظام معهم، ومن بالخارج يعانون من أوضاع مأساوية في مخيماتهم.

الصحفي السوري قتيبة ياسين، أكد أن المعتقلين والمهجرين هما الجرح المفتوح والألم الذي لا يتوقف لحظة ولا يستكين، أما المعتقلون ففي مسالخ الأسد وبيننا وبينهم جيوش روسيا وإيران، متسائلا: "لكن ما حجتنا مع المهجرين في الخيام؟".

الكاتب والباحث السياسي السوري زكريا ملاحفجي، قال: "حتى لا ننسى مليونا ونصف مليون سوري يقطن المخيمات، هجرهم النظام السوري من بيوتهم وأراضيهم، وتتوالى عليهم سنون البرد والتعب".

وكتب طارق الحموي: "أهلنا في المخيمات! إخواننا وأخواتنا في المعتقلات كل المهجرين السوريين في بقاع العالم! كل من ذاق ألما من ظلم الطاغية وأعوانه، هؤلاء يعانون بسبب من وقف مع #الأسد ولم يقدم لهم حلا.. لم ولن ننسى أن الظلم هو سبب ما جرى".

وصمة عار

واستنكر ناشطون صمت المجتمع الدولي الذي يدعي الإنسانية على معاناة السوريين والمنظمات الإنسانية، داعين لإنقاذ النازحين في مخيمات الشمال السوري.

المنسق العام في الثورة السورية عبدالمنعم زين الدين، أشار إلى أن المأساة والمعاناة في مخيمات الشمال السوري، تتكرر كل شتاء، مطالبا كل المنظمات والجمعيات الخيرية وأهل البر، بمد يد العون والمساعدة لأهلنا في المخيمات.

وأضاف: "نعلم يقينا أنه لا خلاص لنا ولهم ولكل السوريين إلا بإسقاط الأسد الذي هجرهم".

الكاتب والباحث أحمد سليمان العمري، كتب: "صور على مرأى من العالم للمهجرين السورين تمثل جرحا لا يبرأ ونجلاء الضمير العربي العميقة؛ نتاج مجزرة إنسانية صاحبها حاكم اؤتمن على شعب كريم فنكل به ومعه الجيش الروسي والطائفي الإيراني، وساهمت كل الأنظمة، وأخص أبناء النحلة الواحدة".

وأكد أحمد العلي أن مخيمات اللجوء في الشمال السوري ستبقى وصمة عار على جبين الإنسانية، ولعنة أبدية على المجتمع الدولي.

وتابع: "عشر سنوات لم يستطع المجتمع الدولي ولا الجامعة العربية ولا دول العالم الإسلامي من حماية لاجئي المخيمات من برد الشتاء وقسوته الذي فتك بالأطفال والنساء والمسنين".

وكتب الحقوقي عبد القادر دياب: "أهلنا إخوتنا في مخيمات العار والذل والهوان، كأنهم ولدوا لتعبث بهم يد الغدر، لقد تخلى هذا العالم المنافق عنهم، لنكن معهم بقلوبنا ودعائنا وهذا أقل ما نقدمه، لله الأمر والمشتكى، لقد بلغ السيل الزبى سنحاسب على تقصيرنا أمام الله والتاريخ والعروبة والإنسانية وهم الصامدون ونحن من خلفهم".