عبدالرحمن بن مساعد.. أمير سعودي يهوى الطرب والتطبيل للعائلة الحاكمة

يوسف العلي | 3 years ago

12

طباعة

مشاركة

"ردودي على تويتر سخف مماثل يحقق لي الانتقام" بهذه الجملة يفسر الأمير السعودي عبد الرحمن بن مساعد آل سعود تغريداته اللاذعة والمثيرة للجدل على موقع التدوين المصغر، ولا سيما تجاه كل من ينتقد سياسة النظام في المملكة العربية السعودية.

ابن مساعد بدا أخيرا وكأنه ناطق ومنافح رسمي عن العائلة المالكة في السعودية على "تويتر" ويعلق على الأحداث السياسية بأسلوب ساخر، حيث تتناول بعض وسائل الإعلام الدولية تغريداته على أنها رد يمثل السعودية رغم أن لا يشغل منصبا رسميا في الدولة.

مغرد ساخر

ولعل آخر المواقف التي صدرت من ابن مساعد، كان هجومه على وزير الإعلام اللبناني المستقيل جورج قرداحي في 3 ديسمبر/ كانون الأول 2021 على خلفية تصريحات سابقة انتقد فيها حرب اليمن، وأيد فيها ما أسماه "دفاع" الحوثيين عن أنفسهم ضد هجمات التحالف السعودي الإماراتي.

ونشر الأمير السعودي تغريدة على حسابه في "تويتر" جاء فيها: "يقول إنه استقال حتى لا يتعرض اللبنانيون في الخليج للأذى!.. لم يكن اللبنانيون ليتعرضوا للأذى في الخليج وأعلنت السعودية ذلك صراحة في بيانها". وأضاف: "كاذب قبل أن يكون وزيرا وحين أصبح كذلك وحين استقال!".

وأرفق الأمير تعليقه بصورة من بيان رسمي جاء فيه: "تؤكد حكومة المملكة حرصها على المواطنين اللبنانيين المقيمين الذين تعتبرهم جزءا من النسيج واللحمة التي تجمع بين الشعب السعودي وأشقائه العرب".

وفي 16 نوفمبر/ تشرين الثاني 2021، دعا ابن مساعد، إلى تغيير علم لبنان واستبدال راية حزب الله به.

وقال على "تويتر" ساخرا: "سيكون من المنطقي جدا أن تستبدل سفارات لبنان علمه بأرزته الجميلة التي كانت تعبر عن جماله وسلمه واخضراره وتنوعه إلى علم الحزب الأصفر الحاكم المطلق للبنان والمتحكم به والمعترف بتبعيته الكاملة لإيران".

وفي 16 نوفمبر/ تشرين الثاني 2021 علق عبد الرحمن بن مساعد، على تصريحات وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، على أزمة لبنان مع الخليج، التي نشأت بسبب تصريحات جورج قرداحي، بشأن حرب اليمن.

وأعاد الأمير السعودي عبر حسابه على "تويتر"، تصريحات تشاووش أوغلو التي أكد فيها استعداد أنقرة للمساعدة في حل الأزمة مع الخليج.

وكتب تغريدة رفض فيها المبادرة التركية، بطريقة ساخرة، رغم صمت الجهات الرسمية عن التعليق على العرض التركي لإنهاء الأزمة مع لبنان.

وكان تشاووش أوغلو قد أعرب خلال مؤتمر صحفي في 16 نوفمبر/ تشرين الثاني 2021 عقده في بيروت مع نظيره اللبناني عبد الله بوحبيب عن أمله في أن يتجاوز لبنان الأزمة التي نشأت بينه وبين عدد من دول الخليج، مؤكدا استعداد تركيا لتقديم أي مساعدة في هذا المجال.

يهوى الانتقام

وعن ردوده اللاذعة التي ينشرها على حسابه في موقع "تويتر" أجاب عبد الرحمن بن مساعد خلال مقابلة مع قناة "العربية" في 31 مايو/ أيار 2018، قائلا: "أحيانا يجذبني أني أرد بنفس مستوى السخف، وأحس أن الرد يحقق لي انتقاما مستحسنا".

وفي 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2021 علق عبد الرحمن بن مساعد على حديث المستشار الأمني السعودي السابق سعد الجبري في برنامج "60 دقيق" عبر شبكة "سي بي إس" الأميركية، والتي تحدث فيها عن "وجود أدلة تثبت رغبة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في اغتيال الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز".

وكتب ابن مساعد على "تويتر" قائلا: "تمخض (الجبري) فولد فأرا. قصص تشبه أفلام الخيال العلمي. مقابلة كوميدية بامتياز"، مضيفا: "ختمها (المقابلة) بتبرير شديد الإقناع لثرائه. بعض الأمور لا تحتاج لدفاع ولا لتعليق. وإن كان لا بد آن لأبي حنيفة أن يمد رجليه".

كما أن للأمير السعودي مواقف عدائية من جماعة الإخوان المسلمين، التي يتهمها بأنها تستغل الدين للوصول إلى السلطة، إضافة إلى أنها تتلقى الدعم من جهات غربية خاصة الولايات المتحدة، على حد زعمه.

ونقل موقع "أنحاء" الإلكتروني السعودي عن ابن مساعد في 24 مارس/آذار 2021 أن "فكرة الفوضى الخلاقة التي بدأ تنفيذها منذ فترة وانتهت بالربيع العربي أدت إلى وصول الإخوان المسلمين إلى الحكم في عدد من الدول".

وتابع: "لا يخفى على أحد التنسيق بين أميركا والإخوان والاتصالات واللقاءات التي بدأت منذ مدة بعيدة وانتهت إلى تفاهم كامل ومصالح مشتركة بين الطرفين ما ساعد أميركا على إيصال الإخوان للحكم هو سوء الأوضاع والفساد والمشاكل المستعصية والمتراكمة في الدول التي حدثت فيها ثورات".

وزعم الأمير السعودي وصول الإخوان إلى الحكم بأنه "صفقة واضحة ومستمرة ولم تتوقف.

وقال: "الإخوان في ثورات الربيع لم يبدأوا التحرك بل ركبوا الموجة حين اشتدت، وانتهى الأمر إلى أنهم خطفوا الثورة من أصحابها وأقصوهم حين وصلوا إلى الحكم".

وأردف، قائلا: "الإخوان على مدى تاريخهم طلاب سلطة ويسعون للحكم، وليس في هذا مشكلة، المشكلة هي التشدق بالديمقراطية وهي عندهم وسيلة للوصول إلى حكمٍ سرمدي"، مضيفا: "أنا مع الحكم الإسلامي، ولكني لا أرى في وصول الإخوان المسلمين تحديدا للحكم أي خير".

شاعر ورياضي

تعليقات ابن مساعد السياسية برزت بشكل كبير مع تولي محمد بن سلمان ولاية العهد بالسعودية، فقد دافع عن سياسات الأخير بالمملكة، ولا سيما عودة الحفلات والأمسيات الشعرية، وذلك خلال مقابلة مع قناة "العربية" في 31 مايو/ أيار 2018.

وردا على سؤال القناة السعودية عن كيفية وصفه لعودة الأمسيات والحفلات الشعرية في المملكة، قال عبد الرحمن ابن مساعد: "شيء يحسب للأمير محمد بن سلمان ولرؤيته الفذة".

ولا يرى ابن مساعد تناقضا في دراسته للقرآن وتذوقه للشعر والفن والموسيقى، مبينا أن الأخيرة لا تدخل في المحرمات وأن هناك "اختلافا كبيرا" بين العلماء في ذلك.

عبد الرحمن المولود عام 1967، هو أحد أبناء الأمير مساعد بن عبد العزيز آل سعود، تخرج في كلية الهندسة، وبينما حفظ القرآن الكريم في سنٍ مبكرة، فإنه بات أحد الشعراء المعروفين بالكتابة للمطربين العرب، منهم محمد عبده، وأصالة نصري، وحسين الجسمي، وآخرين.

كذلك، فإن ابن مساعد هو رئيس نادي الهلال السعودي السابق منذ 2008 وحتى فبراير/شباط 2015، حيث استقال من رئاسة النادي إثر خسارة الهلال أمام نادي الأهلي، وأعلن عام 2018 أنه لن يعود مجددا للتدريب.

ولم يكتف ابن مساعد بكتابة الشعر، وإنما لحن عددا من الأغاني الجميلة كالـ"برواز، وشبيه الريح، ومذهلة" لمحمد عبده، وأيضا لحن لأصالة نصري ونبيل شعيل وغيرهم. وكتب أوبريتات المهرجان الوطني للتراث والثقافة الجنادرية عام 2008.