خلال افتتاح كأس العرب.. كيف فسر ناشطون عرض قطر علم النظام السوري؟

الدوحة - الاستقلال | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

أصبح العلم الشهير الذي يتوسطه ثلاثة نجوم حمراء، أحد رمزيات ثورة مارس/آذار 2011، التي انطلقت في سوريا حاملة شعار إسقاط نظام بشار الأسد.

ومنذ انطلاق الثورة، يقاطع السوريون وشريحة واسعة من العرب علم النظام السوري، ولذلك أثير غضبهم بعد تقديمه ضمن حفل افتتاح كأس العرب في قطر 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، بحضور أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني.

وخلال الحدث، عرض في ملعب حفل الافتتاح علم النظام إلى جانب أعلام الدول العربية مع أغنية وحدوية رفض ناشطون فيها الاحتفاء بنظام قتل الآلاف وهجر الملايين من شعبه.

الحدث كان مثار انتقاد بعض الناشطين الذين تحدثوا عن رمزية علم الثورة السورية ودلالاته بالنسبة لهم، فيما أعرب آخرون عن تفهمهم لخضوع كأس العرب لقوانين منظمة الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، والتي تعترف بنظام الأسد وعلمه ونشيده ولا تلقي بالا للمعارضة.

الناشطون عبر مشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #علم_الثورة_يمثلنا، #كأس_العرب، #صورتك_بعلمك وغيرها، استغلوا الحدث للتذكير بجرائم النظام المستمرة منذ 10 سنوات، وحملاته المستمرة لإبادة الشعب السوري الثائر. 

رمزية العلم

وأشار ناشطون إلى أن "علم الثورة قيمته الأكبر في قلوب ثوار سوريا لأنه غطى جثامين مئات آلاف الشهداء من الثورة"، معلنين إصرارهم وتمسكهم بإسقاط النظام.

الشاعر والصحفي السوري عمر إدلبي، نشر صورة علم الثورة، معلقا بالقول إن "هذا علم حماة الديار. أما القتلة فلا علم لهم ولا ضمير، وتكريس عصابة الأسد كنظام شرعي من قبل منظمات دولية لم نعرف عنها إلا الفساد والتواطؤ وتجاهل قضايا الشعوب العادلة عار عليها لا ينال من عزيمتنا وسعينا للحرية".

ونشر الفنان التشكيلي ورسام الكاريكاتير عمار آغا القلعة، صورة لعلم الثورة، قائلا: "علم المليون شهيد هو الوحيد الذي يعبر عن الشعب السوري، شاء من شاء وأبى من أبى، ولن يتخلى شعبنا الحر عنه حتى النصر القادم لا محالة، فافعلوا ما طاب لكم يا نواطير العرب.. والأيام دول".

وقال الصحفي محمد الضيباني عن راية الثورة "المجد لهذا العلم، وللدماء الطاهرة التي سفكت وهي تكافح من أجل الحياة الكريمة والحرية والعدالة".

ولفت محمد الضاهر، إلى أن علم الثورة السورية قبل تاريخ 2011 لم يكن له أي دلالة أو رمزية، وبعد هذا التاريخ اكتسب قدسية لأنه يمثل أطهر وأكبر ثورة عرفها التاريخ.

وأكد محمد خير كنجو: "ومازلنا وسنبقى مصرين على إسقاط العصابة الأسدية المجرمة، وسيبقى هذا العلم يمثلنا رغم عن أنف النظام العربي والعالمي المتواطئ مع السفاح"، ناشرا صور ابنته رافعة لافتة مكتوبا عليها "ومازال الشعب يريد إسقاط النظام".

علم الأسد

فيما أعرب ناشطون عن استيائهم من رسم علم النظام السوري ذي المقدمة الحمراء على أرض الملعب، مشيرين إلى أن تحت هذا العلم قصفت مدن بالأسلحة الكيماوية والبراميل وهتكت أعراض واستبيحت أعراض ونكلت بعائلات وهجرت الملايين.

مدير مركز لندن لإستراتيجيات الإعلام أحمد رمضان، أوضح أن أي سوري حر لا يشعر أن من يلعب في كأس العرب في قطر هو فريق يمثل سوريا أو السوريين بل هم حفنة رضوا أن يكونوا واجهة لمستبد وضيع ونظام مجرم.

واعتبر أن إصرار فيفا على رفع علم بشار الأسد إهانة للإنسانية والكرامة ويقوض أخلاق الرياضة لحساب ألاعيب السياسة.

وقال مصطفى إبراهيم: "اللعنة على السياسة التي من أجلها نسكت المظلومين وننصر الظالمين ونبعد المحتاجين ونقرب المترفين"، مؤكدا أن "الحياة بلا شجاعة بلا مواقف قوية تجاه الظالم بلا كلمة حق بلا إعراض عن الظالم بلا وقفة مشرفة مع المظلوم بلا الدفاع عنه بكل السبل هي حياة رخيصة حقيرة لا قيمة لها"، وفق تعبيره.

ورأى طارق مديناجلو، أن علم الأسد ارتبط بالإجرام والقصف والقتل والاعتقال والكيماوي والاغتصاب والقمع.

رئيس مجلس إدارة منظمة ناشطون لأجل الحرية أحمد العبدالقادر، أشار إلى أن آلاف الشهداء وملايين المُهجرين، وآلاف المعتقلين في مذابح نظام الأسد ومليشياته الإيرانية، كل هذا يمثله نظام الاسد بعلمه الدموي.

وأردف: "الثورة السورية كانت وستبقى وسام شرف لكل من نصرها ووقف معها مهما تخاذلوا ومهما حاولوا تلميع الأسد السفاح هو ساقط ساقط".

بروتوكول فيفا

في المقابل انتقد ناشطون حفاوة البعض بتزيين الملعب القطري بعلم النظام واعتباره دلالة على تخلي قطر عن دعم الثورة، مؤكدين أن ما حدث ما هو إلا بروتوكول للجهة المنظمة ولا يحمل أي دلالة.

صندوق قطر للتنمية مع الهلال الأحمر القطري وقع في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، على منحتين لتوفير مساعدات لنازحين ولاجئين سوريين.

الأولى مساعدات شتوية لـ30 ألف نازح سوري في شمال غربي سوريا، وخدمات لنحو 37.5 ألف لاجئ في بلدة عرسال شرقي لبنان.

والثانية تشمل حفر 10 قنوات مائية وإنشاء 500 حاجز إسمنتي حول مخيمات اللاجئين في بلدة عرسال اللبنانية، بهدف الحدّ من مخاطر تدفق مياه الأمطار إلى داخل الخيام، بالإضافة إلى توزيع مواد ومستلزمات مشابهة لتلك المخصصة للنازحين.

وتأتي الاتفاقات تنفيذا لتعهد دولة قطر بتقديم 100 مليون دولار أميركي للتخفيف من وطأة الكارثة الإنسانية السورية، الذي تم الإعلان عنه في مؤتمر بروكسل الخامس لدعم مستقبل سورية والمنطقة".

وقال الكاتب والصحفي السوري قتيبة ياسين: من ذلهم وهوانهم وتبعيتهم يعتبرون أن رفع فيفا علم الأسد في كأس العرب هو فوز عظيم ويقولون "قطر رفعته مرغمة" مع أن علم الحرية "كايدهم" يرفرف على السفارة السورية في الدوحة، مشيرا إلى أنه غدا في كأس العالم سيأتي منتخب الاحتلال الإسرائيلي وستواجه قطر نفس المعضلة.

وأوضح الصحفي عبدالمنعم محمود، أن فيفا تتعامل مع النظم والأعلام الرسمية فقط للأسف، وما زال النظام ممثلا في الأمم المتحدة بعلمه وممثلا ببشار الأسد، مشيرا إلى أن المعارضة السورية هي الممثل الدبلوماسي في الدوحة.

واقتبس محمد زيد الطائي تغريدة تقول: "رغم معرفتي بأن هذا الحدث يقام تحت مظلة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) وأنها هي من تختار الأعلام الممثلة للدول المشاركة، إلا أننا لا نعترف إلا بعلم الحرية ولتذهب فيفا مع علم الأسد إلى الجحيم".