رفضوا تدخل الجامعة العربية.. كيف يرى ناشطون حل أزمة السودان؟

12

طباعة

مشاركة

منذ انقلاب رئيس المجلس العسكري السوداني عبد الفتاح البرهان، في 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021، وحل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين، وإعلانه حالة الطوارئ، واعتقاله قيادات حزبية ووزراء ومسؤولين، بينهم رئيس الحكومة عبد الله حمدوك الذي تم توقيفه لفترة، يبدع المحتجون في إعلان رفضهم للانقلاب ومطالبتهم بـ"مدنية" الدولة.

وفي استعادة لتحركاتهم إبان ثورتهم التي أسقطت الرئيس السابق عمر البشير، دعا "تجمع المهنيين السودانيين" إلى العصيان المدني يومي 7 و8 نوفمبر/تشرين الثاني 2021؛ رفضا للانقلاب العسكري، وللمطالبة بعودة الحكومة المدنية والإفراج عن المعتقلين السياسيين، داعين إلى وضع المتاريس في الشوارع الرئيسة؛ لوقف حركة المرور وإنجاح العصيان.

والمتاريس هي حواجز يستخدمها المتظاهرون كسلاح لمواجهة السلطات العسكرية التي تحاول فض احتجاجاتهم والاعتداء عليهم واعتقالهم، وغالبا ما يستخدمها السودانيون كوسيلة ضغط ينالوا بها حقوقهم المطلبية، ويرفعونها في ثوراتهم كشعار لهم.

وفرقت الشرطة السودانية في 7 نوفمبر/تشرين الثاني 2021 وقفة احتجاجية خرجت في الخرطوم احتجاجا على قرارات البرهان، وأطلقت الغاز المسيل للدموع، في استمرار لمواجهة قوات الأمن للمحتجين واستخدام أساليب قمع عنيفة، أسفرت عن مقتل وإصابة العديد من المحتجين.

وأكدوا أن الشارع هو سيد الموقف وصاحب القرار وقال كلمته وفي طريق ثورته ماض دون توقف حتى يسقط الخونة والعملاء ويطهر كافة مؤسساته منهم بالكامل ويبدأ في بناء دولته التي يرمي إليها، مطالبين بإبعاد الجيش عن المشهد السياسي والاقتصادي وحل مليشيات "الجنجويد" ودمج الحركات.

وعد ناشطون تدخل جامعة الدول العربية التي أرسلت وفدا رفيع المستوى من أمانتها العامة إلى السودان؛ بهدف معالجة "الوضع المتأزم" نذير شؤم، سيزيد الأزمة سوءا ويطيل أمدها، متحدثين عن "ضعف" الجامعة وفشلها في حل أغلب القضايا العربية، وأنها لا تملك قرارها وإنما تتبع سياسات وأجندة خارجية.

غضب واستياء

الناشطون أعربوا عن غضبهم واستيائهم من "النهج العنيف" الذي تتبعه السلطات السودانية، مستنكرين شن حملات اعتقال موسعة لرافضي الانقلاب.

وتداول الناشطون أنباء عن اعتقال 35 مدرسا شاركوا في وقفة مناهضة لقرارات قائد الجيش في مقر وزارة التربية بالخرطوم، وأخرى عن اعتداء على الطلاب بجامعة الخرطوم.

ونشر أحد المغردين مقطع فيديو يظهر اعتقال قوات بزي الجيش لأعضاء من لجان المقاومة، معربا عن أسفه على أن "انتهاء قيمة ورمزية الجيش عند الكثيرين بممارسات المعتوه البرهان".

وأضاف: "عندما يتساوى الجيش مع الدعم وجهاز الأمن كأداة بطش للمواطنين".

وأشار الكاتب المستقل محمد مصطفى إلى أن "مجلس العمداء بجامعة الخرطوم اتخذ قرار إغلاق الجامعة بعد الاعتداءات التي نفذتها مليشيات الانقلابي ضد الطالبات والطلاب"، قائلا: "لم تكتف مليشيات البرهان باقتحام الداخليات وضرب وإهانة الطالبات والطلاب فقط، بل قامت بنهب هواتفهم وأموالهم وكل متعلقاتهم الشخصية". ووصف مغرد بحساب "شهد" القوى العسكرية في السودان بـ"المجرمة؛ لأنها تعتقل من يعبر بسلمية عن رأيه"، مضيفا: "الجيش السوداني إلى مزبلة التاريخ".

وأعرب ناشطون عن إيمانهم بأن "العصيان المدني الشامل وما يشمله من طرق ووسائل مبتكرة للإعلان عنه وتنظيمه يعد سلاحا قويا فتاكا إذا تم تطبيقه بحزم، يستطيع تركيع الانقلاب الراجف في أيام قليلة وقطع الهواء عنه".

رسالة للجامعة العربية

وندد ناشطون بتدخل جامعة الدول العربية في الشأن السوداني، خاصة أن أمينها أحمد أبو الغيط يتبع سياسات النظام المصري الذي رفض الانضمام إلى البيان الرباعي الذي وقعت عليه كل من أميركا وبريطانيا والإمارات والسعودية لرفض الانقلاب والدعوة لمدنية الدولة.

الناشط سيف الدين فضل سخر قائلا إن "وفدا من روضة (جامعة) الدول العربية سيقوم بزيارة السودان لتأييد الانقلاب من تحت الطاولة، يجب أن نلعن الوفد، خاصة أن الجامعة هي ذراع الخارجية المصرية، فلنبن لهم ترسا عاليا بالتايملاين يليق بمقدار عفانتهم".

وأشار المغرد مصطفى السيد إلى أن "المعروف أن جامعة الدول العربية كالعادة تقف مع العسكريين طبقا للسياسة المصرية". المغردة باسم "الكنداكة سوزان" وجهت رسالة للأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، قائلة: "الكلام يبقى مع الشعب السوداني وليس مع أي مكون آخر واحنا بنقول".

إجرام البرهان

الناشطون صبوا غضبهم على البرهان، وعددوا جرائمه على رأسها الانقلاب، مثنين على دور الشارع وصموده في وجه البرهان وقراراته.

المدون إبراهيم حوشا تساءل: "هل البرهان بحملات الاعتقالات التي يقوم بها يتوقع أن توقف الاحتجاجات ويخضع الجميع لحكم الاحتلال؟"، مستنكرا أن "هذه هي نفس عقلية كل الجنرالات، كالبشير الذي ملأ السجون حتى فاضت وسقط".

وأضاف: "يا برهان لن تحكم إلا إذا قمت باعتقال كل الشعب".

المغرد أبو هاني نشر صورة البرهان أثناء وضعه يديه على المصحف لأداء اليمين، قائلا: "جنرال في أول خمسة أيام من بداية حكمه قتل 15 وجرح 300 من أبناء شعبه، قطع الإنترنت وكافة وسائل التواصل".

وتابع: "تم الاستيلاء على كل الاحتياطي من النقد الأجنبي والذهب من بنك السودان، واختطاف وحجز رئيس الوزراء المدني وطاقمه الوزاري، وإطلاق سراح الكيزان (نظام البشير) وإعادة تمكينهم في قطاعات الدولة".

الناشط حسن نور الدين قال إن "البرهان بدل الاستماع لصوت الشارع اختار أن يكون رجل إسرائيل في السودان، وستدعمه بكل ما تملك لأنه ضالتها التي تبحث عنها عبر الزمن"، مؤكدا أن "الشارع السوداني سيقلب كل الموازين و الخطط التي تقود لعهد شمولي".