"البرهان على خطى السيسي".. من وراء الانقلاب العسكري في السودان؟

12

طباعة

مشاركة

أثارت الإجراءات التي أعلنها القائد العام للجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، صباح الإثنين 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021، بحل مجلسي السيادة والوزراء، وإعلان حالة الطوارئ في البلاد، غضب الناشطين على "تويتر"، واعتبروها "انقلابا عسكريا مكتمل الأركان".

وفي بيان مقتضب للبرهان عبر التلفزيون الرسمي، قال إن "الجيش سيشكل حكومة كفاءات وطنية مستقلة، لحين إجراء الانتخابات المقبلة، وتسليم السلطة للمنتخبين".

وزعم أن الجيش ملتزم بـ"الوثيقة الدستورية" للعملية الانتقالية، لكنه في الوقت ذاته أعلن تعطيل عدد من بنودها، مع التعهد بالالتزام بالمواثيق الدولية التي أبرمت خلال الفترة السابقة.

وجمد البرهان ما يعرف بـ"لجنة التمكين" (حكومية)، ومراجعة آليات عملها وأهدافها، والتي عملت خلال الفترة الماضية على ملاحقة وفصل المنتمين للنظام القديم كافة، وأقال جميع ولاة الولايات، وتكليف الأمناء العامين للوزارات بتسيير أعمال وزاراتهم. 

كما اعتقلت قوة عسكرية وزراء ومسؤولين، وسط أنباء عن وضع رئيس الوزراء عبد الله حمدوك قيد الإقامة الجبرية في منزله.

الناشطون أكدوا عبر تغريداتهم في وسوم عدة أبرزها، #لا_للانقلاب_العسكري، #انقلاب_السودان، أن السودان يستعد لظهور "سيسي جديد" في إشارة إلى انقلاب رئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي على الشرعية والمدنية وترسيخه حكم العسكر.

وشددوا على أن البرهان يستنسخ تجربة انقلاب السيسي على الرئيس الشرعي الراحل محمد مرسي في يوليو/تموز 2013، ومن ثم التخلص من كل السلطة المدنية، بدعم وتخطيط وتمويل نفس الدول.

وأشار الناشطون إلى أن "البرهان يكرر تجربة سيناريو سيسي مصر"، لافتين إلى أن المجلس العسكري في السودان يماطل منذ شهور في تسليم السلطة للمدنيين و"كان يصعد لغة الخطاب، إلى أن وصل اليوم إلى اعتقالات وفرض الإقامة الجبرية بصفوف المدنيين بمجلس الحكم".

وشددوا على أن إعلان حالة الطوارئ "بداية لفصل جديد من تقييد الحريات وانتهاكها وإطلاق يد العسكر على الشعب"، متهمين دولا عرفت بتوصيف "محور الشر" بالتخطيط لتنفيذ انقلاب السودان وتمويله، على رأسهم مصر والسعودية والإمارات.

حكم العسكر

وحذر ناشطون من خطورة حكم العسكر، إذ رأى رئيس مجلس إدارة منظمة "سند" السعودية، سعيد بن ناصر الغامدي، أنه "بعد (الملاعنة) السرية بين عسكر السودان واليسار الاستئصالي، جاءت اليوم (الملاعنة) العلنية، وقد تتحول الملاعنة إلى مطاعنة".

الإعلامي المصري أسامة جاويش، أكد أن "العسكر إذا حكموا بلدا أفسدوه وجعلوا أعزة قومه أذلة، واعتقلوا مدنييه، وحجبوا إعلامه، وسيطروا على السلطة دون شريك"، مشيرا إلى أن "عساكر السودان يطيحون بالمكون المدني داخل مجلس السيادة ويحتجزون رئيس الوزراء حمدوك ولكن الشعب لهم بالمرصاد". وأشار المغرد عثمان المختار، إلى أن "المنطقة لم تحصد من الانقلابات العسكرية إلا الموت والجوع والغلاء والتعسف والطائفية والعنصرية والتخلف"، معربا عن تفاؤله بأن "الأمل مازال بالشارع الذي أظهر وعيا كبيرا خلال الأيام الماضية". ورأى الناشط عبدالله صالح أن "الانقلاب العسكري في السودان يعيد الدكتاتورية العسكرية ويعيد فرض حالة الطوارئ، وكأنه نسخة مما جرى في مصر"، متوقعا أن "يعطي جرعة مقوية لبلدان المنطقة المتأزمة كليبيا وتونس والجزائر وغيرها كي تحذو حذو ما فعله العسكر هناك، إنها رصاصات رحمة توجه لما تبقى من الربيع العربي".

استنساخ السيسي

وشدد ناشطون على أن البرهان يسير على خطى السيسي في انقلابه على مرسي في يوليو/تموز 2013، مشيرين إلى أن "عسكرة المنطقة قائمة على قدم وساق لتكون الكلمة العليا لهم ولا يكون حكم مدني مطلقا".

وكتب حساب باسم "ذات": "على خطى السيسي في السودان، انقلاب عسكري وحملة اعتقالات على الشق المدني من السلطة، ووضع حمدوك تحت الإقامة الجبرية، البرهان قرر اختطاف ثورة الشعب السوداني والانفراد بالسلطة، وبهذا حلم الدولة المدنية تبخر إلا إذا الشعب نزل للشارع لينقذ الموقف".

وأفاد المغرد "المجتبي"، بأن "السيسي هو من وضع خطة الانقلاب، وبرهان السودان نفذ حسب توجيهات أبوظبي".

وعرف الكاتب سليم عزوز، انقلاب السودان، بأنه "انقلاب السيسي على محمد البرادعي وحمدين صباحي والسيد البدوي شحاتة وباقي فرقة حزب جبهة الإنقاذ الوطني، وليس انقلابا على حكومة منتخبة!"، مؤكدا أنه "ضد الانقلابات كافة".

محور الشر

برز حديث الناشطين عن دور "دول محور الشر" في دعم الانقلاب بالسودان.

خبير التخطيط الإستراتيجي وإدارة الأزمات، يحيى الحسن، نشر تغريدة للباحث اليهودي إيدي كوهين، يزعم فيها، أن "ما يجرى في السودان ليس انقلابا بل تصحيحا للثورة المباركة والتخلص أخيرا من حزب البعث والأحزاب القومية". 

وعقب بالقول إن "دول محور الشر والصهيونية العالمية لتقسيم السودان وتعطيل الحياة تعمل مع العملاء والخونة"، مضيفا أن "زيارات عبدالوهاب السيسي (في إشارة إلى عبدالفتاح البرهان) لمصر والإمارات وإسرائيل جعلتنا منذ فترة نؤمن بالارتهان الخارجي وأن الانقلاب تم بدعمهم".

الإعلامي أحمد عطوان، أشار إلى أن "السيسي كان وزيرا للدفاع والقائد العام للجيش في أول حكومة يكلفها أول رئيس منتخب بعد ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011، لكن لم يكتف بذلك وأطاح بالرئيس المدني لينفرد بالسلطة"، لافتا إلى أن "البرهان كان رئيس المجلس السيادي بعد ثورة السودان ومعه المكون المدني لكن انقلب وأطاح بهم لينفرد بالسلطة". الناشط عبدالله إبراهيم، أشار إلى أن "انقلاب البرهان على خطى انقلاب السيسي جاء بمباركة أميركية ورعاية إقليمية ضد إرادة السودانيين والمصريين"، داعيا "كل حر أن يقول لا للانقلاب العسكري سواء في السودان أو مصر أو في أي مكان". 

وأضاف أن "هذه المنطقة من حقها أن تنعم بالديمقراطية وأن تكون جيوشها في خدمتها وخدمة شعوبها".

من جانبه، وصف "علي" ما حدث في السودان بأنه "انقلاب مكتمل الأركان تقوده الإمارات"، قائلا: "حط البرهان مكان السيسي وسيتم نشر الفقر بالتساوي على جموع الشعب السوداني، وسيتم نشر المشانق وفتح المعتقلات لكل من يطلب بالحرية، الدولة العميقة في السودان تجهز الإعلامي عمرو أديب السوداني وأحمد موسى الكردوفاني".