سعيد جليلي.. مرشح سابق لرئاسة إيران يقترب من تولي حقيبة الخارجية

يوسف العلي | 3 years ago

12

طباعة

مشاركة

بعد حسم انتخاب إبراهيم رئيسي، رئيسا للجمهورية في إيران، فإن أولى الشخصيات التي تتكهن الصحافة الإيرانية بتوليها منصبا مهما ومحوريا بالحكومة المرتقبة، هو سعيد جليلي، إذ يجري الحديث عن قرب تسميته إما نائبا للرئيس أو وزيرا للخارجية.

وكشفت صحيفة "شرق" الإيرانية، في 20 يونيو/ حزيران 2021 عن ملامح تشكيل حكومة رئيسي، مشيرة إلى أن سعيد جليلي مرشح بارز لأكثر من منصب، أولها نائبا أولا للرئيس، والثاني وزيرا للخارجية، أما الثالث فقد يتسلم الأمانة العامة لـ"مجلس الأعلى للأمن القومي".

مرشح رئاسي

كان جليلي من أبرز المرشحين للانتخابات الرئاسية الإيرانية في 18 يونيو/ حزيران 2021، إلا أنه أعلن انسحابه من السباق الانتخابي بشكل مفاجئ قبل يومين فقط من يوم الانتخابات، وذلك لصالح المرشح إبراهيم رئيسي.

وذكرت صحيفة "الشرق" الإيرانية التي تعود للإصلاحيين في تقريرها أن جليلي اتفق مع رئيسي على الانسحاب من سباق الرئاسة مقابل تولي الأول منصب وزير الخارجية في الحكومة الجديدة.

وفي انتخابات الرئاسة الإيرانية عام 2013، كان جليلي من أبرز المرشحين أيضا.

وأفردت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية في مطلع يونيو/ حزيران من العام نفسه، موضوعا كبيرا عن سعيد جليلي، اعتبرته فيه المرشح الأبرز في السباق الانتخابي الإيراني ووصفته في عنوان التقرير بأنه "راديكالي معاد للغرب يتقدم في السباق".

أما في مايو/ أيار 2013، قال جليلي خلال مقابلة له مع صحيفة "فايننشال تايمز" الأميركية، إنه "في حال انتخابي سأروج لأفكار التقدم والعدالة والمقاومة. كلما اعتمدنا على ديننا ومبادئنا، كلما زادت قدرتنا على المضي في طريق التقدم ومقاومة الضغوط".

وفي حينها تصدر شعار "المقاومة رمز التقدم" و"حياة طيبة" المواقع الإلكترونية المؤيدة لجليلي، كما كان يتمتع بدعم رجل الدين الإيراني الراحل مصباح يزدي، وهو الداعم السابق للرئيس السابق أحمدي نجاد.

وكان جمهوره يستقبله في جولاته الانتخابية بوصف "الشهيد الحي" (في إشارة إلى ساقه التي فقدها في الحرب)، وحين ينبري جليلي خطيبا ترد عليه بين الفينة والأخرى جموع الحاضرين برفع رايات "حزب الله" وأعلام فلسطين ومرددة شعار "لا تنازلات.. لا تقديمات.. فقط جليلي!".

يعتقد بعض المراقبين أن سعيد جليلي هو "نجاد رقم اثنين"، ويستدلون على ذلك بتشابه الأصول الاجتماعية والانتماءات الأيديولوجية الشعبوية والتوجهات السياسية، وإن كان الأول لن يقدم على الأرجح على اجتياز المدى الذي بلغه الرئيس السابق في مواجهة مقام المرشد الأعلى علي خامنئي مؤخرا.

ويشدد جليلي على انحيازه السياسي والفكري على النحو التالي، "-يا علي- هي مفتاحنا للنصر، فقد سمعناها في لبنان مع انتصار حزب الله، وسمعناها في إيران في مقاومتنا للكيان الصهيوني، لقد أظهرنا قدراتنا تحت هذا الشعار".

جليلي تقدم مرتين لانتخابات البرلمان عن مدينة مشهد، الأولى في انتخابات البرلمان السادس في العام 2000، ومرة أخرى في انتخابات البرلمان السابع في العام 2004، ولكنه لم يوفق في المرتين.

دبلوماسي ثوري

جليلي من مواليد مشهد عام 1965 ويتقن الإنجليزية والعربية، فضلا عن الفارسية، حاصل على الدكتوراه في العلوم السياسية، ويعرف بولائه الشديد لمؤسسات الجمهورية الإسلامية، وهو مقرّب من المرشد الأعلى علي خامنئي، ويصنف أنه من "عتاة المتشددين الأصوليين".

بدأ حياته الدبلوماسية عندما عيّنه الرئيس الإيراني الراحل هاشمي رفسنجاني بين 1989 و1997 ملحقا دبلوماسيا في أميركا الشمالية وهو في الـ24 من العمر.

تولى دائرة شؤون أوروبا وأميركا بوزارة الخارجية، وبعدها عمل في مكتب علي خامنئي، مديرا لدائرة التفتيش بين 2001 و2005.

وكان جليلي مثله مثل باقي قيادات الصف الأول في إيران، قد قطع دراسته للمشاركة في الحرب على العراق (1980 و1988) وأصيب في ساقه اليمنى إصابة بالغة لازمه أثرها.

بعد انتهاء الحرب عمل جليلي محاضرا في الجامعة وألقى سلسلة محاضرات بعنوان "دبلوماسية النبي محمد"، ثم انضم إلى وزارة الخارجية الإيرانية في العام 1989.

وكان سكرتيرا للمجلس الأعلى للأمن القومي بين عامي 2007 و2013، كما ترأس في تلك الفترة وفد هيئة التفاوض حول الملف النووي الإيراني. كذلك شغل سابقا منصب نائب وزير الخارجية للشؤون الأوروبية والأميركية.

وفي عام 2001 ، جرى تعيينه مديرا أول لتخطيط السياسات في مكتب المرشد الأعلى.

 في 20 أكتوبر/تشرين الأول 2007، أصبح مسؤولا عن المفاوضات النووية حتى 10 سبتمبر/ أيلول 2013 عندما جرى تعيين علي شمخاني في منصب سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي، وأحيل ملف التفاوض إلى حكومة حسن روحاني.

فور تركه منصبه المتعلق بالملف النووي، جرى تعيين جليلي من قبل المرشد الأعلى كعضو في مجلس تشخيص مصلحة النظام، ثم ترشح في الانتخابات الرئاسية.

ويعد جليلي صديقا حميما قديما للرئيس أحمدي‌ نجاد، وكان اختياره الأول لمنصب وزير الخارجية، إلا أنه لم يقدمه بسبب بعض "المصالح".

كما أن جليلي هو من صاغ خطاب أحمدي‌ نجاد إلى الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الابن. لذا يعتبره البعض "المهندس الرئيسي لقمع الاحتجاجات في إيران" بعد انتخابات 2009.

ويحظى جليلي بعلاقات وثيقة مع مؤسسة الحرس الثوري، ويستدل بعض المراقبين الغربيين على ذلك بخلفيته في الحرب العراقية - الإيرانية وبمنحه تغطية واسعة واستثنائية لنشاطاته الانتخابية من وسائل الإعلام القريبة من الحرس.

مؤلفات وآراء

ترز مؤلفاته فكره واعتقاده الديني العميق، فكتابه الأول يحمل اسم "السياسة الخارجية لرسول الإسلام"، في حين عنون كتابه الثاني "الفكر الإسلامي في القرآن".

كانت أطروحته للدكتوراه بعنوان "نموذج الفكر السياسي في الإسلام كما ورد في القرآن الكريم".

يشدد جليلي على خيار المقاومة السياسية والاقتصادية، ويربطه بالتزام ديني لا يتزعزع، ما يجعله قريبا من دوائر نافذة في إيران مثل التيار الأصولي وجمعيات رجال الدين المتبنية هذا الخط.

وبخصوص القضية الفلسطينية، أعلن سعيد جليلي في 12 يونيو/ حزيران 2021، ضمن إطار حملته انتخابات الرئاسة الإيرانية عن استعداد بلاده لدعم فلسطين وقضيتها "المشروعة" بأي ثمن.

وقال أمام حشد من مؤيديه في مدينة كركان الواقعة شمال إيران، إن بلاده على استعداد لدعم الشعب الفلسطيني في "نضاله في سبيل الحرية وتقرير المصير"، حسبما ذكرت قناة "برس تي في" الإخبارية الإيرانية.

وفي 4 فبراير/ شباط 2013، قال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي إن إسرائيل "ستندم على الهجوم الجوي الذي شنته على سوريا الأسبوع الماضي".

وقال جليلي خلال تصريحات صحفية من سوريا، إن "الكيان الصهيوني مثلما ندم على حروبه ضد جنوب لبنان وقطاع غزة سيندم على هذا العدوان الذي قام به ضد سوريا".

وأضاف "العالم الإسلامي لن يسمح بأي هجوم على سوريا".

وكرر موقف إيران من حل أزمة سوريا وقال إن "الشعب السوري وحده من يقرر مصيره والحل يجب أن يكون ضمن الحوار".

كما اعتبر أن برنامج سياسيا طرحه رئيس النظام السوري بشار الأسد سيكون الأساس المناسب للحوار الوطني، وقال إن الحل العسكري ليس مخرجا "والتدخل الأجنبي والممارسات الإرهابية وأعمال العنف كلها مدانة".

وأضاف جليلي، في مؤتمره الصحفي بالسفارة الإيرانية بالعاصمة السورية دمشق، أن "النظام السوري الذي صمد لسنوات أمام السياسات العدوانية يتمتع بدعم شعبه.. الشعب السوري اختار طريق العزة عندما اختار طريق دعم المقاومة ونهجها"، وفق وصفه.